إدارة معلومات الطاقة الأمريكية: فوضى الحوثيين تخفض تدفقات النفط الخام عبر باب المندب 50 بالمئة
تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT
قالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، إن الفوضى الحوثية تسببت بانخفاض تدفقات النفط الخام والمنتجات النفطية عبر مضيق باب المندب بشكل حاد في العام الجاري 2024.
وذكرت الإدارة في تقرير لها نشره موقع oilprice وترجمه للعربية "الموقع بوست" أن تدفقات النفط الخام والمنتجات النفطية عبر مضيق باب المندب انخفضت بشكل حاد في عام 2024، حيث انخفضت بنسبة تزيد عن 50٪ مقارنة بالعام الماضي.
وبحسب التقرير فإن هذه النقطة الضيقة، الواقعة عند المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، (باب المندب) تلعب دورًا حاسمًا في تجارة الطاقة العالمية. مشيرا إلى أن الاضطرابات في باب المندب تسببت في تأخيرات كبيرة في سلاسل التوريد، مما يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الشحن وارتفاع أسعار الطاقة العالمية.
يضيف أن التوترات في المنطقة مرتفعة منذ وقت سابق من هذا العام، مع انخفاض كبير في حركة المرور في البحر الأحمر في أعقاب سلسلة من الهجمات التي شنتها ميليشيا الحوثي اليمنية على السفن التجارية في المنطقة، والتي بدأت في نوفمبر 2023.
وتابع نتيجة لذلك، اختارت العديد من شركات الشحن الآن تجنب باب المندب تمامًا، واتخذت الطريق الأطول والأكثر تكلفة حول رأس الرجاء الصالح في الطرف الجنوبي لأفريقيا. وقد أدى هذا إلى خفض تدفقات النفط عبر البحر الأحمر، والتي بلغ متوسطها 8.7 مليون برميل يوميًا في عام 2023، إلى 4.0 مليون برميل يوميًا فقط في عام 2024.
وأشار إلى أن شحنات النفط حول رأس الرجاء الصالح ارتفعت في الوقت نفسه إلى 9.2 مليون برميل يوميًا في الأشهر الثمانية الأولى من عام 2024، ارتفاعًا من 6.0 مليون برميل يوميًا في عام 2023.
وأكد التقرير أن هذا التحول يشكل ضغوطًا على أسواق الطاقة العالمية، خاصة وأن أوروبا والمناطق الأخرى تعتمد بشكل كبير على هذه الطرق البحرية لوارداتها من الطاقة.
في أغسطس، قدرت شركة ترافجورا، وهي واحدة من أكبر شركات تجارة النفط المستقلة في العالم، أن 200 ألف برميل إضافية يوميًا من زيت الوقود ستستهلكها ناقلات النفط وحدها هذا العام حيث يتم تحويلها حول رأس الرجاء الصالح، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 4.5٪ في الانبعاثات السنوية من ناقلات النفط وحدها.
وأكد أن نقاط الاختناق مثل باب المندب وقناة السويس تشكل أهمية حيوية لضمان التدفق السلس للنفط والغاز الطبيعي من الخليج الفارسي إلى الأسواق العالمية.
وأردف "أي تعطيل لهذه الطرق البحرية الضيقة، حتى لفترة قصيرة، من شأنه أن يؤدي إلى تأثيرات متتالية على العرض، وارتفاع التكاليف وربما زعزعة استقرار أسعار الطاقة في جميع أنحاء العالم".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن باب المندب النفط الحوثي اقتصاد ملیون برمیل یومی ا تدفقات النفط باب المندب فی عام
إقرأ أيضاً:
واشنطن تخفف الخناق عن النفط الإيراني.. لإغراء الصين بشراء الخام الأمريكي
في خطوة اعتُبرت مفاجئة وجريئة على الساحة الجيوسياسية، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر منشور في منصة "تروث سوشيال" أن "الصين يمكنها الآن مواصلة شراء النفط من إيران. ونأمل أن تشتري الكثير من الولايات المتحدة أيضاً". اعلان
هذا التصريح يُعد تراجعاً واضحاً عن سياسة "الضغط الأقصى" التي أعاد ترامب تفعيلها فور عودته إلى البيت الأبيض في فبراير 2025، والتي هدفت إلى خفض صادرات إيران النفطية إلى الصفر في محاولة لحرمان طهران من تمويل برنامجها النووي.
