كرّم الشيخ طحنون بن خليفة بن محمد آل نهيان مجموعة من القادة الشباب وصناع التغيير خلال حفل ختام النسخة الثالثة من قمة فوربس الشرق الأوسط (Under30) لعام 2024، احتفاءً بإنجازات الشباب المبدعين المصنفين ضمن قائمة فوربس الشرق الأوسط (30Under30) التي تُلهم جيلًا جديدًا من القادة.

أكدت النسخة الثالثة من قمة (Under30)، التي أُقيمت لأول مرة في أبوظبي التزام الإمارة بتعزيز الابتكار والقيادة على مستوى عالمي.

 وجمع الحدث نخبة من خبراء القطاعات، وأصحاب الرؤى، وصناع السياسات لاستكشاف الاتجاهات الناشئة، ومناقشة التحديات، وتسليط الضوء على الفرص التي تسهم في تشكيل المستقبل.

شهد اليوم الختامي للقمة حضور نخبة من القادة والخبراء الذين أثروا الجلسات برؤاهم الملهمة، من بينهم: منصور الصايغ، الرئيس التنفيذي لمجموعة الصايغ، ونائب رئيس مجلس إدارة مجموعة أرام ورئيس مجلس أعمال شباب أبوظبي التابع لغرفة تجارة وصناعة أبوظبي، وإيمان عبد الشكور المؤسسة والرئيسة التنفيذية لـ (Blossom Accelerator)، والدكتور كريم علي المؤسس والرئيس التنفيذي لمنصة "فكر تاني"، وماريسا بير مؤسسة منصة (More Than Enough)، والممثل أمير المصري.

وقالت الشيخة سلامة بنت طحنون بن محمد آل نهيان في كلمة ألقاها بالنيابة عنها الشيخ طحنون بن خليفة بن محمد آل نهيان: "إن اجتماع هذه العقول الرائدة وخبرات الشباب الواعدة يعكس إيمان القيادة الرشيدة في دولتنا ممثلة في الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وولي العهد الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان بقوة التعاون والابداع، واستثمار الطاقات الشابة وتوجيهها في رسم الملامح والخطوات الواثقة نحو مستقبل أكثر إشراقًا واستدامة، مستلهمين من رؤيتهما روح التفاؤل والالهام والعزم في صناعة غدٍ أفضل".

وأضافت الشيخة سلامة بنت طحنون بن محمد آل نهيان: "إن تنظيم هذه القمة ليس مجرد لقاء عابر بل خطوة استثنائية نحو بناء مستقبل مشرق يضع الإنسانية والاستدامة في صدارة الأولويات. إذ تواصل دولة الإمارات برؤيتها الفريدة ترسيخ مكانتها باعتبارها منصة للإبداع ومنارة تجمع بين الثقافات وطاقات الرواد والمبدعين الشباب من مختلف التخصصات".
 

 قالت خلود العميان، الرئيسة التنفيذية ورئيسة تحرير فوربس الشرق الأوسط: "تجمع هذه القمة الملهمة بين الطاقة الإيجابية والرؤية وتبادل المعرفة، إلى جانب الاستراتيجيات القابلة للتنفيذ، ما يمكّن الحضور من الابتكار، والقيادة، والازدهار في مجالاتهم"، مضيفة أن النسخة الثالثة من قمة (Under30) كانت الأكبر والأكثر حماسة على الإطلاق، حيث سلطت الضوء على المواهب الشابة المذهلة في الشرق الأوسط وقدمتها للعالم. واختتمت قائلة: "أتطلع إلى رؤية الأفكار والمبادرات التي ستغير المستقبل، والتي سيحققها شبابنا تحت الثلاثين".

شهدت القمة سلسلة من المناقشات والجلسات الحوارية المثمرة التي أقيمت عبر منصتين رئيسيتين، منصة الابتكار (The Innovation Hub) التي ركزت في إحدى جلساتها على تأثير الابتكار في الشركات العائلية، حيث استعرض الخبراء كيفية دفع التفكير الريادي لتعزيز التحول ودمج التقاليد مع الاستراتيجيات الحديثة لضمان الريادة في الأسواق.

 كما ناقشت الجلسات الأخرى إمكانات الذكاء الصناعي في إعادة تشكيل تجربة المستهلك، وإحداث نقلة نوعية في طريقة عمل الشركات وتواصلها مع العملاء. كما استعرض نخبة من المبدعين والخبراء كيفية تصميم محتوى جذاب، وبناء روابط هادفة مع الجمهور، في إطار استراتيجيات النجاح على المدى الطويل في مجال إنشاء المحتوى.

