تقرير غربي: كيف يمكن أن يؤثر مقتل عبد الملك الحوثي على الحوثيين وإيران؟ (ترجمة خاصة)
تاريخ النشر: 2nd, November 2024 GMT
في التاسع والعشرين من سبتمبر/أيلول، بدأت الشائعات تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي بأن مروحية تحمل قادة من الحرس الثوري الإسلامي والحوثيين المتمركزين في اليمن تحطمت في جنوب غرب إيران.
وبحسب ما ورد، أسفر الحادث عن مقتل العديد من كبار أعضاء الحرس الثوري الإيراني وقادة الحوثيين، بما في ذلك رئيس التنسيق للحوثيين، محمد عبد السلام، والقائد الحوثي عبد الملك الحوثي.
لكن المحللين دحضوا هذه الادعاءات بسرعة، مشيرين إلى أن وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية لم تذكر شيئًا يشير إلى صحة هذه الشائعات.
وأثبت الحوثي لاحقًا أنه على قيد الحياة وبصحة جيدة عندما ألقى القائد خطابًا بالفيديو في ذكرى 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تاريخ هجوم حماس على إسرائيل. وبينما لا يزال الحوثي على قيد الحياة اليوم، فإن وفاته في الأمد القريب ستؤثر على قدرة المجموعة على العمل وتوسع فراغ القيادة داخل محور المقاومة الإيراني.
بعد صعوده إلى منصب القائد العسكري للحوثيين في عام 2004 ووفاة شقيقه حسين بدر الدين الحوثي، جعل الحوثي نفسه لا غنى عنه للمتمردين. وتعززت حيويته في عام 2010 عندما حل محل والده، بدر الدين الحوثي، كزعيم ديني وسياسي للجماعة.
ومنذ وضع المنظمة تحت سيطرته الكاملة، نجح الحوثي في تحويل ما كان يُعرف ذات يوم بـ "الميليشيا المتناثرة" إلى منظمة عسكرية تسيطر على جزء كبير من الأراضي اليمنية وقادرة على تهديد القوى الإقليمية وتعطيل حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن.
ومنذ بدأت هجمات الحوثيين العام الماضي، انخفضت حركة الملاحة عبر قناة السويس بنسبة 66%. وعلى الرغم من هذا الانخفاض والدليل على تراجع نفوذ واشنطن، زادت السفن الصينية من عبورها للممرات المائية الاستراتيجية، بسبب تفضيلها من جانب إيران والحوثيين.
وباستغلال الفراغ الأمني الذي خلفته الولايات المتحدة في المنطقة، أثبت الحوثي فائدته لأنصاره في طهران من خلال شن هجمات غير مسبوقة على الأراضي الإسرائيلية والشحن الدولي في حين قاوم في الوقت نفسه الضربات الجوية من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإسرائيل.
وفي سبتمبر/أيلول، أطلق الحوثيون صاروخا باليستيا أرض-أرض سافر لمسافة تزيد عن 1200 ميل إلى تل أبيب، وتعرضت العديد من المدمرات التابعة للبحرية الأميركية لـ"هجوم معقد" بالصواريخ المجنحة والطائرات بدون طيار في البحر الأحمر. وقد أدت هذه الجهود إلى رفع مكانة المجموعة الدولية بشكل كبير، مما منحها نفوذا قبل مفاوضات السلام مع المملكة العربية السعودية ووضعها في موقف يسمح لها بتولي دور أكثر مركزية في الاستراتيجيات الثورية للحرس الثوري الإيراني.
إن الدور الحاسم الذي يواصل الحوثي لعبه في اليمن وداخل شبكة حلفاء ووكلاء إيران قد يجعله هدفًا لإسرائيل، وهو الخوف الذي من المؤكد أنه سيزداد في ضوء وفاة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وزعيم حماس يحيى السنوار مؤخرًا.
