يمانيون:
2025-12-10@03:17:52 GMT
رئيس تحرير جريدة الاخبار اللبنانية غزة في غياب الضمائر
تاريخ النشر: 24th, December 2024 GMT
احترام عفيف المُشرّف
عندما يغيب الضمير وتموت المبادئ وتندثر الأخلاق وتدفن القيم وينعدم الشعور، نخرج بواقع اسمه غزة في غياب الضمائر يكون الضمير فعلاً مستتراً تقديره أين أنت مما يحدث في غزة وهل تشعر بما يحدث فيها؟!
في غزة تقف اللغة خرساء لوصف الأوجاع فيها، في غزة قلوب كسرها لا يجبر، غزة تكتب تاريخاً جديداً أحداثه شوهدت عيانا وكُتبت فصوله بالدماء، تاريخاً بدايته من غزة ونهايته في غزة، عندما يشاهد العالم ما يحدث في غزة بقلوب جامدة من نبضها وأنفس خسيسة في طبعها قد ألفت الهوان وهي ترى غزة تباد عن آخرها فاعلم أن الضمائر لم تعد موجودة.
غزة تقتل ليس بأيدي اليهود الصهاينة فقط، بل كل العالم مشترك بدماء غزة، كل العالم مشترك بحصار غزة، كل من يشاهد ما يحدث في غزة ولم يحرك ساكناً هو شريك في قتلهم أين كان دينه وبلده ومركزه؟! الكل مدان الكل مسؤول أمام الله والتاريخ، وليس الصهاينة فقط.
ماتت الإنسانية في غزة، وذبحت وقطعت أوصالها على مرأى ومسمع من كل الإنسانية الصماء البكماء، مذابح غزة تبث وتشاهد في كل أرجاء المعمورة الخاوية من الضمائر المنحدرة أخلاقياً إلى دون مستوى البهائم، فالبهائم مازالت تحن على بني جنسها، نعم سيكون ما يحدث في غزة خزي وعار على كل المعمورة على حدٍ سواء، السكوت عنما يحدث في غزة عار على الجميع الذين يرون المجازر المروعة ويسمعون أصوات أطفال غزة وهم يتضورون جوعاً.
مظلومية غزة قد ضاقت بها الأرض وارتفعت حتى ضجت منها السماء، العار عليكم من هذه الدماء والأشلاء والأجساد الناحلة والبطون الخاوية والصرخات المدوية في سماء العالم.
فقد كشفت غزة الحقائق ولم يعد هناك شك لدى من كان له قلب أنه لاوجود لشيء مما يتشدق به من دين وحقوق وإنسانية ووو إلى آخر تلك الكلمات، الكل يكذب ويقول مالا يفعل، الجميع لا نستثنِ أحد، إلا من رحم ربي من علماء وحكام وكتاب وأصحاب الحل والعقد في هذا العالم الأهوج، وحتى الشعوب المدجنة التي سوف يأتي عليها الدور لتذوق ماذاقته غزة فالجلاد لن يستثنى أحداً ممن طأطأ رأسه عن غزة.
غزة وضحت كل شيء وفضحت الجميع، ولم يعد لهم غيرك يا لله فقد خذلهم القريب قبل الغريب وسكت عن مظلوميتهم كل الظالمين، وليعلم العالم أجمع أن من سكت عن مظلوميتهم فهو من الظالمين، فكن أنت لهم يا لله مؤيداً وناصراً وآمن خوفهم واشبع جوعهم، واخذل من خذلهم، (وَسَيَعْلَـمُ الَّذِينَ ظَلَـمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ)
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: یحدث فی غزة
إقرأ أيضاً:
خصوم حزب الله في دائرة الضوء.. مواقف القوات اللبنانية نموذجًا!
في ظلّ التصعيد المتواصل على الجبهة الجنوبية، ورفع إسرائيل وتيرة تهديداتها بحرب واسعة ضدّ لبنان في المرحلة المقبلة رغم فتح باب، أو ربما "نافذة" للتفاوض من خلال لجنة "الميكانيزم" التي صف تمثيل أوسع، مع الحضور المدني داخلها، تتّجه الأنظار في الداخل إلى مواقف القوى السياسية المعارضة للحزب، بوصفها جزءًا أساسيًا من النقاش الدائر حول موقع الدولة، وحدود القرار السيادي، وكيفية مقاربة التطورات العسكرية والسياسية الخطيرة.
ضمن هذا السياق، برزت في الفترة الأخيرة مواقف متقدّمة لرئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، ولا سيما تلك التي وجّهها إلى رئاستي الجمهورية والحكومة، داعيًا إيّاهما إلى “عدم تضييع الوقت” واتخاذ قرارات واضحة حيال ما يجري، عبر تنفيذ قرارات مجلس الوزراء القاضية بسحب السلاح. ويتقاطع هذا الموقف مع تعليقاته على الضربة الإسرائيلية التي استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث دعا إلى مقاربة سياسية مباشرة لنتائجها.
