هذا المقال بقلم خلف بن أحمد الحبتور، رجل أعمال إماراتي ورئيس مجلس إدارة مجموعة "الحبتور" الإماراتية، والآراء الواردة أدناه تعبر عن وجهة نظره ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.

العالم يقف على حافة اللايقين بينما يستعد دونالد ترامب للعودة إلى المكتب البيضاوي في العشرين من يناير. خطابه، الذي غالباً ما يكون استفزازياً، انتقل من القومية الاقتصادية إلى ما يراه العديد من المحللين الآن كأجندة توسعية مستترة.

 

في تصريحات حديثة، طرح ترامب فكرة ضم كندا، واستعادة السيطرة على قناة بنما، وتغيير اسم خليج المكسيك إلى "خليج أمريكا"، وحتى الاستحواذ على غرينلاند. هذه التصريحات تثير تساؤلات مقلقة: هل تشير إلى تحول أوسع، مشابه لتدخل إيلون ماسك الأخير في الانتخابات الألمانية أو إعادة توجيه بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي نحو الولايات المتحدة؟ هل نحن بصدد عصر استعماري حديث أم مجرد نسخة أخرى من الصخب المحسوب لترامب؟

ادعاءات ترامب بأنه كان بإمكانه حلّ النزاع الروسي-الأوكراني تسلّط الضوء على تناقض صارخ. فمن جهة، يقدم نفسه كصانع سلام، ومن جهة أخرى، تشير أفعاله وأقواله إلى استراتيجيات قد تؤدي إلى تصعيد التوترات العالمية. جدول أعماله في السياسة الخارجية يبدو وكأنه يتجاهل سيادة الدول، مما يثير القلق بين الحلفاء والخصوم على حدّ سواء. السنوات الأربع القادمة ستكون اختباراً ليس فقط لمكانة أمريكا، ولكن أيضاً لصمود المجتمع الدولي.

اقتراح ترامب بضم كندا قوبل بإدانة سريعة من القادة الكنديين الذين اعتبروا الفكرة سخيفة ومسيئة. رئيس الوزراء جاستن ترودو رفض الفكرة بشكل قاطع، مشدداً على سيادة كندا الثابتة. وبالمثل، أثارت تعليقاته بشأن قناة بنما قلقاً في أمريكا اللاتينية. القناة، التي تُعد شرياناً حيوياً للتجارة الدولية، تخضع للسيطرة البنمية منذ عام 1999. وأي اقتراح باستعادتها لن ينتهك فقط الاتفاقيات الدولية، بل قد يزعزع استقرار المنطقة.

تغيير اسم خليج المكسيك إلى "خليج أمريكا" يعكس بشكل أكبر تجاهل ترامب للروابط التاريخية والثقافية. يرى المسؤولون المكسيكيون، إلى جانب المجتمع اللاتيني الأوسع، هذا الخطاب كإهانة لهويتهم الوطنية وربما تمهيداً لسياسات أكثر عدوانية. هذه التصريحات مهدت الطريق لتوترات متزايدة في جميع أنحاء الأمريكيتين، حيث تستعد الدول لما قد يحدث لاحقاً.

اهتمام ترامب بغرينلاند عاد إلى السطح خلال خطبه الأخيرة، حيث أكد مجدداً أن الاستحواذ على غرينلاند هو مسألة أمن قومي. رفضت الدنمارك، التي تحكم غرينلاند، هذه الادعاءات وكررت تأكيدها على استقلال غرينلاند. حيث وصف المسؤولون الدنماركيون اقتراحات ترامب بأنها "إهانة سخيفة" لسيادتهم. التداعيات الجيوسياسية لمثل هذا الاستحواذ يمكن أن تغير ميزان القوى في القطب الشمالي، وهو منطقة حيوية للتجارة والأمن العالميين.

هذه الطموحات قد تأتي بنتائج عكسية، مما يهدد الأمن والمصالح الاقتصادية للولايات المتحدة. من خلال استفزاز الحلفاء وزعزعة استقرار المناطق الرئيسية، تخاطر سياسات ترامب بتقويض الشراكات الاستراتيجية لأمريكا وكشف نقاط ضعفها. ماذا يمكننا أن نتوقع أكثر من إدارة ترامب؟ هذه الأسئلة تلوح في الأفق مع تشكيل أجندته للسياسة الخارجية.

بالنسبة للمنطقة العربية، قد تعني عودة ترامب تحديات متزايدة. تحتفظ الولايات المتحدة بقواعد عسكرية كبيرة في دول عربية رئيسية، وعشرات الآلاف من الجنود على الأرض. هذه التواجدات العسكرية تمثل هيمنة استراتيجية، لكنها أيضاً تجعل هذه الدول أهدافاً محتملة وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية.

تصريحات ترامب السابقة تزيد من حالة القلق. ففي مناسبات مختلفة، أشار إلى أن الدول العربية "مدينة" للولايات المتحدة بجزء من ثروتها كتعويض عن الحماية العسكرية. والأشدّ إثارة للجدل، حين ألمح إلى أن القادة العرب يجب أن "يدفعوا"، مما يشير إلى أن المظلة الأمنية الأمريكية لها ثمن. هذه التصريحات تثير تساؤلات حول نهجه تجاه الحلفاء وما إذا كان النفوذ المالي سيصبح ركيزة أساسية لسياسته الخارجية.

تمتد تداعيات هذه التطورات إلى ما وراء العالم العربي. موقف ترامب العدائي تجاه كندا والدنمارك وبنما يهدد بتوتر التحالفات الطويلة الأمد. رؤيته الجريئة يمكن أن تقوض المبادئ الأساسية للقانون الدولي والدبلوماسية. الدول ذات السيادة لن تقف مكتوفة الأيدي. سوف تردّ — ربما دبلوماسياً، وربما اقتصادياً، أو بطرق قد تتصاعد إلى صراعات أوسع.

بالنسبة لأوروبا، المخاطر عالية. انتقادات ترامب لحلف الناتو زعزعت بالفعل الدول الأعضاء. قد يؤدي تجاهله المحتمل للاتحاد الأوروبي ككتلة متماسكة إلى تشجيع القوى المعادية، مما يزيد من زعزعة الاستقرار في مشهد جيوسياسي هشّ بالفعل.

بينما يتعامل العالم مع هذه الشكوك، يبقى السؤال: هل ترامب جاد، أم أن هذا مجرد استعراض؟ بشكل أكثر خطورةً، هل يمكن أن تقود أفعاله العالم نحو حرب عالمية ثالثة؟ لقد شهدت فترته السابقة مزيجاً من الخطاب والعمل. انسحب من الاتفاقيات الدولية، وفرض تعريفات جمركية، وأعاد تعريف التحالفات. ومع ذلك، فإن بعض تهديداته الأكثر تصعيداً لم تتحقق.

إذا علمنا التاريخ شيئاً، فهو أخذ مثل هذه التهديدات بجدية. عدم القدرة على التنبؤ بتصرفات ترامب هي السمة المميزة لديه، ويجب على المجتمع الدولي أن يستعد لجميع الاحتمالات. على العالم العربي، على وجه الخصوص، إعادة تقييم تحالفاته الاستراتيجية والاستعداد لتحول محتمل في السياسة الأمريكية. هذا وقت للوحدة والصمود واليقظة.

السنوات الأربع القادمة ستكون محورية. سوف تختبر ليس فقط صمود الدول، بل أيضاً مبادئ السيادة والتعاون الدولي. يجب على قادة العالم أن يقفوا بحزم، مستعدين للدفاع عن شعوبهم وأراضيهم ضد أي اعتداء. هل يمكن أن يتماشى هذا مع تأثيرات عالمية أخرى، مثل دور إيلون ماسك المثير للجدل في ألمانيا وإعادة تنظيم بريطانيا استراتيجياً؟ ومع انكشاف أجندة ترامب، هناك أمر واحد مؤكد: هذا ليس وقتاً للتهاون، بل لاتخاذ إجراءات حاسمة وموحدة. التاريخ سيحكم علينا من خلال كيفية استجابتنا لهذه التهديدات الوشيكة.

نشر الاثنين، 13 يناير / كانون الثاني 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: یمکن أن

إقرأ أيضاً:

إسحق أحمد فضل الله يكتب: (مغالطات….)

