العثور على مقبرة تتزين جدرانها برسوم متحركة قديمة في القرم
تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT
روسيا – قد تكون الرسومات على جدران المقبرة التي اكتشفها علماء الآثار في القرم والتي تصور شخصيات راقصة أحد عناصر الرسوم المتحركة القديمة المستخدمة في الطقوس الدينية.
هذا ما أشار إليه دينيس بايلين، الباحث في معهد الآثار التابع لأكاديمية العلوم الروسية في القرم ورئيس بعثات الحفريات في شبه جزيرة كيرتش في حديث أدلى به لوكالة تاس الروسية.
وكان بايلين قد أبلغ الصحفيين في أغسطس 2024 عن اكتشاف لوح جنائزي في مقبرة (كيز-أول) بالقرب من مدينة كيرتش بشبه جزيرة القرم، حيث تم تصوير شخصيات بشكل تخطيطي يُعتقد أنها تمثل رقصة قتالية. وهذا الاكتشاف هو الأول من نوعه في المنطقة، ويُعتقد أنه يعود إلى العصور الوسطى المبكرة.
قال بايلين: “تم استخدام المقبرة من قبل شعب ما كمسكن مؤقت، حيث كان الناس يشعلون النار، وهو ما تدل عليه الجدران الملطخة بالدخان وبقايا الرماد والفحم. ويمكن الافتراض أن هذه الرسومات كانت ذات أهمية طقسية. وربما كانت الصور المرسومة على الجدار أمام النار تبدو وكأنها “ترقص” في وهج ألسنة اللهب والضوء والظل. وهو نوع من الرسوم المتحركة القديمة، إذا جاز التعبير. لكن هذا مجرد افتراض في الوقت الحالي”.
وأضاف أنه أثناء تنظيف جدران المقبرة الحجرية لفتت الانتباه صور لشخصيات بشرية في وضعيات راقصة. ومع استمرار التنظيف، تم الكشف عن سلسلة من الرسومات لشخصيات راقصة أخرى. وهذه الشخصيات تشكل مجموعات، وبعضها تتشابك بالأيدي، ربما في رقصة طقسية، بينما يظهر البعض الآخر في مشاهد لرقصات قتالية أو تمارين.
يعتقد العالم أن المقابر التي كانت تحتوي على دفنات مبكرة أعيد استخدامها من قبل شعب تركي غير معروف حتى الآن، وصل إلى القرم نهاية القرن السادس الميلادي. ولم يتم العثور على رسوم مماثلة في المقابر أو المساكن في مناطق أخرى. وهناك صور مشابهة، لكنها موجودة على تمائم برونزية تم العثور عليها في منطقة نهري الفولغا والدون.
يذكر أن مقبرة (كيز- أول) في منطقة لينينسكي بجمهورية القرم الروسية، حيث تجري الحفريات، أطلق عليها علماء الآثار اسم “المقبرة متعددة الطوابق”. وظهرت الدفنات الأولى فيها في العصور القديمة وتمثلت في مقابر ضخمة وقبور على شكل صناديق حجرية. وفي العصور الوسطى، بدأ دفن الموتى من قبل ممثلي حضارة (سالتوفو-ماياكي) الذين يرتبطون بسكان دولة الخزر.
يتميز الموقع بوجود عدد كبير من المقابر الحجرية الضخمة التي بنيت بين القرن الأول قبل الميلاد والقرن الأول الميلادي. وتشير أحجام المقابر إلى ثراء ونبل المدفونين.
المصدر: تاس
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
افتتاح معرض للصور عن مقبرة الملكة نفرتاري بالمتحف المصري بالتحرير
تحت عنوان “المتحف المصري بالقاهرة وإيطاليا: حكاية علاقة خاصة”، افتتح الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والسفير الدكتور أغوستينو باليزي، سفير إيطاليا بالقاهرة، معرضًا مؤقتًا للصور حول مقبرة الملكة نفرتاري.
يقام المعرض تحت عنوان “نفرتاري: إحياء جمال أجمل الجميلات – المقبرة وتاريخها”، وذلك بالقاعة 7 بالدور العلوي بالمتحف المصري بالتحرير، على أن يستمر المعرض لمدة ثلاثة أشهر.
مقبرة الملكة نفرتارييأتي هذا المعرض ضمن سلسلة الفعاليات التي ينظمها المتحف احتفالاً بالعلاقات المتميزة بين مصر وإيطاليا في مجال العمل الأثري، والتي تمتد لعقود من التعاون البحثي والعلمي والمشاريع المشتركة.
وشهد الافتتاح حضور عدد من كبار الشخصيات، من بينهم الدكتور زاهي حواس عالم الآثار ووزير الآثار الأسبق، والدكتور أحمد حميدة رئيس قطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار، والدكتور علي عبد الحليم مدير عام المتحف المصري، إلى جانب نخبة من المسؤولين وخبراء الآثار من مصر وإيطاليا.
ويسلط المعرض الضوء على التاريخ الفريد لمقبرة الملكة نفرتاري (QV66)، زوجة الملك رمسيس الثاني، والتي تُعد إحدى أروع وأجمل مقابر وادي الملكات، إضافة إلى استعراض مراحل أعمال الترميم التي أُنجزت بالتعاون مع الجانب الإيطالي لإعادة رونقها وإتاحتها للزيارة من جديد.
وفي كلمته خلال الافتتاح، رحّب الدكتور محمد إسماعيل خالد بالحضور، معربًا عن سعادته بهذا التواجد الكبير الذي يعكس المكانة الرفيعة للمتحف المصري بالتحرير، “أم المتاحف المصرية”.
وأكد أن المجلس الأعلى للآثار يعمل على إحياء المتحف وتطويره موضحًا أن الإقبال الكبير الذي شهده المعرض اليوم يعكس اهتمام الجمهور بالمتحف وحرصهم على الحفاظ على مكانته كأحد أهم المتاحف في العالم.
وأشار إلى أن المجلس لديه خطط شاملة لإحياء المتحف المصري بالتحرير سيتم الإعلان عنها قريبًا.
كما ثمّن الأمين العام التعاون المصري–الإيطالي الممتد على مدى سنوات طويلة، والذي ينعكس في وجود عدد كبير من البعثات الأثرية الإيطالية العاملة في مصر، وكذلك من خلال تنظيم المعارض الأثرية المشتركة، ومن بينها معرض كنوز الفراعنة الذي تستضيفه حالياً العاصمة الإيطالية روما والذي يجذب آلاف الزائرين.
وأضاف أن التعاون مع الجانب الإيطالي مستمر في عدد من المشروعات الحيوية حاليًا، من بينها دراسة إحياء نظام التهوية الأصلي للمتحف المصري بالتحرير، الذي وضعه الخبراء الإيطاليون خلال افتتاح المتحف عام 1902، وهو ما يُعد خطوة مهمة نحو استعادة روح المتحف التاريخي والحفاظ على مقتنياته بأعلى معايير الحفظ المتحفي.
وخلال كلمته، أعرب السفير أغوستينو باليزي عن سعادته بافتتاح هذا المعرض، الذي يأتي في إطار فعاليات “الاحتفال بالعلاقات المصرية–الإيطالية في مجال العمل الأثري”، مشيرًا إلى أن التعاون الممتد بين الجانبين في مجال الآثار على مدار سنوات طويلة يمثل ركيزة أساسية في الدبلوماسية الثقافية الإيطالية في مصر.
ووجّه السفير الشكر إلى جميع الجهات التي ساهمت في تنظيم هذا الحدث، كما ثمّن جهود البعثات الأثرية الإيطالية العاملة في مصر، لما تحققه من إنجازات مهمة ومساهمات بارزة في مجال الاكتشافات الأثرية.
وأشار كذلك إلى النجاح الكبير الذي يحققه معرض “كنوز الفراعنة” المقام حاليًا في العاصمة الإيطالية روما، واصفًا إياه بـ”المعرض التاريخي”، كونه يُعد أكبر معرض مخصص لمصر القديمة يُقام في إيطاليا منذ أكثر من عشرين عامًا.
واختتم السفير كلمته بتوجيه الشكر إلى السيد شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، والدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والدكتور علي عبد الحليم، مدير المتحف المصري بالتحرير، على دعمهم وإتاحة الفرصة لاستضافة هذا المعرض في رحاب المتحف المصري بالتحرير.
وخلال الافتتاح، أكد المتحدثون أهمية الشراكة المصرية–الإيطالية في مجال التراث الثقافي، ودورها الكبير في أعمال الترميم والدراسات المتخصصة، لاسيما في مشروع ترميم مقبرة نفرتاري الذي يُعد نموذجًا للتعاون الدولي الناجح.
كما شهدت الفعالية عقد مؤتمر متخصص تناول أسرار مقبرة نفرتاري وتاريخها وجهود ترميمها، بمشاركة نخبة من الخبراء والمتخصصين من الجانبين المصري والإيطالي.
وفي ختام الفعالية، أكد المتحدثون أن معرض “نفرتاري” لا يقتصر على عرض صور ومقتنيات أثرية، بل يمثل احتفاءً دوليًا بجهود الحفظ والترميم التي أسهمت في إنقاذ واحدة من أعظم إبداعات الفن المصري القديم من خطر التلف، وتعزيز التعاون الثقافي بين مصر وإيطاليا.