غير أن ترامب يبدو أنه يعيد تشكيل أدوات الضغط الأميركية، مستبدلاً العقوبات الصارمة بمزيج من الحوافز التجارية والتهدئة السياسية، في إطار ما وصفه مراقبون بـ"الدبلوماسية التبادلية". فإلى جانب إعلانه عن وقف إطلاق نار مبدئي بين إسرائيل وإيران، جاءت هذه اللفتة تجاه بكين كمؤشر على صفقة غير معلنة: استقرار إقليمي مقابل تعزيز صادرات الطاقة الأميركية.
Relatedارتفاع أسعار النفط وسط تهديدات أمريكية بعقوبات على الخام الروسيتقلبات في أسعار النفط عقب الهجمات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانيةوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل يخفّض الذهب لأدنى مستوى في أسبوعين.. والنفط يتراجع بنحو 5%النفط الإيراني... طريق الصين الخلفيوتستورد الصين اليوم نحو 90% من صادرات النفط الإيراني المنقولة بحراً، مستفيدة من ضعف الطلب العالمي على هذا النفط بفعل العقوبات الأميركية. وتشير بيانات شركة "كبلر" إلى أن متوسط واردات الصين من الخام الإيراني بلغ 1.38 مليون برميل يومياً في النصف الأول من عام 2025، مقارنة بـ1.48 مليون برميل يومياً في عام 2024، أي ما نسبته 14.6% من مجمل وارداتها النفطية.
ويُعد المشترون الأساسيون لهذا النفط شركات التكرير المستقلة في مقاطعة شاندونغ، والتي تجذبها الأسعار المنخفضة التي يقدمها الموردون الإيرانيون مقارنة بالنفط غير الخاضع للعقوبات. وتشكل هذه الشركات نحو ربع طاقة التكرير الصينية، وتعمل بهوامش ربح ضئيلة، وأحياناً سالبة، ما يجعلها أكثر عرضة للمخاطرة والضغوط الناجمة عن ضعف الطلب المحلي.
في المقابل، تواصل شركات النفط الحكومية الكبرى في الصين الامتناع عن التعامل مع الخام الإيراني منذ عام 2018، نتيجة المخاوف من العقوبات الأميركية، وهو ما دفع إدارة ترامب مؤخراً إلى إدراج ثلاث من شركات التكرير المستقلة على قائمة العقوبات، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز".
خصومات حادة وسوق موازيةووفقاً لبيانات السوق، يباع النفط الإيراني الخفيف حالياً بخصم يتراوح بين 3.30 و3.50 دولارات للبرميل دون سعر خام برنت في بورصة "إنتركونتيننتال" لتسليمات يوليو، مقارنة بخصومات بلغت نحو 2.50 دولار في يونيو. وتشير مصادر تجارية إلى أن هذا التراجع في الأسعار يأتي في وقت بدأت فيه شركات التكرير الصينية المستقلة التباطؤ في الشراء، وسط محاولات من الموردين لتصريف المخزونات.
وبالمقارنة مع نفط الشرق الأوسط غير الخاضع للعقوبات، تُباع الشحنات الإيرانية بخصم يتراوح بين 7 و8 دولارات للبرميل، ما يمنحها ميزة تنافسية تُغري المشترين الباحثين عن هوامش أرباح رغم المخاطر السياسية.
ويرى مراقبون أن هذا التحول في لهجة ترامب لا يهدف إلى خفض أسعار النفط فحسب، بل إلى استثمار النفوذ العسكري والدبلوماسي الأميركي لتحقيق مكاسب اقتصادية مباشرة. فالرسالة المبطنة إلى بكين واضحة: التعاون التجاري سيُكافأ، وتجنب التصعيد سيُقابل بتساهل في العقوبات.
ومع بقاء الصين الحريصة على علاقتها بإيران دون ردود فعل قوية تجاه التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط، يبدو أن واشنطن اختارت أن ترد بالمرونة، أملاً في دفع بكين نحو زيادة وارداتها من النفط الأميركي وتقليل اعتمادها على الخام الإيراني المدعوم من موسكو.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة