فى عالم الأدب العربى يبرز اسم جلال برجس كأحد الأسماء اللامعة التى تجاوزت حدود الكتابة لتسجل حضوراً قوياً فى الرواية والشعر وأدب المكان، إذ يمتلك قدرة كبيرة على خلق عوالم غنية بالكلمات تتدفق بالحنين والحكايات، موثقة ذاكرة المكان بتفاصيله المدهشة. أعماله الأدبية لا تقتصر على سرد القصص، بل تجسد الصراع الإنسانى والوجدانى، لتكون بمثابة مرآة تعكس قضايا المجتمع الأردنى والعربى.

الشاعر والروائي الأردني: المعرض فرصة للتواصل مع القارئ وإثراء الحوار الثقافي

وبمناسبة مشاركته فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، تحدّث «برجس» عن روايته الأحدث «معزوفة اليوم السابع» التى تُعدّ تجربة سردية متميزة تجمع بين الرمز والتأويل والتأمل فى مستقبل الإنسان.

ماذا يمثل لك الوجود فى معرض القاهرة الدولى للكتاب؟

- المعرض حدث ثقافى استثنائى، يتيح لى فرصة التفاعل المباشر مع القارئ العربى، وهو بالنسبة لى إضافة مهمة، إنه أكثر من مجرد فعالية لبيع الكتب، بل ملتقى ثقافى يجمع بين الكُتاب والقراء من مختلف أنحاء العالم، ما يعزز فكرة السياحة الثقافية، ويعطى دفعة قوية للحراك الثقافى العربى.

بم تفسر استخدام المدينة الخيالية والأحياء السبعة كمكون أساسى فى بناء الرواية؟.. وهل تحمل هذه الأحياء رمزية معينة؟

- المدينة المكونة من سبعة أحياء تُعد عنصراً أساسياً فى بناء رواية «معزوفة اليوم السابع»، فهى تمثل إطاراً رمزياً يحمل دلالات متعددة، هذه الأحياء السبعة ليست مجرد مساحات جغرافية، بل هى انعكاسات للعالم الداخلى للشخصيات، حيث تجد فى كل حى ما يميزه عن الآخر؛ ربما شجرة، أو طائر، أو لون جدار. تركتُ للقارئ حرية تأويل هذه الرموز، لأنها تمثل مراحل مختلفة من أزمة الإنسان فى زمننا الراهن، حيث التغيرات المتسارعة تُفضى إلى مناطق مجهولة، أنتظر القارئ ليقدم تفسيراته الخاصة التى تتماشى مع تجربته الشخصية.

أترى أن هذا الرمز يعكس الواقع المعاصر مع الوباء الذى تصاب به البشرية؟

- حاولت من خلال هذه المدينة أن آخذ القارئ فى رحلة إلى المستقبل، لكن ليس بلغة الروايات التقليدية التى تستشرف المستقبل، بل من خلال رؤية تعتمد على إسقاطات الحاضر، هذه المدينة الخيالية ما هى إلا انعكاس لما قد يحدث إذا استمرت البشرية على هذه الشاكلة، وبالتالى فإن المستقبل ليس سوى امتداد للحاضر بأزماته وتحولاته.

كيف تتعامل مع عنصر الزمن فى رواية «معزوفة اليوم السابع»؟

- الزمن فى الرواية ليس مجرد أرقام، بل هو حدث وتحوُّل، حيث تتكشف الأحداث من خلال تأثير الزمن على الإنسان، لا من خلال تعاقب الأيام فقط، أرى الزمن من خلال الأثر الذى يتركه على الكائن البشرى، والتساؤل الكبير الذى تطرحه الرواية هو: ما هو الزمن؟ وبالتالى نجد فى الرواية إسقاطاً على الواقع الحالى وتأثيراته العميقة على النفس البشرية.