(مغالطات….)
الماعز التائهة عند المغيب تتبع كل من يمر بها
ونحن ولعقود نقرأ لكل الجهات في العالم ونجد أننا مثل الماعز هذه
نبحث عم لا يقبل الشك
لنجد أن ما لا يقبل الشك/ ولا تنتهي أعماقه/ هو .. القرآن…
والقرآن …. تفاسير… ورجال
وللتفسير نقرأ التاريخ .. ونجد .. بحاراً من كل شيء …. حتى الكلام الفارغ … لذيذ …….
وفي صالون أستقبال هارون الرشيد يدخل أبو يوسف …. بحر بحر .. وهو تلميذ أبو حنيفة
يدخل
ويجد رجلاً فخماً هناك و (العرب تقول … لفلان هيئة ونحو)
وأبو يوسف يحادث الرجل .. ويجده أستاذاً في كل شيء
وعند إنصرافه يقول له أحدهم
:: أتعرف من كنت تحدث سائر اليوم؟
قال: لا … لكنه عالم ضخم
ليقول هذا
: إنه أبن جامع…
وأبو يوسف … ينخلع… ويقول
: أبن جامع المغني؟
قال: نعم
وهذا يقول: انا لله
ويوم…
وأبو يوسف يدخل ويجد أبن جامع ذاته
ويتجاهله ويسرع للإبتعاد وأبن جامع يصيح به
: يا أبا يوسف …. قيل لك أبن جامع المغني فأعرضت؟
وهذا لا يجيب ليكمل أبن جامع صياحه ويقول
: يا أبا يوسف …. مسالة..
وهذا يقف ويسمع وهذا يقول
: يا أبا يوسف…. أرايت إن جاءك إعرابى جلف وأنشدك
يا دار مية بالعلياء والسند
أقوت .. وطال عليها سالف الأمد…
أكان فى ذلك شيء؟
قال أبو يوسف
: لا … لاشيء
قال هذا
: أفان جئتك انا وقلت…
وأبن جامع يطلق حنجرته المذهلة يغنى البيت ذاته .. ثم يقول
: يا أبا يوسف …. هل زدت فيه انا شيئا يجعله حراما
..
وأبو يوسف ينقنق ويهرب…
الجدال فى كل شيء قديم….
لكن الجدال تحسمه الشواهد
وشواهد كل عصر هي شيء يختلف بإختلاف الزمان
والمفسرون حين يغفلون عن هذا يكسرون عنق المنطق
وأبن كثير ومن بعده عند تفسيرهم لآيات (العدة) عدة المطلقة والأرملة وحين يجدون أن عدة هذه ثلاثة أشهر…. وعدة الأخرى أربعة أشهر وعشرة أيام يحتارون
فالسبب واحد
هذه فارقت زوجها
وهذه فارقت زوجها
فلماذا تختلف مدة العدة
والشيوخ هؤلاء قالوا عندها أن الأرملة تزيد عدتها .. إحتراما لذكرى زوجها
ليأتي الطب الحديث ويجد أن (بصمة الرجل تختفي من رحم المطلقة بعد ثلاثة أشهر…. بينما بصمة الرجل لا تختفي من رحم الأرملة إلا بعد أربعة أشهر وعشراً).
(2)
وهجمة قوية جداً للتشكيك فى الإسلام تنطلق منذ عامين …. وقبلها منذ عقدين … منذ أيام الربيع العربي
والهجمة تركب المواقع … فيس بوك وواتس و… وتصل إلى الملايين
والملايين لا فقه عندهم
لا فقه في الدين ولا في الدنيا…
و…..
يبقى أن نكمل الأنس مع المغنين…
ومن حديثهم أن اللغوي أبو حمزة كان لغوياً لا يتسامح فى الخطأ اللغوي
ويتفق يوماً جلوسه في مجلس طرب …. والمجلس غنت فيه جارية بصوت يزلزل الروح …. والجميع يطير من الطرب إلا أبي حمزة
أبو حمزة ظل جالسًا كأنه لا يسمع … والناس يقبلون عليه يلومونه … كيف لا يطرب لما تأتي به هذه الجارية
والجارية تقاطعهم وتقول
: انا أعرف ما منعه الطرب .. فأنا حين غنيت
( أظلوم أن قتيلكم رجلاً ….) نصبت كلمة … رجلاً .. وهو يرى أنها مرفوعة
والجارية تقبل على النحوي وتستشهد له بكل شعر وتقول
( ألست تقرأ …. وهذا بعلي شيخاً)
قالوا
وهذا اقتنع النحوي وقام وأظهر الطرب
طرب بأثر رجعي
كان الزمان له مسائله وله مغنون بعقول وثقافة ….
لهذا فانهم/ مع الإنفلات/ كان عندهم ما يعصمهم
بينما الآن نحن في زمان المتعاونين ….
ونقرأ التاريخ لنعرف …. هل نحن أمة نضجت …. للإلتهام؟
بعد الكتابة
ننقل حكاية تقول
فى بنسلفانيا رجل يبني خمارة جوار كنيسة وأهل الكنيسة يظلون يدعون على الرجل
وصاعقة تدك الخمار .. و
والرجل يذهب ويشكو الكنيسة وأنها دمرت خمارته.
والكنيسة تستشهد/ لإثبات براءتها/ بدراسة تقول إن الدعاء لا يدير شيئًا في الحياة
والقاضي يقول
؛ أمامي أذن قضية .. صاحب الخمارة فيها يؤمن بالرب وتأثير الدعاء…. وكنيسة كل من فيها لا يؤمنون بالرب ولا بالدعاء…
يعني في نوع من الفهم كدا يجعلك تعرف كيف أن العقل الإنساني مطوطح يتقلب في كل هاوية

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • خواشيگ القمة ثمن الانتخابات القادمة!؟
  • رئيس للأبد.. إعلان لترامب يثير الجدل فعل يستطيع الترشح لولاية ثالثة؟ (شاهد)
  • أردوغان سعيد برفع العقوبات عن سورية
  • منشور ساخر لترامب يلمح فيه لترؤسه أمريكا للأبد.. فيديو
  • جملة قالها رئيس جنوب افريقيا لترامب تشعل تفاعلا
  • الولايات المتحدة تقبل رسميا الطائرة القطرية هدية لترامب.. تحتاج إلى تعديلات
  • الكشف عن مخطط لترامب لترحيل المهاجرين من أمريكا بينهم يمنيين وإلغاء الحماية المؤقتة
  • بشارة بحبح أكاديمي مقدسي في الدائرة السياسية لترامب
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (مغالطات….)
  • د.حماد عبدالله يكتب: سوء الظن من سوء السبيل !!