أجمع خبراء ومحللون على أن الضفة الغربية هي الهدف الحقيقي والجوهري للمشروع الإسرائيلي، مشيرين إلى تصعيد غير مسبوق تمارسه قوات الاحتلال منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وأكد الخبير في الشأن الإسرائيلي، الدكتور مهند مصطفى -خلال برنامج "مسار الأحداث"- أن "ما يجري ليست له علاقة بالدوافع الأمنية، لأنه إذا أرادت إسرائيل أن يحل الأمن عليها أن تعطي الشعب الفلسطيني حقوقه السياسية والوطنية وحق تقرير المصير".

وأضاف أن "العقلية الاستعمارية الإسرائيلية تتعامل مع الشعب الواقع تحت الاحتلال بمنطق القوة والقمع".

ووفق إحصاءات رسمية، فقد أسفرت عمليات القمع الإسرائيلية في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي عن استشهاد أكثر من 800 فلسطيني، بينهم 160 طفلاً و10 نساء و9 مسنين، فيما بلغ عدد المصابين أكثر من 5750 جريحًا، وقارب عدد المعتقلين 12 ألف أسير، بينهم نحو 450 سيدة و750 طفلاً.

حكومة فاشية

ويتفق معه الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي في الرأي قائلا: "نحن أمام حكومة فاشية ليس لديها سوى الضم والتهويد وتهديد الفلسطينيين بالقمع، وأهالي الضفة الغربية يشعرون بالقلق ويعتقدون أن ما يجري في غزة سيجري لاحقا في الضفة".

ومن جهته، يحذر الباحث في الشؤون السياسية والدولية، ستيفن هايز، من أن الإدارة الأميركية المقبلة برئاسة دونالد ترامب قد تدعم المخطط الإسرائيلي لضم الضفة، خاصة مع تعيين شخصيات متعاطفة مع المستوطنين في مناصب رئيسية، كالسفير المرتقب مايك هاكابي الذي لا يعترف بوجود الشعب الفلسطيني.

ويشير الدكتور مصطفى إلى أن إسرائيل "تتجه نحو ضم المناطق المصنفة (ج) التي تشكل 60% من مساحة الضفة، والتي يسكنها نحو 600 ألف مستوطن مقابل 200 ألف فلسطيني"، لافتا إلى أن المستوطنين الذين يشكلون 5% فقط من سكان إسرائيل باتوا يهيمنون على صنع القرار.

حل الدولتين

وفي السياق الأوروبي، يرى الكاتب والمختص في الشأن الأوروبي، بيتر كليبي، أن الاتحاد الأوروبي سيعارض أي محاولة لضم الضفة الغربية، مؤكدا أن "أوروبا تدعم بقوة حل الدولتين وحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني".

وفي مواجهة هذا المخطط، يؤكد البرغوثي أن "14 شهرا من العدوان لم يكسر إرادة الشعب الفلسطيني"، مشيرا إلى تصاعد العزلة الدولية لإسرائيل، وأضاف أن 51 دولة، بعضها أوروبية، قررت الانضمام إلى حملة منع تزويد إسرائيل بالسلاح.

وأكد البرغوثي أن المشروع الإسرائيلي في الضفة يواجه تحديات أبرزها صمود الشعب الفلسطيني ورفضه للتهجير، وتزايد الضغط الدولي، وقال إن "الشعب الفلسطيني لن يرحل ولن يرضخ للمخططات الإسرائيلية"، داعيا إلى "توحيد الطاقات على برنامج وطني كفاحي مقاوم".

يذكر أن هذه التطورات تتزامن مع اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي تنظمه الأمم المتحدة في 29 نوفمبر/تشرين الثاني، ذكرى القرار الأممي رقم 181 عام 1947 القاضي بتقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية، والذي ظل معلقا في شقه الفلسطيني رغم اعتراف ثلاثة أرباع دول العالم بدولة فلسطين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الشعب الفلسطینی الضفة الغربیة

إقرأ أيضاً:

إدانة عربية واسعة لدعوة إسرائيل بـ ضم الضفة الغربية

أدانت جامعة الدول العربية ودول عربية والرئاسة الفلسطينية تصريحات الحكومة الإسرائيلية حول "دعوة لضم الضفة الغربية" مؤكدة رفضها الكامل لهذه الدعوات التي تتنافى مع قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي.

