غزة تئن وتستغيث .. والمساعدات لا تصل
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
القدس"أ ف ب":تجمع المنظمات الإنسانية على أن كمية المساعدات التي تدخل الى قطاع غزة لا تزال قليلة جدا، على الرغم من إعلان إسرائيل المزعوم عن خطوات لتعزيز وصول المساعدات.
وأكد عمال إغاثة وخبراء وجود عقبات عدة تحول دون وصول المساعدات التي يحتاج سكان شمال القطاع خصوصا إليها بشدة. ولا تقتصر المشكلة على الحجم الفعلي للمساعدات المسموح بدخولها فقط بل أيضا إلى عدم قدرة منظمات الإغاثة الدولية على توزيعها على الناس وسط القصف الشديد والمتواصل وقطع الطرق.
- كيف تدخل المساعدات إلى غزة؟
تدخل أغلب الشاحنات التي تحمل إمدادات عبر معبر كرم أبو سالم على الحدود بين إسرائيل وجنوب قطاع غزة.وتخضع تلك الشاحنات لتفتيش دقيق من الجيش الإسرائيلي، وهو ما ترى فيه المنظمات الإنسانية سببا رئيسيا لبطء تسليم المساعدات.
أما إسرائيل التي تفرض حصارا مطبقا على قطاع غزة منذ هجوم السابع من أكتوبر 2023، فتلقي باللوم على عجز منظمات الإغاثة في التعامل مع المساعدات وتوزيعها.
بعد دخول المساعدات إلى غزة، تخضع عمليات التسليم لتنسيق مع مكتب تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية (كوغات)، وهي هيئة تابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية تشرف على الشؤون المدنية سواء في قطاع غزة أو في الضفة الغربية المحتلة. وتبلّغ منظمات الإغاثة العاملة في غزة باستمرار عن صعوبات في التواصل مع كوغات.
وما يزيد من تعقيد توزيع المساعدات، نقص الوقود اللازم لتشغيل الشاحنات والطرق المدمّرة جراء الحرب، بالإضافة إلى عمليات نهب والقتال في المناطق المكتظة بالسكان والنزوح المتواصل.
وصرّح مسؤولون عاملون في المجال الإنساني شرط عدم الكشف عن هوياتهم أن ما يقرب من نصف المساعدات التي تدخل قطاع غزة يتمّ نهبها.
واختارت بعض الدول الأجنبية إسقاط المساعدات جوا. وبحسب "كوغات"، تمّ السبت إنزال 81 حزمة بالمظلات على القطاع الساحلي.
لكن لا يمكن لهذه المحاولات أن تلبي الاحتياجات المتزايدة لسكان غزة بعد أكثر من عام على الحرب.
وأصدر الجيش الإسرائيلي وكوغات الأسبوع الماضي بيانا مشتركا زاعمة انها "لا تزال ملتزمة بتسهيل دخول المساعدات الإنسانية"، وأنها ستتخّذ خطوات لزيادتها.
وجاء ذلك في وقت حذّرت الولايات المتحدة، وهي أكبر مزوّد أسلحة لإسرائيل، من أنها قد تعلّق بعض مساعداتها العسكرية إذا لم تعمل إسرائيل على تحسين دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وركّز البيان الإسرائيلي على عمليات نقل المرضى بين المستشفيات في قطاع غزة وتسليم 68650 لترا من الوقود إلى المرافق الطبية التي تسببت الحرب بإخراج العديد منها عن الخدمة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن 30 شاحنة تابعة لبرنامج الغذاء العالمي تمكّنت مؤخرا من جلب الدقيق مباشرة إلى شمال القطاع وليس عبر معبر كرم أبو سالم.
وبحسب تانيا هاري، رئيسة منظمة "جيشاه" (مسلك) الإسرائيلية لحقوق الإنسان والتي تراقب مسألة إيصال الإمدادات الى غزة، "تعرّضت إسرائيل لضغوط للسماح بدخول المزيد من المساعدات وخصوصا إلى الشمال"، معتبرة أن وقف إطلاق النار هو فقط الذي سيمكّن من توسيع العمليات الإنسانية وفق النطاق المطلوب.
وأضافت "في غياب ذلك، فإن العمل الحقيقي والتعاون من جانب السلطات الإسرائيلية يمكن أن يضمن حركة آمنة وحرة للمساعدة"، مشيرة الى أنها لم ترَ أي "إرادة حقيقية" من جانب السلطات الإسرائيلية طوال الحرب في هذا الإطار.
بالنسبة للمتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) جولييت توما، لم يحدث "أي تغيير كبير".
وقالت توما لفرانس برس "ما وصل قليل للغاية ولا يكفي حتى الآن لمواجهة الاحتياجات".
وقالت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر سارة ديفيز إنه حتى لو تمّ تعزيز عمليات تسليم المساعدات، فإن القتال يجعل من "الصعب للغاية توزيعها بشكل فعّال على كل من يحتاج إليها".
