أكد المستشار حسين أبو العطا، رئيس حزب المصريين، عضو المكتب التنفيذي لتحالف الأحزاب المصرية، أن مشاركة مصر في قمة مجموعة العشرين في البرازيل غاية في الأهمية، لا سيما في ظل ما تشهده الساحة الدولية من أحداث وصراعات واضطرابات تشكل تهديدًا مباشرًا لمصير الشعوب وأمنهم واستقرارهم.

وأضاف أبو العطا، في بيان اليوم الإثنين، أن لمشاركة الرئيس السيسي في قمة مجموعة العشرين دلالات كثيرة لعل أبرزها الثقل الاقتصادي الكبير الذي تتمتع به الدولة المصرية في عهد الرئيس السيسي كأحد الاقتصادات الواعدة التي حققت معدلات نمو رغم التحديات الكثيرة العالمية والإقليمية، ما جعل العديد من دول العالم تعزز الشراكات الاقتصادية مع مصر، باعتبارها قوة اقتصادية مهمة في المنطقة وبوابة للدول الإفريقية.

وأوضح رئيس حزب المصريين، أن هذه المشاركة تأتي في إطار انفتاح مصر على كل التجارب والتكتلات الاقتصادية العالمية، كأحد مسارات السياسة الخارجية المصرية، إلى جانب مسار التنمية، وأهمها مسار مواجهة الأزمات والتحديات بالمنطقة، ومسار الدفاع عن القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن هناك مسار تعزيز المصالح المصرية، ودعم علاقات مصر الثنائية مع دول العالم كافة.

وأشار إلى أنه مما يدعو للفخر والاعتزاز أن الدولة المصرية شهدت خلال السنوات الأخيرة طفرة حقيقية في المنظومة الاقتصادية العالمية، سواء فيما يتعلق ببناء شراكات مع كل دول العالم، أو الانضمام للتكتلات الاقتصادية الكبرى مثل قمة البريكس ومجموعة العشرين، باعتباره تجمعًا عالميًا يستحوذ على 90% من التجارة العالمية، و80% من حجم الناتج العالمي، مؤكدًا أن قمة العشرين معنية بتجمع الحكومات ومحافظي البنوك المركزية من 20 دولة والاتحاد الأوروبي، لمناقشة السياسات المتعلقة بتعزيز الاستقرار المالي الدولي، بخاصة في ظل الصراعات الدولية والإقليمية القائمة وكذلك الحروب الأهلية والصراع الذي يتسع رقعته في ظل غياب المسؤولية الدولية، ما يهدد الاستقرار في بعض الدول وتهديد الأمن، الأمر الذي يتطلب وبشكل عاجل التعاون المشترك لمواجهة هذه التحديات والأزمات، بما يضمن الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي الدولي.

ولفت إلى أن قمة مجموعة العشرين خطوة مهمة ومطلوبة لمواجهة التحديات العالمية، ومشاركة مصر في هذه القمة سيكون لها نتائج مهمة، خاصة وأنها المشاركة الرابعة من نوعها لمصر في قمم المجموعة منذ نشأتها، والثانية على التوالي بعد المشاركة في اجتماعات قمة العشرين الدورة الماضية، موضحًا أن الجميع يترقب ويعقد آمالا كبيرة على هذه القمة، لبحث عدد من الموضوعات الرئيسية من بينها التوتر الدبلوماسي بشأن ظاهرة الاحتباس الحراري العالمية، وكذلك الأزمات العالمية، وأبرزها الحرب التي تشنها إسرائيل على لبنان وغزة.

ونوه بأن مشاركة الرئيس السيسي في هذه القمة تبعث بعدة رسائل للمجتمع الدولي لمواجهة الأزمات الاقتصادية، فضلا عن تعزيز مكانة مصر الدولية، والتزامها التام بالمساهمة في إرساء نظام عالمي أكثر عدلاً واستدامة، بما يحقق السلام والاستقرار والتنمية للجميع، موضحا أن القيادة السياسية المصرية تسعى لعرض أولوياتها في حشد الإرادة السياسية اللازمة من جانب دول المجموعة لاتخاذ التدابير اللازمة لتخفيف معاناة الدول النامية من تداعيات الأزمات الاقتصادية الدولية المتعاقبة، علاوة على تعزيز قدرتها على الصمود في مواجهة أزمات مستقبلية، وهو ما لن يتحقق سوى بإصلاح جذري في نظام الاقتصاد العالمي.

