تدرس شركة "ريسوت للإسمنت" إطلاق برنامج طموح لإعادة تدوير مواد ثانوية صناعية واستخدامها كوقود "أخضر" في عمليات إنتاج الإسمنت وإنتاج الطاقة الكهربائية.

وقال الدكتور هلال بن سيف الضامري الرئيس التنفيذي بالإنابة لشركة "ريسوت للإسمنت: إن البرنامج الجديد يستهدف تعزيز الجهود الحكومية لتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ودعم خطة سلطنة عُمان لتحقيق الحياد الصفري بحلول عام 2050.

وأضاف إن شركة "ريسوت للإسمنت" عملت على تطوير تقنيات جديدة في عمليات الإنتاج في عدد من مصانعها في سلطنة عُمان والخارج تتيح لها تدوير مواد ناتجة عن صناعات أخرى غير مرغوب بها واستخدامها كوقود في عمليات إنتاج الإسمنت وهو ما يُسهم في تقليص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وتعزيز استخدام الموارد وتوفير طاقة نظيفة في عمليات الإنتاج.

واستطرد قائلا: نقوم باستخدام مواد ثانوية صناعية ناتجة عن عمليات الإنتاج من مختلف الصناعات وإعادة تدويرها والاستفادة منها في صناعة الإسمنت، موضحا أن هذه المواد تنقسم لنوعين: النوع الأول هو مواد يمكن إعادة استخدامها كوقود بديل للغاز في مصانع الإسمنت، أما المواد الأخرى فيمكن استخدامها كمواد أولية تدخل كبديل جزئي للمواد الأولية في صناعة الإسمنت، مشيرا في هذا الصدد إلى أن المواد التي قامت الشركة بإعادة تدويرها تشمل المواد الصناعية الناتجة عن مصهر الألمنيوم بصحار، والمواد الصناعية الناتجة عن أعمال صناعة الرخام والجرانيت، والمواد الناتجة عن حفر آبار النفط، بالإضافة إلى المواد الصناعية الناتجة عن مصفاة النفط بصحار.

وحول النتائج التي حققها برنامج إعادة التدوير قال الدكتور هلال بن سيف الضامري: إن هناك مشروعا كبيرا في مصنع "ريسوت للإسمنت" بصلالة لإعادة استخدام الهواء الساخن الخارج وإعادة استغلاله في إنتاج الطاقة الكهربائية، موضحا أن هذه الطريقة تتيح للمصنع توليد حوالي 30% من الطاقة الكهربائية، ووفقا لذلك سيتم خفض حوالي 50 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنويا وبذلك يصبح مصنع "ريسوت للإسمنت" بصلالة واحدا من المصانع الصديقة للبيئة من خلال قدراته على توفير طاقة نظيفة لإنتاج الإسمنت.

وأشار إلى أن برنامج إعادة تدوير مواد ثانوية أخرى ذات قيمة شبيهة بالحجر الجيري وخام السيليكا أتاح لشركة "ريسوت للإسمنت" أيضا رفع كفاءة مصنعها بصلالة من خلال تقليل مادة الكلنكر في الإسمنت مع رفع كفاءة الإسمنت في الخرسانة، مما ساهم في تخفيض حوالي 18% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عند مقارنته بالأسمنت العادي مع المحافظة على جودة عالية وكفاءة في الخرسانة حسب المواصفات والمقاييس الدولية.

وأوضح أن البرنامج ساهم أيضا في رفع كفاءة الإنتاج لمصنع إسمنت صحار وهو أحد المصانع المملوكة لمجموعة "ريسوت للإسمنت" من 2000 طن في اليوم إلى 5000 طن يوميا وتقليل استهلاك الكهرباء بحوالي 24%، مما ساهم في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، كما تم رفع كفاءة مصنع بايونير لصناعة الإسمنت بدولة الإمارات العربية المتحدة التابع لمجموعة "ريسوت للإسمنت" من خلال تنفيذ مشروع استخدام الوقود البديل بنسبة تصل إلى 20%، خلال فترة تمتد من سنة إلى سنتين.