وإذا كان هذا الخطاب يجد من ينتقد، باعتبار أنّ جعجع بات يتغاضى عن كل ما ترتكبه إسرائيل من مجازر، ليلقي باللائمة على "حزب الله" ومن خلفه إيران في كل ما جرى ويجري، فإنّه يفتح في الوقت نفسه باب نقاش أوسع حول "وظيفة" مثل هذه التصريحات في هذه المرحلة، فهل تعبّر هذه المواقف عن مقاربة سيادية تهدف إلى تحصين الدولة ومؤسساتها، أم أنّها تندرج في سياق السجال السياسي الداخلي المستمر حول دور حزب الله وموقعه في المعادلة اللبنانية؟
وجهة نظر "القوات اللبنانية"
تنطلق “القوات اللبنانية” في مقاربتها من مبدأ ثابت تعلنه منذ سنوات، يقوم على حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية وضرورة إخضاع القرارين الأمني والعسكري لمؤسساتها الدستورية فقط. وفي هذا الإطار، ترى أن التطورات الجارية على الحدود الجنوبية أعادت طرح هذا الملف بصورة أكثر إلحاحًا، نظرًا لما يترتّب على أيّ مواجهة عسكرية من انعكاسات مباشرة على الداخل اللبناني سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا.
وتعتبر "القوات" أن مسؤولية السلطات الرسمية تكمن في الخروج من دائرة إدارة الأزمة بالحدّ الأدنى، والانتقال إلى مقاربة سياسية واضحة تُعيد الاعتبار إلى دور الدولة ومؤسساتها. وعلى هذا الأساس، تضع مواقفها في خانة الضغط السياسي المشروع من أجل تصحيح الخلل البنيوي في الدولة، وليس "التنظير" مثلاً على رئيسي الجمهورية والحكومة وغيرهما، معتبرة أن أيّ تأجيل لهذا النقاش إنما يعني ترسيخ الواقع القائم، لا الخروج منه.
وفي ما يتّصل بالضربات الإسرائيلية، تؤكد "القوات" في خطابها العلني، وبحسب ما يؤكد المحسوبون عليها، أن أيّ اعتداء على الأرض اللبنانية مُدان ويُشكّل انتهاكًا للسيادة، لكنها في الوقت نفسه ترى أن معالجة هذه الاعتداءات لا يمكن أن تنفصل عن أصل المشكلة المتمثّل بوجود قرار عسكري خارج الإطار الرسمي. لذلك، تدعو إلى استثمار هذه اللحظة لإطلاق مسار سياسي يضع حدًّا لهذا الواقع، بدل الاكتفاء بإدارة ارتداداته.
مواقف "القوات" في مرمى الانتقادات
في المقابل، ترى قوى سياسية أخرى أن خطاب خصوم "حزب الله"، ومن ضمنهم "القوات اللبنانية"، يتّسم بحدّة عالية، ويأتي في توقيت بالغ الحساسية، ما يستوجب قدرًا أكبر من التريّث في الخطاب السياسي، حرصًا على عدم تعميق الانقسام الداخلي في لحظة مواجهة خارجية مفتوحة، وهناك من يشير إلى مشكلة خطاب خصوم "حزب الله" أنّ بعضهم لا يتردّد في القفز فوق المراحل، وإعلان التحالف مع إسرائيل، ليس اقتناعًا بنهجها، ولكن نكاية بـ"حزب الله".
ويشير منتقدو “القوات” إلى أن التركيز على الصراع الداخلي بالتوازي مع الضربات الإسرائيلية قد يُضعف موقع الدولة اللبنانية في الدفاع عن نفسها أمام المجتمع الدولي، ويُظهرها منقسمة على ذاتها في لحظة تحتاج فيها إلى حدّ أدنى من التماسك السياسي. كما يلفت هؤلاء إلى أن السيادة، وإن كانت هدفًا جامعًا من حيث المبدأ، فإن مقاربتها لا يمكن أن تتمّ من زاوية سياسية واحدة، ولا عبر خطاب يُعلي من منسوب المواجهة الداخلية.
وفقًا لهؤلاء، فإنّ السيادة لا يمكن أن تتحقق عمليًا إلا عبر مسار وطني تدريجي يعالج تعقيدات الواقع اللبناني بكل تشابكاته الإقليمية والداخلية، وهو ما يسري على خطاب "القوات" المتسخفّ بهاجس الحرب الأهلية. ويرى أصحاب هذا الرأي أن تحميل التطورات الجارية بُعدًا داخليًا صرفًا قد يتجاهل طبيعة الصراع الأوسع في المنطقة، ويُغفل حجم الضغوط الخارجية المفروضة على لبنان بمختلف مكوّناته، وليس على طرف واحد دون سواه.
بين مقاربة “القوات اللبنانية” التي تطرح أولوية القرار السيادي وحصرية السلاح، وبين مقاربة منتقديها الذين يدعون إلى التخفيف من حدّة الاشتباك السياسي الداخلي في هذه اللحظة المفصلية، يقف لبنان مرة إضافية أمام معادلة شديدة التعقيد: كيف يمكن تحصين السيادة من دون تعميق الانقسام؟ وكيف يمكن إدارة الخلاف حول الخيارات الاستراتيجية للدولة من دون أن يتحوّل إلى عامل إضافي من عوامل الضعف في مواجهة الأخطار الخارجية؟ المصدر: خاص "لبنان 24" مواضيع ذات صلة معركة خصوم "حزب الله" لتحشيد القوى صعبة Lebanon 24 معركة خصوم "حزب الله" لتحشيد القوى صعبة