رئيس تحرير جريدة الاخبار اللبنانية غزة في غياب الضمائر
تاريخ النشر: 24th, December 2024 GMT
احترام عفيف المُشرّف
عندما يغيب الضمير وتموت المبادئ وتندثر الأخلاق وتدفن القيم وينعدم الشعور، نخرج بواقع اسمه غزة في غياب الضمائر يكون الضمير فعلاً مستتراً تقديره أين أنت مما يحدث في غزة وهل تشعر بما يحدث فيها؟!
في غزة تقف اللغة خرساء لوصف الأوجاع فيها، في غزة قلوب كسرها لا يجبر، غزة تكتب تاريخاً جديداً أحداثه شوهدت عيانا وكُتبت فصوله بالدماء، تاريخاً بدايته من غزة ونهايته في غزة، عندما يشاهد العالم ما يحدث في غزة بقلوب جامدة من نبضها وأنفس خسيسة في طبعها قد ألفت الهوان وهي ترى غزة تباد عن آخرها فاعلم أن الضمائر لم تعد موجودة.
غزة تقتل ليس بأيدي اليهود الصهاينة فقط، بل كل العالم مشترك بدماء غزة، كل العالم مشترك بحصار غزة، كل من يشاهد ما يحدث في غزة ولم يحرك ساكناً هو شريك في قتلهم أين كان دينه وبلده ومركزه؟! الكل مدان الكل مسؤول أمام الله والتاريخ، وليس الصهاينة فقط.
ماتت الإنسانية في غزة، وذبحت وقطعت أوصالها على مرأى ومسمع من كل الإنسانية الصماء البكماء، مذابح غزة تبث وتشاهد في كل أرجاء المعمورة الخاوية من الضمائر المنحدرة أخلاقياً إلى دون مستوى البهائم، فالبهائم مازالت تحن على بني جنسها، نعم سيكون ما يحدث في غزة خزي وعار على كل المعمورة على حدٍ سواء، السكوت عنما يحدث في غزة عار على الجميع الذين يرون المجازر المروعة ويسمعون أصوات أطفال غزة وهم يتضورون جوعاً.
مظلومية غزة قد ضاقت بها الأرض وارتفعت حتى ضجت منها السماء، العار عليكم من هذه الدماء والأشلاء والأجساد الناحلة والبطون الخاوية والصرخات المدوية في سماء العالم.
فقد كشفت غزة الحقائق ولم يعد هناك شك لدى من كان له قلب أنه لاوجود لشيء مما يتشدق به من دين وحقوق وإنسانية ووو إلى آخر تلك الكلمات، الكل يكذب ويقول مالا يفعل، الجميع لا نستثنِ أحد، إلا من رحم ربي من علماء وحكام وكتاب وأصحاب الحل والعقد في هذا العالم الأهوج، وحتى الشعوب المدجنة التي سوف يأتي عليها الدور لتذوق ماذاقته غزة فالجلاد لن يستثنى أحداً ممن طأطأ رأسه عن غزة.
غزة وضحت كل شيء وفضحت الجميع، ولم يعد لهم غيرك يا لله فقد خذلهم القريب قبل الغريب وسكت عن مظلوميتهم كل الظالمين، وليعلم العالم أجمع أن من سكت عن مظلوميتهم فهو من الظالمين، فكن أنت لهم يا لله مؤيداً وناصراً وآمن خوفهم واشبع جوعهم، واخذل من خذلهم، (وَسَيَعْلَـمُ الَّذِينَ ظَلَـمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ)
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: یحدث فی غزة
إقرأ أيضاً:
“ورد الأردنية” تعيد طباعة “جريدة فلسطين” اليافوية: 75 مجلدًا تروي قصة فلسطين في القرن الماضي ورقيا
صراحة نيوز- في إصدار توثيقي غير مسبوق، يعيد إحياء أحد أعمدة الصحافة العربية والفلسطينية، جمعت دار ورد الأردنية للنشر والتوزيع، صحيفة فلسطين في 75 مجلدًا من القطع الكبير، تغطي الفترة بين 1911 و1948، وقد جمعها ودرسها الأستاذ محمد أحمد الشرقاوي الذي قاد عملية البحث عن نسخ الصحيفة وجمعها وتبويبها، مقدمًا عملاً يوثق تاريخ هذه الجريدة العريقة، التي كانت شاهدًا على التحولات السياسية والفكرية في فلسطين والمنطقة العربية.
