برنامج الجوازات الذهبية في الاتحاد الأوروبي يتلقى دعما قانونيا من أعلى محكمة
تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT
أصدرت محكمة العدل الأوروبية قرارا يدعم البرامج التي تمنح "الجوازات الذهبية" للمستثمرين الأثرياء، معتبرة أن القانون الأوروبي لا يمنع دولة مالطا من منح الجنسية للأجانب الأثرياء مقابل استثمارات مالية وفق ما ذكرته وكالة بلومبيرغ، وهو القرار الذي قد يؤثر على برامج مشابهة في دول أوروبية عدة.
وأعلنت المحكمة الأوروبية أن برنامج مالطا -الذي يتيح للأثرياء الحصول على الجنسية مقابل دفع مبلغ مالي- لا ينتهك قوانين الاتحاد الأوروبي.
وأكد المستشار العام للمحكمة أنطوني كولينز أن المفوضية الأوروبية فشلت في تقديم أدلة كافية تثبت أن قوانين الاتحاد الأوروبي تشترط وجود "روابط حقيقية" بين الدولة العضوة والمتقدم للحصول على جواز السفر.
وأشار إلى أن لكل دولة في الاتحاد الأوروبي الحق في تحديد من يحق له الحصول على جنسيتها، وبالتالي جنسية الاتحاد الأوروبي.
البرنامج المالطيويتطلب برنامج الاستثمار المالطي المعروف بـ"الجواز الذهبي" تقديم تبرع مالي لا يقل عن 600 ألف يورو (661 ألفا و590 دولارا) إلى مالطا، وبالإضافة إلى ذلك يُشترط على المتقدمين شراء منزل في البلاد وتشجيع التبرعات الطوعية.
ويمنح البرنامج للمستثمرين الحق في العيش والعمل بأي من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، مما يجذب الأثرياء من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الأوليغارشيين الروس والمشاهير ونجوم الرياضة، حسب الوكالة.
جدل في أوروباوأثار برنامج الجوازات الذهبية في مالطا جدلا كبيرا داخل الاتحاد الأوروبي وفق بلومبيرغ، فقد انتقدت المفوضية الأوروبية البرنامج باعتباره يعرّض الاتحاد الأوروبي لمخاطر، مثل غسل الأموال والتهديدات الأمنية.
وفي سبتمبر/أيلول 2022 تقدمت المفوضية بدعوى قانونية ضد برنامج مالطا، معتبرة أن "منح جنسية الاتحاد الأوروبي مقابل مدفوعات مالية محددة مسبقا" لا يتوافق مع مبدأ التعاون المخلص المنصوص عليه في قوانين الاتحاد.
وتشمل الدول الأوروبية الأخرى التي تطبق برامج مشابهة للحصول على الجنسية أو الإقامة من خلال الاستثمار كلا من البرتغال، أيرلندا، اليونان، والمجر، والتي بدأت هذه البرامج في أعقاب أزمة الديون الأوروبية لجذب الاستثمارات الأجنبية.
وقد أثمرت هذه البرامج بين عامي 2011 و2019 عن مكاسب مالية تجاوزت 21 مليار يورو للدول المشاركة، وفق إحصاءات الوكالة.
وتشير بلومبيرغ إلى أن الحكم سيكون له تأثير كبير على برامج الجنسية والإقامة في أوروبا، خصوصا فيما يتعلق بتحديد القواعد والمعايير التي يجب على الدول الأعضاء الالتزام بها عند منح جنسية الاتحاد الأوروبي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فی الاتحاد الأوروبی
إقرأ أيضاً:
إسبانيا تتحرك لإنهاء اتفاقية الشراكة الأوروبية الإسرائيلية
طالب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، اليوم الجمعة، الاتحاد الأوروبي بتعليق فوري لاتفاقية الشراكة الموقعة مع الاحتلال الإسرائيلي، في ظل ما وصفه بارتكاب الكيان الإسرائيلي "إبادة جماعية" في قطاع غزة.
وفي كلمة أمام البرلمان الإسباني، وجّه سانشيز انتقادات لاذعة لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية، قائلًا إن "ممارسات الاحتلال ستُسجّل في التاريخ كأحد أحلك فصول القرن الحادي والعشرين".
وأشار إلى أن إسبانيا وأيرلندا كانتا قد طالبتا، في فبراير/شباط 2024، الاتحاد الأوروبي بمراجعة مدى التزام الاحتلال الإسرائيلي ببنود اتفاقية الشراكة التي تنص على احترام حقوق الإنسان كشرط أساسي للتعاون.
ورغم تقرير صادر في 23 يونيو/حزيران عن ممثلة الاتحاد للشؤون الخارجية كايا كالاس، والذي خلُص إلى وجود "أدلة أكثر من كافية على أن الاحتلال الإسرائيلي انتهك المادة الثانية من الاتفاقية"، إلا أن الاتحاد الأوروبي لم يتخذ حتى الآن أي خطوات عملية ضد الاحتلال، بحسب سانشيز.
وانتقد رئيس الوزراء الإسباني موقف الاتحاد الأوروبي، معتبرًا أن استمرار الشراكة مع طرف "يدوس على المبادئ المؤسسة للاتحاد، ويستخدم الحصار والتجويع سلاحًا ضد دولة شرعية" أمرٌ غير مقبول.
وقال سانشيز: "لا يمكن أن نغضّ الطرف عن إبادة جماعية تقع أمام أعيننا، ولا يجوز السماح لنتنياهو بارتكاب ما يُتهم به بوتين في أوكرانيا"، في إشارة إلى الموقف الأوروبي المتشدد تجاه موسكو.
وتابع: "لا يجب أن نكون شركاء في أكبر إبادة جماعية في هذا القرن، عبر التزام الصمت أو حسابات سياسية ضيقة".
ويُشار إلى أن اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والاحتلال الإسرائيلي وُقعت في بروكسل عام 1995، ودخلت حيز التنفيذ عام 2000 بعد مصادقة المؤسسات التشريعية الأوروبية والإسرائيلية عليها. وتنص الاتفاقية على تعزيز التعاون السياسي والتجاري، لكن بموجب المادة الثانية، تُشترط مراعاة حقوق الإنسان كأساس جوهري للاستمرار.
وفي خطوة تعكس تصعيدًا تدريجيًا من مدريد، كانت وزارة الدفاع الإسبانية قد أعلنت مطلع يونيو/حزيران تعليق عقد لشراء نظام صواريخ "سبايك" من شركة إسرائيلية، كما سحبت الترخيص الممنوح لها، وبدأت البحث عن بدائل غير إسرائيلية.
وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي أسفر عن استشهاد وإصابة حوالي 200 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى آلاف المفقودين ومئات آلاف النازحين.
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
قانوني وكاتب حاصل على درجة البكالوريوس في الحقوق، وأحضر حالياً لدرجة الماجستير في القانون الجزائي، انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن