استخدمت المقاومة الفلسطينية خلال معركتها المستمرة منذ عام تكتيكات عديدة في مواجهة جيش الاحتلال لمقاربة معادلة القوى التي لا تقارن بين الطرفين، ولعل ذلك يكشف سببا رئيسيا لفشل الاحتلال بتحقيق أهدافه في غزة طوال 12 شهرا.

ومنذ بداية العملية البرية تواصل المقاومة تصديها لقوات الاحتلال إذ لا يمر يوم إلا وهناك مقاطع مصورة وبيانات عن المعارك الدائرة في مختلف محاور التوغل.



العقد والكمائن
عمدت المقاومة لاستخدام أسلوب حرب العصابات حرب العصابات الذي يستند إلى التجربة الفيتنامية في المعارك بعيدًا عن القتال الجبهوي.

ويقاتل أفراد المقاومة في عقد قتالية معدة مسبقة يشتبكون خلالها مع الاحتلال في الزمان والمكان الذي يختارونه، لتحييد أكبر قدر ممكن من فارق القوى بينهم وبين جيش الاحتلال المجهز بأحدث الأسلحة وأكثرها تدميرا.

كذلك كانت الكمائن المركبة كابوسا للاحتلال حيث كبدته خسائر فادحة بالأرواح والمعدات فضلا عن الكمائن المنفردة وعمليات القنص وتفجير العبوات والأنفاق المعدة مسبقا لاستدراج جيش الاحتلال.

اظهار ألبوم ليست



أساليب متطورة
طورت المقاومة الفلسطينية خلال الحرب من تكتيكاتها بشكل كبير وبدا ذلك واضحا من خلال استمرارية العمليات وعجز الاحتلال عن السيطرة على منطقة واحدة في القطاع دون أن يتلقى الضربات.

يقول مصدر ميداني مطلع لـ "عربي21" إن "المقاومة عملت في بعض الأماكن على تسيير الاحتلال كما تريد هي، وفقا لخطط معدة مسبقا، كما اختارت هي المكان والزمان للكثير من فصول المواجهة".

وأضاف، أن المقاومة سحبت مجموعات وتشكيلات عسكرية من بعض الأماكن ودفعت بها لأماكن أخرى بعد دراسة معمقة لطبيعة الميدان في إطار خطة لإدارة والإستفادة القصوى من العناصر المقاتلة على الأرض".



تجنيد وإعادة تدوير
يقول المصدر الميداني، إن المقاومة كيفت نفسها مع حرب طويلة الأمد التي أعدت لها العدة منذ زمن، كما غيرت بعض التكتيكات تماهيا مع المواجهة الطويلة.

وتحدث المصدر، عن إطلاق حملة تجنيد واسعة النطاق للشباب في إطار التجهيز لحرب استنزاف طويلة لقوات الاحتلال، مؤكدا أن الفصائل وخصوصاً القسام تمكنت من تجنيد الآلاف خلال الأشهر القليلة الماضية.

من جانب آخر، فقد أظهرت مقاطع مصورة للقسام تفجير عبوات ناسفة بآليات الاحتلال، من مواد أعيد تدويرها خلال الحرب.

وعن ذلك يقول المصدر، إن المقاومة أعادت تصنيع القنابل التي يطلقها الاحتلال صوب المنازل والأهداف ولا تنفجر، حيث تستخدم خصوصا في إطار عبوات ناسفة جديدة لاستهداف آلياته. إلى جانب استخدام المواد داخل هذه القنابل في الرؤوس المتفجرة القذائف والصواريخ.

القتال تحت الأرض
مطلع الشهر الماضي، كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن تفاصيل جديدة حول تكتيكات حركة حماس في بناء الأنفاق، مبينة أن التفاصيل ظهرت ضمن دليل إرشادات للحركة، ويعود تاريخه لعام 2019، عثرت عليه القوات الإسرائيلية في أثناء حرب غزة الحالية.

وقالت الصحيفة، إن دليل القتال تحت الأرض يتضمن على تعليمات بشأن كيفية إخفاء مداخل الأنفاق، وتحديد موقعها باستخدام البوصلات أو نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، والدخول بسرعة والتحرك بكفاءة.

ويصف بتفاصيل دقيقة كيفية تنقل المسلحين في الظلام، والتحرك خلسة، وإطلاق الأسلحة الآلية في الأماكن الضيقة لتحقيق أقصى قدر من الفتك.

وجاء في وثيقة أنه في "أثناء التحرك في الظلام داخل النفق، يحتاج المقاتل إلى نظارات رؤية ليلية مزودة بالأشعة تحت الحمراء"، وتشير إلى أنه خلال التحرك في الممرات الضيقة في الظلام، يجب أن يضع المسلح يدا على الحائط والأخرى على المسلح أمامه.

وتلقى القادة الميدانيون أيضا تعليمات بتحديد الوقت الذي يستغرقه المسلحون تحت إمرتهم للتنقل بين نقاط مختلفة تحت الأرض، بالثانية، كما تروي الصحيفة.

وتشير الوثائق إلى الأبواب المقاومة للانفجار في الأنفاق للحماية من القنابل والجنود الإسرائيليين. وتظهر وثيقة أنه قبل عام واحد فقط من مهاجمة إسرائيل، وافق يحيى السنوار، قائد حماس في قطاع غزة، على إنفاق 225 ألف دولار لتثبيت أبواب مقاومة للانفجار لحماية شبكة الأنفاق من الغارات الجوية والهجمات البرية، كما زعمت نيويورك تايمز.

ونقلت عن تامير هايمان، رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي السابق قوله، "إن استراتيجية حماس القتالية تعتمد على تكتيكات تحت الأرض. وهذا هو أحد الأسباب الرئيسية التي جعلتهم قادرين على الصمود في وجه جيش الدفاع الإسرائيلي حتى الآن".

وقال ضابط إسرائيلي في العمليات الخاصة، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، إنه عندما يقترب الجنود من الأنفاق، يفجر مسلحو حماس الأسقف أحيانا، مما يتسبب في انهيارات من شأنها أن تسد الطريق.

وقال مسؤول عسكري إسرائيلي، إن تدمير شبكة الأنفاق بأكملها قد يستغرق سنوات. وتدميرها أيضا قد يأتي بتكلفة بشرية، فالكثير من الأنفاق تتعرج تحت مناطق مأهولة بالسكان.



الخداع والتخفي
من عيون الأنفاق المفخخة إلى الدمى وأصوات تحاكي أصوات الأسرى وصولا للأسلحة المعدة لجذب الجنود، تفننت المقاومة الفلسطينية في أساليب خداع جيش الاحتلال.

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن عسكريين إسرائيليين، ما وصفوه بتكتيكات حماس خلال الحرب البرية في قطاع غزة المحاصر.

وقالت الصحيفة، إن "مقاتلي حركة حماس أعدّوا الكمائن والأفخاخ المتفجرة، والدمى للإيقاع بالجنود الإسرائيليين خلال القتال الدائر حاليا في غزة".

وأشارت الصحيفة إلى أن المقاتلين على سبيل المثال، يستخدمون الدمى وحقائب الأطفال مع مكبرات صوت تبث أصوات بكاء قرب مدخل نفق متصل بشبكة أنفاق كبيرة، بحسب جيش الاحتلال لاستدراج الجنود لزقاق ضيق مليء بالأنقاض قرب مخيم جباليا.

ويقول جيش الاحتلال، إنه "جرى وضع هذه الأشياء عمدا بالقرب من مدخل النفق. ونشر جيش الاحتلال الإسرائيلي، صورا، قال إنها لاثنين من عارضات الأزياء أو الدمى ملفوفة في ملابس أطفال ملغومة بالمتفجرات".

