خاص| الآثار ترد.. هل سيتم نقل مآذن ميدان السيدة عائشة؟
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
يُعد ميدان السيدة عائشة أحد أهم الميادين في مصر، وهو يتميز بإطلالة رائعة من مجموعة نادية من الآثار الإسلامية أولها جامع السيدة عائشة، وقلعة الناصر صلاح الدين الأيوبي، وجامع المسيح باشا، وجامع قانصوه الغوري، وعدد من الأضرحة والمقامات، وعلى مسافة غير بعيدة مدرسة السلطان حسن وجامع الرفاعي، ثم عدد من المآذن الشهيرة التي تعتبر علامة من علامات الميدان.
وتعد مئذنة قوصون ومئذنة التربة السلطانية من أهم معالم الميدان الذي يتعرض الآن لعملية تطوير شامل، لكل عناصره سواء أثر أو غير أثر، وجاء ضمن تلك العمليات ما تردد حول الاستعداد لنقل المئذنتين السابقتين من الميدان، وقد بدأت تلك الأقاويل تزامنًا مع بدء عملية ترميم المئذنتين، وما صاحب عملية الترميم من ترقيم للأحجار وهو ما لا يتم إلا في حالة الاستعداد لنقل الأثر.
تصريح خاصومن ناحية قال الدكتور أبو بكر عبد الله رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية في المجلس الأعلى للآثار، في تصريحات خاصة إلى الفجر، إنه لا نية لنقل المئذنيتن من الميدان، فما يتم حاليًا هو عملية ترميم وصيانة شاملة لهما، فقط قد يتم النقل عدة أمتار للخلف إن دعت الضرورة لذلك حسب دراسة التربة.
نفي للنقلونفى عبد الله ما تردد حول أن المئذنتين سيتم نقلهما خارج ميدان السيدة عائشة في إطار خطة تطويره الشاملة، وأن كل ما يحدث هو في إطار عملية الترميم التي ستطال كل الآثار المحيطة بالميدان ليعود إليه رونقه وجماله.
مئذنة قوصونأنشأها الأمير المملوكي البحري الأمير سيف الدين قوصون الساقي الناصري، وذلك عام 736هـ/ 1336م، وتقع في شارع سيدي جلال؛ القادرية؛ السيدة عائشة بحي الخليفة بمدينة القاهرة، وسيف الدين قَوصُون بن عبد الله الساقي الناصري المولود عام 1302م والمتوفي في 1342م كان أميرًا من أمراء الدولة المملوكية وعاصر ثلاثة من السلاطين وهم الناصر محمد بن قلاوون، والمنصور أبو بكر بن الناصر، والأشرف كُجُك أيضًا بن الناصر محمد، الذين حكموا ما بين عامي 1310 و1342م.
مئذنة التربة السلطانيةوهي المئذنة الخاصة بضريح هي السيدة خوند أردوكين والتي تزوجت من الأمير خليل بن قلاوون عام 682هـ ولما توفي والده تولى هو العرش ولقب بالأشرف، وصارت هي الخوند الكبرى أو السيدة الأولى
ويذكر بدر الدين العيني أنه أمر السلطان الأشرف خليل أن يكتب إلى المباشرين بدمشق بكتابة اسمه على مائة شمعدان مكفت وخمسين شمعدان ذهب ومثلهم فضة ومائة وخمسين سرجا مزركشا ومثلها مخيشا ويجهزون ألف شمعة وأشياء كثيرة من هذا الصنف استعدادا لولادة زوجته بنت نوغية، والتي كان قد اقترب موعد ولادتها.
وكان الباعث له على ذلك قرب يوم ميلاد زوجته فاهتم بذلك عند قرب النفاس آملًا أن يكون المولود ذكرا يحيي به ذكراه ويشرح له صدره ويرث الملك من بعده، ولكن لم تنجب اردوكين سوى بنتين.
وفي عام 693 هـ، خرج الأشرف خليل ذات يوم للصيد فانقض عليه بعض أمراؤه فقتلوه وله من العمر ثلاثون عاما، وما لبث أن تولى الناصر محمد بن قلاوون عرش البلاد، وكان عمره آنذاك ثمان سنين وبضع شهور فصارت أردوكين أرملة أخيه وأولى زوجاته.
وبعد ذلك زهد فيها السلطان الناصر محمد وفارقها، وأنزلت من القلعة، وسكنت بأخر حارة زويلة بدار عرفت بدارخوند نسبة إليها، وأخذ منها الناصر بعض الجواهر وخصص لها نفقة شهرية خمسة آلاف درهم ومائة وخمسين درهما علاوة على اللحوم والتوابل والفواكه والقلويات والسكر والكسوة وغيرها.
