تجارية الجيزة: مستثمرون ليبيون يعرضون استيراد المنتجات المحلية من الأدوية والمستلزمات الطبية ومواد البناء
تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT
استضافت الغرفة التجارية للجيزة برئاسة المهندس أسامة الشاهد ، وفدًا اقتصاديًا ليبيًا برئاسة محمد رافع رئيس الغرفه الليبيه المصريه ، لبحث أوجه التعاون المشترك لدعم الصادرات المصرية إلى السوق الليبي، بالاضافة إلى استعراض الفرص الاستثمارية المُتاحة بالسوق المصري أمام مجتمع الأعمال في ليبيا خلال الفترة المقبلة ومشاركة الشركات المصرية في عمليات إعمار ليبيا
استقبل الوفد المهندس سيد زغلول أمين صندوق الغرفة التجارية للجيزة و محمد هداية عضو مجلس ادارة الغرفة و احمد عتابي رئيس مجلس ادارة شعبة المصدرين والمستوردين بالغرفة بحضور الساده اعضاء مجلس اداره الشعبه ،وعدد من أعضاء مجلس إدارة الغرفة حيث يأتى اللقاء فى اطار خطة عمل الغرفة التى تهدف الى تعزيز الشراكات الاقتصادية مع الدول العربية ، إيمانًا منها بأن تحقيق التنمية المستدامة يجب أن يتم من خلال شراكة حقيقية بين الدول العربية.
خلال اللقاء، أعرب الجانب الليبى عن تطلعه لزيادة افاق التعاون الاقتصادى مع مصر مشيرين الى وجود الكثير من المجالات والفرص الحقيقية التي يمكن أن تمثل انطلاقة جديدة للتعاون بين البلدين ، ومن أهم هذه المجالات المستلزمات الطبيه والادويه والمقاولات والبنيه التحتيه و معدات ومستلزمات تأسيس الموسسات الحكوميه لاسميا الشرطيه والمرور ، ولافتين أن ٧٠% من المنتجات المتداولة فى ليبيا هى منتجات مصريه تتمتع بالجودة وقبول المستهلك الليبى لها .
وأعرب المهندس سيد زغلول ، أمين صندوق الغرفة عن سعادته بهذه الزيارة لما تستهدفه من تعاون وتنسيق وتبادل الأفكار الثنائية، التي من شأنها دعم العلاقات الاقتصادية بين البلدين، بالاضافة إلى توحيد الجهود لترويج المنتجات المصرية في السوق الليبى ، مؤكداً ضرورة تبادل المعلومات والدراسات الخاصة بالمناقصات المختلفة بالسوق الليبي والتي تقوم بها غرفتى " الجيزة التجارية" و " الغرفة الليبية المصرية" بما يخدم ويدعم مصلحة الطرفين ويعزز فرص التعاون المشترك.
وفى هذا السياق ، أكد احمد عتابي رئيس مجلس ادارة شعبة المصدرين والمستوردين بالغرفة توافر الخبرات المصرية في العديد من المجالات وفي مقدمتها الإنشاء والتعمير ، التي يمكن تقديمها للجانب الليبي خلال مشروعات إعادة البناء والإعمار، لافتا ان قرب المسافة الجغرافية بين البلدين يعتبر أحد المميزات التي يجب الاستفادة منها في نقل البضائع وزيادة التعاون المشترك مع السعي دائمًا لتطوير مثل هذه المميزات التي تصب في النهاية في صالح مصر وليبيا.
ومن جهته، وجه محمد رافع رئيس الغرفه الليبيه المصريه الدعوة لأعضاء مجلس ادارة الغرفة التجارية بالجيزة لحضور معرض المستلزمات الطبيه وتجهيز المستشفيات والذي يتم إنشاؤه في دولة ليبيا الشقيقة ، والمتوقع إقامته في غضون منتصف شهر يناير المقبل ، كما سيشارك به عدد كبير من الشركات ، مشيدا بالتعاون بين مجتمعي الأعمال في مصر وليبيا خلال الفترة الماضية والعلاقات التاريخية التي تربط البلدين الشقيقين على كافة الأصعدة، وهو ما سيمثل قاعدة مهمة وأساسية لزيادة هذا التعاون مع المرحلة القادمة في الأنشطة المختلفة لزيادة التبادل التجاري والاستثماري المشترك .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مصر ليبيا السوق المصري الصادرات المصرية غرفة الجيزة التجارية المزيد الغرفة التجاریة مجلس ادارة
إقرأ أيضاً:
التعاون العسكري بين تونس والجزائر.. من النضال المشترك إلى الشراكة الاستراتيجية
ترتبط الدول المغاربية الخمس بروابط جغرافية وتاريخية واجتماعية وثقافية متجذّرة، غير أن العلاقة بين تونس والجزائر تظلّ نموذجًا فريدًا في عمقها وتكاملها. فقد جمعت البلدين وحدة الجغرافيا والتاريخ والمصير، وظلت حركة التنقل بين الشعبين متواصلة عبر الحدود في مختلف المراحل، تعبيرًا عن وحدة الهوية والمصالح المشتركة.
لقد شارك البلدان في ملحمة النضال ضد المستعمر الفرنسي، حيث امتزجت الدماء على أرض واحدة دفاعًا عن الحرية والكرامة. وتبقى حادثة ساقية سيدي يوسف في فبراير 1958 شاهدًا خالدًا على تلك الوحدة، حين ارتكب الاحتلال الفرنسي عدوانًا غادرًا على الحدود التونسية الجزائرية، راح ضحيته أكثر من 70 شهيدًا من التلاميذ و148 جريحًا من المدنيين، ردًا على الدعم الذي قدمته تونس للمجاهدين الجزائريين. ومنذ ذلك التاريخ، ترسخت العلاقة بين الشعبين كرمزٍ للتضامن العربي والإخاء المغاربي.
لم تتوقف مسيرة التعاون عند حدود التاريخ النضالي، بل امتدت لتشمل مختلف الميادين السياسية والاقتصادية والأمنية. فكانت تونس أول دولة توقّع معاهدة الأخوة والوفاق مع الجزائر عام 1983، ثم تعززت الشراكة أكثر عبر مشاريع استراتيجية، من أبرزها خط أنابيب الغاز الجزائري المارّ عبر الأراضي التونسية نحو إيطاليا، والذي جسّد عمق التعاون الاقتصادي بين البلدين. كما ازدادت العلاقات متانةً بعد عام 1987، إثر انتقال السلطة في تونس إلى الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، حيث شهدت المرحلة تنسيقًا سياسيًا وأمنيًا متصاعدًا بين البلدين، خصوصًا في مواجهة التحديات الإقليمية في منطقة الساحل والصحراء.
وفي هذا الامتداد التاريخي، جاء توقيع اتفاقية التعاون الدفاعي بين تونس والجزائر في أكتوبر 2025، التي شملت التكوين والتدريب وتبادل المعلومات والعمل المشترك في حماية الحدود.
وقد وقعت تونس والجزائر اتفاقية تعاون دفاعي تشمل التكوين والتدريب وتبادل المعلومات، والعمل المشترك في حماية الحدود، وذلك خلال زيارة وزير الدفاع التونسي خالد السهيلي إلى الجزائر في الفترة من 6 إلى 8 أكتوبر.
وتُعد هذه الاتفاقية مكملة لاتفاقية عام 2001، وتهدف إلى تفعيل الشراكة الاستراتيجية بين الجارتين وتعزيز الأمن المشترك في مواجهة التهديدات العابرة للحدود.
وأكد الجانبان خلال مراسم التوقيع أن البلدين يتقاسمان بحكم الروابط الجغرافية والتاريخية والحضارية التطلعات ذاتها لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة وبناء اقتصاديات منتجة للتنمية المستدامة، مشددين على أن العلاقات المتميزة بين الجزائر وتونس تكتسي طابعًا استراتيجيًا يتجلى في الحوار والتنسيق البناء بين قيادتي البلدين. كما عبّر الجانب التونسي عن حرصه على تطوير التعاون ليشمل مجالات جديدة في التدريب والدفاع المشترك، في ظل تحديات أمنية متزايدة على الحدود.