صحيفة فلسطين اليافوية… صوت فلسطين الصادق
انطلقت صحيفة فلسطين عام 1911 في مدينة يافا بجهود الصحفي الفلسطيني عيسى داود العيسى وابن عمه يوسف العيسى، وسرعان ما أصبحت أكبر وأهم الصحف الفلسطينية، بحيث لعبت دورًا محوريًا في تشكيل الوعي السياسي والثقافي الفلسطيني.
لم تكن صحيفة فلسطين مجرد جريدة يومية، بل كانت منبرًا سياسيًا وثقافيًا يواكب أهم الأحداث التي عصفت بالعالم العربي، من العهد العثماني إلى الانتداب البريطاني، مرورًا بمرحلة تقسيم العرب، وصولًا إلى الحرب العالمية الأولى والثانية، وما تلاها من صراعات سياسية أثرت بشكل مباشر على القضية الفلسطينية.
وتميزت بأسلوبها الراقي وجذبت كبار الأدباء والمفكرين، كما كانت سبّاقة في طرح القضايا الوطنية بجرأة، توسعت الصحيفة من إصدارها الأول كجريدة أسبوعية صغيرة إلى صحيفة يومية بثمان صفحات، حتى أصبحت من أبرز الصحف العربية.
كانت صحيفة فلسطين صوتًا للمقاومة الفكرية، اذ احتضنت كتابًا ومفكرين بارزين، وأسهمت بتشكيل الوعي العربي تجاه القضايا الوطنية.
ومنذ تأسيسها، كانت صحيفة فلسطين، صوت الشعب الفلسطيني المثقف والواعي، وكانت منبرًا يعكس رؤيته الفكرية ويعبّر عن نضاله السياسي والثقافي. واليوم، مع اعادة طباعتها وإصدارها في 75 مجلدًا ورقيًا عن دار ورد الأردنية للنشر والتوزيع، تبرز هذه المجموعة كرسالة واضحة للأجيال القادمة: فلسطين ليست مجرد أرض، بل ذاكرةٌ حيّة، وشعبٌ قوي ومثقف يرفض أن تُمحى هويته أو تُنسى قضيته.
هذا الإصدار لا يقتصر على التوثيق التاريخي حسب، بل هو امتدادٌ للذاكرة الفلسطينية، يؤكد على ضرورة نقل إرثها للأجيال المقبلة، ليبقى النضال الفلسطيني حاضرًا في الفكر والوجدان، وليكون هذا الإرث الإعلامي وقودًا جديدًا للفكر الوطني، يمدّ الجيل القادم بالوعي، ويبرهن أن الكلمة ستظل أقوى من أي محاولات للتغييب أو التهميش.
بعد إعادة إصدار صحيفة القبلة عن دار ورد الأردنية عام 2016، يأتي هذا المشروع الجديد، مؤكّدًا على أهمية الصحافة في حفظ التاريخ الوطني العربي، وإتاحته للباحثين والمتخصصين عبر نسخة ورقية أصيلة تعكس نبض الماضي وتمنح القارئ فرصة التفاعل المباشر مع الوثائق التاريخية.
في عصر طغت فيه التكنولوجيا، تظل الوثائق الورقية أكثر مصداقية وأهمية للباحثين والمؤرخين، حيث تمنحهم فرصة التفاعل المباشر مع المصادر الأصلية، بعيدًا عن التحريف الرقمي أو التشويش المعلوماتي. هذا الإصدار ليس مجرد إعادة طباعة، بل هو توثيق شامل يسهل الوصول إليه، خاصةً في موضوع تاريخ فلسطين والمراحل السياسية التي أثرت في تكوينها.
واليوم، يأتي هذا الإصدار ليعيد إحياء هذا الإرث الصحفي ويؤكد أن الكلمة المكتوبة ستظل وثيقةً تاريخيةً لا تموت ولا تُمحى.
هذا العمل التوثيقي إضافة نوعية لتثري المكتبات العربية والعالمية، مقدّمًا للأجيال القادمة نافذة أصيلة على التاريخ الفلسطيني والعربي بكل أبعاده وتفاصيله. مقدّمًا للأجيال المقبلة نافذةً أصيلةً على التاريخ الفلسطيني والعربي في أدق تفاصيله.