لا يحتاج المراقب لدليل، ليضع تصريحات الإدارة الأمريكية التي حذرت فيها الكيان الصهيوني من إمكانية وقف المساعدات العسكرية إذا لم يسمح بنقل المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة خلال 30 يومًا، بأنها ذر للرماد في العيون، ومحاولة منها لستر عوراتها المفضوحة بسبب الدعم اللامحدود للكيان الصهيوني وتورطها كشريك أساسي ورئيسي في جرائم الإبادة المرتكبة بحق الفلسطينيين.

وجاء هذا التحذير في رسالة رسمية أرسلها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ووزير الحرب لويد أوستن، إلى الحكومة الصهيونية حثا فيها على اتخاذ خطوات فورية لرفع مستوى المساعدات الإنسانية المتدفقة إلى غزة.

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر الثلاثاء، أن بلينكن وأوستن شددا في رسالتهما على ضرورة أن يتخذ الكيان الصهيوني خطوات فورية لتحسين الأوضاع في غزة، دون الانتظار لمدة 30 يومًا كما ترددت بعض التقارير.

وأوضحت الرسالة أن الزيادة في المساعدات الإنسانية لا يجب أن تكون لمرة واحدة فقط، بل يتعين أن تكون مستدامة لضمان وصول الإمدادات إلى المدنيين الفلسطينيين الذين يعانون تحت وطأة الحصار.

الرسالة أشارت إلى أن هناك عقبات لوجستية وبيروقراطية تعوق وصول المساعدات، لكنها أكدت أن تلك العقبات يمكن التغلب عليها إذا ما أبدى الكيان الصهيوني التزاماً جاداً.

كما أعربت عن قلق واشنطن بشأن الأضرار التي تلحق بالمدنيين في غزة.. مُشددة على أن هذه المخاوف تم مناقشتها بشكل مباشر مع حكومة رئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو.

وتطرقت الرسالة إلى إمكانية تأثير هذه القضية على المساعدات العسكرية الأمريكية للكيان الصهيوني، بموجب القانون الأمريكي، الذي يقيد تقديم المساعدات للدول التي تعوق وصول المساعدات الإنسانية.

وتفاعلاً مع هذا التحذير الأمريكي المزعوم للكيان الصهيوني وصفت حركة المقاومة الإسلامية حماس هذه التحذيرات بأنها “غطاء كامل لحكومة الاحتلال وتبرير مفضوح لمجازرها بحق الفلسطينيين”.

وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرّشق: إن رسالة وزراء الولايات المتحدة الأمريكية لحكومة العدو، لزيادة حجم المساعدات الإنسانية خلال شهر، ما هي إلا “غطاء كاملٌ لمواصلة الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في غزَّة خصوصاً في شمال القطاع”.

وشدد الرشق في بيان له، اليوم الأربعاء، على أن الرسالة التي أعلن عنها من قبل كلّ من وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، وزير الحرب الأمريكي، لويد أوستن، التي وجُهت لرئيس وزراء حكومة العدو حول إدخال المساعدات الإنسانية، “تحمّل الإدارة الأمريكية كامل المسؤولية عن استمرار جرائم التجويع والتعطيش والموت مرضاً للآلاف في قطاع غزَّة، أغلبهم من النساء والأطفال والمسنين”.

وأشار إلى أن “ورقة زيادة حجم المساعدات إلى قطاع عزَّة التي تلوّح بها الإدارة الأمريكية بين الفينة والأخرى ما هي إلا محاولة مكشوفة إلى تلميع صورتها الملطخة بدماء أبناء شعبنا”.. مضيفاً: “ولا يمكن أن تغطّي حجم خطيئة الدعم والشراكة الكاملة من قبل الولايات المتحدة للاحتلال في حرب الإبادة الجماعية ضدّ قطاع غزَّة”.

وختم الرشق بالقول: إن “المطلوب من الإدارة الأمريكية ليس توجيه رسائل لحكومة العدو الصهيوني، وإنّما هو وقف الدعم والشراكة الكاملة مع هذا الاحتلال في حرب الإبادة الجماعية التي يمارسها ضدّ شعبنا منذ أكثر من عام كامل”.

وهنا يرى فريق من المحللين أن هذا التحذير المُظلل، يمكن أن يُفهم ضمن المواقف التكتيكية للإدارة الأمريكية التي لا تتنافى مع المواقف المبدئية التي ظهرت جليًّا منذ بداية الحرب والغطاء السياسي والدعم المالي والعسكري للعدو الصهيوني.

ورغم التصريحات الأخيرة، يؤكد المحللون أنها لا تتناقض وعقيدة الإدارة الأمريكية الراسخة بشأن دعم الكيان الصهيوني عسكريًا وسياسيًا واقتصاديًا، فاليد الملوثة بالصواريخ والرصاص والقنابل لا يمكن غسلها بزيادة مساعدات غذائية، لا تُبقي على الحياة قدر ما تؤجل فقط موعد الموت.

وخلُص المُحللون إلى أن الإدارة الأمريكية لو كانت جادة في إيصال المساعدات لأوقفت شحنات السلاح للكيان الصهيوني، وليس إطلاق التصريحات التي لا تعني شيئًا سوى أنها مجرد دعاية، لغسل أيادي الولايات المتحدة من دماء الأطفال والنساء في قطاع غزة.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: المساعدات الإنسانیة الإدارة الأمریکیة الکیان الصهیونی للکیان الصهیونی ة التی

إقرأ أيضاً:

غزة - الكشف عن عدد شاحنات المساعدات التي دخلت القطاع اليوم

كشف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة ، مساء الأحد 27 يوليو / تموز 2025 ، عدد شاحنات المساعدات التي دخلت إلى القطاع اليوم ، مبينا أن عمليات الإنزال الجوي سقطت في مناطق قتال خطرة.

