أمستردام (د ب أ)
تأهل آيندهوفن إلى دور الثمانية لمسابقة كأس هولندا لكرة القدم في الوقت الذي خرج فيه أياكس أمستردام من دور الستة عشر.
وحقق آيندهوفن فوزاً ماراثونياً على ضيفه إكسيلسيور 5-4، بينما خسر أياكس على ملعب ألكمار صفر-2.
وعلى ملعب فيليبس، تقدم نوح ناويوكس بهدفين لإكسيلسيور في الدقيقتين 45 و58، وتكفل لانسي دوجيفستين بتسجيل الهدف الثالث في الدقيقة 80، ورد آيندهوفن بهدفين حملا توقيع ماليك تيلمان وريكادو بيبي في الدقيقتين 73 و86، وفي الوقت بدل الضائع للمباراة خطف المغربي إسماعيل صيباري هدف التعادل لآيندهوفن، ليحتكم الفريقان إلى وقت إضافي على شوطين.
وحسم آيندهوفن الفوز في الوقت الإضافي بهدفين حملا توقيع ريكادو بيبي وإيفان بيريسيتش في الدقيقتين 101 و110 ثم أحرز ريتشي اوموروا الهدف الرابع لإكسيلسيور في الدقيقة 117.
وعلى استاد آفاس، حسم ألكمار الفوز بهدف في كل شوط، عن طريق فوتير جويش في الدقيقة 36 وميكس ميردينك في الدقيقة 89.
تجدر الإشارة إلى أن أياكس هو البطل القياسي لكأس هولندا، إذ حصد اللقب 20 مرة، وحل وصيفاً ست مرات، بينما فاز ألكمار باللقب أربع مرات فقط، وحل وصيفاً ثلاث مرات.
ويرجع آخر لقب لأياكس في مسابقة الكأس إلى عام 2021، بينما يرجع آخر لقب من نصيب ألكمار لعام 2013.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: هولندا آيندهوفن أياكس
إقرأ أيضاً:
رحيل الشاعر فوزي خضر.. المشهد الثقافي يودع صوتا ظل يكتب بروح الأرض ووجدان الناس
في صباح اليوم، بدا أن المشهد الشعري في مصر والعالم العربي قد فقد أحد أنفاسه القديمة، كأن قصيدة انطفأت فجأة في يد الزمن، أو أن صوتًا ظل يحمل رائحة التراب والطفولة واللغة ارتحل في هدوء، هناك شعراء لا يكتبون بالكلمات فقط، بل بالذاكرة وأثر الروح، وكان فوزي خضر واحدًا من هؤلاء؛ شاعرًا ظل لسنوات طويلة جزءًا من نسيج الحركة الثقافية، يمدّ المنابر والقلوب معًا بحضوره وصوته وإيمانه العميق بأن الشعر مساحة خلاص، ومساحة بوح، ومساحة مقاومة.
رحل الشاعر فوزي خضر اليوم، تاركًا خلفه رصيدًا واسعًا من الأعمال الشعرية التي شكّلت بصمته الخاصة في وجدان القرّاء، وجيلًا كاملاً من المبدعين الذين تتلمذوا على صدقه وحنكته ورؤيته الدافئة للكلمة، كان خضر ينتمي إلى ذلك الجيل الذي آمن بأن القصيدة ليست بناءً لغويًا فحسب، بل بناء روحي، وبأن الرسالة الأعمق للشاعر هي أن يكون شاهدًا على زمنه، وصوتًا لمن لا صوت لهم.
وُلد فوزي خضر في بيئة ريفية منحته حساسية عالية تجاه التفاصيل: رائحة الحقول، وقع خطوات الفلاحين، ومواسم القمح؛ وهي عناصر ظلت تتسلّل إلى شعره في صور وصوتيات وصور بلاغية لم تخلُ يومًا من دفء الطفولة، ومع انتقاله إلى المدينة ودخوله الحياة الثقافية، بدأ خطّه الشعري يتشكل في اتجاهات تجمع بين الأصالة والمعاصرة، وبين لغة محمّلة بالمجاز وبحث دائم عن صوت أكثر حرية وأكثر صفاء.
خلال مسيرته، صدرت له العديد من الدواوين التي جعلته واحدًا من أبرز الأصوات الشعرية في الثمانينيات والتسعينيات، تميّز أسلوبه بالبساطة الممتنعة؛ كلمات قريبة من الناس، عميقة في المعنى، ناضجة في الصياغة، قادرة على التقاط الجانب الإنساني في كل تفصيلة، لم يكن يسعى إلى التعقيد أو الشكلانية بقدر ما كان يبحث عن أثر القصيدة داخل القارئ، عن تلك الارتعاشة الصغيرة التي تُحدِثها كلمة صادقة في قلب مستمع أو قارئ.
وكان فوزي خضر حاضرًا بقوة في الأنشطة الثقافية، مشاركًا دائمًا في الندوات والصالونات والمحافل الأدبية، حيث عُرف بتواضعه الجم، وحبه للحوار، وحرصه على دعم المواهب الشابة. لم يكن شاعرًا منغلقًا على ذاته، بل كان مؤمنًا بأن الحركة الأدبية لا تزدهر إلا بالتواصل، وأن المعرفة تُبنى باللقاء، وقد شهدت الأوساط الثقافية اليوم موجة واسعة من الحزن على رحيله، حيث نعاه الأدباء والباحثون والمهتمون عبر بيانات ومنشورات، مؤكّدين أن غيابه يمثل فراغًا حقيقيًا في المشهد الشعري.
ومن بين ما يميّز فوزي خضر أيضًا، أن قصيدته كانت تحمل حسًا وطنيًا وإنسانيًا واضحًا، تناول في أعماله هموم الإنسان العادي، وانشغل بقضايا الحرية والكرامة، وعبّر عن آلام البسطاء وأحلامهم، مما جعله قريبًا من جمهور واسع، يرى في شعره مرآةً لما يشعر به ويعجز عن قوله، كان يدرك أن الكلمة ليست زينة، بل مسؤولية، وهذا ما جعله يتمسّك بأن يكون شعره صادقًا، نابعًا من قلبه، غير متكلّف أو مصطنع.
رحيل فوزي خضر اليوم لا يعني نهاية قصيدته، فالشعراء الحقيقيون لا يغادرون تمامًا؛ يظلّون معلقين في بيوت القصائد التي تركوها، وفي السطور التي تفيض بالحياة رغم غيابهم. ستبقى دواوين خضر مرجعًا مهمًا، وستظل تجربته مادة تُدرَس وتُلهم، خصوصًا لأولئك الذين يبحثون عن معنى أعمق للشعر، وعن لغة تقرب الإنسان من ذاته ومن ضوء العالم.
وبينما يُشيّع الوسط الثقافي جثمانه، يشيّع معه جيلٌ عربيٌّ كامل جزءًا من ذاكرته الجمالية. إلا أن ما تركه فوزي خضر على الورق وفي القلوب، سيظل حاضرًا؛ فالشعر—كما كان يردد دائمًا—لا يموت، بل يغيّر مكانه فقط.