كانت خوند واسعة الثراء محبة للخير والإحسان، وقد أنشأت خارج القرافة تربة عرفت بتربة الست، وفي شهر المحرم عام 724هـ توفيت السيدة الجليلة اردوكين، وتقدم أمر السلطان والأمراء والقضاة لشهود جنازتها ودفنت بتربتها خارج باب القرافة أي خارج القرافه بصحراء المماليك، والمقصود هنا أنها دفنت بتربتها المعروفة حاليا بـ التربة السلطانية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: السيدة السيدة عائشة عائشة مصر
إقرأ أيضاً:
بيوم المتاحف العالمي: الآثار تطلق معارض مؤقتة حول تطور الكتابات والفنون
بمناسبة يوم المتاحف العالمي، والذي يوافق 18 مايو من كل عام، تنظم وزارة السياحة والآثار ممثلة في المجلس الأعلى للآثار، برنامجًا موسعًا من الفعاليات والمعارض الأثرية المؤقتة والأنشطة الثقافية والفنية وندوات تعليمية وورش تفاعلية لزائري متاحف الآثار على مستوى الجمهورية، لتسليط الضوء على أوجه التطور الثقافي والحضاري في مصر عبر العصور التاريخية المختلفة بما يتسق وشعار يوم المتاحف العالمي لهذا العام: "مستقبل المتاحف في مجتمعات سريعة التغير".
كما تنظم برنامجًا موسعًا من الفعاليات والمعارض والأنشطة في عدد من المتاحف على مستوى الجمهورية، ما يعكس اهتمام الوزارة بتعزيز الدور المجتمعي والثقافي والتعليمي لمتاحف الآثار، وتأكيدًا على أهميتها كجسور للحوار الحضاري والتنمية المستدامة.
وأكد السيد شريف فتحي وزير السياحة والآثار، على أهمية هذه المبادرات التي تسهم في تعزيز الوعي الأثري والسياحي لدى جميع فئات المجتمع، مشددًا على دور المتاحف كمؤسسات ثقافية وتعليمية وتوعوية، تسهم في ربط المواطنين بتاريخهم العريق، وحضارتهم الفريدة، وتشجعهم على الحفاظ على التراث المصري الأصيل، كما تسهم في توثيق التراث المصري، وتقديمه بطرق عصرية تتناسب مع تطلعات المجتمعات الحديثة.
وأشار إلى أن المتاحف تعد جسور للحوار الحضاري والتنمية المستدامة، وترسيخ قيم الهوية والانتماء عبر ربط الجمهور بتراثهم الحضاري.
ومن جانبه، أوضح الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن ما يتم تنظيمه من فعاليات بمتاحف الآثار هذا العام للاحتفال بيوم المتاحف العالمي تؤكد على حرص الوزارة ممثلة في المجلس الأعلى للآثار على دمج المجتمعات المحلية، خاصة فئات الشباب وذوي الهمم، في الأنشطة المتحفية، بما يعزز من وعيهم التراثي ويدعم التنمية الثقافية الشاملة. كما تعكس الدور المتنامي للمتاحف كمؤسسات ثقافية وتعليمية تلعب دورًا محوريًا في حفظ التراث وتعزيز الهوية، كما تبرز رؤية المجلس الأعلى للآثار في مواكبة التطورات التكنولوجية والانفتاح على مختلف فئات المجتمع، تحقيقًا لمفهوم "المتاحف للجميع".
وأضاف أن المعارض الأثرية المؤقتة التي تم تنظيمها في إطار هذا الاحتفال تتناول موضوعات تتماشى مع أهداف اليوم العالمي للمتاحف، خاصة في مجالات الاستدامة والتعليم المتحفي والشمول الثقافي، مشيرًا إلى أن الكتابات والفنون والحرف التراثية تعد وسيلة مشتركة للتعبير بين المجتمعات عبر العصور، رغم اختلاف اللغات والأدوات.
وأشار الأستاذ مؤمن عثمان، رئيس قطاع المتاحف، إلى ما تضمنته هذه الفعاليات حيث تم افتتاح عدد من المعارض الأثرية المؤقتة، من أبرزها معرض “من العلامات الكتابية إلى الحروف الخطية: دور الكاتب والخط في مصر عبر العصور”، والذي أقيم بالتوازي في عدد من المتاحف، هي المتحف المصري بالتحرير، متحف الفن الإسلامي بباب الخلق، المتحف القبطي بمصر القديمة، ومتحف قصر محمد علي بالمنيل، حيث يعرض هذا المعرض تطور أدوات الكتابة والخطوط بدءًا من العلامات التصويرية في عصور ما قبل الأسرات وحتى العصر الحديث.
