الصين.. العثور على أقدم نموذج لديدان بجهاز عصبي مركزي
تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT
الثورة نت/..
اكتشف علماء الحفريات في وسط الصين عدة آثار متحجرة لأجساد ديدان قديمة يبلغ عمرها 535 مليون سنة،
وكانت تلك الديدان تمتلك جهازا عصبيا مركزيا متطورا. وتُعد هذه الاكتشافات أحد أقدم الأمثلة على وجود الجهاز العصبي المركزي بين الأسلاف المشتركة للافقاريات التي تخضع للانسلاخ.
أفادت بذلك جامعة “الملكة ماري” في لندن.
وأوضح الأستاذ المساعد في جامعة “الملكة ماري” هيمّا مارتين – دوران، أن “دراسة هذه المتحجرات تُظهر أن السلف المشترك لجميع اللافقاريات التي تخضع للانسلاخ امتلك سلسلة عصبية فردية، وليست مزدوجة. على ما يبدو، فإن المجموعات المزدوجة من العقد العصبية، التي تتميز بها المفصليات الحديثة واللوريسيفيرات والكينورينخس، ظهرت لاحقا خلال التطور المنفصل لأسلافها.”
وأشار مارتين- دوران إلى أن علماء المتحجرات والتطور كانوا مهتمين منذ فترة طويلة بمعرفة كيف اكتسبت أولى الكائنات الحية متعددة الخلايا المتطورة التي ظهرت في العصر الكامبري، جهازا عصبيا مركزيا معقدا، وكيف بدأت في استخدامه لجمع وتلخيص المعلومات من خلال الأعضاء الحسية. ومع ذلك، فإن الحصول على إجابة عن هذا السؤال كان صعبا بسبب ندرة حفظ الأنسجة الرخوة في المتحجرات، ناهيك عن إمكانية رؤيتها بشكل ثلاثي الأبعاد.
وقد حقق علماء الحفريات الصينيون والأوروبيون خطوة كبيرة نحو الحصول على مثل هذه المعلومات من خلال دراسة بقايا حفرية متحجرة لنوعين قديمين جدا من الديدان، وهما Eopriapulites sphinx و Eokinorhynchus rarus تم العثور على آثار أجسادها في صخور تعود إلى بداية العصر الكامبري، تشكلت قبل حوالي 535 مليون سنة في مناطق المياه الضحلة للبحار القديمة في موقع مقاطعة شانشي الحالية.
وبفضل ظروف التكوين الفريدة، لم يتمكن العلماء من اكتشاف آثار الأنسجة الرخوة داخل الحفريات المتحجرة فحسب، بل ومن تحديد الشكل ثلاثي الأبعاد الدقيق لأجساد الديدان، بالإضافة إلى دراسة تشريحها. وأظهر هذا التحليل أن كلا النوعين من اللافقاريات القديمة كانا يمتلكان سلسلة عصبية بطنية، وهي مجموعة من العُقد العصبية التي تلعب دور الجهاز العصبي المركزي في اللافقاريات الحديثة والقديمة التي تخضع للانسلاخ.
وخلص العلماء إلى أن دراسة بنية هذه السلسلة أظهرت أنها كانت تتكون من عُقد فردية، وليست مزدوجة، وهو ما تتميز بها اللافقاريات المتطورة الحديثة. ويرى العلماء أن هذا الأمر يدعم فكرة تفيد بأن الجهاز العصبي المركزي لأول المفصليات، مثل دببة الماء والديدان المخملية وغيرها من اللافقاريات المتقدمة، قد انقسم إلى قسمين بعد أن طورت أطرافا مزدوجة. وحدث ذلك بعد انفصال أسلافها، مما يغير إلى حد بعيد فهم العلماء لتاريخ تطور الجهاز العصبي المبكر.
