خلال الساعات القليلة أعلن المتحدث باسم رئاسة الجمهورية المستشار أحمد فهمي أن الرئيس عبدالفتاح السيسي توجه اليوم إلى العاصمة الإريترية أسمرة، استجابة لدعوة من نظيره الإريتري أسياس أفورقي.


أضاف فهمي أن تلك الزيارة تهدف الزيارة إلى بحث سبل تعزيز التعاون الثنائي بين مصر وإريتريا في مختلف المجالات، بالإضافة إلى مناقشة القضايا الإقليمية المحورية.

سيتم التركيز خلال اللقاءات على جهود ترسيخ الأمن والاستقرار في منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر، بما يساهم في دعم التنمية ويحقق مصالح شعوب المنطقة.


جذور العلاقات المصرية الإريترية

تعود العلاقات بين مصر وإريتريا إلى عقود طويلة من التعاون في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. منذ استقلال إريتريا عن إثيوبيا عام 1993، حرصت مصر على دعم الحكومة الإريترية الجديدة وتعزيز العلاقات الثنائية معها، استنادًا إلى مصالح مشتركة وأهداف استراتيجية في منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر. وتعتبر القاهرة وأسمرة شريكتين في العمل على تحقيق الاستقرار في المنطقة، التي تشهد اضطرابات سياسية وأمنية على مدار السنوات.

من الناحية التاريخية، لعبت مصر دورًا داعمًا لحركات التحرر الوطني في إريتريا أثناء فترة الكفاح ضد الاستعمار الإثيوبي. وقد تجلى هذا الدعم في العديد من الأشكال، بما في ذلك الدعم الدبلوماسي واللوجستي. في المقابل، ظلت إريتريا حليفًا استراتيجيًا لمصر في القضايا الإقليمية والدولية، ما ساهم في بناء علاقة قائمة على التعاون المتبادل والاحترام المشترك.

مجالات التعاون والتحديات المشتركة

تركز العلاقات المصرية الإريترية على عدة مجالات رئيسية، أهمها التعاون في مجال الأمن الإقليمي، حيث تلعب مصر دورًا محوريًا في دعم إريتريا لضمان الاستقرار في منطقة القرن الأفريقي. تشمل هذه الجهود العمل المشترك لمكافحة الإرهاب والقرصنة في البحر الأحمر، فضلًا عن التنسيق الدائم بشأن الملفات الحيوية مثل إدارة الموارد المائية وقضايا الهجرة والنزوح.

اقتصاديًا، هناك اهتمام متزايد من الجانبين بتعزيز التعاون التجاري والاستثماري. فإريتريا تمتلك موقعًا استراتيجيًا على البحر الأحمر وموارد طبيعية غنية، مما يجعلها سوقًا واعدًا للاستثمارات المصرية، وخاصة في مجالات الزراعة، الثروة السمكية، والطاقة.

في المقابل، تواجه العلاقات بين البلدين بعض التحديات، أبرزها التغيرات الجيوسياسية في منطقة القرن الأفريقي وتأثيرها على استقرار إريتريا. كما أن النزاعات المستمرة في المنطقة تؤثر على سلاسة التعاون، لكن كلا البلدين يبذلان جهودًا حثيثة للحفاظ على التواصل وتعزيز الشراكات بما يخدم مصالحهما المشتركة.

في النهاية ستظل العلاقات المصرية الإريترية نموذجًا للتعاون الإقليمي الذي يجمع بين المصالح المشتركة والتفاهمات السياسية. ومع استمرار التطورات في منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر، يُتوقع أن يزداد التنسيق بين البلدين لمواجهة التحديات الإقليمية وتعزيز استقرارهما الاقتصادي والسياسي.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: مصر اريتريا مصر و إريتريا البحر الاحمر العلاقات المصریة الإریتریة فی منطقة القرن الأفریقی

إقرأ أيضاً:

الشرع في الكرملين: زيارة تاريخية تعيد رسم خريطة العلاقات السورية الروسية

وصعد الشرع السلم الأحمر بالكرملين متجها لقاعة القديس جورج، حاملا ملفات شائكة تشمل مستقبل القواعد العسكرية الروسية وإعادة الإعمار وملف الرئيس المخلوع بشار الأسد.

وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن مصالح الشعب السوري تعتبر محرك للعلاقات بين البلدين، مشيدا بعمق الروابط الممتدة لـ8 عقود.

ورغم الانفتاح الظاهر، تواجه العلاقات تحديات معقدة قد تبطئ حل المسائل العالقة، لكن الطرفين يسعيان لبناء مستقبل يواكب التحولات الجيوسياسية الجديدة.

تقرير: أمين درغامي

Published On 16/10/202516/10/2025|آخر تحديث: 00:04 (توقيت مكة)آخر تحديث: 00:04 (توقيت مكة)انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعيshare2

شارِكْ

facebooktwitterwhatsappcopylink

حفظ

مقالات مشابهة

  • الشرع في الكرملين: زيارة تاريخية تعيد رسم خريطة العلاقات السورية الروسية
  • بعد تحذير المدارس منه.. كل ما تريد معرفته عن فيروس ميتانيمو
  • أول زيارة للرئيس الشرع الى روسيا!
  • كل ما تريد معرفته عن مباراة الاهلى القادمة أمام إيجل نوار البورندي
  • كل ما تريد معرفته حول فيروس ميتانيمو| تفاصيل
  • تعزيز التعاون التجاري والاستثماري بين سلطنة عُمان وجمهورية إريتريا
  • سلطنة عُمان وجمهورية إريتريا تبحثان تعزيز التعاون التجاري والاستثماري
  • مدير المركز الثقافي الروسي بالإسكندرية لـ «الأسبوع»: العلاقات المصرية الروسية جسر حضاري يمتد عبر العصور
  • كل ما تريد معرفته عن السوبر الافريقي بين بيراميدز ونهضة بركان
  • وزير الخارجية اللبناني: تقدير بالغ لدور الرئيس السيسي في تحقيق اتفاق غزة