"عمان" والعُمانية: أقيمت اليوم ندوة علمية وفكرية بعنوان "الشيخ نبهان بن سيف المعمري حياته وفكره" تحت رعاية معالي الدكتور محمد بن سعيد المعمري وزير الأوقاف والشؤون الدينية، بولاية المصنعة.

شارك في الندوة نخبة من الأكاديميين والباحثين الذين تناولوا مسيرة الشيخ نبهان بن سيف المعمري من جوانب متعددة، وركزوا على حياته العلمية وإسهاماته الإصلاحية والاجتماعية.

وتضمنت الندوة عدة جلسات قُدمت فيها أوراق عمل متعددة ففي الجلسة الأولى قدمت أوراق عمل حول نشأة الشيخ وحياته العلمية، وتحدث الدكتور صالح بن راشد المعمري عن "الشيخ نبهان حياته ونشأته العلمية"، وقدم الدكتور طالب بن علي السعدي ورقة بعنوان "الملامح العامة لمنهجه العلمي والتربوي"، فيما تناول الدكتور حميد بن سيف النوفلي موضوع "قراءة في سيرة الشيخ نبهان: الرحلات نموذجًا".

وفي الجلسة الثانية، استعرض فهد بن علي السعدي مكتبة الشيخ نبهان في ورقة وصفية تحليلية، وقدم الدكتور حميد بن مهنا المعمري ورقة عمل عن الجانب اللغوي في كتابات وأحاديث الشيخ، بينما تناول إبراهيم بن عبدالله النوفلي الدور الإصلاحي والاجتماعي للشيخ نبهان. كما تم على هامش الندوة تنظيم معرض مصاحب لعدد من المخطوطات والمراسلات والمقتنيات التي احتفظ بها الشيخ رحمه الله.

واختتمت الندوة العلمية والفكرية التي أقيمت تحت عنوان "الشيخ نبهان بن سيف المعمري حياته وفكره" بعدد من التوصيات المهمة التي تهدف إلى تعزيز البحث والدراسة في مجالات حياة الشيخ وإرثه العلمي. ومن أبرز التوصيات التي تم الإعلان عنها "دعوة الدارسين والباحثين إلى إجراء دراسات معمّقة حول جوانب مختلفة من حياة الشيخ نبهان، وإتاحة الفرصة للاطلاع على تراثه العلمي ودفاتر تحضير الدروس التي تعكس مرحلة مهمة من مراحل التعليم في عمان.

كما تم التأكيد على أهمية إنشاء مكتبة تحمل اسم الشيخ نبهان المعمري، تضم كتبه ونوادره ومقتنياته الشخصية، مع تصوير هذه المواد رقميًا للاستفادة منها في الأبحاث المستقبلية. إلى جانب ذلك، تم التوصية بدراسة حياة أتراب الشيخ الذين شاركوه في الدراسة بالمدرسة الخليلية، للكشف عن جوانب مشتركة في مسيرته. وأخيرًا، تم التأكيد على أهمية إقامة الندوات التي تهتم بسير العلماء والمفكرين من ولاية المصنعة وعمان بشكل عام، وتوثيق آثارهم ودراسة آرائهم وتأثيرهم في المجتمع".

تجدر الإشارة إلى أن الشيخ نبهان بن سيف المعمري، الذي وُلد عام 1344 هـ (1925م) في قرية حاجر بني عمر بولاية الرستاق، كان واحدا من أبرز العلماء والمربين في عمان. بدأ رحلته العلمية في سن مبكرة في قرية الحيلين، حيث حفظ القرآن الكريم وتعلم أصول الدين.

وفي سن 23 عاما، انتقل إلى نزوى، حيث تتلمذ على يد الإمام محمد بن عبدالله الخليلي، وتابع دراسته في العلوم الشرعية واللغوية. لقد تميزت مسيرته العلمية بعدد من المحطات المهمة، حيث عمل في دولة الإمام جابيًا للزكاة، وشارك في حلقات العلم التي شكلت مرجعية دينية وعلمية في عمان.

كما أن رحلته العلمية لم تقتصر على عُمان فقط، بل امتدت إلى المملكة العربية السعودية، حيث درس على يد عدد من العلماء في الرياض ومكة المكرمة والدمام.

بعد عودته إلى عمان في عام 1961، استقر في ولاية المصنعة وبدأ مسيرته التعليمية في أول مدرسة بالولاية، وكان له دور بارز في تدريس الفقه، اللغة، والتاريخ.

عمل الشيخ نبهان أيضًا إمامًا وخطيبًا، وفتح مجلسًا علميًا لاستقبال الطلاب والمشاركة في الإصلاح الاجتماعي. عُرف بكونه مرجعًا علميًا لجميع من حوله، وكان ذا تأثير كبير في الحياة الدينية والاجتماعية. توفى الشيخ نبهان المعمري عن عالمنا في 3 سبتمبر 2024، عن عمر يناهز المائة عام، تاركًا وراءه إرثًا علميًا وإنسانيًا خالدًا.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

المملكة تعزز أمنها الأحيائي البحري بجهود علمية لحماية الاقتصاد الأزرق

تواصل المملكة العربية السعودية جهودها لحماية النظم البيئية البحرية وضمان أمن الاقتصاد البحري “الاقتصاد الأزرق”، الذي يُنتظر أن يُسهم بما يقارب 22 مليار ريال ويوفّر نحو 100 ألف فرصة عمل بحلول عام 2030.

 

وفي ظل هذا التوجه الطموح تبرز التحديات البيئية، وعلى رأسها تهديد الأنواع البحرية الغازية التي تنتقل إلى البيئات الجديدة عبر حركة الشحن أو أنشطة الاستزراع السمكي؛ مما يُشكّل ضغطًا متزايدًا على النظم البيئية الساحلية، وقد يؤدي إلى خسائر اقتصادية تُقدّر بعشرات المليارات عالميًّا سنويًّا.

 

وللتصدي لهذا التحدي البيئي؛ شرعت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) بالتعاون مع المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية في تنفيذ مشروع علمي يُعنى برصد هذه الأنواع وتحليل مخاطرها؛ بهدف بناء قاعدة بيانات معرفية تُسهم في تحصين السواحل السعودية وتعزيز استدامة مواردها البيئية والاقتصادية.
وأكد الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية الدكتور محمد قربان, أن الأنواع البحرية الغازية تُشكّل خطرًا بيئيًّا واقتصاديًّا متزايدًا، مبينًا أن حماية النظم البيئية البحرية أصبحت ضرورة ملحّة، لا سيما في ظل توسّع قطاعات حيوية مثل السياحة الساحلية، والاستزراع السمكي، والبنية التحتية المرتبطة بالبحر.

اقرأ أيضاًالمملكةأمير منطقة القصيم يترأس اجتماع مجلس أمناء صندوق القصيم الوقفي

 

وأشار إلى أن الشراكة البحثية مع كاوست تدعم قدرات المملكة في التعامل مع هذه التهديدات من خلال تطوير أدوات تقييم علمي، ونماذج مخاطر، وأنظمة إنذار مبكر، تُسهم في استباق التحديات البيئية، وتعزيز الأمن الأحيائي البحري.
ويُنفّذ الباحثون ضمن هذا التعاون مسوحات بيئية في 34 موقعًا على سواحل البحر الأحمر والخليج العربي، نتج عنها جمع أكثر من 10 آلاف عينة بحرية، حُدد من خلالها نحو 200 نوع يُحتمل أن يكون غازيًا، منها أكثر من 70 نوعًا غير محلي رُصد فعليًّا في المياه السعودية، وهو ما يعكس مدى تنوع التهديدات البحرية وضرورة التصدي لها بأساليب علمية متقدمة.
وتقود الفريق البحثي الدكتورة سوزانا كارفالو، التي أوضحت أن المشروع يُمثّل خريطة معرفية شاملة للتنوع البيولوجي في البيئات الساحلية، إذ تُسجّل كل كائن حي بحسب زمان ومكان وجوده؛ مما يتيح تطوير برامج رصد ومراقبة دقيقة، ويُمهّد لتأسيس أنظمة فعالة للإنذار المبكر والاستجابة السريعة عند رصد أي تغيّرات بيئية ناتجة عن الكائنات الغازية.
وفي إطار تأهيل الكوادر الوطنية شارك عدد من منسوبي المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية في ورشة عمل تخصصية نظمتها كاوست في مايو الماضي، تناولت بروتوكولات تقييم مخاطر الأنواع الغازية، وأثرها على البيئة والصحة العامة والصناعات البحرية، إلى جانب التدريب على تقنيات متقدمة مثل تحليل الحمض النووي البيئي (eDNA)، الذي يُعد من الأدوات الحديثة في الكشف المبكر والدقيق عن هذه الأنواع.
من جهته أوضح مدير إدارة المحافظة على البيئة البحرية بالمركز عبدالناصر قطب، أن المشروع يستند إلى نهج علمي مزدوج يجمع بين البحث الميداني والتقنيات الحيوية المتقدمة، بما يُعزز قدرة المملكة على التعامل مع التحديات البيئية المستجدة.
وأشار إلى أن الأنواع البحرية الغازية تُشكّل تهديدًا حقيقيًّا للتنوّع البيولوجي والمصايد والبنية التحتية الساحلية، الأمر الذي يستدعي تطوير آليات وطنية فعّالة للاستجابة السريعة، وبناء كوادر مدرّبة تملك الأدوات اللازمة للتصدي لهذه الأخطار.

 

ويُجسّد هذا التعاون نموذجًا تكامليًّا بين المؤسسات البحثية والجهات البيئية الوطنية، لتعزيز المعرفة العلمية بالبيئة البحرية في المملكة، وتطوير سياسات مستدامة تُسهم في حماية التنوع الأحيائي، وضمان استمرارية النمو في قطاعات الاقتصاد الأزرق.

مقالات مشابهة

  • مباحثات قطرية تركية بالدوحة تتناول الوضع في غزة وسوريا
  • الغرف التجارية: خصومات تصل لـ 25% على السيارات سواء المصنعة محليا أو المستوردة
  • ندوة عن «مستقبل الطاقة المستدامة وإدارة المرافق» في ظفار
  • لا تتناول أسبرين الأطفال بعد سن الأربعين.. تحذيرات مهمة للدكتور جمال شعبان
  • دراسة علمية: تسجيل صوتي مدعوم بالذكاء الاصطناعي قد يساعد في الكشف المبكر عن سرطان الحنجرة
  • ماذا يحث للنساء عندما يشربن القهوة ليلا .. دراسات علمية تحذر
  • سر لم يُكشف من قبل.. قصة عبد الغفور البرعي التي غيرت حياة نور الشريف
  • المملكة تعزز أمنها الأحيائي البحري بجهود علمية لحماية الاقتصاد الأزرق
  • 15 أكتوبر.. انطلاق منافسات أسبوع المصنعة للإبحار الشراعي
  • رهف القحطاني تتناول الكيك بطريقة مثيرة للجدل.. فيديو