ماذا عن تبرير الرواية العلاقة بين الهامش والمركز عبر شخصيات الغجر؟

- الغجر فى «معزوفة اليوم السابع» يمثلون كل الفئات التى وقع عليها الظلم فى هذا الكون، هم الجوهر العميق للهامش الإنسانى الذى تم استبعاده من المركز، وبالتالى، فإن وجودهم فى الرواية يُبرز بوضوح العلاقة المتوترة بين الهامش والمركز، حيث لم يكن من قبيل المصادفة أن تكون الحدود الفاصلة بين المدينة ومخيم الغجر هى النفايات، وهى إشارة عميقة ترمز إلى التهميش والإقصاء الاجتماعى. وكان لدىّ تساؤلات كبيرة عن الغجر مثل دينهم، حيث لا يدفنون موتاهم مع المسلمين ولا المسيحيين، ولماذا يسكنون الخيام بدلاً من البيوت؟ وما علاقتهم بالموسيقى؟ عندما دخلت فى علاقة معهم وذهبت إلى خيامهم، اكتشفت أنهم يرون الكتاب شراً والمعرفة لعنة.

ما دلالة التداخل بين الخيال والواقع فى الرواية؟ وكيف يعكس هذا التداخل قضايا الهوية والذاكرة الجمعية؟

- فى هذه الرواية لم أسعَ إلى تقديم صورة فوتوغرافية للواقع، بل اخترتُ أن أذهب إليه جلال برجس، استخدمتُ الخيال للخروج من قيود الواقع ولإسقاط أبعاد جديدة عليه، هذه المقاربة تختلف عن أعمالى السابقة التى كانت تستشرف المستقبل من خلال قراءة الحاضر، هذه الرواية بمثابة محاولة لاستخراج الأمل من عمق الألم.

كيف تعكس الرواية أزمة الإنسان فى مواجهة الموت والدمار؟

- تناولت الرواية مفهوم الموت من زاوية مختلفة، حيث يرتبط الموت هنا بخيارات الإنسان المصيرية، إما الفناء وإما الخلود، إن الرواية تتناول المنظومة الإنسانية بكاملها، وتسعى لفهم ما يحدث لها وما قد يحدث فى المستقبل.

أيمكن اعتبار الرواية دعوة لإعادة النظر فى القيم الإنسانية والتضحية الفردية فى مواجهة الظروف القاسية؟

- بالتأكيد، الرواية ليست فقط دعوة لإعادة النظر فى القيم، لكنها أيضاً محاولة لاستفزاز الإنسان، ودفعه للتفكير فى مآلات الأمور، أسأل القارئ بشكل مباشر: ماذا فعلت لتتفادى الواقع الحالى؟ وماذا ستفعل لمواجهة ما هو قادم؟

كيف تشكلت كتاباتك الأولى فى ظل الظروف الاجتماعية والسياسية للأردن؟ وما تأثير هذه الظروف على أعمالك الأدبية؟

- الكتابات الأولى لى كانت نتاجاً تفاعلياً مع الواقع الاجتماعى والسياسى، وخلال فترة من الأزمات والتحديات كنت شاهداً على التغيرات السياسية والاجتماعية التى أثرت بشكل كبير على الناس، وكنت مهتماً بالبحث عن الأبعاد الإنسانية لهذه الظروف.

تلك التأثيرات ألهمتنى فى خلق شخصيات مليئة بالصراعات الداخلية، سواء على مستوى الهوية أو الانتماء، وعملت على تصوير حياة الأفراد المهمشين، وكأننى كنت أروى قصصهم من خلال كتاباتى، محاولاً تسليط الضوء على محنهم ومعاناتهم فى ظل هذه الظروف، فى النهاية كانت أعمالى الأدبية محاولة لفهم الواقع بشكل أعمق، والتعبير عن القضايا التى تتعلق بالهوية والظلم والتهميش فى المجتمع.

