وصف عدد من الخبراء المتخصصين مشروع القانون بالمتكامل أو قانون العدالة الاجتماعية، كونه واحداً من أهم القوانين التى ستنظم العمل فى وزارة التضامن الاجتماعى وعملية الحصول على الدعم النقدى فى مصر، مؤكدين أنه يحمل ملامح واضحة وفلسفة أساسية.

فى البداية، أكدت الدكتورة نجلاء عاطف، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب بجامعة المنصورة، أن المشروع يتسم بالكثير من المزايا وهو نوع من الالتزام الدستورى، ويساعد على توحيد برامج الدعم النقدى التى تمنحها الدولة فى منظومة واحدة متكاملة، بما يسهم فى توحيد الوعاء المالى وتنظيم عملية المنح، ما يعظم الاستفادة من الدعم والوصول للتمكين الاقتصادى.

وقالت «عاطف» لـ«الوطن»، إن المشروع يتضمن التمكين الاقتصادى للفئات الأولى بالرعاية، خاصة أن المستفيدات يتمتعن بمشروطية الصحة والتعليم، مؤكدة أن المشروع يحدد إمكانية الجمع بين الدعم النقدى «تكافل» والدعم «كرامة»، وآليات الاستحقاق وقيمة الدعم والميكنة، بالإضافة إلى تقديم بيان سنوى لتحديث البيانات وتقييم درجة الفقر والمزايا التعليمية.

وأضافت أن المشروع يسهم فى تحسين شبكة الأمان الاجتماعى وتوسيع مظلة الضمان الاجتماعى وكفالة حقوق الفئات الأولى بالرعاية، وتوفير أقصى حماية لذوى الهمم والأيتام وكبار السن، لافتة إلى أن المشروع يتبنى منهج الدعم المشروط للاستثمار فى البشر، وهو من أهم أهداف التنمية المستدامة فى الفترات الحالية وتحسين مشروعات التنمية من خلال إلزام الأسر المستفيدة بمتابعة برامج الصحة والتعليم.

ونوهت بأن المشروع يهدف إلى تحقيق عدالة اجتماعية لها قواعد معينة تحدد مستويات الأسرة والفقر وآليات الاستحقاق، فضلاً عن تمكين المرأة وتحسين رعايتها، خاصة أن الاهتمام بصحة المرأة أمر فى غاية الأهمية.

وفيما يتعلق ببرنامج الدعم النقدى «تكافل وكرامة»، أكدت أستاذ علم الاجتماع أن الدولة أولت التضامن الاجتماعى والتكافل اهتماماً كبيراً بما يعزز فلسفة تحسين شبكة الأمان الاجتماعى، مشيرة إلى أن المشروع الجديد يسهم فى توسيع مظلة الضمان الاجتماعى وإحداث مرونة فى ربط المتغيرات الاجتماعية بالمتغيرات الاقتصادية بما يشمل القضاء على معدلات الفقر والتضخم.

وأشادت بتكامل المؤسسات لتحقيق مستهدفات القانون، مؤكدة أن هذا التكامل ينتج عنه وجود قاعدة بيانات موحدة وشاملة لجميع الأسر المستفيدة وحالتهم الذين يسهل متابعتهم فيما بعد.

من جانبه، قال الدكتور علاء على الزغل، أستاذ التخطيط الاجتماعى بكلية الخدمة الاجتماعية بجامعة حلوان، إن تجربة التمكين الاقتصادى للأسر الأولى بالرعاية تعد من التجارب المهمة والرائدة فى مجال الحماية الاجتماعية، حيث بدأت وزارة التضامن الاجتماعى العمل على مكون التمكين الاقتصادى عبر مجموعة من البرامج الهادفة لتحويل متلقى الدعم إلى منتجين وأصحاب مشروعات صغيرة وتوفير فرص عمل وتأهيل الفقراء للانخراط فى سوق العمل، مثل برنامج «فرصة» و«مستورة».

وأضاف «الزغل» أن أهم الآليات المهمة لتحقيق التمكين الاقتصادى للأسر الأولى بالرعاية تتمثل فى إعداد خطة استراتيجية متكاملة للتمكين الاقتصادى والاجتماعى للأسر الأولى بالرعاية وإعداد خطة تدريبية لإعداد وتأهيل المستفيدين فى مختلف الأنشطة والمهن المختلفة، فضلاً عن إعداد دورات تدريبية مهنية لتأهيل الفئات المستفيدة لتحويلهم إلى منتجين من خلال تأسيس المشروعات الصغيرة وإعادة تأهيل القادرين على العمل من متلقى برامج الحماية الاجتماعية، للحصول على وظيفة بالقطاع الخاص وتضافر الجهود بين وزارة التضامن الاجتماعى والهيئات الدولية فى دعم التمكين الاقتصادى والاجتماعى للأسر الأولى بالرعاية وتوفير فرص عمل للمستهدفين.