ولكن بغض النظر عن السبب المباشر لوفاة الحوثي، فإن وفاته لن تعني نهاية سريعة للحوثيين تمامًا: بل إنها ستؤدي بدلاً من ذلك إلى فترة من عدم اليقين للمنظمة والتي قد تتطلب منهم تحويل تركيزهم بعيدًا عن العمليات خارج حدود اليمن.
وإذا فشل زعيم الحوثيين القادم في الوصول إلى مستوى سلفه، فقد يؤدي ذلك إلى فقدان الروح المعنوية والدعم من مقاتلي الحوثيين، فضلاً عن ثلثي سكان اليمن المقدرين الذين يعيشون تحت سيطرة المجموعة. ومع وجود عدد سكان إجمالي تقريبي يزيد عن 32 مليون شخص، أغلبهم في حاجة إلى مساعدات إنسانية، تظل القدرة على حكم السكان المحليين بنجاح ضعيفة ولكنها ضرورية للحفاظ على السلطة.
وبما أن كاريزما الحوثي وقيادته الكاملة داخل الجماعة أدت إلى صعود الحوثيين السريع على الساحة العالمية، فإن استبداله سيكون صعباً. وفي حين يبدو شقيقه الأصغر عبد الخالق الحوثي هو البديل الأكثر منطقية، نظراً لأنه يعمل بالفعل كنائب في قيادة الحوثيين وقاد أكبر لواء عسكري حوثي منذ سيطرت الجماعة على صنعاء في عام 2014، إلا أنه لم يتم تسميته علناً كخليفة. وهذا الغموض يعني أنه قد يواجه تحدياً من أفراد الأسرة الآخرين، مثل أبناء عمومته علي حسين الحوثي ومحمد علي عبد الكريم أمير الدين الحوثي أو الأخ غير الشقيق الأكبر يحيى بدر الدين الحوثي.
ولكن الصراع الداخلي قد يمتد إلى ما هو أبعد من عائلة الحوثي. ففي حين نادراً ما تتم مناقشته علناً، فإن الاقتتال الداخلي بين قادة الحوثيين المحليين والموالين من المحافظات الشمالية كان منذ فترة طويلة قضية بالنسبة للمتمردين.
وعلى الرغم من أن هيكل القيادة الحوثي يتميز بالمحسوبية العائلية، فإن الأطراف المتحاربة قد ترى في وفاة الحوثي فرصة لإنشاء فصيل منافس أو الإطاحة بخليفته وربما تغيير علاقة المجموعة بإيران أو تركيز عملياتها.
وعلى الرغم من دعم إيران لعقد من الزمان بالأسلحة والاستخبارات، فإن العلاقة بين صنعاء وطهران معقدة ولا تدوم بأي حال من الأحوال مثل علاقة إيران بوكلائها الإقليميين الآخرين في لبنان أو العراق. إن خسارة القائد ستكون ضربة لإيران، على الأقل في البداية.
الحوثيون، الذين طالما كانوا حذرين بشأن سلامته، يدركون جيداً أن زعيمهم هو هدف رئيسي لأعدائهم. في عام 2009، قبل عدة سنوات من سيطرة المجموعة على العاصمة اليمنية وإثارة التدخل الدولي، أفادت وسائل الإعلام اليمنية زوراً أن الحوثي قُتل في غارة جوية.
ومنذ ذلك الحين، عاش الحوثي حياة عابرة لتجنب تعقبه، ولم يلتق قط بوسائل الإعلام، ونادراً ما يُرى في الأماكن العامة.
وإيران أيضاً على علم بهذا التهديد، حيث زعمت تقارير على وسائل التواصل الاجتماعي بعد وقت قصير من وفاة نصر الله أن الحوثيين، إلى جانب المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، نُقلوا إلى مواقع آمنة لتجنب الهجمات الإسرائيلية.
ومع إدراك أن العمليات الاستخباراتية الإسرائيلية البارزة الأخيرة مثل هجمات الاتصالات في لبنان واغتيال زعيم حماس إسماعيل هنية على الأراضي الإيرانية قد أثارت الخوف في الجماعة، فإن موت الحوثي لن يؤدي إلا إلى مقاطعة أنشطة الجماعة الخبيثة في الأمد القريب.
