يمانيون:
2025-05-10@21:48:42 GMT

شمسُ الحق وشعاعُ الحقيقة في عصر الظلام

تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT

شمسُ الحق وشعاعُ الحقيقة في عصر الظلام

طلال محمد الحمامي

إن عالم اليوم يعيش في ظل عصرٍ تتزاحم فيه الأحداث، وتتضارَبُ فيه المواقف، ويغمرُه الضباب، والشكوك، والحذر. ويبرز الحق والحقيقة كمنارة مشعّة في ظلام الجهل والتضليل. إن السعي وراء الحقيقة رحلة ليست بالسهلة، لكنها ضرورية لبناء الأُمَّــة الحرة في وعيها، لتصبح قادرة على مواجهة التحديات والأخطار.

تعتبر القضية الفلسطينية شمس الحق المشعة على ظلمات قوى الاستكبار وثلاثي الشر: أمريكا، وبريطانيا، و”إسرائيل”. لقد فشلت تلك القوى في طمس القضية الفلسطينية، بالرغم من حجم الاستهداف الممنهج للإسلام في نهجه قبل أرضه من قبل دول استعمارية، نشأت على الظلم وسفك الدماء وسلب الحقوق. ومعروفٌ ما فعلته أمريكا بحق الهنود الحمر؛ إنه الشيء نفسُه الذي تمارسه “إسرائيل” بحق الشعب الفلسطيني، حَيثُ يقتلون الأطفال والنساء، وينتهكون الحرمات دون اعتبار لأيٍ من المبادئ والقيم.

ولا تتوقف أهدافهم عند ذلك، بل يسعون لما هو أكبر لإقامة ما يدعون أنه “دولة يهودية” تشمل بلدانًا عربية عدة من النيل إلى الفرات، وليس فلسطين وحسب، غير مكترثين بما سينتج عن ذلك من مصادرةٍ لحقوق شعوبٍ بأكملها، وعلى رأسهم الشعب الفلسطيني.

يرى هؤلاء في الأرض العربية منطقةً استراتيجيةً للسيطرة على العالم، وهذا خطرٌ مستفزٌّ بالنسبة للعرب أولًا، وللبشرية جمعاء.

وفي المقابل، أصبحت الأُمَّــة الإسلامية بين خيارين: إما السلة وإما الذلة، ودينها يفرض عليها التحَرّك تحت عنوان الجهاد لدفع الشر عن البشرية كلها، فكيف بها وهي المستهدفة؟ وللأسف، ظهر من أبناء الأُمَّــة تيارٌ يعمل لصالح أمريكا و”إسرائيل”، وينخر في الأُمَّــة من داخلها من خلال نشر الفتن وتدجين الشعوب باسم الدين، حتى أصبحوا جنودًا يتحَرّكون وفق ما تريد أمريكا وترغب به “إسرائيل”، جاعلين من ثرواتهم ودمائهم وسيلةً تستغلها أمريكا للقمع ومواجهة كُـلّ من يسعى للتصدي لخطرها، تمامًا كما يعمل النظام السعوديّ استجابة لما تريد أمريكا، حَيثُ قاد تحالفًا على اليمن، وزج بقيادة من “حماس” في السجون دون أي مبرّر أَو ذنب سوى الرضوخ لأمريكا.

ومع كُـلّ ذلك، لم يستطيعوا الخروجَ من مربع الفشل والهزائم على طول تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، وُصُـولًا إلى معركة (طُـوفَان الأقصى)، حَيثُ كانت الضربة القاصمة لظهر الكيان الصهيوني والفاصلة بين الحق والباطل. بعد عام وشهر من تلك العملية الخالدة، يجب أن نقف قليلًا ونسلط الضوء على أبرز المواقف والحقائق المهمة، حتى نعرف أين موقعنا من الصراع.

أليس الشعب الفلسطيني شعبًا مسلمًا؟ أليست غزة المحاصَرة جزءًا لا يتجزأ من أرض الإسلام، وأهلُها مسلمون؟ أليس المسجد الأقصى أولى القبلتين ومسرى خاتم الأنبياء والمرسلين؟ إذًا، لماذا لم يقف المسلمون لنصرتهم، ويستمعون لصراخهم وندائهم؟ لماذا لا يزعجهم حديث النبي محمد -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ-، حَيثُ قال: “من سمع مناديًا ينادي يا للمسلمين ولم يجب فليس من المسلمين”؟ كم صرخ أطفال غزة: “أين العرب؟ أين المسلمون؟” لكن اليأس كان دائمًا يجيبهم قائلًا: “عذرًا، لا حياة لمن تنادي”.

لقد غلب الصمت على أُمَّـة الإسلام، وخيّم عليها التخاذل. وبين هذا التفريط الفظيع والظلمة الموحشة، كان الله حاضرًا، لم يكن غافلًا عن تلك المظلومية الفظيعة والوحشية الرهيبة. ومن يؤمنون وحدهم يدركون معنى قوله تعالى: “وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ”.