وأكد الدكتور هلال بن سيف الضامري الرئيس التنفيذي لشركة "ريسوت للإسمنت" أن هناك العديد من المبادرات الأخرى التي تدرس الشركة تنفيذها بالتعاون مع الجهات الحكومية المختصة مثل إعادة تدوير المخلفات المنزلية والبلدية واستخدامها كوقود بديل للغاز.

ويعد الدكتور هلال الضامري من الكفاءات العُمانية المتخصصة في الاقتصاد الدائري وسبق له أن حقق إنجازات علمية في مجال الاقتصاد الدائري وإعادة استخدام المخلفات الصناعية غير المرغوب بها واستخدامها في صناعة الإسمنت بشكل آمن وبطرق صديقة للبيئة، كما نجح في وضع إطار تقني لتحويل الإطارات المستنفدة إلى وقود بديل كأول مشروع من نوعه في سلطنة عُمان، وساهم في وضع تكامل صناعي بين قطاع صناعة الإسمنت والقطاعات الصناعية الأخرى كقطاع حفر آبار النفط ومصافي النفط ومصاهر الألمنيوم.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: انبعاثات ثانی أکسید الکربون صناعة الإسمنت ریسوت للإسمنت الدکتور هلال إعادة تدویر الناتجة عن فی عملیات رفع کفاءة

إقرأ أيضاً:

«مجموعة تدوير».. شبابنا لقيادة مستقبل إماراتي مستدام

بقلم: علي الظاهري

في ديسمبر من كل عام، تستحضر احتفالاتنا بعيد الاتحاد، ذكرى ولادة دولة الإمارات العربية المتحدة، وتدعونا للتأمل بالمبادئ والقيم النبيلة التي رسّخها الآباء المؤسسون، وفي مقدمتها الوحدة، والإيمان بقدرة الإنسان، وبناء مؤسسات قوية قادرة على النهوض بالمسيرة التنموية، وما ينطوي على ذلك من تنمية الموارد البشرية وتهيئة الأجيال القادمة، باعتبارهم الامتداد الطبيعي لمسيرة الاتحاد، وهو ما أكّد عليه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيّب الله ثراه – بقوله: «إن موضوع رعاية الطفولة ضمن خطط التنمية الشاملة، وتجهيز الطاقات البشرية القادرة على النهوض بالمهمات الجسام التي تنتظر أمتنا، يعدّ من أهم موضوعات الساعة وأعظمها أثراً على تطور حياة شعوبنا ومستقبل أبنائنا وأحفادنا».
منذ نشأة الدولة، تبنّت القيادة الإماراتية رؤية شاملة لمسيرة التنمية، تركز على الاستثمار في الإنسان والبنية التحتية والتعليم. وتواصل قياداتنا اليوم البناء عليها برؤى وطنية استراتيجية متقدمة، يتكامل فيها دور المؤسسات والأفراد، وتشكل الاستدامة إطاراً أساسياً لصياغتها على كافة الأصعدة، كمئوية الإمارات 2071، واستراتيجية الذكاء الاصطناعي، والحياد المناخي 2050.
تتقاطع الاستدامة مع كافة مجالات التنمية من الاقتصاد إلى المجتمع إلى التعليم إلى البيئة... فلا تحقق الأهداف التنموية من دونها. وفي سياق عام المجتمع 2025، برزت المسؤولية الوطنية المشتركة أمام مؤسسات الدولة لتمكين دور الشباب الإماراتي في المسيرة التنموية نحو التحول المستدام، فهم الجيل الذي سيستلم دفة قيادة مؤسساتنا، ويتخذ القرارات التي سترسم ملامح مستقبل المجتمع والوطن.
أولت مجموعة تدوير تمكين الشباب من المشاركة الحيوية في بناء مستقبلٍ مستدام، اهتماماً كبيراً، بدءاً بتوعيتهم وإثراء مداركهم بأهمية المحافظة على البيئة والاستدامة عبر شتى وسائل وقنوات التواصل، وربطها بالانتماء إلى الهوية وحب الوطن، والاحتفاء بإرث الأجداد وقيمهم الأصيلة، وصولاً إلى تطوير ورعاية المواهب الشابة في المجموعة، والاستثمار فيها لقيادة المشاريع الكبرى، وتمثيل مجموعة تدوير في المحافل الدولية، إلى جانب التنظيم والمشاركة في مبادرات وطنية، وبرامج تفاعلية ممنهجة تثقيفية وتطوعية ومجتمعية، دورية وطويلة المدى، مصممة لتعزيز التفكير النقدي لدى اليافعين، وغرس ثقافة الاستدامة، وتبني مبادئها في أنماط الحياة اليومية في المجتمع. ووصل تأثير هذه البرامج إلى ملايين الأطفال والشباب والأسر في المدارس والجامعات، ومجالس الإمارات والشباب، والفعاليات المجتمعية والرياضية والبيئية، والمعارض والمهرجانات التراثية، على مستوى جميع إمارات الدولة.
لا تسعى مجموعة تدوير إلى توعية الشباب بالسلوكيات البيئية الأمثل، وأفضل الممارسات في ترشيد الاستهلاك وإعادة التدوير وإدارة النفايات فحسب، بل إلى دمج نهج الاستدامة في كل ما يقومون به، وتوسعة آفاق المعرفة لديهم بالقيمة متعددة الأبعاد التي تحملها النفايات، والعلاقة الوثيقة بين مفاهيم إدارة النفايات، والبيئة، والأمن الغذائي، والاقتصاد الدائري، والتنافسية الوطنية؛ لتحفيز عقولهم الفتية في ابتكار حلول بيئية واقتصادية مبدعة جديدة، لاستغلال النفايات في استخلاص الموارد وتحقيق أكبر قدر من القيمة، بما يعزز نظافة بيئتنا، وينمي ثروات وطننا، ويسرع تحوله نحو الاقتصاد الدائري، فينعم شعبنا بالرخاء والصحة والسلامة.
إن احتفالنا باليوم الوطني ليس مجرد استعادة لذكرى تأسيس الدولة، بل فرصة لتجديد العهد بالالتزام بما بدأه الآباء المؤسسون، والتعاون المشترك لبناء وطن أقوى وأكثر استعداداً للمستقبل. وفى سياق الأجندة الوطنية، يحتم هذا الالتزام علينا إشراك شبابنا وتمكين قدراتهم لتحقيقها، وهو النهج التي تتبعه مجموعة تدوير في كل مشروع جديد تنفذه، وكل شراكة تبينها، وكل عملية تشغيلية تقودها، نحو اقتصاد مستدام ومجتمع واعٍ وبيئة محمية للأجيال القادمة. إن تمكين الشباب ليس مجرد إضافة تعزيزية لمسيرتنا التنموية، فهم وقود المسيرة، ومستقبل الوطن المستدام الذي نستثمر فيه.

