حكم الشرع في ارتداء الزوجة اللون الأسود حدادًا على زوجها
تاريخ النشر: 23rd, January 2025 GMT
أثار موضوع ارتداء الزوجة للثياب السوداء كعلامة للحداد على وفاة زوجها العديد من الأسئلة حول حكم الشرع في هذه العادة. وقد قدم الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إجابة شاملة لهذه المسألة، موضحًا تفاصيل حكم الشرع في هذا الموضوع.
لا وجوب لارتداء اللون الأسود في الحدادأكد الدكتور عمرو الورداني في إحدى حلقات برنامجه "مع الناس" الذي يُعرض على قناة "الناس"، أنه لا يوجد في الشريعة الإسلامية نص يُلزم المرأة بارتداء الثياب السوداء حدادًا على وفاة زوجها.
وأضاف أن مسألة الحداد على الزوج تتعلق بسلوكيات معينة يجب أن تظهرها الزوجة في فترة العدة (التي تستمر لمدة 4 أشهر و10 أيام) بعد وفاة زوجها، ولكن لم يحدد الشرع لونًا معينًا للثياب في هذه الفترة.
وأوضح الورداني أن ما هو مطلوب من الزوجة في فترة العدة هو إظهار التفجع والحزن على وفاة زوجها، وإذا كان ارتداء اللون الأسود يعبر عن هذه الحالة، فيجوز لها ارتداؤه.
لكن، كما شدد، لم تأمر الشريعة الإسلامية بضرورة ارتداء اللون الأسود، ولا يُعتبر هذا من الأمور المأمور بها أو المحظورة.
ما يُنهى عنه في فترة العدةأشار أمين الفتوى إلى أن ما يُنهى عنه المرأة في فترة العدة هو إظهار الزينة، مثل ارتداء الملابس المبهجة أو الزاهية التي تحتوي على عناصر من التزين، كالألوان التي تبرز الجمال والفرح.
وأضاف أنه يمكن للمرأة أن ترتدي ألوانًا أخرى غير الأسود، طالما أنها لا تحتوي على نوع من الزينة أو البهرجة، فتظل بذلك في إطار المقبول شرعًا.
ليس هناك لون محدد للحدادفي سياق متصل، تطرقت الأمانة العامة لدار الإفتاء المصرية في إجابة سابقة على موقعها الرسمي لسؤال مشابه يتعلق بلون الثياب التي يجب أن ترتديها المرأة في فترة الحداد. وأكدت دار الإفتاء أن الحِداد الشرعي لا يتعلق بلون الثياب، بل بعدم إظهار الزينة فيها، سواء كانت من طيب أو حلي أو ألوان تحتوي على عناصر الزينة. كما أكدت أن الفقهاء لم يحددوا لونًا معينًا يجب أن تلبسه المرأة أثناء الحداد، بل يترك الأمر بناءً على العرف السائد في المجتمع.
الضابط في اختيار الملابسأوضحت دار الإفتاء أن الضابط في اختيار ملابس الحداد هو العرف الاجتماعي السائد في المجتمع، إذ يُعتبر ما يعتبره الناس زينة ممنوعًا شرعًا، أما ما لا يحتوي على زينة فلا يُمنع. وبالتالي، فإن المرأة ليست مُلزمة بارتداء اللون الأسود كشرط للحداد، ولا يُعتبر ذلك من أحكام الشريعة الإسلامية، بل يعتمد الأمر على ما يتعارف عليه الناس في مجتمعهم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء المصرية المزيد ارتداء اللون الأسود فی فترة العدة وفاة زوجها
إقرأ أيضاً:
هل تصح صلاة المرأة إذا انكشفت قدماها؟ دار الإفتاء توضح
ورد إلى دار الإفتاء المصرية سؤال حول حكم كشف قدمي المرأة أثناء الصلاة، وهل يؤثر ذلك على صحة صلاتها.
وفي ردها عبر صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك، أوضحت الدار أن المرأة مطالبة شرعًا بتغطية جميع جسدها أثناء الصلاة، باستثناء الوجه والكفين، وذلك استنادًا لما رُوي عن الصحابي عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أن المرأة تصلي بثلاثة أثواب: درع وخمار وإزار.
وبشأن القدمين، أشارت دار الإفتاء إلى وجود خلاف فقهي بين العلماء؛ فبعضهم يرى ضرورة تغطيتهما، مستندين إلى حديث أم سلمة رضي الله عنها، حيث قالت إن المرأة تصلي في درع سابغ يغطي ظاهر القدمين.
في المقابل، هناك من الفقهاء من أجاز كشف القدمين، استنادًا إلى قوله تعالى: "ولا يُبدين زينتهن إلا ما ظهر منها" [النور: 31]، واعتبروا أن القدمين من الزينة الظاهرة التي يجوز إظهارها.
وختمت دار الإفتاء المصرية بأن الرأي الذي تُفتي به هو جواز كشف قدمي المرأة في الصلاة في حال تعذر أو تعسّر تغطيتهما، ورفعا للحرج، مؤكدة أن الصلاة في هذه الحالة صحيحة ولا تبطل.
وحول ترك سجود التلاوة أثناء قراءة القرآن الكريم أوضح الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن سجدة التلاوة لا تصح إلا بطهارة كاملة من الحدث والنجاسة في البدن والثياب والمكان.
لذلك، من لم يكن على وضوء لا يجوز له السجود، رغم أنه يمكنه قراءة القرآن دون مسّ المصحف.
وأضاف عثمان، في رده على سؤال حول جواز قراءة القرآن دون السجود عند آيات السجدة، أن السجدة سنة وليست فرضًا.
واستشهد بما ورد عن الصحابة، حينما قرأ أحدهم آية سجدة ولم يسجد، فقالوا له: "لو سجدت لسجدنا"، ما يدل على عدم الإلزام.
كما أشار إلى ما فعله سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عندما كان يخطب فقرأ آية فيها سجدة، فنزل وسجد، وقال إنه لو لم يسجد لم يكن عليه شيء.
هذه الواقعة توضح أن السجود سنة مؤكدة، وليس فرضًا.