انطلقت اليوم أعمال الملتقى العربي الثاني لإحصاءات السياحة 2024 الذي تستضيفه سلطنة عُمان، تحت رعاية معالي سالم بن محمد المحروقي، وزير التراث والسياحة، وبحضور سعادة الدكتور خليفة بن عبدالله البرواني، الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للإحصاء والمعلومات. ويأتي تنظيم الملتقى على مدى ثلاثة أيام، ويناقش العديد من الموضوعات التي تعزز القطاع السياحي وترفع من كفاءة القطاع في النمو الاقتصادي وإيجاد فرص العمل وزيادة الاستثمارات.

وقال معالي سالم بن محمد المحروقي وزير التراث والسياحة: "يأتي تنظيم هذا الملتقى في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة العربية نموًا سياحيًا ملحوظًا وقياسيًا، مقارنة ببقية المناطق الجغرافية الأخرى، حيث إن حجم الاستثمارات ضخم للغاية والتدفق السياحي كبير، كما أنه توجد جهود منظمة وتنسيقية من أجل توظيف المقومات التاريخية والطبيعية والتراثية في هذه المنطقة، وذلك بما يليق بها ومساهمتها في السياحة العالمية".

كما أشار معاليه إلى موضوع معالجة البيانات وصناعتها المهم للغاية في هذه المرحلة، حيث إنه من خلال البيانات نتمكن من قياس الأداء وقياس النجاح وتحديد التحديات وإعادة توجيه حجم الاستثمارات، بحيث نتمكن من تحقيق المستهدفات المطلوبة فيما يتعلق بالمساهمة في الاقتصاديات الوطنية، وكذلك فيما يتعلق بتنفيذ فرص العمل، حيث إن هذا القطاع معروف بأنه قطاع متشابك مع بقية القطاعات، وأثره مضاعف، وبالتالي وجود بيانات دقيقة وصناعة المحتوى البياني والمعلومات يساعد صناع القرار على اتخاذ القرارات المناسبة، كما يمكن مجتمع المستثمرين من توجيه استثماراتهم وانتقال المشاريع المهمة في هذا السياق.

عائدات السياحة الدولية

من جانبه أشار سعادة الدكتور خليفة بن عبدالله البرواني، الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للإحصاء والمعلومات إلى أهمية انعقاد هذا الملتقى بالتزامن مع اختيار ولاية صور كعاصمة للسياحة العربية لعام 2024. وأكد أن السياحة تكتسب أهمية متزايدة في عالمنا الحديث، حيث تعتبر واحدة من أسرع القطاعات نموًا. فبينما كان عدد السياح الدوليين لا يتجاوز 25 مليون سائح في عام 1950، فقد ارتفع العدد إلى 1.5 مليار سائح في عام 2019، قبل أن تتأثر السياحة عالميًا جراء جائحة كوفيد-19. وقد أوضح البرواني أن عدد السياح بلغ 1.3 مليار في نهاية عام 2023، أي بزيادة 89% مقارنة بمستويات ما قبل الجائحة، مما يعكس تعافي القطاع.

كما ذكر البرواني أن عائدات السياحة الدولية في عام 2023 قد بلغت حوالي 1.8 تريليون دولار أمريكي، وهو نفس المستوى الذي كانت عليه قبل الجائحة. وتمثل هذه العائدات 6% من إجمالي الصادرات الدولية و25% من إجمالي الصادرات الخدمية. وأكد البرواني أن منظمة الأمم المتحدة للسياحة قد قدرت الناتج المحلي الإجمالي المباشر للسياحة بـ 3.4 تريليون دولار، أي ما يعادل 3% من الناتج العالمي. كما تحدث البرواني أيضًا عن النمو الملحوظ في الوجهات السياحية في المنطقة العربية، مشيرًا إلى التزام الحكومات العربية بتعزيز السياحة كجزء من أولويات العمل الحكومي. وأكد على دور السياحة في خلق فرص العمل وزيادة الاستثمارات، بالإضافة إلى كونها أداة للتنوع الاقتصادي.