اقرأ ايضاًجهود مكثفة للوسطاء.. حماس تدرس مقترحات تفاوضية جديدة.. وهذا رد نتنياهو

من جانبها، قالت الرئاسة الفلسطينية إن "هذه الدعوات تمثل محاولات إسرائيلية حثيثة لتنفيذ مخططاتها الرامية لتصفية القضية الفلسطينية".

بدورها، أدانت جامعة الدول العربية، تصريحات وزير القضاء الإسرائيلي ياريف ليفين بضم الضفة المحتلة "استغلالا للظرف الحالي، واصفا إياها بالخطيرة وغير المسئولة"، فيما لم يوضح أحمد أبو الغيط، المتحدث باسم الجامعة، طبيعة الظرف الحالي الذي تسعى إسرائيل لاستغلاله.

كما أدنت السعودية والأردن ومصر دعوات فرض السيادة على أراضي الضفة الغربية المحتلة، في خطوة اعتبرتها "انتهاكا لقرارات الشرعية الدولية"، داعية المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته.


وكان وزراء إسرائيليون ورئيس الكنيست أمير أوحانا، وجهوا دعوة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية إلى "ضم الضفة الغربية المحتلة فورا".

ومنذ العام 2023 سرّعت إسرائيل ووسعت وتيرة الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، وتصاعدت اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين.

وتؤكد الأمم المتحدة أن الاستيطان في الأراضي المحتلة "غير قانوني"، وتحذر من أنه يقوض إمكانية معالجة الصراع وفقا لمبدأ حل الدولتين الذي ترفضه إسرائيل رفضا تاما.

اقرأ ايضاًحدث صعب.. دوي انفجار في "بئر السبع" عقب رصد صاروخ وهذا مصدره

وفي وقت سابق الأربعاء قال وزير القضاء الإسرائيلي ياريف ليفين خلال لقاء مع رئيس مجلس مستوطنات شمال الضفة المحتلة يوسي داغان "حان الوقت لفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية.

 

المصدر: وكالات


© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

عمر الزاغ

محرر أخبار، كاتب وصانع محتوى عربي ومنتج فيديوهات ومواد إعلامية، انضممت للعمل في موقع أخبار "بوابة الشرق الأوسط" بعد خبرة 7 أعوام في فنونالكتابة الصحفية نشرت مقالاتي في العديد من المواقع الأردنية والعربية والقنوات الفضائية ومنصات التواصل الاجتماعي. ‎

الأحدثترند إدانة عربية واسعة لدعوة إسرائيل بـ "ضم" الضفة الغربية جهود مكثفة للوسطاء.. حماس تدرس مقترحات تفاوضية جديدة.. وهذا رد نتنياهو بعد برائته من بعض التهم.. كم سيقضي شون ديدي في السجن؟ كينان إميرزالي أوغلو يعود إلى التلفزيون من خلال مسلسل Abi.. التفاصيل بينها مستودع ذخيرة.. مقتل 7 بسلسلة انفجارات في سوريا Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • إدانة عربية واسعة لدعوة إسرائيل بـ ضم الضفة الغربية
  • رابطة العالم الإسلامي تُدين التصريحات الإسرائيلية بشأن فرض السيادة على الضفة الغربية
  • رابطةُ العالم الإسلامي تُدين تصريحات مسؤول إسرائيلي بشأن فرض السيادة على الضفة الغربية
  • الخارجية المصرية: التصريحات الإسرائيلية بفرض السيادة على الضفة الغربية منافية للقانون الدولي
  • مصر تدين التصريحات الإسرائيلية بشأن فرض السيادة على الضـفة الـغربية
  • مصر تدين التصريحات الإسرائيلية بشأن فرض السيادة على الضفة الغربية
  • الأردن يدين دعوات عبرية لفرض سيادة إسرائيل على الضفة الغربية المحتلة
  • استشهاد فلسطينيين برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية
  • قوات الاحتلال تواصل اقتحاماتها في الضفة الغربية
  • نائب المندوب الفلسطيني بمجلس الأمن الدولي يدعو لوقف القمع الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني