«الوطن» داخل أحد مصانع التدوير لتحويل المخلفات لـ«سماد ووقود بديل»
تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT
على طريق الكريمات بمدينة 15 مايو أمام مصنع حلوان للأسمنت، على مساحة 30 فداناً، يقع مصنع «جرين بلانت»، أحد مصانع تدوير ومعالجة المخلفات، تقف أمامه عربات نصف نقل كبيرة محملة بكميات ضخمة من المخلفات مختلفة الأشكال، تنتظر دخولها لمنطقة الاستقبال داخل المصنع، ثم لمنطقة الفصل، لتبدأ رحلتها فى عالم التدوير لتخرج من المصنع مرة أخرى ولكن بثوبها الجديد الأكثر نظافة وأماناً للبيئة.
جرارات تسير فى حركة مستمرة بجميع نواحى المكان، تحمل فوقها كمية من القمامة التى تم استقبالها، ثم تلقيها داخل مناطق الفرز، ثم تنقلها مرة أخرى عقب فرزها إلى معدات المعالجة والدفن الصحى، مشهد متكرر على مدار الـ24 ساعة داخل المصنع، الذى يستقبل يومياً 2750 طن مخلفات، خلال ورديتَى عمل لعدد كبير من العمال والفنيين الذين ظهروا داخل المصنع بارتداء «فيست وقفاز» لمتابعة عملهم، الذين اعتادوا عليه منذ 3 سنوات.
«حجازى»: نعمل بالفرز والمعالجة والدفن الصحى«نستقبل المخلفات على مدار 24 ساعة من المنطقة الغربية والجنوبية لمحافظة القاهرة، والمصنع مؤهل لاستقبال 4000 طن يومياً، ونعمل بالفرز والمعالجة والدفن الصحى».. هكذا بدأ اللواء جمال حجازى، الرئيس التنفيذى لشركة «جرين بلانت» لتدوير المخلفات والحلول البيئية المستدامة، حديثه عن آلية العمل داخل المصنع لإعادة تدوير المخلفات، والتى تتم طبقاً لقانون إدارة المخلفات رقم 202 لسنة 2020، بشأن معالجة المخلفات بصورة آمنة وإعادة استخدامها قدر الإمكان، ما يؤدى إلى الحفاظ على البيئة، والحفاظ على صحة الإنسان وهو الهدف الرئيسى من منظومة إدارة المخلفات.
وأوضح الرئيس التنفيذى لشركة «جرين بلانت»، فى حديثه لـ«الوطن»، أن العمل داخل مصانع تدوير المخلفات يتم على مرحلتين، المرحلة الأولى تشمل تحويل المخلفات إلى نواتج مفيدة للبيئة، أى الاستفادة من المخلفات سواء كما هى أو إعادتها لمنتجات جديدة، مضيفاً: «لدينا مصانع تدوير وخطوط إنتاج تستهدف إنتاج منتجين وفقاً لتوصيات وزارة البيئة، وقانون تنظيم إدارة المخلفات».
وأشار إلى أن مراحل العمل ضمن منظومة إدارة المخلفات تبدأ بعملية الفرز، والتى تنقسم إلى 3 أجزاء من المخلفات، جزأين مهمين يعاد إنتاجهما، وجزء آخر لا يمثل أهمية يتم دفنه دفناً صحياً والتخلص منه بطريقة آمنة لا تؤثر على تلوث البيئة، سواء فوق الأرض أو تحت الأرض، بطريقة صحيحة وفقاً لوزارة البيئة: «المنتج الأول الكمبوست وهو سماد طبيعى عضوى ويساعد فى استصلاح الأراضى الصحراوية، ويتم الطلب عليه بكميات كبيرة، ويمثل 30% من قيمة المخلفات الواردة إلينا».
