تصريحات مُساعدة غزة.. دعاية أمريكية لغسل يدها من دماء الأطفال والنساء في قطاع غزة
تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT
لا يحتاج المراقب لدليل، ليضع تصريحات الإدارة الأمريكية التي حذرت فيها الكيان الصهيوني من إمكانية وقف المساعدات العسكرية إذا لم يسمح بنقل المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة خلال 30 يومًا، بأنها ذر للرماد في العيون، ومحاولة منها لستر عوراتها المفضوحة بسبب الدعم اللامحدود للكيان الصهيوني وتورطها كشريك أساسي ورئيسي في جرائم الإبادة المرتكبة بحق الفلسطينيين.
وجاء هذا التحذير في رسالة رسمية أرسلها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ووزير الحرب لويد أوستن، إلى الحكومة الصهيونية حثا فيها على اتخاذ خطوات فورية لرفع مستوى المساعدات الإنسانية المتدفقة إلى غزة.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر الثلاثاء، أن بلينكن وأوستن شددا في رسالتهما على ضرورة أن يتخذ الكيان الصهيوني خطوات فورية لتحسين الأوضاع في غزة، دون الانتظار لمدة 30 يومًا كما ترددت بعض التقارير.
وأوضحت الرسالة أن الزيادة في المساعدات الإنسانية لا يجب أن تكون لمرة واحدة فقط، بل يتعين أن تكون مستدامة لضمان وصول الإمدادات إلى المدنيين الفلسطينيين الذين يعانون تحت وطأة الحصار.
الرسالة أشارت إلى أن هناك عقبات لوجستية وبيروقراطية تعوق وصول المساعدات، لكنها أكدت أن تلك العقبات يمكن التغلب عليها إذا ما أبدى الكيان الصهيوني التزاماً جاداً.
كما أعربت عن قلق واشنطن بشأن الأضرار التي تلحق بالمدنيين في غزة.. مُشددة على أن هذه المخاوف تم مناقشتها بشكل مباشر مع حكومة رئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو.
وتطرقت الرسالة إلى إمكانية تأثير هذه القضية على المساعدات العسكرية الأمريكية للكيان الصهيوني، بموجب القانون الأمريكي، الذي يقيد تقديم المساعدات للدول التي تعوق وصول المساعدات الإنسانية.
وتفاعلاً مع هذا التحذير الأمريكي المزعوم للكيان الصهيوني وصفت حركة المقاومة الإسلامية حماس هذه التحذيرات بأنها “غطاء كامل لحكومة الاحتلال وتبرير مفضوح لمجازرها بحق الفلسطينيين”.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرّشق: إن رسالة وزراء الولايات المتحدة الأمريكية لحكومة العدو، لزيادة حجم المساعدات الإنسانية خلال شهر، ما هي إلا “غطاء كاملٌ لمواصلة الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في غزَّة خصوصاً في شمال القطاع”.
وشدد الرشق في بيان له، اليوم الأربعاء، على أن الرسالة التي أعلن عنها من قبل كلّ من وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، وزير الحرب الأمريكي، لويد أوستن، التي وجُهت لرئيس وزراء حكومة العدو حول إدخال المساعدات الإنسانية، “تحمّل الإدارة الأمريكية كامل المسؤولية عن استمرار جرائم التجويع والتعطيش والموت مرضاً للآلاف في قطاع غزَّة، أغلبهم من النساء والأطفال والمسنين”.
وأشار إلى أن “ورقة زيادة حجم المساعدات إلى قطاع عزَّة التي تلوّح بها الإدارة الأمريكية بين الفينة والأخرى ما هي إلا محاولة مكشوفة إلى تلميع صورتها الملطخة بدماء أبناء شعبنا”.. مضيفاً: “ولا يمكن أن تغطّي حجم خطيئة الدعم والشراكة الكاملة من قبل الولايات المتحدة للاحتلال في حرب الإبادة الجماعية ضدّ قطاع غزَّة”.
وختم الرشق بالقول: إن “المطلوب من الإدارة الأمريكية ليس توجيه رسائل لحكومة العدو الصهيوني، وإنّما هو وقف الدعم والشراكة الكاملة مع هذا الاحتلال في حرب الإبادة الجماعية التي يمارسها ضدّ شعبنا منذ أكثر من عام كامل”.
وهنا يرى فريق من المحللين أن هذا التحذير المُظلل، يمكن أن يُفهم ضمن المواقف التكتيكية للإدارة الأمريكية التي لا تتنافى مع المواقف المبدئية التي ظهرت جليًّا منذ بداية الحرب والغطاء السياسي والدعم المالي والعسكري للعدو الصهيوني.
