سورة الفاتحة من أعظم السور في القرآن الكريم ونكررها فى اليوم 17 مرة فضلًا عن أنها تسمى بالسبع المثاني والمنجية وبالشافية وأم الكتاب فكثرة الأسماء تدل على شرف المسمى.

وعن أبي سعيد بن المعلي قال صلى الله عليه وسلم (( ألا أعلمك اعظم سورة فى القرآن قبل أن تخرج من المسجد، فأخذ بيدي فلما أردنا أن نخرج قلت يا رسول الله إنك قلت لأعلمنك أعظم سورة من القرآن قال الحمد لله رب العالمين هى السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته)).

حكم قراءة سورة الفاتحة بنية شفاء المرضى وقضاء الحاجات

سؤال اجابت عنه دار الإفتاء المصرية، عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك.

وردت دار الإفتاء موضحة: أن سورة الفاتحة هي خير سور القرآن الكريم وأعظمها، وقد تكاثرت النصوص الدالة على فضائل هذه السورة العظيمة، وقراءتها بنية شفاء المرضى وقضاء الحوائج أمرٌ جائزٌ شرعًا، وهذا ما جرى عليه عمل الأمة سلفًا وخلفًا، ولا عبرة بتلك الأقوال التي تُضيِّقُ على الناس ما وسَّعه الشرع الشريف.

وجاء عن الصحابي الجليل سيدنا أبي سعيد الخدريُّ رضي الله عنه أنه كان يجعلها رقية يرقي بها دون أن يوجِّهه النبي صلى الله عليه وآله وسلم لذلك، فلما أخبر النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم بما فعل لم يُنكِر عليه ولم يجعل ما فعله مِن قَبِيل البدعة، بل استحسنه وصوَّبه، كما ورد في الصحيح.

غنيمة للمسلم.. فضل قراءة هذه الآية بعد كل صلاة وقبل النوم هل الصدقة تطهر المال الحرام ؟.. علي جمعة يجيب قراءة سورة الفاتحة بنية الشفاء وقضاء الحوائج  

قالت دار الإفتاء المصرية، إن قراءة الفاتحة في استفتاح الدعاء أو اختتامه أو في قضاء الحوائج أو في بداية مجالس الصلح أو غير ذلك من مهمات الناس هي أمرٌ مشروعٌ بعموم الأدلة الدالة على استحباب قراءة القرآن من جهةٍ، وبالأدلة الشرعية المتكاثرة التي تدل على خصوصية الفاتحة في إنجاح المقاصد وقضاء الحوائج وتيسير الأمور من جهةٍ أخرى.

وأضافت دار الإفتاء، فى الإجابة على سؤال « ما حكم قراءة الفاتحة في قضاء الحوائج وشفاء المرضى؟ »، أنه جرى عمل السلف الصالح من غير نكير، وهذا هو المعتمد عند أصحاب المذاهب المتبوعة، وأما الآراءُ المخالفة لما عليه عمل الأمة سلفًا وخلفًا فما هي في الحقيقة إلا مَشارِبُ بدعةٍ، ومَسالِكُ ضلالةٍ؛ لأن القضاء على أعراف المسلمين التي بَنَتْهَا الحضارةُ الإسلامية هو أمرٌ خطيرٌ يؤدي في النهاية إلى فَقْدِ المظاهر الدينية من المحافل العامة، واستبعادِ ذكر الله تعالى من الحياة الاجتماعية والمنظومة الحضارية، وهو عين ما يدعو إليه الملاحدةُ والمادِّيُّون من البشر.

وأشارت الى أن هذا من جهة عموم كون الفاتحة قرآنًا وذكرًا مشروعًا تلاوته على كل حال ما لم يرد نهي عن ذلك بخصوصه، كالنهي عن تلاوة القرآن حال الجنابة مثلًا، وبها قضاء الحوائج وتيسير الأمور وإجابة الدعاء: فقد دلت الأدلة الشرعية على أن فيها من الخصوصية ما ليس في غيرها حيث قال المولى فى كتابه الكريم ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ المَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ﴾ وقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ﴿الحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ هِيَ السَّبْعُ المَثَانِي وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُوْتِيتُه».