والحلول طويلة الأجل مثل منع إيران من إعادة إمداد الجماعة المسلحة وتجهيز الحكومة المعترف بها دولياً ضرورية لمعالجة التهديد الحوثي في المنطقة وخارجها.
*يمن الرجوع إلى المادة الأصل: هنا
*ترجمة خاصة بالموقع بوست
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن إيران جماعة الحوثي عبدالملك الحوثي طائفية الدین الحوثی فی عام
إقرأ أيضاً:
المجموعة الخليجية تدعو مجلس الأمن للتدخل لوقف حرب إسرائيل وإيران
حذرت المجموعة الخليجية لدى الأمم المتحدة من خطورة تداعيات الهجمات الإسرائيلية على إيران ومنشآتها النووية على أمن المنطقة واستقرارها باعتبارها انتهاكا صريحا لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الوزير المفوض، فيصل العنزي نائب مندوب دولة الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة مساء يوم الجمعة، بالنيابة عن المجموعة الخليجية أمام الجلسة الطارئة لمجلس الأمن الدولي لبحث التصعيد بين إسرائيل وإيران.
وقال العنزي:" نستشعر خطورة المرحلة التي تمر بها المنطقة، ونؤكد أن استمرار هذه الأوضاع المتدهورة قد يؤدي إلى عواقب كارثية ويفاقم من حدة التوتر؛ الأمر الذي يهدد بتقويض فرص الحل الدبلوماسي والسلام المنشود".
وجدد في هذا الصدد الموقف الثابت للمجموعة حيال الأحداث الخطيرة التي تشهدها المنطقة، لافتا إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي تواصل مساعيها الدبلوماسية المكثفة لخفض التصعيد وتجنب اتساعه من منطلق الحرص على تغليب الدبلوماسية والحوار.. مطالبا بممارسة أقصى درجات ضبط النفس وإيقاف الأعمال العدائية فورا في ظل هذه الظروف الدقيقة والحساسة التي تستوجب منا جميعا اليقظة والحكمة.
وأضاف أن المجموعة الخليجية تدعو أيضا إلى تجنب المخاطر وتوسيع رقعة الصراع والعودة إلى مسار الحوار والمفاوضات؛ كونه السبيل الأمثل والوحيد لتجاوز الأزمة الحالية وضمان استدامة الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
وشدد على ضرورة أن يتحمل مجلس الأمن والمجتمع الدولي مسئولياتهما نحو الإيقاف الفوري لهذه الحرب، ومنع التصعيد والدفع باتجاه مواصلة المفاوضات الأمريكية - الإيرانية بشأن الملف النووي الإيراني بوساطة سلطنة عمان.
وأكد ضرورة احترام سيادة الدول والالتزام بالأسس والمبادئ الأساسية المبنية على ميثاق الأمم المتحدة ومواثيق القانون الدولي ومبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد بها، منوها بالدور المهم للوكالة الدولية للطاقة الذرية في تعزيز الأمن الوقائي ومنع استهداف المنشآت النووية لما في ذلك من مخاطر جسيمة على المستويين الإنساني والبيئي ويعد تهديدا للسلامة ولنظام الضمانات الشاملة كما يخالف القوانين الدولية والإنسانية كافة.
وشدد على أهمية الحفاظ على الأمن البحري والممرات المائية في المنطقة والتصدي للأنشطة التي تهدد أمن واستقرار المنطقة والعالم بما في ذلك استهداف السفن التجارية وتهديد خطوط الملاحة البحرية والتجارة الدولية والمنشآت النفطية في دول المجلس.
ودعا العنزي المجتمع الدولي ومجلس الأمن بشكل خاص إلى اتخاذ إجراءات سريعة وفعالة لاحتواء هذه الأزمة ودعم جهود الحوار الدبلوماسي بما يحفظ أمن وسلامة شعوب المنطقة ويجنبها مخاطر المزيد من التصعيد.