وعوضًا عن التخاذل والصمت المخزي، اقتضت إرادَة الله أن تكون جبهات الجهاد والإسناد في اليمن وإيران والعراق ولبنان خير أُمَّـة أخرجت للناس، تنصر المظلومين في غزة ولبنان، وتستهدف قوى الاستكبار حيثما كانت، في البر والبحر والجو. لقد كسرت هذه الجبهات معادلة الصمت والاستضعاف، ودحضت حجج المطبعين والمتربصين، فما كانت لتكون لولا أنها آمنت بعدالة قضيتها وحتمية انتصارها، حَيثُ اتخذت من الجهاد عنوانًا للانطلاق، ومن الصبر ثباتًا على الموقف، ومن الإرادَة طوفانًا وعنفوانًا.

وهنا يتجلى لنا أن فلسطين كانت وما زالت وستبقى حصنًا منيعًا وقلعةً شامخة بأبطالها، تحميها جبهات الإسناد، جبهةً باطنها الرحمة وظاهرها من قبلها العذاب على اليهود الصهاينة والمطبعين المتصهينين. وإن طال زمن البطش والجبروت، فالنصر صبر ساعة أَو هو أقرب.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

مسيرات مليونية بـ صنعاء والمحافظات احتفالا بالنصر على أمريكا وتأييدا لغزة 

الجديد برس|  خرج الملايين من أبناء الشعب اليمني اليوم الجمعة في مسيرات مليونية حاشدة شملت ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء وساحات المديريات والمحافظات الأخرى وذلك في مشهد مهيب يعبر عن الفرح بالنصر على التحالف الأمريكي والتأييد الكامل للشعب الفلسطيني. وجدد المحتشدون في بيان المسيرة تأكيدهم على الموقف الثابت لليمن في الدفاع عن غزة ومساندة المقاومة دون تراجع أو مساومة معربين عن تمسكهم بالمبادئ الدينية والإنسانية. وقد بارك المشاركون في البيان لقائد انصار الله عبدالملك الحوثي، وللقوات المسلحة اليمنية ولأحرار الأمة انتصاراتهم الأخيرة التي أسفرت عن فشل المخططات الأمريكية وإجبار السفن الحربية على التراجع تحت وطأة الضربات الصاروخية الدقيقة. وأعلن المحتشدون “استمرار التصدي للعدو الإسرائيلي بكل قوة وعزم حتى تحقيق النصر النهائي”، مؤكدين “أن ثمن المواجهة وإن كان كبيرا إلا أنه لا يقارن بخطورة التفريط والتقاعس”. وأوضح البيان أن هذه المسيرات تعبير عن الشكر لله على النصر وتأكيد على الثبات في الموقف ومواصلة دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة. كما هنأ المحتشدون “القوات المسلحة على نجاح عملياتها العسكرية ضد الأعداء وعلى إنجازاتها الكبيرة التي شملت ضرب مطار بن غوريون واستهداف حاملات الطائرات الأمريكية”. وشدد البيان على مواصلة تطوير القدرات العسكرية والاستعداد لأي مواجهة محتملة مع العدو الأمريكي في المستقبل. وأكد المشاركون أن تضحيات اليمن في سبيل الدفاع عن الأمة الإسلامية هي ثمن الحرية والكرامة التي لا غنى عنها لكل مسلم حقيقي. وفي ختام البيان عبر المحتشدون عن أسفهم لموقف بعض الأنظمة العربية والإسلامية المتخاذل أمام معاناة الأمة بينما أشادوا بدور سلطنة عمان الداعم للسلام في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • أبناء الجوف يحتشدون في 45 ساحة تأكيداً على استمرار نصرة غزة واحتفالاً بهزيمة أمريكا
  • مسيرات مليونية بـ صنعاء والمحافظات احتفالا بالنصر على أمريكا وتأييدا لغزة 
  • 38 مسيرة حاشدة بذمار نصرةً لغزة واحتفالاً بهزيمة أمريكا
  • أبناء صعدة يحتشدون في 36 مسيرة جماهيرية شكرًا لله واحتفالًا بهزيمة أمريكا ونصرة لغزة
  • محافظة الحديدة تشهد 196 مسيرة حاشدة تحت شعار “لنصرة غزة.. بقوة الله هزمنا أمريكا وسنهزم إسرائيل”
  • وزير الدفاع الأميركي يلغي زيارة كانت مقرّرة إلى إسرائيل
  • مصطفى بكري: الرئيس السيسي ليس معزولا عن الشعب ويتابع كل صغيرة
  • الحكومة وضحت الحقيقة.. مصطفى بكري يعلق على شائعات بيع قناة السويس
  • عدن في قبضة الظلام و أزمة كهرباء تخنق الحياة
  • ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر: غزوة بدر كانت تطبيقا عمليا لقوة إيمان المسلمين