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: صلى الله علیه سورة الفاتحة دار الإفتاء

إقرأ أيضاً:

تفكيك بنية تفكير المجتمعين الإسرائيلي والإيراني

أجرت قناة الجزيرة قبل أشهر من خلال برنامج المقابلة لقاء مع الدكتور فوزي البدوي من تونس حول العلاقة بين المسلمين واليهود منذ الإسلام المبكر وحتى يومنا هذا، والوجود اليهودي في العالم العربي وحضورهم في العديد من حواضره، وفكرة الصهيونية ورؤيتها الحالية، والبدوي «متخصص في الدراسات اليهودية ومقارنة الأديان»، اشتغل كثيرا على اللغات القديمة وخصوصا العِبرية، واقترب بشكل كبير من النصوص اليهودية القديمة، التوراتية والتناخية والتلمودية، ومن الكتابات اليهودية التراثية والمعاصرة، وهو يقرأها من الخارج، بروح أكاديمية معرفية نقدية وفق المنطق العقلي، بعيدا عن الأيديولوجيات المسبقة.

وأنا أتأمل بعض الردود على حلقة البدوي، أجد تكفيرا وسبا وتحقيرا من بعض المعلقين، ويستأنسون بحلقة قام بها أحد الدعاة التونسيين في الرد عليه، وينادون بمشاهدتها، فذهبت لمشاهدتها لكنني لم أستطع الإكمال، فهناك فارق كبير بين من يتحدث بروح علمية وأكاديمية، وبين من لديه أحكام مسبقة، وغايته تقزيم الآخر باسم الحفاظ على الإسلام، وفي المقابل تابعت حلقة في «عرب كاست» مع علي الجفري، والجفري داعية شهير، بيد أن هناك فارقا كبيرا بين من ينطلق إنسانيا ومعرفيا كالجفري تحت مظلة «هاتوا برهانكم» وبين الدعاة الجدد، والذين لا يتقنون غير تصنيف الآخر وتحقيره والتكفير المبطن.

الحرب الأخيرة بين الكيان الصهيوني وإيران، ومن خلال الردود في وسائل التواصل الاجتماعي، وخصوصا «أكس»، بل ومن خلال المقاطع القصيرة وشيء من الطويلة في «يوتيوب» وبعض من البود كاست؛ كشفت لنا هذه الحالة المعرفية المتدنية ليس في فهم جانب الكيان الصهيوني فحسب، بل وحتى في فهم المنطق الإيراني، فهناك شبه قطيعة معرفية وثقافية مع إيران لأكثر من أربعة عقود، وقبل ذلك لم يكن لها حضور كبير في البنية المعرفية منذ نهاية الدولة القاجرية وحتى عهد الشاه، وزاد الأمر سوءا بعد 1979م لتبنى هذه العلاقة على الطائفية، والتي نراها اليوم، تحت مصطلحات «الروافض، والمتعة، وجدلية سب الصحابة، وتحريف القرآن، والمجوس»، فهناك حالة من الفرح لضرب إيران من باب «ضرب الظالمين بالظالمين»، وهناك استدعاء لفتاوى متطرفة منها إسقاطات تأريخية يتم إسقاطها على فترة ينبغي أن يسودها التعقل، وأن تتقدمها المعرفة، وأن يكون أساسها الإنسان وحرمة دمه وعرضه، وعدم الوقوف مع العدوان، والدعوة إلى السلم والحوار.

ومنذ نكبة 1948م وجدت بعض الدراسات القومية واليسارية ككتاب «إسرائيل فكرة.. حركة.. دولة» من تأليف هاني الهندي ومحسن إبراهيم عام 1958م، ثم تبعتها بعض الدراسات العميقة في أواخر القرن العشرين وحتى اليوم، خصوصا دراسات الوحدة العربية منذ تأسيسها عام 1975م، ووجدت دراسات مستقلة سواء بحثية أو استقصائية تأملية ككتاب «صراع اليهودية مع القومية الصهيونية» لعبد الله عبد الدايم، «وموسوعة اليهود واليهودية والصهيونية» لعبد الوهاب المسيري، «والأطماع الصهيونية التوسعية في البلاد العربية» لعبد الجبار السامرائي، «واليهود والتحالف مع الأقوياء» لنعمان السامرائي، «والمتدينون والعلمانيون في إسرائيل» لنافذ أبو حسنة.