الأبعاد الإقليمية للتعاون العسكري
في ظل العلاقات المتميزة بين البلدين، تبرز الحاجة الملحّة إلى تفعيل أطر التعاون المغاربي والعربي، خاصة في ظل التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية التي تواجهها المنطقة المغاربية والإفريقية. فبينما تُعزّز تونس والجزائر شراكتهما في مجالي الدفاع والأمن، تغيب بعض الدول المغاربية الأخرى عن هذا النسق التكاملي الذي تفرضه طبيعة المرحلة ومخاطرها.
ترتبط ليبيا بعلاقات شراكة متينة مع تونس وتواصل اقتصادي مع الجزائر، إلا أن الأوضاع الأمنية والسياسية التي أعقبت أحداث عام 2011 ألقت بظلالها على مستوى التعاون الإقليمي، رغم تحسّن الأوضاع مؤخرًا على الحدود، بعد سيطرة القيادة العامة للجيش الليبي وتأمينها للمناطق الحدودية مع الجزائر.
أما العلاقات بين تونس والمغرب، فقد شهدت فتورًا في السنوات الأخيرة، بعد أن كانت متميزة في عهد الرؤساء الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي والباجي قائد السبسي، ويأمل كثيرون في عودتها إلى مسارها الطبيعي بحكم حتمية المصير المشترك بين الشعبين. وفي المقابل، تمرّ العلاقات بين الجزائر والمغرب بمرحلة من التوتر والقطيعة، مما حال دون تفعيل مؤسسات اتحاد المغرب العربي، غير أن طبيعة المصالح الإقليمية قد تدفع في المستقبل نحو تجاوز الخلافات وإعادة بناء جسور الثقة.
ويأتي توقيع اتفاقية التعاون العسكري بين تونس والجزائر كخطوة استراتيجية تعكس وعي البلدين بحجم التحديات الإقليمية. فالهدف لا يقتصر على التدريب والتكوين وتبادل المعلومات، بل يتجاوز ذلك إلى مواجهة المخاطر الأمنية المشتركة، وعلى رأسها الإرهاب، والهجرة غير النظامية، والجريمة المنظمة العابرة للحدود، إلى جانب التهديدات التي تستهدف استقرار الأمة العربية ككل.
وتبرز أهمية هذه الخطوة في كون الجزائر تمتلك واحدة من أقوى الجيوش في إفريقيا والعالم العربي من حيث العتاد والقدرات الدفاعية، بينما تتميز القوات المسلحة التونسية بالكفاءة والانضباط العالي والتكوين المهني المتطور. ومن شأن هذا التكامل العسكري أن يعزز القدرة الدفاعية المشتركة، ويكرّس الأمن والاستقرار في المنطقة المغاربية.
خاتمة
في ختام هذه القراءة، نأمل أن نُسهم في تعزيز التعاون والمصير المشترك بين جميع الدول العربية والإفريقية، في ظل ما تشهده المنطقة من مخاطر وتنافس دولي متسارع. لقد أثبتت التجارب أن الأمة العربية باتت مهدَّدة في وجودها وهويتها، وأن التحديات التي تواجهها لا يمكن تجاوزها إلا بتوحيد الصفوف وتعزيز العمل المشترك.
من هنا، تتأكد أهمية الحفاظ على الأمن والاستقرار ودعم مؤسسات الدولة الوطنية، وعلى رأسها الجيوش العربية التي تمثل صمام الأمان وحصن السيادة والاستقلال. فالقوات المسلحة في الجزائر ومصر والمغرب وليبيا تمتلك من القدرات والخبرات ما يؤهلها للعب دور محوري في حماية الأمن القومي العربي والإفريقي، والمساهمة في بناء منظومة دفاعية قادرة على مواجهة التحديات الإقليمية، وصون مقدرات الشعوب واستقلالها.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.