وتنقل الصحيفة عن جيش الاحتلال قوله  إن "جنوده سمعوا تسجيلات لأشخاص يبكون ويتحدثون العبرية، وهي محاولات، كما يعتقد القادة، لخداع الجنود الإسرائيليين للبحث عن رهائن في مكان قريب". 

كما تحدث ضابط برتبة مقدم في وحدة استطلاع تابعة لجيش الاحتلال عن تكتيكات حماس تضمنت "أفخاخ متفجرة ودمى وبكاء وأشخاص يتحدثون العبرية". 

وأضاف الضابط، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، بموجب القواعد التي وضعها جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن وحدته أُرسلت مؤخرا لفحص مبنى في وسط غزة حيث سمع بعض الجنود "تسجيلات بكاء" لكنهم لم تمكنوا من العثور على مصدرها".

وتابع ضابط بالجيش أن "قنابل كانت معلقة في أكياس رمل على الجدران لتنفجر على مستوى رؤوس الجنود" وأردف أنه "من خلال بكاء الأطفال وكل هذه الحيل، تهدف حماس لإيقاع قوات الجيش في الفخاخ".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية المقاومة الاحتلال غزة الأنفاق غزة الأنفاق الاحتلال المقاومة عام على الطوفان المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جیش الاحتلال تحت الأرض

إقرأ أيضاً:

"أمن المقاومة" يلعن فتح باب التوبة أمام المنتسبين للمليشيات المتعاونة مع الاحتلال

غزة - صفا

أعلن أمن المقاومة بغزة عن "فتح باب التوبة أمام العملاء المنتسبين للمليشيات المدعومة من الاحتلال، وذلك لمدة 10 أيام فقط".

وأوضح أمن المقاومة في تصريح صحفي يوم الجمعة، أن "فتح باب التوبة ابتداءً من اليوم الجمعة 05 ديسمبر 2025".

وقال "نؤكد أنّ المصير الذي يلقاه كلُّ عميل هو النهاية الحتمية للطريق المنبوذ الذي اختاره، وما جرى مع العميل ياسر أبو شباب مثال واضح على مآل كل من يضع نفسه في خدمة الاحتلال".

وثمن الموقف الوطني المسؤول للعائلات والقبائل والعشائر التي ترفع الغطاء الاجتماعي عن كل من يتورّط في الاعتداء على أبناء شعبه أو التعاون مع الاحتلال، ونشيد بثبات مجتمعنا في مواجهة كل مشروع مشبوه.

وتابعت "بناءً على ما سبق، نعلن فتحَ باب التوبة أمام العملاء المنتسبين للمليشيات المدعومة من الاحتلال، وذلك لمدة 10 أيام فقط ابتداءً من اليوم الجمعة 05 ديسمبر 2025، عبر تسليم أنفسهم لأمن المقاومة؛ ليضع كل متورّط مصيره بيده قبل أن يفوته وقت العودة".

مقالات مشابهة

  • وهم إسرائيل الكبرى
  • ضباط إسرائيليون يقرون بفشل خطة القضاء على أنفاق حماس
  • مشاركون في منتدى الدوحة: الشمول المالي يعزز الكرامة والقدرة على الصمود خلال الأزمات
  • لا نزع لسلاح المقاومة في غزة
  • “حماس”:”إسرائيل” تُريد أن تُخضع كل المنطقة لسيطرتها ويجب حماية سلاح المقاومة
  • 300 شخصية من 30 دولة يلتقون في مؤتمر العهد للقدس لمواجهة التصفية والإبادة
  • "أمن المقاومة" يفتح باب التوبة أمام المنتسبين للمليشيات المتعاونة مع الاحتلال
  • "أمن المقاومة" يلعن فتح باب التوبة أمام المنتسبين للمليشيات المتعاونة مع الاحتلال
  • إسرائيل يجنّ جنونُها
  • عرض إسرائيلي مثير للجدل لحماس.. استسلام مقاتلي رفح مقابل الإفراج المشروط وعودة منزوعة السـ لاح