كما وجدت العديد من الترجمات حول الدراسات الغربية حول اليهودية والصهيونية، «كمحاكمة الصهيونية الإسرائيلية» لروجيه غارودي، «وصهيونية جديدة نفاثة» لإيلان بابيه وتوم سيغف ورون بونداك، ووجدت ترجمات لكتب إسرائيلية ككتاب «علمنة اليهودية» ليعقوب ملكين، «والأصولية اليهودية في إسرائيل» لإسرائيل شاحاك ونورتون متسفيسكي، «ومستقبل إسرائيل» لشمعون بيريز، كما تم ترجمة التلمود البابلي وغيرها.

فهناك اجتهادات يغلب عليها الاجتهاد الفردي منها المؤسسي، وإن وجدت مؤسسات مستقلة بحثيا فهي أقل مما ينبغي في عالم كبير كعالمنا العربي، ومع وجودها ينبغي أن تعطى الثقة في وسائل الإعلام بدل الحالة التسطيحية التي نراها اليوم، وينبغي أن يلتفت إعلاميا للقراءات الجادة، ولا ينبغي وضع حاجز حول فهم البنى المختلفة عنا لغويا أو عرقيا أو دينيا، بل يجب الانفتاح عليها معرفيا وأكاديميا ومؤسسيا، بها نفهم العديد من الأحداث بشكل منطقي، وينبغي تجاوز الأطروحات الشعبوية، خصوصا من الدعاة الجدد، أو على الأقل مزاحمتها بأطروحات معرفية جادة.

ثم تطرقي لإيران هنا ليس من باب التقابل مع كيان احتل أرضا لأسباب سياسية ثم أيديولوجية، بيد الحالة التسطيحية التي نراها اليوم في الإعلام الرقمي كوسائل التواصل الاجتماعي هو ما أرمي إليه في فهم الآخر، وقد وجدت دراسات جادة في فهم المجتمع الإيراني ومنها ترجمات «كالتيارات السياسية في إيران» لسعيد برزين، «ونقد الذات» لحسين علي منتظري وغيرها.

نحن بحاجة إلى قراءة البنى الأخرى المختلفة عنا في العرق والثقافة، وإعادة تفكيكها وقراءتها، وفهم طرق تفكيرها وغاياتها، ومنها إسرائيل وإيران، فلا ينبغي أن نكون دوما ساحة حرب كما ذكرت في مقالتي السابقة «المجال الجوي العربي والحروب العبثية»، أو ساحة استقبال للمعرفة وتدوير لها، كما لا ينبغي أن نتوقف عند هذه الخطابات والبيانات الشعبوية ، وكأن الحرب كرة يتلاعب بها في ملعب ما، فهي لا تضر المتحاربين فقط، بل يعم شررها الكل، ولا ترحم قريبا أو بعيدا، والحرب الحالية إن استمرت لن تتضرر بها إيران فحسب، بل نحن سنتضرر أيضا إن لم يتصدى لها العقلاء، وهذا يجعلنا ننفتح أكثر على الدراسات الجادة، البعيدة عن الأدلجة أيا كان نوعها، وأن ينفتح الإعلام عليها، لتزاحم غيرها مما لا قيمة وفائدة منه، ما يدمر المجتمعات، ويقود الشعوب إلى الصراع والاحتراب.

مقالات مشابهة

  • غزة في سورة الفجر
  • أنصار الأمس .. أنصار اليوم : قراءة في دروس الهجرة النبوية للسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي (تفاصيل)
  • دولة سبأ .. حضارة وثقها القرآن وحفتها عناية الله
  • محمد عبد الجواد يكتب: فسيكفيكهم الله
  • أفضل وقت لـ قراءة أذكار المساء كاملة.. لا تفوت أجرها العظيم
  • هل يجوز ترديد أذكار الصباح بعد شروق الشمس
  • تفكيك بنية تفكير المجتمعين الإسرائيلي والإيراني
  • فوائد قراءة أذكار المساء يوميا.. 4 فضائل عظيمة أخبرنا عنها النبي
  • تكرّيم 231 حافظًا لكتاب الله في احتفالية كبرى بالمراشدة بقنا
  • هل ترك سجود التلاوة ينقص من ثواب تلاوة القرآن؟.. علي جمعة