 بيان صحفي رقم (908) صادر عن المكتب الإعلامي الحكومي:

 المجاعة تزداد شراسة والاحتلال يواصل جرائم الإبادة: 73 شاحنة فقط دخلت اليوم وعمليات الإنزال سقطت في مناطق قتال خطرة

يعاني قطاع غزة من مجاعة شرسة تتوسع وتتفاقم بشكل غير مسبوق وتطال 2.4 مليون إنسان، بينهم 1.1 مليون طفل، وقد قضى حتى الآن 133 شهيداً بسبب الجوع، بينهم 87 طفلاً، وسط صمت عربي ودولي مريب.

في اليومين الأخيرين، تداولت وسائل إعلام أنباء عن نية عدة دول وجهات بإدخال مئات الشاحنات لكسر المجاعة في قطاع غزة، لكن الواقع فاضح: دخلت فقط 73 شاحنة في شمال وجنوب قطاع غزة، وقد تعرّض معظمها للنهب والسّرقة تحت أنظار الاحتلال وطائراته المُسيّرة، في ظل حرصه الواضح على منع وصولها إلى مستودعات التوزيع، ضمن سياسة هندسة الفوضى والتجويع.

شهدنا ثلاث عمليات إنزال جوي لم تعادل في مجموعها سوى شاحنتين من المساعدات، وقد سقطت حمولتها في مناطق قتال حمراء -وفق خرائط الاحتلال- يُمنع على المدنيين الوصول إليها، ما يجعلها بلا أي جدوى إنسانية.

إن ما يجري هو مسرحية هزلية يتواطأ فيها المجتمع الدولي ضد المُجوّعين في قطاع غزة، عبر وعود زائفة أو معلومات مضللة تصدر عن دول كبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية ورئيسها حيث فقدت الحد الأدنى من المصداقية.

إن الحل الجذري يتمثل فقط ب فتح المعابر بشكل عاجل وبدون شروط، وكسر الحصار الظالم، وإدخال الغذاء وحليب الأطفال فوراً قبل فوات الأوان، فالعالم أمام مسؤولية تاريخية.

بكل إدانة واستنكار، نعبّر عن رفضنا الشديد لصمت المجتمع الدولي وتعامله المتواطئ واللامبالي مع المجاعة المتفاقمة وسياسة التجويع الممنهجة والجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق المدنيين المُجوّعين في قطاع غزة. ونُحمّل الاحتلال "الإسرائيلي" وشركاءه في هذه الجريمة، وفي مقدّمتهم الدول المنخرطة بشكل مباشر في جريمة الإبادة الجماعية – الولايات المتحدة، وبريطانيا، وألمانيا، وفرنسا – المسؤولية الكاملة عن تفاقم المجاعة واتساع رقعة الكارثة الإنسانية التي تزداد خطورة ودموية مع كل يوم.

نطالب الدول العربية والإسلامية وكل دول العالم لفتح المعابر فوراً، وندعو وسائل الإعلام إلى التوقف عن ترويج الشائعات والمعلومات الزائفة، فالمجاعة ما زالت مستمرة بل وتتسع وتتفاقم وتزداد خطورة وتوحّش، في ظل هذه المؤامرة الفظيعة ضد السكان المدنيين.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين حماس : لا معنى لاستمرار المفاوضات تحت الحصار والإبادة والتجويع الأغذية العالمي: وقف النار هو السبيل الوحيد لوصول المساعدات لغزة السعودية: مؤتمر "تنفيذ حل الدولتين" يأتي استنادا إلى موقف المملكة الأكثر قراءة تقارير إسرائيلية : حماس سترد بإيجابية على المقترح الجديد مفوض الأونروا : التقاعس عن إدخال المساعدات إلى غزة تواطؤ فتوح: غزة تواجه كارثة إنسانية غير مسبوقة الرئيس عباس يباشر حملة اتصالات دولية لوقف التجويع كسلاح إبادة في غزة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • وزير خارجية فرنسا: نرفص استهداف الأطفال والنساء في غزة
  • ما المساعدات التي دخلت قطاع غزة؟ ومن المستفيد منها؟
  • استمرار دخول المساعدات المصرية يخفف من حدة الكارثة الإنسانية في غزة
  • فتح: مصر جاهزة لإدخال المساعدات وإسرائيل تتجاهل الكارثة الإنسانية في غزة
  • غزة - الكشف عن عدد شاحنات المساعدات التي دخلت القطاع اليوم
  • 100 ألف رضيع فلسطيني يصارعون نزعات الموت ووفاة 1200 مسن في القطاع نتيجة التجويع الصهيوني
  • 9 شهداء بنيران الاحتلال قرب نقطة المساعدات الأمريكية جنوب خان يونس بغزة
  • لجان المقاومة بفلسطين : تصاعد قتل المجوعين يؤكد تورط الإدارة الأمريكية المجرمة
  • العدو الصهيوني يعترف بإتلاف حمولة 1000 شاحنة مساعدات موجهة إلى أهالي غزة
  • أعضاء في الكونغرس الأمريكي يحذرون من كارثة إنسانية في غزة بسبب التجويع الصهيوني