وثمن توجيه الشكر من قبل رئيس البرازيل للرئيس السيسي على دور مصر التاريخي في مساندة شعب فلسطين، مؤكدًا أنه لا يستطيع أحد أن ينكر دور الدولة المصرية في دعم ومساندة القضية الفلسطينية، حيث يعود هذا الدعم لعقود طويلة بحكم التاريخ والجغرافيا وعلاقات الدم والقومية واشتراك الحدود واستمراره بقوة وترابط للوقت الحاضر، وقد دافعت مصر بقوة وباستمرار، وجعلت القضية بؤرة اهتمامها.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: السيسي الرئيس السيسي قمة العشرين البرازيل حزب المصريين مشاركة السيسي في قمة العشرين مصر فی

إقرأ أيضاً:

الحياد الإيجابي والدبلوماسية الهادئة

 

 

سلطان بن سالم العيسائي **

sultan52053@gmail.com

في خضم تصاعد الأزمات الجيوسياسية في المنطقة، برزت سلطنة عُمان كأنموذج فريد في تبني نهج الحياد الإيجابي والدبلوماسية الهادئة، الذي مكنها من الحفاظ على توازن استراتيجي في علاقاتها مع مختلف الأطراف المتنازعة إقليميا ودوليا. ولقد شكل هذا النهج حجر الزاوية في السياسة الخارجية العُمانية منذ عهد السلطان الراحل قابوس بن سعيد- رحمه الله- واستمر بقوة وثبات في عهد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه.

وسلطنة عُمان لم تكن يومًا دولة هامشية في محيطها؛ بل أدت دورًا مركزياً في التهدئة والوساطة، كما في الأزمة اليمنية، حيث احتضنت السلطنة محادثات غير مُعلنة بين أطراف الصراع، وأسهمت في توفير أرضية للحوار السياسي البعيد عن التصعيد الإعلامي. وفي الملف الإيراني الخليجي، احتفظت مسقط بعلاقات متوازنة مع طهران ودول مجلس التعاون على حد سواء، مما منحها مساحة موثوقة للتحرك الدبلوماسي عند الأزمات.

وتتمثل قوة هذا الحياد الإيجابي في أنه ليس موقفا سلبيا أو انسحابا من التأثير، بل هو اختيار استراتيجي واع، يُعزز من مكانة السلطنة كوسيط نزيه وشريك موثوق. كما إن هذا النهج اكتسب أهمية متزايدة مع تزايد الاستقطاب بين القوى الكبرى، لا سيما الولايات المتحدة، والصين، وروسيا؛ حيث حافظت عُمان على استقلالية قرارها الخارجي دون الانخراط في تحالفات حادة أو اصطفافات أيديولوجية.

ورغم ما يفرضه المحيط المضطرب من تحديات؛ فإنَّ الحياد العُماني يظل أحد الضمانات الأساسية للاستقرار الداخلي والإقليمي، خاصة في ملفات حساسة كأمن الطاقة، والملاحة الدولية، والتنمية المستدامة. ومع تسارع التحولات الإقليمية، تبرز الحاجة لتأطير هذا النهج ضمن سياسة خارجية أكثر مرونة وقدرة على التكيف، توازن بين المبادئ والسيادة، وبين البراغماتية والحكمة التاريخية.

وكذلك، أمام صعود قوى دولية جديدة كالصين، وتزايد التوترات البحرية في مضيق هرمز والبحر الأحمر، فإن استمرار السلطنة في تبني الحياد الإيجابي يمنحها القدرة على لعب أدوار استراتيجية دون المخاطرة برصيدها السياسي أو الاقتصادي. وقد أثبتت التجارب أن الدول التي تنتهج الدبلوماسية الهادئة تضمن موقعها كوسيط، لا كطرف، وهو ما يتسق مع المبادئ الثابتة للسياسة العُمانية.

وعليه.. فإن قراءة الدور العُماني ليست فقط تأريخًا لمواقف مُتزنة؛ بل دعوة لإعادة فَهْم "الحياد" كقوة ناعمة قادرة على صناعة التوازن، في زمن تتراجع فيه مساحات العقلانية السياسية.

** رئيس قسم التعلم مدى الحياة بالمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة شمال الباطنة

مقالات مشابهة

  • القمة الشرطية العالمية تشهد مشاركة قياسية
  • افتتاح المؤتمر العالمي العشرين للطب النفسي بكلية الطب جامعة عين شمس
  • تقرير صحي جديد: الأزمات العالمية تعرقل جهود الملايين في الإقلاع عن التدخين
  • نصائح مهمة من الصحة للحجاج المصريين
  • الحياد الإيجابي والدبلوماسية الهادئة
  • ننشر ‏‎الحصاد الأسبوعي لوزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي
  • بدء إرسال رسائل SMS للمتقدمين بمشروع “سكن لكل المصريين 5” لإعلامهم بنتائج ترتيب الأولويات
  • الإسكان: بدء إرسال رسائل نصية للمتقدمين ضمن سكن لكل المصريين 5
  • بدء إرسال رسائل نصية للمتقدمين في «سكن لكل المصريين 5».. والكشف عن مقدم جدية الحجز
  • قراءة نقدية في تقرير لجنة العشرين