في سياق متصل، أشار سعادة السفير علي بن إبراهيم المالكي، الأمين المساعد رئيس قطاع الشؤون الاقتصادية بجامعة الدول العربية، قال إن صناعة السياحة أصبحت أحد محركات النمو الاقتصادي المستدام. وأوضح أن تطوير السياحة لم يعد خيارًا بل ضرورة لتحقيق التنمية وتنويع الاقتصاد الوطني. حيث يمثل قطاع السياحة العالمي حوالي 10% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، في حين تبلغ مساهمة القطاع السياحي العربي حوالي 11.4%. ويؤدي القطاع دورًا متزايد الأهمية في تحفيز النمو والحد من الفقر وخلق فرص العمل.

دعم استراتيجيات التنمية الوطنية

اشتمل الملتقى على جلسات نقاشية، تطرقت الجلسة النقاشية الأولى إلى أهمية إحصاءات السياحة ودورها في دعم استراتيجيات التنمية الوطنية، وترأس الجلسة الدكتور حمد بن محمد المحرزي، عميد كلية عمان للسياحة.

وقدم الدكتور بهجت أبو النصر مدير إدارة النقل والسياحة بجامعة الدول العربية ورقة تناولت الفرص والتحديات في السياحة العربية، حيث أشار إلى الفرص الكبيرة التي توفرها المسافات القريبة بين الدول العربية، بالإضافة إلى التقارب في العادات والتقاليد واللغة، نوقشت أيضًا التحديات، مثل محدودية المنتجات السياحية وضعف التنسيق الإعلامي بين الدول العربية. كما أشار إلى نظرة المجتمع الدولي السلبية تجاه منطقة الشرق الأوسط، والتي تؤثر سلبًا على السياحة.

تحدث أيضًا الدكتور يوسف بن محمد الريامي، المدير العام للإحصاءات الوطنية بالمركز الوطني للإحصاء والمعلومات بسلطنة عمان، عن النظام الوطني لإحصاءات السياحة، الذي تم تطويره استنادًا إلى الاحتياجات الوطنية والمتطلبات الدولية. وقد تم إنشاء منظومة شاملة لجمع البيانات من مصادر تقليدية وغير تقليدية، مثل المسوحات الإحصائية والسجلات الإدارية.

كما قدم سالم بن محمد الحجري، خبير نظم المعلومات الجغرافية بوزارة التراث والسياحة، ورقة عمل حول الاستراتيجية السياحية العمانية 2040، التي تهدف إلى جعل عُمان واحدة من أبرز الوجهات السياحية، وتشمل الاستراتيجية عدة خطط تهدف إلى زيادة عدد الوظائف المرتبطة بالسياحة وتعزيز الاستثمارات في هذا القطاع.

كما تضمنت ورقة الدكتور أحمد أوزتورك، من مركز الأبحاث الإحصائية والاقتصادية والاجتماعية، دور البيانات والإحصاءات في دعم استراتيجيات التنمية السياحية الوطنية، مشيرًا إلى أهمية تحليل البيانات لجذب السياح المسلمين وتعزيز جاذبية الدول الإسلامية. واستعرضت سعاد بنت سعيد الأزكية، مديرة إدارة الإحصاءات بالمركز الإحصائي لدول مجلس التعاون، جهود المركز في تحديث إحصاءات السياحة بدول المجلس، موضحة أن المركز يعمل على تنفيذ استراتيجيات إحصائية لتعزيز جمع البيانات وتحليلها.

أقيمت الجلسة النقاشية الثانية برئاسة الدكتور أحمد بن سليمان المحرزي، حيث تناولت التطوير والابتكار في إحصاءات السياحة. قدمت فيها الدكتورة تيتي كانتي ورقة عمل حول استخدام بيانات تحديد المواقع المحمولة لملء الفجوات في البيانات السياحية. كما قدم الدكتور مارجوس تيرو، الرئيس التنفيذي للبيانات في شركة بوزيتيوم بإستونيا، ورقة حول أهمية بيانات الهواتف المحمولة في إنتاج إحصاءات السياحة.

تضمن الملتقى معرضًا مصاحبًا يبرز المشاريع السياحية التي تعزز المقومات السياحية في سلطنة عمان، مما يسلط الضوء على أهمية الإحصاءات في تطوير سياسات السياحة وتحقيق التنمية المستدامة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الدول العربیة فرص العمل بن محمد

إقرأ أيضاً:

«أيمن العشري»: الملتقي المصري البلغاري خطوة جديدة نحو زيادة التعاون الاقتصادي المتميز

أكد أيمن العشري رئيس غرفة القاهرة التجارية علي أهمية الاستفادة من العلاقات السياسية المصرية البلغارية المتنامية لزيادة التعاون الاقتصادي المصري البلغاري خلال المرحلة القادمة.

جاء ذلك خلال مشاركته في الملتقى الاقتصادي المصري البلغاري الذي نظمه اتحاد الغرف التجارية المصرية اليوم، الخميس، في حضور الفريق كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل والدكتور شريف فاروق وزير التموين والتجارة الداخلية و جورج جورجييف وزير خارجية بلغاريا والمهندس فيسليين تودوروف نائب رئيس اتحاد الغرف البلغارية.

ودعا «العشري» الشركات البلغارية في مختلف المجالات للاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر في مختلف القطاعات منها في المجالات الصناعية، و الاستثمارية و التجارية وغيرها من الفرص المتاحة بالسوق المصري خاصة في ظل الدعم الكبير الذي توليه القيادة السياسية المصرية للمستثمرين والاستثمار في مصر.

وتابع رئيس غرفة القاهرة، أن «هناك حوافز كبيرة ومتنوعة لدعم الاستثمار وتوطين الصناعات المختلفة وتشريعات اقتصادية داعمة وحوافز ضريبية وتسهيلات غير مسبوق تقوم بها الدولة المصرية خلال الفترة الأخيرة فضلا عن ما شهدته مصر من بنية تحتية وشبكات طرق وكباري وكهرباء وغيرها من الحوافز التي تشجع المستثمرين علي دخول السوق المصري».

وأكد «العشري» علي أهمية مثل هذه الملتقيات لتنمية العلاقات الاقتصادية الثنائية التي تساهم في تطوير التعاون الاقتصادي المشترك بين البلدين متوقعا ان تكون هناك طفرة علي صعيد العلاقات الاقتصادية المصرية البلغارية عقب هذا الملتقي الهام المدعوم من القيادات السياسية في البلدين.

مقالات مشابهة

  • تنويع وتوسيع المحفظة العالمية.. الكواري: زيادة استثمارات جهاز قطر في جميع أنحاء آسيا
  • سفير مصر في براج يبحث مع رئيس غرفة التجارة التشيكية تعزيز التبادل التجاري وزيادة الاستثمارات
  • الاتحاد العربي: السياحة المصرية ركيزة أساسية من دعائم الاقتصاد الوطني
  • زعزوع : الأعلى للسياحة يحتاج موتور يحركه
  • «أيمن العشري»: الملتقي المصري البلغاري خطوة جديدة نحو زيادة التعاون الاقتصادي المتميز
  • العربية للسياحة تختار العلمين الجديدة عاصمة المصايف العربية لعام 2025
  • وزير السياحة والآثار يبحث مع رئيس المنظمة العربية للسياحة ترتيبات مؤتمر "دور المصارف في تنمية السياحة العربية" بالقاهرة
  • الدكتور الشعار والقائم بالأعمال الفرنسي يتفقان على التعاون الاقتصادي والتأهيل المهني
  • نائبة: زيادة دخل السياحة وتحويلات المصريين بالخارج وراء انخفاض سعر الدولار
  • بالورود وماء زمزم .. استقبال حافل لأولى طلائع حجاج السياحة المستوى الاقتصادي