المصدر: تاس
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: الجهاز العصبی
إقرأ أيضاً:
هل تكفي تسبيحة واحدة في الركوع أو السجود؟.. بما علق العلماء؟
الركوع أحد أركان الصلاة الأساسية، ولا تصح الصلاة بدونه، ومن نسيه وجب عليه الإتيان بسجود السهو تعويضًا، كما أن إدراك الركوع مع الإمام يعني إدراك الركعة وصلاة الجماعة، أما من لم يدرك الإمام في ركوعه، فلا تحتسب له الركعة.
وفيما يتعلق بالحركة التي تلي الركوع، فإن الفقهاء اختلفوا في مسألة الإطالة بعد الاعتدال منه؛ فمنهم من رأى أن المصلي يجوز له أن يسجد فورًا بعد الرفع، ومنهم من أجاز البقاء قليلاً للدعاء، لكنهم اشترطوا أن يكون الدعاء مما ورد فيه فضل خاص، كما في الحديث الذي أثنى فيه النبي صلى الله عليه وسلم، على من قال دعاءً معينًا سمعه منه في الصلاة، وقال عنه إن الملائكة تسابقت لكتابته.
تسبيحة واحدة تكفي في الركوع والسجود
وفيما يخص عدد التسبيحات المطلوبة في الركوع أو السجود، أكد العلماء أن تسبيحة واحدة فقط تكفي، موضحين أن المهم هو أن يركع المصلي ويطمئن في ركوعه، ومتى تحقق الركن وأدّاه المصلي بخشوع، فإن صلاته تكون صحيحة.
وشدد العلماء على أن التسبيح في الركوع والسجود سنة عند جمهور أهل العلم، بينما يعده الحنابلة واجبًا وأقله تسبيحة واحدة.
وأضافوا: "لو أخطأ المصلي فذكر أذكار السجود في الركوع أو العكس، فصلاته صحيحة، ولا يترتب على ذلك سجود سهو، بحسب ما ذهب إليه جمهور الفقهاء".
وأشار العلماء إلى أن الأفضل للمسلم أن يسبح ثلاث مرات أو أكثر أثناء الركوع والسجود، لكن إذا اقتصر على تسبيحة واحدة فقط، فصلاته صحيحة بإجماع العلماء، إذ إن السنة يمكن أن تتحقق بأدنى فعل منها.
دعاء عظيم بعد الاعتدال من الركوع
وتناول الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، موقفًا شريفًا يدل على فضل بعض الأدعية في هذا الموضع من الصلاة، حيث روى عن رفاعة بن رافع الزرقي رضي الله عنه أنه قال: كنا نصلي خلف النبي صلى الله عليه وسلم، فلما رفع رأسه من الركوع وقال: "سمع الله لمن حمده"، قال أحد الصحابة من خلفه: "ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه".
فقال النبي صلى الله عليه وسلم بعد الصلاة: "من المتكلم آنفاً؟"، فقال الرجل: أنا، فقال عليه الصلاة والسلام: "رأيت بضعة وثلاثين ملكاً يبتدرونها أيهم يكتبها أول".
وأوضح الدكتور جمعة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن هو من قال هذا الدعاء أولًا، لكنه أثنى عليه عندما سمعه، لما فيه من فضل عظيم، مشيرًا إلى أن بعض الأذكار والأدعية التي لم ترد عنه بشكل مباشر لها مع ذلك منزلة وفضل إذا أُدخلت في مواضعها المناسبة في الصلاة.
وأشار إلى حديث آخر عن ابن أبي أوفى، يذكر فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول بعد رفع ظهره من الركوع: "سمع الله لمن حمده، اللهم ربنا لك الحمد، ملء السماوات، وملء الأرض، وملء ما شئت من شيء بعد".
هذه الأقوال والأحاديث تدل على سعة رحمة الله، وعلى مرونة السنة النبوية في الأذكار، ما دامت لا تخرج عن مواضعها الشرعية، ولا تبتعد عن ما أقره النبي أو أثنى عليه.