وأكد أن هذه التدخلات للحماية الاجتماعية تسهم فى تحقيق نتائج مهمة وهى الحماية من الفقر المدقع والتخفيف من الفقر، وتعزيز قدرة الأسر على التعافى من تأثير الصدمات الاقتصادية على الفقراء، وتمكين الاستثمار فى رأس المال البشرى مثل دعم الحضور المدرسى والتغذية الأفضل للأطفال، بما يعزز الاستقرار المجتمعى من منطلق العدالة والإنصاف، وأوضح: «فمن دون تدخلات الحماية الاجتماعية الحالية، قد تلقى الأسر الفقيرة صدمات اقتصادية لا تستطيع التكيف معها».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الضمان الاجتماعي الحماية الاجتماعية مدبولي الدعم النقدي تكافل وكرامة للأسر الأولى بالرعایة التضامن الاجتماعى التمکین الاقتصادى الدعم النقدى أن المشروع

إقرأ أيضاً:

6 خصال تفتح لك أبواب الجنة.. مكارم أخلاق وعد بها النبي

كشف مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية عن ست خصال نبيلة من مكارم الأخلاق، وعد النبي محمد ﷺ أن من التزم بها بصدق وإخلاص ضمن له الجنة، وذلك استنادًا إلى الحديث الشريف الذي رواه عبادة بن الصامت رضي الله عنه:
«اضْمَنُوا لِي ستًّا أَضْمَنْ لَكُمُ الْجَنَّةَ: اصدقوا إذا حدّثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدّوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضّوا أبصاركم، وكفّوا أيديكم».

وأكد المركز أن هذه الصفات ليست مجرد سلوكيات فردية، بل منهج حياة متكامل يرفع مستوى الأخلاق في المجتمع، ويحقق الطهارة الداخلية للمسلم، ويُصلِح علاقته بمن حوله

 

الصدق

شدد الأزهر على أن الصدق عند الحديث هو أول هذه الصفات، موضحًا أن الكذب ضعف في النفس وهلاك، حتى وإن بدا للبعض أنه مخرج مؤقت. فالصدق يرفع قدر الإنسان، ويجعله أهلاً للثقة، وهو صفة لازمة للمؤمنين وركن من أركان علاقتهم بالآخرين.

 

الوفاء بالعهد

الخصلة الثانية هي الوفاء بالوعد، إذ أكّد المركز أن المؤمن لا يعرف خلفًا للعهود ولا نكثًا للمواثيق، فالوفاء من سمات أصحاب القلوب السليمة، ومن صفات الذين وصفهم الله بقوله:
﴿ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ﴾.

 

أداء الأمانة

وأوضح المركز أن أداء الأمانة في القول والعمل والحقوق واجب شرعي، وأن الشريعة أكدت ذلك بنص القرآن الكريم في قوله تعالى:
﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ﴾.
فالأمانة ليست فقط وديعة مالية، بل مسؤولية، وسرّ، وعمل، ووظيفة.

 

العفاف وحفظ الفروج

وأشار بيان الأزهر إلى أن حفظ الفروج من الوقوع في الزنا أو مقدماته هو طهارة للإنسان وحماية للمجتمع، مشيرًا إلى أن الله أثنى على أصحابه في قوله:
﴿ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ ﴾.
وأكد أن العفة ليست حرمانًا بل حفاظًا على الأنساب وسلامة من الآفات النفسية والجسدية.

 

غضّ البصر

وبيّن المركز أن غضّ البصر واجب شرعي على الرجال والنساء، لحماية القلب من التعلّق بالحرام، وأن له آثارًا مباشرة على نقاء الروح واستقامة السلوك، فهو يورث العبد حلاوة الإيمان ويمنعه من الانسياق وراء الشهوات.

 

كفّ الأذى

أما الخصلة السادسة فهي كفّ اليد عن إيذاء الناس، سواء بالأذى الجسدي أو الاعتداء أو إلحاق الضرر بهم بأي شكل. وأوضح المركز أن من يعتدي على الناس ممقوت عند الله والخلق، وأن كفّ الأذى باب واسع للسلام الاجتماعي والمحبة بين الناس.

 

واختتم مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بأن هذه الخصال الست تمثل منهجًا للحياة، وبوصلةً أخلاقية أرساها النبي ﷺ لضمان صلاح الأفراد والمجتمع معًا. كما أنها طريق واضح نحو الجنة، لمن التزم بها بصدق، وجعلها منهجًا في أقواله وأفعاله وتعاملاته اليومية.

مقالات مشابهة

  • انطلاق مبادرة "صنّاع الدفا" بالغربية لتوزيع 3000 بطانية
  • 3 آلاف بطانية.. مبادرة "صنّاع الدفا" تدفئ قرى الغربية
  • الغربية.. انطلاق مبادرة صناع الدفا لحماية الأسر الأولى بالرعاية من برد الشتاء
  • محافظ الغربية يشهد انطلاق مبادرة صنّاع الدفا لحماية الأسر الأولى بالرعاية من برد الشتاء
  • 6 خصال تفتح لك أبواب الجنة.. مكارم أخلاق وعد بها النبي
  • اتهامات لـ«ترامب» بالفشل الاقتصادى
  • الفياض والحكيم يبحثان الاستحقاق الانتخابي وتشكيل الحكومة المقبلة
  • معرض أثاث مجاني للأسر الأولى بالرعاية في كفر الشيخ | صور
  • دولة التلاوة .. تفاصيل الاشتراك في البرنامج ومواعيد عرضه وقيمة الجوائز
  • 110 خبراء يناقشون في مسقط آليات تطبيق اللوائح الفنية الخليجية