مسئولية الكاتب تشكيل الوعي الجمعي للمجتمع وليس مجرد رواية القصص.. وأردت تقديم رؤية جديدة للواقع المعاصر باستخدام أدوات الخيال

ما الدور الذى يلعبه الكاتب فى تشكيل الوعى الجمعى العربى من خلال أعماله الأدبية؟ وكيف تعكس رواياته هذه المسئولية؟

- الكاتب فى رأيى لا يقتصر دوره على تقديم القصص أو الأعمال الأدبية فحسب، بل هو مسئول عن تشكيل الوعى الجمعى للمجتمع، من خلال تسليط الضوء على القضايا التى تؤثر فيه، والروايات مرآة للواقع، كلما كانت الرواية قادرة على التعبير عن آلام وآمال الناس، كان لها دور فى توجيه الفكر الجمعى للأمة. فى أعمالى، حاولت أن أتناول قضايا مثل التهميش والعنصرية والهوية، بحيث تكون الرواية ليست فقط قصة تُروى، بل أداة لإيقاظ الوعى وإثارة الأسئلة، ومن خلال شخصيات الروايات وصراعاتهم يعكس العمل الأدبى واقعاً اجتماعياً يعانى منه الكثيرون، وبالتالى تعكس الرواية مسئولية الكاتب فى خلق فضاء للحوار والنقاش حول القضايا التى تمس المجتمع بشكل عام.

الأسلوب الأدبي

لا أعتبر نفسى انتقلت من الشعر إلى الرواية، فأنا أرى أن الاثنين متلازمان، الشعر والرواية يكملان بعضهما البعض، وأرى أن كثيراً من الروائيين الناجحين بدأوا رحلتهم من عالم الشعر، الشعر يمنحنى القدرة على ابتكار شعرية الحدث الروائى، وإضفاء العمق الجمالى على النص.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: معرض القاهرة للكتاب معرض القاهرة الدولي للكتاب معرض الكتاب معزوفة الیوم السابع فى الروایة من خلال التى ت

إقرأ أيضاً:

1006 موضوعات وبلاغات تلقتها العمانية لحقوق الإنسان خلال العام الماضي

كتبت - غالية الذخرية / تصوير: هدى البحرية -

قالت اللجنة العمانية لحقوق الإنسان إن عدد الموضوعات والبلاغات التي تلقتها ورصدتها خلال عام 2024م (1006) موضوعات، منها (47) شكوى و(22) موضوعا تم رصده و(937) موضوعا تم تقديم الدعم الحقوقي فيها، وشملت هذه الموضوعات مختلف الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية والتنموية، بالإضافة إلى حقوق الفئات الأولى بالرعاية، جاء ذلك خلال اللقاء الإعلامي الذي عقدته اللجنة اليوم استعرضت فيه تقريرها السنوي وأبرز الجهود التي قامت بها خلال عام 2024م، ودورها في رصد وتلقي الشكاوى، والرد على التقارير الإقليمية والدولية، والأنشطة والفعاليات الداخلية، بالإضافة إلى الأنشطة والفعاليات الخارجية.

وأكد الدكتور راشد بن حمد البلوشي، رئيس اللجنة العمانية لحقوق الإنسان على مواصلة اللجنة دورها الوطني في حماية وتعزيز حقوق الإنسان، مستندةً إلى اختصاصاتها المحددة بموجب نظامها المرفق بالمرسوم السلطاني رقم (57/ 2022)، وإلى القيم والمبادئ التي يؤكدها النظام الأساسي للدولة والمواثيق الدولية التي انضمت إليها سلطنة عُمان، مبينا أن اللجنة تعمل على دراسة البلاغات والتواصل مع الجهات المختصة لمعالجتها وفق آليات تضمن الاستجابة الفعالة والسريعة، وقامت بتنفيذ زيارات ميدانية إلى السجن المركزي ومراكز التوقيف، لمتابعة أوضاع النزلاء والتأكد من التزام المؤسسات المعنية بالمعايير الوطنية والدولية في معاملتهم والمرافق والخدمات المقدمة لهم. كما امتدت الزيارات إلى مؤسسات اجتماعية وصحية وتعليمية؛ وذلك للتأكد من توافقها مع متطلبات حقوق الإنسان، بالإضافة إلى دور اللجنة في الرد على التقارير الصادرة عن المنظمات الدولية، سواء كانت صادرة عن الحكومات أو المنظمات غير الحكومية، أو استبانات المقررين الخاصّين؛ حيث قامت اللجنة بدراسة وتحليل هذه التقارير، والتنسيق مع الجهات المعنية للتحقق من المعلومات الواردة فيها، وإعداد ردود تستند إلى القوانين الوطنية والجهود الحكومية في تعزيز حقوق الإنسان، والمعايير الدولية في إعداد هذه الردود.

وأضاف أن اللجنة نظمت سلسلة من المحاضرات والندوات التوعوية استهدفت مختلف الفئات المجتمعية، من طلبة المدارس والجامعات والموظفين في المؤسسات الحكومية والخاصة، والمؤسسات العسكرية والأمنية، وتناولت هذه المحاضرات مواضيع متنوعة مثل حقوق الطفل، وحقوق المرأة، وحقوق العمال، وحرية التعبير، وآليات تقديم الشكاوى، وغيرها من القضايا الحقوقية المهمة؛ وذلك مساهمةً من اللجنة في تعزيز وترسيخ المواطنة ونشر ثقافة احترام الحقوق والواجبات في المجتمع، ويأتي ذلك إيمانًا منها بأهمية نشر ثقافة حقوق الإنسان وتعزيز الوعي المجتمعي، وغرس روح المواطنة انطلاقًا من دورها في تنفيذ رؤية عُمان 2040، كما أكد التزام اللجنة بمواصلة تطوير آليات عملها.

كما قامت اللجنة بالتعاون مع شرطة عمان السلطانية، بزيارات ميدانية إلى السجن المركزي وإدارات التوقيف التابعة لشرطة عمان السلطانية؛ للتأكد من أن حقوق النزلاء والموقوفين مصانة وأن الخدمات المقدمة إليهم تليق بكرامتهم الإنسانية، وعبّرت اللجنة عن ارتياحها للتقدم الذي أحرزته شرطة عمان السلطانية في الخدمات المُقدمة للنزلاء والموقوفين، والتي شملت الخدمات الصحية، والتعليمية، والقانونية، والرياضية، والتدريب، والترفيه، وممارسة الهوايات.

حرية الصحافة

وحول حرية الصحافة، أشار إلى أن اللجنة رصدت تحقيق سلطنة عُمان تقدما بـ18 مركزا في حرية الصحافة لعام 2024م الصادر من منظمة مراسلون بلا حدود مقارنة لعام 2023م، حيث يقيّم هذا المؤشر في 180 دولة سنويا، ويستخدم (5) مقاييس لتقييم حرية الصحافة تشمل السياق السياسي والإطار القانوني والسياق الاقتصادي والسياق الاجتماعي والثقافي والسلامة.

دعم حقوقي

كما ساهمت اللجنة في تقديم الدعم الحقوقي لـ(937) موضوعا تلقتها اللجنة خلال هذا العام تساعد أصحابها في تسوية قضاياهم وفق الأطر القانونية الصحيحة مستعينة بالإجراءات والتدابير والأنظمة الواردة في القوانين السارية، والاتفاقيات الدولية التي انضمت/ صادقت عليها سلطنة عُمان، حيث شمل هذا الدعم الحقوق المدنية والسياسية، والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والحقوق البيئية والتنموية.

الرعاية الصحية

وأضاف أنه في إطار اختصاصات «اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان» ومسؤولياتها، وتأكيدا للتعاون الدائم بين اللجنة والجهات المختصة فيما يتعلق بحقوق الإنسان، قامت اللجنة بعدد من اللقاءات الميدانية مع المؤسسات العاملة في مجال الحق في الرعاية الصحية منها المستشفى السلطاني ومستشفى خولة؛ وذلك لمناقشة التحديات والفرص في تحسين جودة الخدمات وضمان سهولة الوصول للجميع، خاصة الأشخاص ذوي الإعاقة.

الحقوق العمالية

وأفاد الدكتور رئيس اللجنة عن دور اللجنة في متابعة الجهود المبذولة في معالجة قضية المسرحين والباحثين عن العمل بالتنسيق مع صندوق الحماية الاجتماعية، ونفذت اللجنة زيارة ميدانية لمنطقة الدقم الصناعية، واطلعت على الخدمات والرعاية العُمالية المقدَّمة للعاملين في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، والالتزام بمعايير الحماية والبيئة المناسبة للعمل، وتوافق المرافق المستخدمة بشكل عام مع تدابير السلامة والصحة المهنية، والمعايير الدولية الخاصة بالسكنات العُمالية، وأعرب الفريق القائم بالزيارة عن ارتياحه بعد الزيارة للمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، واطلاعه على التجمعات العُمالية، وسكنات العمل في المنطقة، ولقاء العاملين بها، وشملت الزيارات الميدانية التي نفَّذها فريق اللجنة مخيم العمال برأس مركز التابع للشركة العُمانية للصهاريج، ومساكن قرية النهضة العُمالية، ومساكن مخيم شركة كروة للسيارات؛ حيث اطلع الوفد على الخدمات المقدَّمة للعمال، وتابع الأوضاع الصحية والبيئية التي يعملون بها، وتأكد من خدمات الأمن والسلامة ومطابقتها للمعايير الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان. وخلال الزيارة، قابل الوفد العديد من العمال، واستمع إلى وجهات نظرهم، وناقش معهم عددًا من الموضوعات المتعلقة بحقوقهم، وعرَّفهم على عمل اللجنة، وآلية الرصد وتلقي الشكاوى، ووسائل التواصل المتاحة للمواطنين والمقيمين على حدٍ سواء.

كما قامت برصد ودراسة «الإشارات التحذيرية للمكفوفين في الأماكن العامة»، حيث رفعت اللجنة نتائج الدارسة إلى بلدية مسقط، ووزارة الإسكان والتخطيط العمراني، وحصلت على رد من بلدية مسقط بأنه سيتم الأخذ بالدراسة، وتضمينها في المشاريع المستقبلية للبلدية، كما حصلت اللجنة على رد من وزارة الإسكان والتخطيط العمراني بأنه سيتم إدراج معايير خاصة ضمن المعايير الوطنية للتخطيط العمراني الواردة في مخرجات الاستراتيجية الوطنية للتنمية العمرانية، بالإضافة إلى إدراج الدراسة في دليل اشتراطات ومواصفات البناء في سلطنة عُمان.

استراتيجية وطنية

وبين أن مشروع "الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان" ستُدشّن في الـ10 من ديسمبر القادم، وتشمل مختلف الجوانب وتسعى لتعزيز وحماية حقوق الإنسان في سلطنة عُمان، وفق ما يقضي به النظام الأساسي للدولة، والمواثيق والاتفاقيات الدولية التي انضمت سلطنة عُمان إليها والقوانين السارية.

كما تم تشكيل فريق للمشاركة في إعداد الخطة الخمسية الحادية عشرة مع وزارة الاقتصاد والمشاركة في جميع المحاور والأولويات ذات العلاقة بحقوق الإنسان والتي تترابط مع أهداف رؤية عُمان 2040م وذلك لضمان وجود مبادرات ومؤشرات اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان ضمن عناصر جميع الجهات المشاركة ذات علاقة.

