في عصرنا الحديث، حيث يعاني العديد من الأشخاص من ضغوط الحياة اليومية، وأعباء العمل، والتحديات النفسية، بدأ البحث عن وسائل جديدة لعلاج هذه المشاعر السلبية. ومن بين تلك الوسائل التي تلقى اهتمامًا متزايدًا، يظهر "الفن" كأداة علاجية قد تكون الأكثر إثارة للجدل. فهل حقًا يمكن للفن أن يساعد في الشفاء النفسي؟ أم أن هذا مجرد تصور شعبي لا أساس له من الصحة؟

الفن وعلاقته بالشفاء النفسي

يعتقد الكثيرون أن الفن هو مجرد وسيلة للتعبير عن الجمال والخيال، لكن العديد من الدراسات الحديثة تشير إلى أن الفن قد يكون له تأثيرات عميقة على الصحة النفسية.

فالفن، سواء كان رسمًا، أو موسيقى، أو حتى شعرًا، يمكن أن يساعد الأفراد في التعبير عن مشاعرهم المكبوتة، مما يقلل من مستويات القلق والاكتئاب.

أحد الأسس التي يعتمد عليها الفن كعلاج هو "التعبير عن الذات". في بعض الأحيان، قد يكون من الصعب على الأفراد التحدث عن مشاعرهم أو مواجهتها مباشرة، لكن الفن يتيح لهم وسيلة غير مباشرة للتعبير عن تلك الأحاسيس العميقة. على سبيل المثال، يمكن لشخص يعاني من صدمة نفسية أن يعبّر عن مشاعره من خلال الرسم أو النحت، ما يخلق قناة آمنة للتفاعل مع تجاربه العاطفية.

الفن كوسيلة للتواصل غير اللفظي

من المعروف أن الكثير من المرضى النفسيين يجدون صعوبة في التعبير عن مشاعرهم بالكلمات. هنا، يمكن للفن أن يلعب دورًا رئيسيًا. يمكن أن يكون العمل الفني بمثابة ترجمة غير لفظية لمشاعر وأفكار يصعب إخراجها من العقل الباطن. هذا النوع من العلاج قد يكون أكثر فاعلية من الطرق التقليدية التي تعتمد على الحوار، لأنه يسمح بتحرير الطاقة النفسية المكبوتة دون الحاجة لفتح موضوعات معقدة قد تكون مؤلمة.

الفن والمجتمع

لا تقتصر فوائد الفن على الأفراد فقط، بل تمتد أيضًا إلى المجتمع. المجتمعات التي تشجع على ممارسة الفن تتعرض لمستويات أقل من التوتر والقلق. الأعمال الفنية التي تُعرض في الأماكن العامة يمكن أن تؤثر إيجابيًا على مشاعر الأفراد، وتساهم في تحفيز شعور بالانتماء والتفاؤل.

ومع ذلك، يظل الجدل قائمًا: هل يعد استخدام الفن كعلاج بديلًا فعّالًا للعلاج النفسي التقليدي؟ بينما يعتبره البعض مجرد أداة مكملة، يرى آخرون أن الفن ليس قادرًا على حل القضايا النفسية العميقة التي تتطلب علاجًا متخصصًا. من المؤكد أن الفن ليس بديلًا عن العلاج النفسي الطبي، لكنه قد يكون جزءًا مهمًا من مجموعة الأدوات التي يمكن أن تساعد في التعامل مع الاضطرابات النفسية.

الخاتمة

في نهاية المطاف، يعد الفن أداة مثيرة للجدل في مجال العلاج النفسي. بينما يشير العديد من الخبراء إلى فوائده في تقليل التوتر، والاكتئاب، والقلق، فإن أهميته تتوقف على كيفية استخدامه. لا يمكن اعتبار الفن علاجًا بديلًا أو كافيًا بمفرده، لكنه بلا شك يُعد وسيلة فعّالة يمكن أن تساعد في الشفاء النفسي، خاصة إذا تم دمجه مع العلاجات الأخرى.