العضو المنتدب والرئيس التنفيذي في مجموعة تدوير

أخبار ذات صلة «بريدج 2025» تُعلن مجموعة «إي آند» شريكاً للاتصال بمناسبة عيد الاتحاد.. 91 نشاطاً في 13 مدرسة ضمن حملة «مجموعة تدوير» المدرسية

مقالات مشابهة

  • الجامعة الإسلامية تطلق برنامج ماجستير العلوم المهني في المختبرات الصناعية
  • وزير التموين: التوسع في استخدام التكنولوجيا بالصوامع لرفع كفاءة تخزين الحبوب
  • أحمد سيد  : أزمة ثقة.. عقدة تعرقل انطلاق برنامج الطروحات بالبورصة
  • شحادة يؤكد تحقيق نمو اقتصادي مستدام للأردن
  • تيسمسيلت: إنقاذ عامل علقت رجله داخل آلة خلط الإسمنت 
  • الأجهزة التنفيذية بضواحي بورسعيد الزهور تقود تحركًا ميدانيًا واسعًا لرفع كفاءة النظافة العامة
  • الأجهزة التنفيذية بالضواحي والزهور ببورسعيد تشن حملة مكبرة لرفع كفاءة النظافة العامة
  • «مجموعة تدوير».. شبابنا لقيادة مستقبل إماراتي مستدام
  • عمرو الليثي: مدينة الإعلام الجديدة تمثل فرصة تاريخية لإعادة صياغة دور مصر فى صناعة السينما والدراما على المستوى الإقليمى والعالمى
  • صندوق مكافحة الإدمان يستعرض أنشطة المتطوعين لرفع الوعي بخطورة تعاطي المواد المخدرة