ومن أبرز القطع المعروضة لوحة تفسير الأحلام المكتوبة باليونانية، وتمثال الكاتب “ني ماعت سد” من الأسرة الخامسة، وتمثال كتلة يحمل كتابات سينائية نادرة (بالمتحف المصري)، ولوح خشبي لتعليم اللغة القبطية، وشاهد قبر بصليب العنخ، وصليب معدني بكتابات (بالمتحف القبطي)، لوح خطي بخط الثلث يعود لعام 1299 هـ، رقعة من خط ياقوت المستعصمي، وصفحة من مخطوط “الأدوية المفردة” (بمتحف الفن الإسلامي)، ومرقعتان بخطوط المحقق والنسخ والثلث، بخط الحاج أحمد كامل آقديك والسيد محمد شفيق (بمتحف قصر محمد علي).
كما تم تنظيم معارض متخصصة أخري تسلط الضوء على موضوعات تراثية متنوعة مثل "نوادر الساعات"، بمتحف قصر الأمير محمد علي بالمنيل يضم 20 ساعة جيب فريدة من مجموعة الأمير محمد علي توفيق، ومعرض "روائع الكريتلية"، بمتحف جاير أندرسون بالسيدة زينب، يضم مجموعة مميزة من الفنون الحرفية التراثية والمستمرة حتى الآن مثل الزجاج، تكفيت المعادن، والخشب المعشق.
ومتحف المركبات الملكية ببولاق، فيقدم معرض بعنوان "ساعات ملكية"، يضم ساعات نادرة مزينة بصور الملك فاروق، وزخارف نباتية وإنسانية مصقولة بالمينا أو مجسمة. ويعرض متحف ركن فاروق بحلوان معرضًا بعنوان "أيادٍ قوية"، يضم خمس قطع فنية تجسد دور الفلاح والفلاحة في عدد من الثقافات.
وفي متحف السويس القومي تم تنظيم معرض تحت عنوان "البيت والمجتمع: ثوابت ومتغيرات"، يعكس التغيرات المجتمعية وأثرها على تفاصيل الحياة اليومية، من الطعام والملابس إلى العلاقات الأسرية، وأدوات للتجميل، وملابس، ونقود، والعلاقات الأسرية، بالتحولات الكبرى في المجتمع، سواء سياسية أو دينية أو اقتصادية، ويظهر في الوقت نفسه ما تبقى من عادات وتقاليد.
ويختتم متحف كفر الشيخ هذه السلسلة من المعارض بمعرض بعنوان "وسائل الإنارة في العصرين اليوناني الروماني والإسلامي"، يعرض مجموعة من أدوات الإضاءة التي استخدمت في تلك الفترات التاريخية.
كما تنوعت الفعاليات العلمية والثقافية لتشمل محاضرات وندوات متخصصة ألقاها نخبة من الأساتذة والخبراء في مجالات الكتابة القديمة، والتراث غير المادي، والتكنولوجيا الرقمية، والاستدامة البيئية، والذكاء الاصطناعي في صيانة وترميم الآثار. وشهد المتحف المصري بالتحرير بالتعاون مع مركز الآثار الإيطالي تنظيم فعالية رائدة حول استخدام الذكاء الاصطناعي في حماية المومياوات والتراث الإنساني، بمشاركة علماء ومتخصصين من مصر وإيطاليا.
وتضمنت الأنشطة جانبًا تفاعليًا هامًا مع الجمهور، حيث تم تنظيم ورش عمل فنية للأطفال ومن ذوي الاحتياجات الخاصة، شملت الرسم، والتلوين، وإعادة التدوير، والحكي بالعرائس، وصناعة المجسمات، إلى جانب عروض فنية وموسيقية في كل المتاحف لإضفاء طابع احتفالي وتفاعلي مميز.
كما استضافت بعض المتاحف ملتقيات علمية حول دور المتاحف في التنمية المجتمعية والثقافية، مثل متحف إيمحتب بالجيزة، والمتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية، ومتحف كفر الشيخ. وركزت هذه الملتقيات على مفاهيم الاستدامة، ودور التكنولوجيا الحديثة في تطوير العروض المتحفية، وتمكين المتاحف من أداء رسالتها في ظل المتغيرات المجتمعية المتسارعة.