وبحسب الأمم المتحدة، دخلت في أكتوبر 396 شاحنة إلى غزة حتى الآن، وهو عدد أقل بكثير من الأشهر السابقة.
وقال عامل إنساني تتمتع المنظمة التي ينتمي إليها بحضور كبير على الأرض، إن إسرائيل تحظّر دخول بعض المواد الحيوية.وأضاف "نواجه صعوبة كبيرة في جلب أجهزة الأكسجين والمولدات ومعدات إعادة الإعمار لأن السلطات الإسرائيلية تعتبرها مواد ذات أغراض مزدوجة لها استخدامات عسكرية وطبية".
وتابع "نفدت مادة الباراسيتامول (مسكن آلام) من بعض العيادات.. لقد كان شهر أكتوبر كارثيا".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: قطاع غزة إلى غزة
إقرأ أيضاً:
بعد احتجازها قبالة غزة.. إسرائيل تعلن ترحيل ركاب سفينة «مادلين»
أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية، أن الركاب الذين كانوا على متن سفينة “مادلين”، التابعة لأسطول الحرية، يستعدون لمغادرة إسرائيل والعودة إلى بلادهم بعد احتجازهم لفترة قصيرة في ميناء أسدود جنوبي البلاد، وجاء هذا الإعلان عقب عملية اعتراض السفينة فجر أمس، حيث تم احتجاز السفينة والركاب على خلفية محاولتها اختراق الحصار المفروض على قطاع غزة.
وأكدت الوزارة في بيان رسمي، أن السفينة كانت تقل 12 شخصًا، من بينهم الناشطة السويدية الشهيرة غريتا ثونبرغ، مشيرة إلى أن الركاب يخضعون لفحوصات طبية للتأكد من سلامتهم، وأن الإجراءات القانونية المتعلقة بالترحيل مستمرة.
وأضاف البيان أن الركاب الذين يرفضون توقيع أوراق الترحيل سيتم إحالتهم إلى الجهات القضائية المختصة لاتخاذ الخطوات اللازمة.
وأوضحت الوزارة أن احتجاز السفينة جاء في إطار جهود إسرائيل لضمان أمن حدودها ومنع إدخال أي مواد أو أفراد قد يشكلون تهديدًا أمنيًا، مشددة على أن إسرائيل ملتزمة بفتح المعابر الإنسانية تحت شروطها الخاصة، لضمان تدفق المساعدات فقط عبر القنوات الرسمية.
وفي تصريح لوكالة سبوتنيك، قال الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، الدكتور مصطفى البرغوثي: “احتجاز سفينة مادلين يعكس مدى التصعيد والتشدد في فرض الحصار على قطاع غزة، الذي يعاني من أزمة إنسانية حادة نتيجة القيود المفروضة على دخول المساعدات والمواد الأساسية، ونعتبر هذا التصرف انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي وحقوق الإنسان، ولن يثنينا عن مواصلة حملتنا لكسر الحصار ودعم سكان غزة الذين يعانون تحت وطأة هذا الحصار الظالم”.
وأضاف: “السفينة لم تكن مجرد وسيلة نقل، بل كانت رسالة تضامن وإنسانية مع الشعب الفلسطيني، ونؤكد أن كل محاولة لإيقافنا ستقابل بمزيد من الإصرار على فضح الممارسات التي تعيق وصول المساعدات الضرورية”.
ويأتي هذا التطور في ظل تصاعد التوترات العسكرية في قطاع غزة، حيث يتعرض السكان المدنيون إلى أضرار جسيمة بسبب القصف المستمر، مما يزيد من الحاجة الماسة لتوصيل المساعدات الطبية والغذائية.
يذكر أن أسطول الحرية هو مبادرة دولية تهدف إلى تحدي الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ سنوات، من خلال إرسال سفن تحمل مساعدات إنسانية وأدوات طبية ومواد بناء، في محاولة لكسر الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع.
هذا وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، ارتفاع حصيلة ضحايا العمليات العسكرية الإسرائيلية بالقطاع إلى 54880 قتيلا منذ 7 أكتوبر 2023.
ماكرون يصف الحصار على غزة بـ”العار والشنار” ويدعو لرفع الحصار الإنساني فوراً
أكد رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون، على هامش مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات في نيس، أن وضع الرعايا الفرنسيين على متن السفينة الشراعية “مادلين” يخضع لمراقبة دقيقة من وزارة الخارجية الفرنسية.
وقال ماكرون: “لقد نقلنا جميع الرسائل اللازمة لضمان حمايتهم القنصلية وعودتهم إلى الأراضي الفرنسية”.
ودعا ماكرون إلى “وقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن ورفع الحصار الإنساني عن قطاع غزة”، ووصف الحصار الإسرائيلي بأنه “عار وشنار” و”وضع غير مقبول” في غزة.