أفادت وكالة ناسا الأمريكية للفضاء بتسجيل مسبار فضائي اقترابا قياسيا من الشمس على نحو لم يحققه أي جسم من صنع الإنسان حتى الآن.

وأوضحت الوكالة أن المسبار «باركر» الشمسي وصل ظهرًا إلى مسافة 1ر6 مليون كيلومتر فقط من سطح الشمس. وقالت الوكالة: إنه مع ذلك، لا يمكن التحقق من ذلك في الوقت الحالي، حيث ستظل المركبة بلا اتصال مع الأرض لعدة أيام.

يقود عالم الفيزياء الفلكية فولكر بوتمر الذي يعمل بجامعة جوتينجن الألمانية المشاركة الألمانية، المهمة وأسهم في أمور من بينها وضع خطة المهمة وتطوير كاميرا ذات زاوية واسعة. وقال بوتمر: إن «تحليل جميع البيانات وفهمها سيستغرق بضع سنوات».

وحسب بيانات ناسا، فإن المسبار الذي يوازي حجمه حجم سيارة صغيرة، وصلت سرعته عند أقرب نقطة له من الشمس إلى 690 ألف كيلومتر في الساعة، وإنه يتحمل درجة حرارة تصل إلى قرابة 1000 درجة مئوية، ومن ثم فإنه يحلق بسرعة أكبر من أي جسم آخر من صنع الإنسان حتى الآن. ولحماية أدواته، يحتوي المسبار على درع حراري يبلغ سمكه 4ر11 سم مصنوع بشكل أساسي من الكربون، وهو مصمم لتحمل درجات حرارة تصل إلى حوالي 1400 درجة مئوية، وفقا لما تقوله ناسا. ويتوقع العلماء أن توفر المهمة بيانات منها ما يتعلق بكيفية تشكل الرياح الشمسية، وهي تيار من الجسيمات المشحونة التي تطلقها الشمس باستمرار، وبيانات أيضا حول كيفية حدوث العواصف الشمسية بدقة، والتي تنطلق إلى الفضاء بعد الانفجارات الشمسية.

ويذكر أن أول المسبارات الشمسية تم إطلاقه في السبعينيات، وكان المسباران الألمانيان-الأمريكيان «هيليوس 1» و»هيليوس 2»، حافظا على مسافة آمنة تبلغ حوالي 45 مليون كيلومتر من الكرة الحرارية (الشمس).

وكان المسبار «باركر» الشمسي الذي يزن حوالي 700 كيلوجرام، تم إطلاقه في أغسطس 2018، ويدور حاليا حول الشمس في مدارات شديدة الإهليلجية (بيضاوية الشكل)، ونتيجة لذلك، يقترب من الشمس ويبتعد عنها بشكل متكرر. وخلال أول تحليق له بالقرب من الشمس في أكتوبر 2018، وصل المسبار، وفقا لوكالة ناسا، إلى مسافة 7ر42 مليون كيلومتر من الشمس، وهذه أقرب مسافة من الشمس تصل إليها مركبة فضائية في ذلك الحين. وفي عام 2021، أصبح هذا المسبار أول مركبة تخترق الطبقة الخارجية من الغلاف الجوي للشمس، المعروفة باسم «الإكليل». وفي عام 2023، اقترب المسبار من سطح الشمس إلى مسافة تزيد قليلا عن 7 ملايين كيلومتر.

ووفقا لعالم الفيزياء الفلكية فولكر بوتمر، فإن الاقتراب من مسافة تبلغ حوالي 6 ملايين كيلومتر يمثل دخولا أعمق إلى الإكليل الشمسي. وقال: «سنحصل من خلال ذلك على بيانات من مناطق في الغلاف الجوي للشمس لم نرصدها من قبل. عند هذا القرب، سنكون في مناطق ولادة الرياح الشمسية والعواصف الشمسية».

للمقارنة، فإن متوسط المسافة بين الأرض والشمس يبلغ حوالي 150 مليون كيلومتر، بينما يبعد كوكب عطارد، أقرب الكواكب إلى الشمس، حوالي 58 مليون كيلومتر.

وأضاف بوتمر: إن من المحتمل أن يقترب المسبار مجددا من الشمس إلى مسافة حوالي 6 ملايين كيلومتر في 22 مارس و19 يونيو المقبلين مشيرا إلى أنه يجري حاليا مناقشة ما سيحدث بعد ذلك.

