«قصر النور» بجسر السويس يصاب بالعمى بسبب تجاهل وإهمال الإدارة
تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT
أصحاب الهمم: نعمل بالمركز منذ 20 سنة.. وأيادٍ خفية تريد تدميره
رغم أن الرئيس عبدالفتاح السيسى يولى اهتمامًا كبيرا بذوى الاحتياجات الخاصة، ودعمهم ودمجهم بالمجتمع، لإنهاء حالة التهميش التى كان يعانيها أصحاب الهمم خلال العقود الماضية، حيث حققت القيادة السياسية انتصارات عديدة لصالح ذوى الاحتياجات الخاصة، نجد المسئولين على مركز رعاية المكفوفين بجسر السويس يسيرون فى طريق مخالف لتوجهات الرئيس ويضيعون مجهوداته بإهمالهم للمركز وتحويله إلى خرابة.
العاملون والطلاب من ذوى الاحتياجات الخاصة الــ(مكفوفين)، لم تمنعهم الإعاقة عن العمل والإبداع.. تحدوا الصعاب بالعزيمة والإصرار على النجاح.. واجهوا ظلام البصر بنور البصيرة فهم كنز ثمين، يتقنون الصناعات والحرف اليدوية المتنوعة.. يتحدون اليأس والإحباط بالعزيمة والإصرار على النجاح وتحقيق الآمال.. هكذا حال متحدى الإعاقة فى المركز النموذجى لرعاية المكفوفين بجسر السويس، هؤلاء الأبطال يستغيثون بالرئيس عبدالفتاح السيسى، لإنصافهم بعد تردى وسوء أحوال المركز النموذجى لرعاية المكفوفين بسبب نقص الموارد والخامات اللازمة، وتهميشهم من قبل الإدارات المتعاقبة خلال السنوات الأخيرة وتحويلهم من أيدى منتجة وفعالة إلى كتلة من البطالة يتجرعون مرارة الفشل والخيبة، إلى جانب تحايل المسئولون عن المكان لكى يطردوهم والاستغناء عنهم حسب قولهم.باسم نعيم
التقت «الوفد» إلى مقر الجريدة بالدقى عدد من العاملين وطلاب المركز النموذجى لرعاية المكفوفين بجسر السويس، الذين أتوا يتحسسون خطواتهم بحرص ممسكين بأيدى بعضهم يشدون من أزر بعضهم للبحث عن حقوقهم.. تسبق خطوات أقدامهم طرقات عصا بيضاء يدوية تلامس الطريق، يتحسسون بها طريقهم كوسيلة وبوصلة للتحرك تجنبهم أى عقبات فى الطريق، يحملون فى أيديهم حزمة من الأوراق التى تحوى شكواهم ومعاناتهم من تردى أحوال المركز النموذجى لرعاية المكفوفين «قصر النور»، وتحويله من أكبر مركز منتج للصناعات والحرف اليدوية التى يتقنها بجدية هؤلاء المكفوفين، إلى مكان خالٍ من الإنتاج وفقا لقولهم وشكواهم، وتقاضيهم أجورا ورواتب لا تكفى لتلبية احتياجاتهم وأسرهم فى ظل الظروف المعيشية الصعبة، يلتمسون من كافة المسئولين النظر لمأساتهم بعين الرحمة وإيجاد حلول فعالة ليعود المركز كما كان عليه من قبل كيان منتج بأيديهم وجهدهم وإبداعهم.
قال محمد مصطفى: أنا موجود فى المركز النموذجى لرعاية المكفوفين الكائن بمنطقة جسر السويس والشهير بـ«قصرالنور» منذ ما يقرب من الـ17 عاما، عملت فى أغلب الأقسام، المركز كان رقم واحد فى أعمال الطباعة وكثير من الحرف والصناعات اليدوية، حاليا بنواجه أنا وزملائى المكفوفين مشكلات داخل المركز، من تعنت وتمهيش الإدارة التى لا تولينا أى اهتمام ولا تستمع لمقترحاتنا وأفكارنا، وبفضل الإهمال المتراكم من جانب الإدارات المتعاقبة وسوء الفكر تحول المركز من مكان منتج إلى صفر إنتاج «مُعطل»، تحول قصر النور من مكان لاحتوائنا وتمكيننا نحن المكفوفين والاستفادة منا إلى مكان يتفنن فى قهرنا وإذلالنا.