وأضاف «حجازى» أن المنتج الثانى هو إنتاج وقود بديل RDF، من الجزء الثانى للمخلفات الذى لا يصلح لتحويله للكومبست، وهو المرقودات والتى تستخدمها مصانع الأسمنت لسعرها الرخيص بدلاً من الغاز نظراً لارتفاع سعره وتكلفته، وما يتبقى نحو من 20 إلى 30% مخلفات غير صالحة للتدوير أو المعالجة يتم دفنها دفناً صحياً وفقاً لاشتراطات وزارة البيئة، سواء فوق الأرض أو تحت الأرض، بعيداً عن المياه الجوفية لتجنب تلوث المياه.
أما عن المشروعات التى شارك بها مصنع «جرين بلانت»، أوضح «حجازى» أن المشروع الأول شمل تسلم نصف مخلفات القاهرة الكبرى، وتم التعامل معها وتدويرها داخل المصنع، أما المشروع الثانى فجاء بالتعاون مع وزارة البيئة ومحافظة جنوب سيناء بشأن تجهيز الشكل البيئى السليم لاستقبال مؤتمر المناخ cop27 الذى تم تنظيمه فى مدينة شرم الشيخ، والذى لقى احتفاء وزارة البيئة والمشاركين بالمؤتمر.
وتابع: «بنشتغل فى المصنع 3 ورديات على مدار اليوم عشان نقدر نتعامل مع كمية المخلفات اللى بنستقبلها يومياً، وبنسعى إننا نطور المصنع ونزيد مساحته عشان نقدر نستقبل كمية أكبر من المخلفات ونتعامل معاها وفقاً للائحة التنفيذية لقانون تنظيم المخلفات، وبالتعاون المستمر مع وزارة البيئة».
هناك مواسم يزيد فيها معدل استقبال المخلفات خاصة فى الأعياد يصل المتوسط اليومى إلى 3 آلاف طنبدوره، قال المهندس فايز ميخائيل، رئيس مركز البحوث بشركة جرين بلانت، إن هناك مواسم يزيد فيها معدل استقبال المخلفات، خاصة فى الأعياد والمناسبات العامة، حيث يصل متوسط الاستقبال اليومى إلى 3000 طن، مؤكداً أنه نظراً لارتفاع أسعار خطوط الإنتاج والمصانع المستوردة، فإن جميع خطوط الإنتاج تم تصنيعها بالجهود الذاتية والخامات المحلية، لتقليل التكلفة، وأن هناك تواصلاً مستمراً مع وزارة البيئة ونعمل طبقاً لاشتراطاتها.
ونتلقى زيارات مستمرة من الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة للموقع ومتابعة آلية العمل داخله، موضحاً أن آلية العمل داخل المصانع تعمل بطريقة حديثة مطورة: «لدينا عدد كبير من المهندسين المؤهلين ومنهم مؤهلون من الخارج بالحصول على شهادات خبرة من دول أخرى، للعمل بمنظومة إدارة المخلفات بشكل مطور ومعدات وآلات حديثة تخدم عملية التدوير بمراحلها المختلفة».
المخلفات غير القانونية والخطرة لا نتعامل معها.. ويتم فقط مع «البلدية الصلبة» الواردة من المنازلوأضاف «ميخائيل» أن لديهم استراتيجية عمل تستهدف تحسين البيئة الخاصة بالمنطقة الموجودين بها، وهى منطقة 15 مايو بحلوان، وتتضمن الاستراتيجية منع دخول المخلفات غير القانونية، وتسلم فقط المخلفات البلدية الصلبة الناتجة من المنازل: «المخلفات غير القانونية هى مخلفات البناء مش باستلمها لأن لها منافذ أخرى تتعامل معاها، والمخلفات الخطرة أيضاً ببلّغ بيها وزارة البيئة للمتابعة، كى لا يتم التصرف فيها بصورة غير آمنة على البيئة والمواطنين».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: المخلفات مصادر للطاقة وزارة البيئة تلوث البيئة إدارة المخلفات وزارة البیئة داخل المصنع من المخلفات العمل داخل مخلفات غیر
إقرأ أيضاً:
الأميرة بسمة بنت طلال ترعى احتفال “التربية” بعيد الاستقلال الـ79
صراحة نيوز ـ رعت سمو الأميرة بسمة بنت طلال، رئيسة جمعية الكشافة والمرشدات الأردنية، اليوم الخميس، الاحتفال المركزي لوزارة التربية والتعليم بعيد الاستقلال الـ79 للمملكة، الذي أقامته مديرية الكشافة والمرشدات في إدارة النشاطات بالوزارة.