في حين ركزت منصة (The Social Hub) في إحدى جلساتها على أهمية بناء القوة العقلية وتعزيز التعلم المستمر لدعم النمو الشخصي، وتجهيز الأفراد للنجاح في عالم دائم التغير. 

كما ناقشت دور الابتكار في صياغة مستقبل مستدام، من خلال استكشاف حلول جريئة في مجالات التنمية المستدامة، والعمل المناخي، والمشاركة المجتمعية، بهدف بناء مستقبل أكثر اخضرارًا.
وفي جلسة خاصة مع منسقي الأغاني، استعرضت المنصة قوة الموسيقى في تحفيز الإبداع، وتعزيز الروابط الإنسانية، وتشكيل التجارب الثقافية، كما تناولت دور الاتصالات والأدوات الرقمية في تمكين الشباب من قيادة التغيير الاجتماعي، والمساهمة في تشكيل مستقبل مستدام.

شكلت ورش العمل التفاعلية والأنشطة الترفيهية جزءًا لا يتجزأ من تجربة القمة، حيث أتيحت للحضور فرصة للتواصل والتعاون واستكشاف اهتماماتهم المختلفة، من خلال تحديات النحت، وعروض الفنون، وجلسات التأمل، وورش عمل فن السرد، فيما انتهى اليوم بعرض ختامي لا يُنسى.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: فوربس الشرق الأوسط بن محمد آل نهیان طحنون بن

إقرأ أيضاً:

الشرق الأوسط بين المطرقة والسندان: حين تُمسك واشنطن وتل أبيب بخيوط اللعبة

#سواليف

#الشرق_الأوسط بين #المطرقة و #السندان: حين تُمسك #واشنطن و #تل_أبيب بخيوط اللعبة

بقلم: أ.د. محمد تركي بني سلامة

تعيش منطقة الشرق الأوسط واحدة من أكثر مراحلها تعقيدًا، حيث تتقاطع فيها خطوط النار مع التحالفات الدولية، وتتشابك الأجندات الإقليمية مع صراعات النفوذ. لكن رغم تعدد الفاعلين الظاهريين، يظل المشهد محكومًا بثنائية واضحة: الولايات المتحدة ترسم الخطوط الكبرى، وإسرائيل تنفذها على الأرض. أما بقية الأطراف، من العواصم العربية إلى العواصم الأوروبية، فدورها لا يتعدى التفاعل الهامشي مع نتائج سياسات لا يملكون التأثير الحقيقي فيها.

مقالات ذات صلة بريطانيا تقرع طبول الحرب وستارمر يعد بإنفاق مليارات الدولارات على الأسلحة 2025/06/03

في قلب هذا الواقع المأزوم، تتصدر غزة المشهد مجددًا كرمز للمعاناة المستمرة. القصف الإسرائيلي المتواصل يحصد أرواح الأبرياء، ويدمر المنازل والبنى التحتية، وسط كارثة إنسانية غير مسبوقة. المستشفيات انهارت، والمساعدات لا تدخل إلا بشق الأنفس، والمجتمع الدولي يراقب بصمت. وحتى الوساطات الإقليمية، مثل جهود مصر وقطر، رغم جديتها، تبدو عاجزة أمام تعنت إسرائيلي مدعوم سياسيًا وعسكريًا من واشنطن.

الولايات المتحدة، التي تُفترض بها مسؤولية كقوة كبرى، لا تقوم بدور الوسيط النزيه. بل تواصل تقديم مقترحات “سلام” تفصّلها وفق المصلحة الإسرائيلية، متجاهلة الحقوق الفلسطينية الأساسية، وعلى رأسها إنهاء الاحتلال ورفع الحصار. لا عجب إذًا أن ترفض الفصائل الفلسطينية هذه المبادرات، التي تهدف إلى تهدئة مرحلية دون معالجة الأسباب الجذرية للصراع.

ولا تختلف الصورة كثيرًا في لبنان، حيث الجنوب ما يزال ساحة مستباحة للغارات الإسرائيلية المتكررة. الدولة اللبنانية تعاني من ضعف مؤسسي وغياب إرادة موحدة، فيما سلاح حزب الله يظل محط جدل داخلي وإقليمي. ومع استمرار إسرائيل في تجاوز الخطوط الحمراء دون مساءلة، تتحول الأراضي اللبنانية إلى منطقة توتر دائمة، في ظل عجز دولي واضح عن فرض أي قواعد اشتباك عادلة.