ورغم التصريحات الأخيرة، يؤكد المحللون أنها لا تتناقض وعقيدة الإدارة الأمريكية الراسخة بشأن دعم الكيان الصهيوني عسكريًا وسياسيًا واقتصاديًا، فاليد الملوثة بالصواريخ والرصاص والقنابل لا يمكن غسلها بزيادة مساعدات غذائية، لا تُبقي على الحياة قدر ما تؤجل فقط موعد الموت.
وخلُص المُحللون إلى أن الإدارة الأمريكية لو كانت جادة في إيصال المساعدات لأوقفت شحنات السلاح للكيان الصهيوني، وليس إطلاق التصريحات التي لا تعني شيئًا سوى أنها مجرد دعاية، لغسل أيادي الولايات المتحدة من دماء الأطفال والنساء في قطاع غزة.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: المساعدات الإنسانیة الإدارة الأمریکیة الکیان الصهیونی للکیان الصهیونی ة التی
إقرأ أيضاً:
وكالة أمريكية: مواجهات البحر الأحمر أظهرت هشاشة القدرات الأمريكية البحرية رغم تفوقها
الثورة نت /..
وصفت وكالة “أسوشييتد برس” الأمريكية حجم الانهيار الذي أصاب البحرية الأمريكية خلال مشاركتها في العدوان على اليمن، بالكبير، مؤكدة أنّ القتال ضد القوات المسلحة اليمنية شكّل العامل الرئيس في سلسلة حوادث كارثية كلّفت واشنطن خسائر فادحة، وأظهرت هشاشة قدراتها البحرية رغم ما تمتلكه من ترسانة ضخمة.
وكشفت الوكالة في تحقيق جديد لها، أنّ البحر الأحمر تحوّل خلال العام الأخير إلى أطول وأقسى مواجهة بحرية تخوضها الولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية، نتيجة العمليات اليمنية المتواصلة التي أربكت السفن الأمريكية وأرهقت طواقمها وكشفت فقدانها القدرة على التكيّف في بيئة عمليات عالية الخطورة.
وبحسب التحقيق، فإن العمليات الصاروخية اليمنية الدقيقة، إلى جانب العمليات البحرية النوعية، دفعت بحاملة الطائرات “هاري ترومان” والسفن المرافقة إلى حالة إنهاك شامل، وصولًا إلى ظهور “الخدر بين أفراد الطاقم” وفقدان بعض البحارة الإحساس بدورهم في المهمة، وهو توصيف يعكس مستوى الانهيار النفسي الذي أصاب القوة البحرية الأولى في العالم.
ومن أبرز مظاهر الارتباك الذي ضرب البحرية الأمريكية أنّ الطرادة “غيتيسبيرغ” أطلقت النار بالخطأ على مقاتلتين أمريكيتين تابعتين لـ”ترومان” بعد أن توهّم الطاقم أنّهما صواريخ يمنية، ما أدى إلى إسقاط إحدى المقاتلتين.
وأكد التحقيق أنّ هذه الحادثة لم تكن نتيجة خطأ فردي، وإنما ثمرة مباشرة لضغط العمليات اليمنية التي أفقدت السفن الأمريكية القدرة على التمييز واتخاذ القرار السليم.
وتشير الوكالة إلى أنّ التحقيقات رصدت أربعة حوادث قابلة للتجنب، غير أنّ مجمل الخسائر تجاوز 100 مليون دولار خلال ثوانٍ من ردود فعل مضطربة، ما يعكس حجم الرعب والتوتر داخل غرف العمليات في السفن الأمريكية المنتشرة في البحر الأحمر.
ونقلت “أسوشييتد برس” عن الخبير العسكري الأمريكي برادلي مارتن قوله إنّ البحرية الأمريكية “طلبت من قواتها أكثر مما تستطيع تحمله، واكتشفت الثمن لاحقًا”، في اعتراف مباشر بأنّ واشنطن دفعت قواتها إلى معركة تفوق قدراتها، في مواجهة جيش يمني أثبت امتلاكه كفاءة قتالية عالية وإرادة صلبة.
ويزيح التحقيق الستار عن ما قامت به وزارة البحرية الأمريكية حيث حجبت أسماء المسؤولين عن هذه الإخفاقات، واكتفت بإعلان إقالة قائد حاملة الطائرات “ترومان”، دون نشر أي تفاصيل حول طبيعة الأخطاء التي أدت إلى سقوط المقاتلة ووقوع باقي الحوادث، في محاولة واضحة للتخفيف من وطأة الفشل أمام الداخل الأمريكي والرأي العام الدولي.