وتابع: عندنا أفكار ومقترحات إيجابية تساعد فى حل مشكلات مركز رعاية المكفوفين (مكاننا وبيتنا)، نقدر ننتج ونبدع أنا وزملائى فى الإنتاج والحرف اليدوية مثل صناعة الخيزران وتصنيع أجزاء من النجف والفرش اليدوية والسجاد وصناعة مشابك الخشب والكراسى وكثير من هذه الصناعات، ووجّه «مصطفى» عتابه لمسئولى المركز: ليه مش عايزن تسمعوا لينا نحن المكفوفين أبناء المكان؟! ليه عايزين تطردونا وتشردونا؟! دلوقت لقد تم غلق أغلب الأقسام المنتجة والفعالة، ولم يتبق فى المركز سوى قسمين فقط يعملون ولكن ليس بنفس الكفاءة المعتادة.. ساعدونا نحط أيدينا معاكم نخرج بمركزنا ومكانا من عنق الزجاجة للتطوير والإبداع.. ونرجع نشغل الأقسام المغلقة ونجيب دخل يغطى نفقات المكان وزيادة دون الحاجة للآخرين.
وقال باسم نعيم شوقى، 28 سنة: أنا من ضمن عمال الإنتاج بالمركز متواجد بالمركز منذ 12 عاما بشتغل فى الحرف والصناعات اليدوية، مركز رعاية المكفوفين يعانى منذ عام 2010 من سوء الإدارات والتردى، نعانى أشد الويلات داخل المركز الذى نعتبره بمثابة بيتنا الكبير يحوينا ويحمينا من التشرد، تحول بفضل الإهمال من كيان منتج إلى مكان خالٍ من الإنتاج، تفاجأنا منذ أيام بإدارة المركز تقولنا: أنتم لستم على قوة المكان، واستنكر هذا التصرف وتساءل: أين يذهب هل نقعد فى الشارع؟! بعد ما كنا منتجين؟ وأكد أنهم على ثقة تامة بالقيادة السياسية إنها لن تتركهم وستحل أزمتهم.
وقال طالب آخر: كنا نصنع أجزاء من النجف وننتج مشابك الخشب وطباعة الكتب وصناعات أخرى تساعد على تحسين الاقتصاد.. نحن المكفوفين نحب كل الموظفين والعاملين بالمكان ولم نسئ لأحد كل هدفنا تمكينا من العمل والإنتاج، نطالب الإدارة باحتوائنا والاستماع لمقترحتنا ليعود المركز ينتج ويدر دخلا كافيًا لتنمية موارد المكان، والدفع بكوادر ذوي فكر قادرين على النهوض بمركز قصر النور يكون قلبهم على المكفوفين والصالح العام لهذا الكيان العظيم.
ووجه الطالب حديثه لوزير التضامن الاجتماعى: يا دكتورة نيفين القباج نظرة للمكفوفين فى هذا المكان.. اسمعى لنا احنا أولادك المكفوفين، تعالوا شوفوا المشكلة وضعوا ايديكم عليها، ومتابعة هذا الملف والتكليف بحله، ومحاسبة المقصرين والضرب بأيدى من حديد على كل أوجه الفساد.
وقال أحد العاملين: المركز قائم علينا نحن المكفوفين.. لسنا ضد إدارة المركز أو أى مسئولى، بنواجه ظلم من الإدارة.. نمد أيدينا لكل متعاون يريد تطوير وإعمار المركز وإعادته كيانا منتجا بأيدينا وعزيمتنا.. وأضاف: لو المكان دا اشتغل صح بكل قوته وبتفكير إيجابى يساعد فى رفع اقتصاد البلد.. والمركز يقدر يضج ويستوعب أجيال جديدة من المكفوفين للمركز مع الحفاظ على حقوقنا بعدما أفنينا أعمارنا بين أروقة هذا الكيان، وهذا سيتم بإعادة فتح اقسام الإنتاج المغلق وإعادة خطوط الإنتاج فى المكان.