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الفجر الفني مشاهير هوليود

إقرأ أيضاً:

العاصمة: افتتاح 3 مراكز للتكفل النفسي والبيداغوجي للأطفال ذوي الإعاقات الذهنية

تدعّمت ولاية الجزائر العاصمة بثلاثة مراكز نفسية بيداغوجية لفائدة الأطفال ذوي الإعاقات الذهنية.

وأشرف الوزير، والي ولاية الجزائر، محمد عبد النور رابحي، رفقة وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، صورية مولوجي، اليوم الثلاثاء. على افتتاح ثلاثة مراكز نفسية بيداغوجية لفائدة الأطفال ذوي الاعاقات الذهنية.

ويتزامن افتتاح هذه المراكز المتواجدة ببلديات حسين داي، بولوغين وسيدي امحمد، مع الدخول الاجتماعي والمدرسي. وهذا استجابة للطلب المتزايد لأولياء الأطفال المصابين بالتخلف الذهني، طيف التوحد ومتلازمة داون.

وثمّن الوزير والي العاصمة رابحي افتتاح هذه المرافق، مذكرا بأنه يتم على مستوى ولاية الجزائر، التكفل بـ “2400 طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة. من قبل مراكز تابعة للدولة أو تلك المسيرة من قبل جمعيات”.

وأشار بالمناسبة إلى أن المراكز المفتتحة تضمن التكفل بحوالي 40 بالمائة من الطلبات. مضيفا أن الهدف المسطر هو توفير على الاقل مركز واحد من هذا النوع في كل مقاطعة إدارية بالجزائر العاصمة”.

بدورها أكدت مولوجي، أن هذه المراكز ستشرف عليها مؤسسة تسيير حدائق الأطفال و دور الحضانة “بريسكو” بالتنسيق مع مديرية النشاط الاجتماعي والتضامن لولاية الجزائر. بغرض “التكفل بالأطفال ذوي الهمم لتكريس حقهم في التعليم و الادماج الاجتماعي عبر هذه الفضاءات المجهزة بكل الوسائل المادية والبشرية. مشيرة الى أنه سيتم “قبل نهاية السنة الجارية، فتح مراكز جديدة هي حاليا قيد الانجاز”.

كما جددت الوزيرة إلتزام الدولة”، من خلال مثل هذه المبادرات النبيلة، بدعم العمل الاجتماعي، التكوين والتربية والاستثمار في الرأس المال البشري. مجددة مواصلة قطاع التضامن الوطني العمل مع جميع الشركاء، وذلك تنفيذا للسياسات العمومية التي ترمي إلى ضمان الرعاية والتكفل بكل الفئات دون تمييز أو إقصاء”.

div>

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

مقالات مشابهة

  • هيئة المتاحف تفتح النسخة الرابعة لمعرض “بينالسور” في المتحف السعودي للفن المعاصر بجاكس
  • “الصحة العالمية”:استلام ثلاث شاحنات أدوية وأمداد مستشفى الشفاء بغزة بها
  • رحلة الشفاء والصيف … مسرحية سودانية تفتح المشرحة لتفضح عبث حرب الجنرالين
  • نقل أسير محرر إلى مستشفى الشفاء بغزة بعد تردي حالته
  • الذكاء الاصطناعي يخلق شعورا بالتشويش النفسي
  • السلام الإعلامي.. وجلسات العلاج النفسي الجماعي للعالم؟
  • العاصمة: افتتاح 3 مراكز للتكفل النفسي والبيداغوجي للأطفال ذوي الإعاقات الذهنية
  • باحثون يوضحون كيف يمكن للجلد الكشف عن الصحة العقلية
  • كيف يساعد زيت اللافندر على التخلص من حب الشباب؟
  • الشاي الأخضر يساعد على الوقاية من مرض الكبد الدهني