وكالة الأنباء الألمانية «د ب أ»

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: ملیون کیلومتر إلى مسافة من الشمس

إقرأ أيضاً:

تقرير: الإمارات أقرب حليف عربي لـإسرائيل.. والدافع كراهية الإسلاميين

في ظل تصاعد الانتقادات الأوروبية للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، تُواصل الإمارات العربية المتحدة تعزيز علاقاتها مع الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدةً التزامها بالتطبيع الذي بدأ مع توقيع اتفاقيات إبراهيم في عام 2020، حيث تشير تقارير إلى أن أبوظبي تخطط للعب دور محوري في ترتيبات ما بعد الحرب في غزة، مستفيدةً من علاقاتها الوثيقة مع تل أبيب.

وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "NZZ" السويسرية بقلم الكاتب رويرت هوفر، تعتبر الإمارات "أفضل صديق عربي لإسرائيل" وتُظهر "إخلاصًا غير مشروط" لها، على الرغم من الضغوط الدبلوماسية المتزايدة من الدول الأوروبية على تل أبيب بسبب العمليات العسكرية في غزة.

وأشارت الصحيفة إلى أن حكام الخليج، وخاصة الإمارات، يرون في الضربات الإسرائيلية ضد حماس، خطوة إيجابية، نظرا لرفضهم للإسلاميين واهتمامهم بالاستقرار والصفقات الاقتصادية.

وتظهر البيانات أن العلاقات بين الإمارات والاحتلال الإسرائيلي قد تطورت بشكل ملحوظ منذ توقيع اتفاقيات إبراهيم، فقد تجاوز حجم التجارة الثنائية غير النفطية بين البلدين 6 مليارات دولار منذ عام 2020، مع توقعات بزيادة هذا الرقم إلى 10 مليارات دولار بحلول عام 2030.

كما استثمرت صناديق الثروة السيادية الإماراتية في قطاعات استراتيجية داخل إسرائيل، بما في ذلك شراء حصة 22% في حقل تمار للغاز الطبيعي بقيمة 1.1 مليار دولار .


على الصعيد الأمني، تعاونت الإمارات مع الاحتلال الإسرائيلي في مجالات الدفاع والتكنولوجيا، بما في ذلك تطوير أنظمة دفاع جوي مشتركة ومشاريع في مجال الذكاء الاصطناعي، وقد زودت إسرائيل الإمارات بأنظمة دفاع جوي متقدمة بعد الهجمات التي تعرضت لها أبوظبي من قبل الحوثيين في عام 2022 .

كما أشار تقرير لوكالة "رويترز" إلى أن الإمارات وافقت على تسهيل إيصال مساعدات إنسانية عاجلة إلى غزة بالتعاون مع إسرائيل، في خطوة تهدف إلى التخفيف من الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع .

وأشارت التحليلات إلى أن الإمارات قد تلعب دورًا مهمًا في ترتيبات ما بعد الحرب في غزة، نظرًا لعلاقاتها الوثيقة مع إسرائيل وقدرتها على التوسط بين الأطراف المختلفة، ويُعتقد أن أبوظبي تسعى إلى تعزيز نفوذها الإقليمي من خلال المشاركة في جهود إعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار في القطاع.

مقالات مشابهة

  • بورصة مسقط تكسب 19.1 نقطة.. والتداول 8.4 مليون ريال
  • توريد 274 ألف طن قمح داخل شون وصوامع البحيرة (صور)
  • بـ681 مليون ريال.. "تنمية الموارد البشرية" يعقد شراكات استراتيجية لدعم سوق العمل
  • صندوق تنمية الموارد البشرية: شراكات إستراتيجية في سوق العمل بـ 681 مليون ريال
  • تقرير: الإمارات أقرب حليف عربي لـإسرائيل.. والدافع كراهية الإسلاميين
  • ما سر الجسم المجنح الذي ظهر أعلى الشمس في صور ناسا؟
  • اللواء أبو قصرة: التقينا حوالي 130 فصيلاً لمناقشة الهيكلية الجديدة للجيش وحققنا نجاحاً كبيراً في عملية دمجها ضمن الوزارة
  • وزير التموين: توريد أكثر من 3.5 مليون طن قمح حتى الآن.. تجهيز 420 نقطة تجميع في المحافظات
  • خطوات للحفاظ على محرك السيارة خلال فصل الصيف .. ومواصفات هيونداي إلنترا AD موديل 2026
  • «ناسا» تحذر من عاصفة شمسية كبرى قد تُسبب كوارث على الأرض