فيما ناشد أحد عمال الطباعة بالمركز يدعى «محمد»، وزارة التربية والتعليم بإسناد أعمال طباعة الكتب الخاصة بالوزارة لمركز رعاية المكفوفين، كما كان يتم خلال الفترات الماضية حتى يتوفر العمل، وتدور عجلة الإنتاج داخل المركز من جديد ويدخل المكان أموال من هذا الإنتاج تنفق من خلاله على العالمين والطلاب المكفوفين قائلا: مطبعة المركز من أهم الموارد التى تدر دخلا للكيان.
واستنكر محمد صاحب الـ52 عاما وصف المركز لهم بأنهم طلاب تدريب قائلا: أنتم كإدارات لمركز رعاية المكفوفين سبتونا ليه طول المدة دى!، حيث أن أغلب الموجودين تتراوح فترة وجودهم داخل المكان من 12 لـ20 عاما، فكيف بعد هذه الأعوام التى قضيناها ننتح وتشتغل تتفاجأ عايز تمشينا بحجة أننا طلاب تدريب؟!..
وأضاف: التحقنا بالمركز كطلاب تدريب تنتهى بعد ٣ شهور يحصل بعدها الطالب على شهادة تأهيل تساعده فى العمل، ولكن أصبح المركز بعدما قضينا أعمارنا ونحن ننتج فكيف يتم طردنا! وظل يصرخ بحسرة: أروح فين ومين يقبلنى بعد ما تقدمت فى العمر.. شغلونا هاتوا موارد تعاقدوا مع شركات أو مصانع يتم من خلال هذه التعاقدات إسناد أعمالها وإنتاجها الموظفين والطلاب المكفوفين».
ونظم عدد من العاملين والطلاب المكفوفين وقفة احتجاجية أمام مبنى المركز النموذجى لرعاية المكفوفين طالبوا خلال هتافاتهم برحيل الإدارة الحالية، موجهين اتهامات للإدارة بالفساد المالى والإدارى وإهدار حقوق المكفوفين، وناشدوا الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية بالتدخل وفحص أزمتهم وحلها ورفع الظلم الواقع على «المكفوفين».
كما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو لبعض الطلاب والموظفين من قسم الطباعة والأقسام المهنية بجمعية المركز النموذجى لرعاية وتوجيه المكفوفين بالتجمع داخل قسم الطباعة ووجهوا فيه اتهامات ضد مجلس إدارة المركز ووزارتى التضامن الاجتماعى والتربية والتعليم، ووجهت نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعى بالتحقق من صحة فيديو المتداول وملابساته.
أجرت «الوفد» جولة ميدانية داخل مركز رعاية المكفوفين ورصدت حالة التردى التى إلى إليها المركز، حيث أغلب المعدات والآلات والماكينات تكهنت وأصبحت خارج العمل بـ(المعاش)، جدران وأسقف الغرف مشققة، تحتاج لأعمال ترميمات والحمامات حالتها سيئة غير صالحة للاستخدام الآدمى، الطلاب يقضون يومهم داخل المركز بدون عمل، والذين أكدوا أنهم مستاؤون من هذا الحال وقالوا: الإدارة لا تريدنا أن نعمل محملين مسئولية هذا الأمر والخلل المالى والإدارى لإدارة المركز.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: العمى الرئيس عبدالفتاح السيسي ذوى الاحتياجات الخاصة القيادة السياسية داخل المرکز المرکز من
إقرأ أيضاً:
«دبي لرعاية النساء» تحتفي باليوم الدولي للأسر
دبي: «الخليج»
احتفت مُؤسسة دُبيّ لرعاية النّساء والأطفال باليوم الدولي للأسر، الذي يُصادف 15 مايو من كُل عام، تحت شِعار «السياسات المُوجهة نحو الأسرة من أجل التنمية المُستدامة» وذلك بتنظيم سلسلة فعاليات توعوية تتضمن حملةً رقمية عبر منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بالمُؤسسة ومُحاضرةً توعويةً افتراضية عبر تطبيق زووم بعنوان «المرونة الأسرية»، قدمتها آمنة المطوع، مُدير الخدمات النفسية في المؤسسة.
