الثورة  /وكالات

تحت غطاء الحرب الدامية المستمرة في قطاع غزة، أصدر وزير الأمن القومي ايتمار بن غفير أوامر لقيادة الشرطة بتشديد الإجراءات ضد استخدام سماعات الأذان في المساجد داخل فلسطين المحتلة، خاصة في المدن التي يسكنها فلسطينيون ومستوطنون، مثل القدس المحتلة والرملة، واللد، وحيفا، والناصرة.

وتقول إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي إن الخطوة تأتي استجابة لشكاوى من إسرائيليين يرون أن صوت الأذان يزعجهم.

وتشمل التعليمات مصادرة مكبرات الصوت الخاصة برفع الأذان في المساجد، وفي الحالات التي لا يمكن فيها تنفيذ المصادرة، يتم فرض غرامات مالية كإجراء عقابي.

في منشور على منصة “إكس”، قال إيتمار بن غفير: “فخور بأن أقود سياسة لوقف الضوضاء غير المعقولة الصادرة عن المساجد، والتي أصبحت تشكل خطرًا على سكان إسرائيل”، على حد قوله.

ومع العدوان الإسرائيلي الذي بدأ على غزة في 7 أكتوبر 2023، صعّد بن غفير تصريحاته التحريضية، داعيا إلى إعدام المعتقلين الفلسطينيين، وضم الضفة الغربية بالكامل، وإعادة الاستيطان في القطاع.

كما أعلن رفضه القاطع لأي صفقة تبادل أسرى مع الفصائل الفلسطينية في غزة، مهددا بالانسحاب من الحكومة وتفكيكها إذا تم إبرام مثل هذه الصفقة.

صوت الأذان سيبقى صادحًا

رئيس التجمع الوطني الديمقراطي في الداخل، سامي أبو شحادة، قال: “صوت الأذان سيبقى يصدح في كل قرانا ومدننا، وسنخرس صوت العنصرية والعنصريين. من يزعجه صوت الأذان عليه ألا يسكن بيننا، لأننا نرفض العنصرية ولا نقبل أن يملوا علينا حياتنا في بلداتنا ومحافظتنا على إرثنا الديني والثقافي والوطني”.

وأضاف أبو شحادة: “المؤسف أن بن غفير ليس حالة شاذة في المجتمع الإسرائيلي، بل يمثل تيارًا واسعًا يحظى بدعم حكومي مستمر وخضوع له ولأجنداته. هذا ما يحتّم علينا النضال بمختلف الأدوات لحفظ حقنا على أرضنا ووطننا وحقوقنا الأساسية”.

أما رئيس قائمة الجبهة العربية للتغيير في الكنيست أيمن عودة فقد قال: “بن غفير عابر مهما تقاوى، والأذان أقوى من كل العنصريين وكل القوانين الوضعية.”

وأكد عودة بثقة على قوة الأذان، محذرًا من الإصرار على خلق احتراب داخلي بين المواطنين. كما حذر جميع المؤسسات من أن حكومة نتنياهو-بن غفير تقود بمنهجية وتعمّد نحو هذا الصراع.

إشعال حرب دينية

أما رئيس كتلة الجبهة والعربية للتغيير٬ أحمد الطيبي، فقال إن “بن غفير مصمم على إشعال حرب دينية من خلال استغلال أجواء الحرب لإرضاء جمهور ناخبيه، وقمع المجتمع العربي وملاحقة المواطنين العرب. هذه المرة وصل إلى المؤذنين والمساجد. سنناضل ضد هذا القمع والإسلاموفوبيا”.

ويذكر أنه في أواخر عام 2016، تقدّم نواب يمينيون يهود بمشروع قانون لحظر رفع الأذان في مساجد القدس والداخل الفلسطيني. وكان من المقرر أن يناقش مشروع القانون في الكنيست، غير أنه تم إلغاء النقاش في اللحظات الأخيرة.

حيث قدّم نائب وزير الصحة في حينه، الحاخام يعقوب لتسمان من حزب “يهودوت هتوراة”، استئنافًا ضد مصادقة لجنة التشريع الوزارية على مقترح مشروع حظر الأذان، ما أفضى لإلغاء الجلسة الخاصة بالتصويت عليه بالقراءة الأولى.

يومها قررت حركة “شاس” اليهودية التصويت ضد مشروع القانون، خشية أن يؤدي تمريره إلى سفك دماء يهودية، خاصة في ظل التحذيرات من أن مثل هذه الخطوة ستجر المنطقة إلى حرب دينية، مما أدى لإفشال مقترح القانون في حينه.

أما النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي وليد الهواشلة فقد قال: تبقى مآذن مساجدنا شامخة، وأصوات الأذان صادحة، مهما نعق وزير فاشي أو مسؤول عنصري. بن غفير وأمثاله أعجز من إخماد صوت الأذان. المجتمع الإسرائيلي ينادي اليوم بتحرير الرهائن في غزّة، في الوقت الّذي رئيس الحكومة ودولة بأكملها رهائن بأيدي بن غفير والفاشية الصهيونيّة المتديّنة.

وأضاف أن الاحتلال ووزراءه الفاشيون فماذا يريد المجتمع الإسرائيلي؟.

قوانين تهويدية في ظل الإبادة

وفي السياق، أكد الكاتب والمحلل السياسي ياسين عز الدين في تصريحات لمراسلنا أن الاحتلال يستغل حرب الإبادة المستمرة في قطاع غزة لسن قوانين تهويدية في الداخل والقدس.

وأضاف عز الدين أن الاحتلال يريدها حربًا ضد الإسلام والمسلمين، مشددًا على ضرورة مواجهة هذه القوانين التعسفية بمزيد من الثبات والصمود.