أما الملف الإيراني، فهو بدوره يعكس ذات المعادلة المختلّة. طهران رفضت مؤخرًا مقترحًا نوويًا أمريكيًا وصفته بـ”غير القابل للتطبيق”، معتبرة أنه يكرس منطق الضغوط لا التفاهم. ومع تعثر المفاوضات وغياب الثقة، تتسع الهوة بين واشنطن وطهران، ويزداد التوتر على أكثر من جبهة، بما ينذر بانفجار إقليمي قد يتجاوز حدوده الجغرافية.

في ظل هذا المشهد، تبدو الساحة العربية في أسوأ حالاتها من حيث التنسيق والتأثير. لا جامعة عربية فاعلة، ولا تكتل إقليمي قادر على تشكيل موقف موحد. البعض غارق في أزماته الداخلية، والبعض الآخر يدير ظهره للقضية الفلسطينية في مقابل مكاسب تطبيعية آنية. هذه الانقسامات منحت إسرائيل فرصة ذهبية لتوسيع مشروعها الاستيطاني وفرض وقائع جديدة، دون أن تواجه ضغطًا حقيقيًا من أي طرف عربي.

اليمين الإسرائيلي المتطرف، الذي يقود الحكومة اليوم، لم يعد يخفي نواياه. هناك إيمان عميق داخل المؤسسة الحاكمة في تل أبيب بأن استخدام القوة وحده كفيل بتحقيق “الأمن”، وأن المجتمع الدولي لن يتجاوز بيانات القلق المعتادة. وهذا ما تؤكده ردود الفعل الباهتة على المجازر في غزة، التي لم تُقابل حتى الآن بأي تحرك فعلي من مجلس الأمن أو المؤسسات الحقوقية.

الأخطر من كل ذلك هو تطبيع التوحش. حين تُمارس القوة بلا محاسبة، ويُكافأ المعتدي بدلاً من رَدعِه، تتحول المجازر إلى مشهد يومي، وتتحول المبادئ إلى شعارات خاوية. وفي هذا السياق، لم تعد العدالة جزءًا من المعادلة السياسية، بل مجرد تفصيل لا يغيّر شيئًا في حسابات الربح والخسارة الجيوسياسية.

إن الأزمة في الشرق الأوسط ليست أزمة عابرة، ولا يمكن حلّها عبر تسويات شكلية. طالما أن مفاتيح الحل لا تزال محتكرة من قبل من يرفض أصلًا الاعتراف بجوهر المأساة، فإن كل حديث عن السلام يظل أقرب إلى الوهم. المطلوب ليس إدارة الأزمة، بل كسر المعادلة التي جعلت من الاحتلال واقعًا طبيعيًا، ومن الضحية متهمًا.

لقد آن الأوان لإعادة النظر في أدوات الضغط، وتفعيل الأدوار العربية والدولية، لا بالصوت فقط، بل بالفعل. فسلام بلا عدالة ليس سلامًا، بل استراحة مؤقتة تسبق انفجارًا أكبر.

مقالات مشابهة

  • تعاون بين “مجموعة ريبورتاج” و” فوربس الشرق الأوسط” في قمة “بناء المستقبل”
  • الشرق الأوسط بين المطرقة والسندان: حين تُمسك واشنطن وتل أبيب بخيوط اللعبة
  • ترامب يعيد تشكيل اللعبة في الشرق الأوسط: المفاتيح لِمَن؟
  • أحمد موسىى: مصر مصرة على نزع السلاح النووي الإسرائيلي
  • محافظ أسيوط يشهد حفل تكريم الاسر الفائزة بمسابقة أسرة قرآنية للموسم الخامس بقصر الثقافة
  • مستقبل وطن يطلق أول منصة رقمية وطنية لدعم ريادة الأعمال في مصر
  • ما هو «الشرق الأوسط الجديد»... الحقيقي هذه المرة؟!
  • قناة الحرة تعلق بثها التلفزيوني
  • الباحة تحتضن أكبر مدينة بن في الشرق الأوسط .. فيديو
  • صحيفة إسرائيلية: تركيا أصبحت القوة الجديدة التي تُقلق إسرائيل في الشرق الأوسط!