وكانت المُحاضرة، التي شهدت مشاركة فاعلة من نحو 100 شخص من مُختلف الفئات المُجتمعية، بمنزلة مساحة تعليمية وتفاعُلية مفتوحة تناولت مفهوم المرونة الأسرية من زاوية نفسية وعلمية، مع التركيز على كيفية ترجمة هذا المفهوم إلى مُمارسات حياتيّة يوميّة حيث بدأت بتقديم تأطير نظري للمفهوم، مُوضحةً أنه لا يعني فقط الصبر أو التحمل، بل يُشير إلى قُدرة الأسرة على إعادة تنظيم ذاتها بعد التعرُّض للمِحن والمصاعب، وقُدرتها على إيجاد معنى إيجابي للتحدّيات، وتحويل الأزمات إلى فُرص للتقارُب والنمو المُشترك.
وناقشت التحدّيات التي تُواجه الأُسر في بناء مرونتها، مثل الخوف من التغيير وضعف مهارات التواصُل بين أفرادها إضافةً إلى الضغوط الاجتماعية التي قد تعوق القُدرة على التعامُل مع الأزمات بشكلٍ إيجابي. مستعرضة دور الأسرة المرنة في الوقاية من الإدمان، ومدى قدرتها على التكيُف لتُشكّل خَط دفاعٍ أول لأفرادها ضد الانزلاق نحو الإدمان، من خلال توفير بيئةٍ عاطفيةٍ وصحية تُساعد على النمو النفسي السليم للأبناء وتناولت آمنة المطوع العوامل النفسية التي تدعم نمو المرونة الأسرية، مثل أنماط التواصل بين أفراد العائلة، توزيع الأدوار، والدعم العاطفي إضافةً إلى أهمية البيئة الحاضنة التي تُتيح مساحة للتعبير بحرية مُؤكدةً أن مفتاح بناء المرونة لا يكمُن في غياب التحديات، بل في أسلوب مواجهتها جماعياً.
وقدمت المحاضرة أيضاً مجموعةً من الاستراتيجيات العملية لتعزيز المرونة الأسرية، مثل إشراك الأبناء في اتخاذ القرارات الأسرية وتعزيز التقدير المُتبادل، وطُرق التعامُل الإيجابي مع التوتر.
كما ركزت على التحدّيات المُعاصرة التي تُؤثر في النسيج الأُسري، مثل الحياة الرقمية وضغوط التكنولوجيا على تواصل الأسرة، إضافةً إلى التغيرات التي طرأت على أدوار الأبوين موضحة طُرق التعامل مع هذه التغيرات من خلال تعزيز الوقت المُشترك بين أفراد الأسرة وخلق طُقوس أُسرية تُسهم في تعزيز الترابُط الأُسري، كتناول الوجبات معاً وتخصيص وقت أسبوعي للحوار المفتوح ما يسهم في تقوية الروابط العاطفية وتعزيز التماسُك الأسري.
وتأتي هذه الفعالية في إطار التزام المُؤسسة أهداف عام المُجتمع 2025، الذي يضع الأسرة في قلب الاهتمام المُؤسسي والمُجتمعي، تأكيداً على أن قوة المُجتمعات تبدأ من متانة الروابط الأسرية وقُدرتها على التكيف مع الضغوط اليومية.
وقالت شيخة سعيد المنصوري، المُدير العام للمُؤسسة دُبيّ بالإنابة: لم تعد التحديات التي تُواجه الأسرة مُجرد ضُغوط وقتيّة، بل أصبحت اختبارات يومية لاستقرارها وقُدرتها على الاستمرار في بيئةٍ سريعة التغيُر. من هُنا، تبرُز أهمية أن ننتقل بالأسرة إلى مرحلة المرونة الواعية.
وأضافت: إن ما شهدناه اليوم من تفاعُلٍ خلال الجلسة هو انعكاس لرغبة حقيقية لدى أفراد المُجتمع في الاستثمار في أُسرهم نفسياً وعاطفياً. ونحن في المؤسسة نعدّ هذا النوع من التفاعل مُؤشراً إيجابياً يُحفزنا على تطوير برامجنا وتوسيع نطاق مُبادراتنا بما يخدم الأسرة الإماراتية في عُمقها الإنساني والاجتماعي.