وأوضح أن الاحتلال يرمي لسلب الأرض وطمس الهوية، فهو يقتل في قطاع غزة، ويسلب الأرض والمساحات في الضفة الغربية، ويحاول طمس الهوية والثقافة في الداخل المحتل.

واعتبر عز الدين بن غفير وأمثاله في حكومة الاحتلال أن الوقت مناسب من أجل محي الهوية العربية الإسلامية لفلسطين، والحرب على الأذان هو أحد جوانب هذه الحرب المعلنة.

وقال: بتقديرهم أنهم يستطيعون تمرير كل ما يريدون في ظل صمت عربي وإسلامي مخزٍ وتواطؤ أمريكا وأوروبي، خصوصًا أن إدارة ترمب تضم شخصيات معادية للإسلام وبالتالي ستدعم مثل هذه الخطوة بقوة.

وشدد على أنّه لن يتوقف بن غفير عند منع الأذان والذي يصفه بالإزعاج، ستكون هنالك خطوات متتالية قد تصل لإغلاق المساجد أو الاستيلاء عليها.

وختم عز الدين بالقول: لا ننسى قيام دولة الاحتلال بهدم ثلاثة مساجد في الشهر الماضي اثنان في القدس والثالث في النقب.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

قوات الاحتلال تفرض طوقا أمنيا على منطقة باب العمود بالقدس المحتلة

قالت دانا أبو شمسية مراسلة قناة "القاهرة الإخبارية" من القدس المحتلة، إنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي فرضت طوقًا أمنيًا محكمًا على منطقة باب العمود ومحيط البلدة القديمة، بالتزامن مع انطلاق "مسيرة الأعلام" الإسرائيلية السنوية.

محافظة القدس المحتلة تكشف تفاصيل اعتداء الاحتلال الإسرائيلي على المسجد الأقصىخطيب المسجد الأقصى: الاحتلال اتخذ إجراءات هدفها التقسيم الزماني والمكانيخطيب المسجد الأقصى: الاحتلال حول القدس إلى ثكنة عسكرية ويفرض سيطرة تامة على الأبوابخطيب المسجد الأقصى: زيادة كبيرة في اقتحامات وانتهاكات الاحتلال هذا العام


أضافت أبو شمسية في مداخلة هاتفية مع الإعلامية رغدة أبو ليلة، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أنّ سلطات الاحتلال تعمدت منذ ساعات الصباح تفريغ المنطقة من المواطنين الفلسطينيين، بمن فيهم سكان البلدة وأصحاب المحال التجارية وحتى الصحفيين الذين لا يحملون بطاقات إسرائيلية، لتأمين مرور آلاف المستوطنين المشاركين في المسيرة.


وتابعت، أنّ  المسيرة تمر عبر أبواب البلدة القديمة، وصولًا إلى حائط البراق، وتركّز هذا العام بشكل رمزي على باب العمود تحديدًا، لما له من دلالة وطنية لدى الفلسطينيين، حيث تعمدت الجماعات اليمينية المتطرفة استخدامه كبوابة لإظهار سيطرتها واستفزاز المقدسيين، رغم إمكانية استخدام أبواب أخرى مثل باب المغاربة.


وذكرت أن المشاركين رددوا شعارات استفزازية ورفعوا لافتات باللغة العربية تزعم استكمال "النكبة" و"احتلال غزة" في تلميحات سياسية واضحة.


ونوّهت إلى أن الشرطة الإسرائيلية تعاملت بعنف مع الصحفيين الفلسطينيين، ومنعتهم من التغطية الإعلامية داخل ساحات باب العمود، وفرضت قيودًا صارمة شملت نصب متاريس حديدية تحاصر الطواقم الصحفية.

وأكدت أن بعض المستوطنين قاموا بالاعتداء على مصورين وصحفيين فلسطينيين، في حين سُمح للصحفيين الإسرائيليين بحرية الحركة داخل الموقع، في ممارسة واضحة للتمييز الإعلامي وفرض الرواية الإسرائيلية.


وذكرت، أنّ الأوضاع في القدس قاسية ومشحونة، مشيرة إلى أن المدينة تحولت إلى ثكنة عسكرية بفعل الانتشار الكثيف لقوات الشرطة الإسرائيلية، ومحاولات تمرير رسائل سياسية تحت غطاء "الاحتفال بتوحيد القدس".

أكدت، أن هذه المسيرة السنوية باتت تمثّل تهديدًا مباشرًا للسلم الأهلي في القدس، وتجسيدًا حيًا لسياسات الإقصاء والتطهير الرمزي ضد الوجود الفلسطيني في المدينة.

طباعة شارك المسجد الأقصى القدس مستوطنين اسرائيل الاحتلال

مقالات مشابهة

  • شريف عامر: العالم يعيش صدمة بسبب التصعيد الإسرائيلي في القدس
  • عقب قطعها العلاقات مع الكيان الإسرائيلي المحتل.. كولومبيا تُعيّن أول سفير لها في فلسطين
  • الجيش الإسرائيلي يُداهم محال صرافة في الضفة الغربية بدعوى مصادرة "أموال الإرهاب"
  • آلاف المستوطنين بقيادة بن غفير يقتحمون الأقصى والبلدة القديمة
  • قوات الاحتلال تفرض طوقا أمنيا على منطقة باب العمود بالقدس المحتلة
  • ‏وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير يدخل باحات المسجد الأقصى في القدس
  • وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير يقتحم باحات المسجد الأقصى
  • استفزاز جديد بالقدس.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي يقتحم الأقصى برفقة المستوطنين
  • بالأرقام: الحصار اليمني وتداعياته على كيان العدوّ.. سياحة تنهار واقتصاد ينزف
  • أسرى فلسطينيون مفرج عنهم يروون لـعمان وحشية السجان وقهر المحتل