وقالت سموها في الاحتفال، الذي أقيم في مخيم الأميرة بسمة الكشفي الدائم في دبين، إن ذكرى الاستقلال تعزز فينا قيم الاعتزاز والفخر بمسيرة الآباء والأجداد في سبيل رفعة الوطن وحريته، من أجل تحقيق الحياة الآمنة الكريمة لأبنائه.
وأكدت سمو الأميرة، بحضور أمين عام جمعية الكشافة والمرشدات مازن الحمود، ومدراء التربية والتعليم في المملكة، أن هذه الذكرى العزيزة على قلوب الأردنيين، دافع لنا جميعا للمضي بكل عزيمة وإصرار في مسيرة البناء والتحديث والتطوير التي يشهدها بلدنا العزيز في كل المجالات بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني رغم كل التحديات.
وأشادت سموها بجهود وزارة التربية والتعليم عبر مديرية الكشافة والمرشدات وإدارة النشاطات التربوية في الوزارة، لتعزيز دور الحركة الكشفية في العملية التربوية، لما لها من أهمية كبيرة في غرس مفاهيم الانتماء والعطاء والعمل التطوعي وحب الوطن في نفوس منتسبيها، وبناء حركة كشفية وطنية تترجم المعاني الإنسانية لهذه الحركة ورسالتها.
بدوره، قال أمين عام وزارة التربية والتعليم للشؤون التعليمية الدكتور نواف العجارمة في كلمته مندوبا عن وزير التربية والتعليم، “إننا نقف اليوم أمام محطة وضاءة في تاريخ أمتنا، نستلهم منها العبر، ونستمد منها العزم لنواصل المسيرة التي بدأها الآباء بقلوب عامرة بحب الأوطان وعزائم لا تلين ولا تعرف الكلل”.
وبين أن الخامس والعشرين من أيار عام 1946، شهد انتزاع الأردن استقلاله الكامل، وإعلان ميلاد دولة عربية هاشمية حرة، تحمل رسالة الاعتدال والتسامح، وتستمد قوتها من إرثها التاريخي العريق وقيادتها الحكيمة، فكان يوما فارقا في تاريخ الوطن، انتصرت فيه إرادة الشعب، وتجسدت فيه معاني الفخر والانتماء.
وأشار إلى أنهم يحتفلون بهذه المناسبة الغالية، وهم أكثر إصرارا على مواصلة مسيرة البناء، وأكثر تمسكا بالوحدة الوطنية، وأكثر فخرا بالانتماء لهذا الوطن المعطاء عازمين على أن يكونوا جنودا أوفياء له، لمواصلة مسيرة التطوير والتحديث، وأن يكونوا كما أراد جلالة الملك عبدالله الثاني مواطنين فاعلين ومساهمين في التنمية، حريصين على وحدة الوطن.
وبين أن استقلال الأردن لم يكن مجرد حدث تاريخي، بل بداية لمسيرة طويلة من العطاء والإنجاز، فتحول الأردن من دولة صغيرة محدودة الموارد، إلى أنموذج للاستقرار والتنمية في المنطقة، بفضل حكمة قيادته وإصرار شعبه.
وأكد الدكتور العجارمة، التزام وزارة التربية والتعليم بترسيخ القيم الوطنية الأصيلة في نفوس أبنائنا الطلبة، انطلاقا من رؤيتها في بناء جيل واع محب لوطنه، عبر برامج وأنشطة مبتكرة تعزز قيم الانتماء والولاء، وتوجه طاقاتهم نحو الإبداع والابتكار، وتحصنُهم ضد الأفكار الهدامة والمؤثرات السلبية.
وقدمت الكشافة والمرشدات في وزارة التربية والتعليم خلال الحفل، فقرات غنائية فلكلورية بمناسبة الاستقلال