وخلال العام الحالي نظمت اللجنة وضمن مشروع الاستراتيجية، حلقات عمل لتحليل الوضع الراهن للاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان في سلطنة عُمان لمدة ثلاثة أسابيع غطت مجموعة من الحقوق الأساسية شملت الحقوق المدنية والسياسية، والحقوق الاقتصادية والاجتماعية، والحقوق البيئية والثقافية، وحرية المشاركة في الحياة العامة، بالإضافة إلى محور خاص بالفئات الأولى بالرعاية، مثل المرأة، والطفل، وكبار السن، والأشخاص ذوي الإعاقة، وقد تم تصميم الحلقات وفق منهجية تُتيح تقييمًا موضوعيًّا للواقع، وتدعم في الوقت ذاته وضع أهداف دقيقة ومحددة وقابلة للقياس، مع ربطها بالمؤشرات النوعية والكمية، وتنسجم هذه الجهود مع التوجهات الوطنية لرؤية عُمان 2040، حيث تم التنسيق المباشر مع وحدة متابعة تنفيذ الرؤية، ووزارة الاقتصاد لضمان مواءمة الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان مع الخطط التنموية الشاملة، كما تم التأكيد على توافق الاستراتيجية مع النظام الأساسي للدولة، والمواثيق الدولية التي انضمت إليها سلطنة عُمان.

التقارير الدولية

قامت اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان بالرد على مجموعة من التقارير الدولية الحكومية وغير الحكومية واستبانات المقررين الخاصّين، وتابعت ما تم نشره عن أوضاع حقوق الإنسان في سلطنة عُمان، ورصدت الملاحظات في مجال حقوق الإنسان وقامت بالتنسيق مع الجهات المعنية للتحقق منها والرد عليها، وقامت اللجنة بإعداد التقرير الموازي المعني باتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة حيث ناقش عدة مواضيع ذات أولوية منها التطورات التشريعية المتعلقة بتنفيذ توصيات لجنة حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، والمساواة وعدم التمييز، وحقوق النساء ذوات الإعاقة، والأطفال ذوي الإعاقة، والتوعية والتثقيف بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، والاعتراف أمام القانون والوصول إلى العدالة، بالإضافة إلى مناقشة التحديات العامة، كما قامت اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان بالرد على المواضيع الواردة في التقرير السنوي لمنظمة العفو الدولية حول أوضاع حقوق الإنسان في سلطنة عُمان لعام (2022/ 2023)، وتطرق التقرير إلى عدة مواضيع منها حرية التعبير، وحرية الدين والمعتقد، وحقوق العمال والمهاجرين، وحقوق المرأة.

وردت اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان وأبدت ملاحظاتها على التقرير الأمريكي السنوي لأوضاع حقوق الإنسان في سلطنة عمان لعام 2023م، حيث تطرق التقرير إلى عدد من القضايا منها ما يخص حقوق بعض الأفراد، واحترام كرامة الإنسان، واحترام الحريات المدنية، وحرية المشاركة في الحياة السياسية، وموقف الحكومة من التحقيقات الدولية وغير الحكومية في الانتهاكات المزعومة لحقوق الإنسان، والتمييز والانتهاكات المجتمعية، وحقوق العمال، وردت اللجنة على مقال صحفي في "BBC Africa Eye" بعنوان: "كيف ساعدت مجموعة واتساب مالاوية في إنقاذ النساء اللاتي تم تهريبهن إلى عُمان"، وقد تضمن التقرير حالات لأكثر من 50 امرأة مالاوية تم تهريبهن إلى سلطنة عُمان للعمل في ظروف أشبه بالعبودية. وقد تحققت اللجنة العمانية من الحالات الواردة بالتنسيق مع الجهات المعنية ومن خلال التواصل مع المنظمة الدولية التي ذكرت في التقرير، تم توضيح الإجراءات التي تم اتخاذها تجاه تلك البلاغات.

وأضاف: رصدت اللجنة التقرير الصادر من وزارة الخارجية الأمريكية حول مكافحة الاتجار بالبشر في سلطنة عُمان لعام 2023م، والذي تطرق إلى حالة مكافحة الاتجار بالبشر لعام 2022م، وقامت بتحليله والتحقق من المعلومات الواردة به من خلال التقصي وجمع البيانات وعقد اللقاءات مع الجهات المعنية، كما تضمن الرد على المعلومات الواردة مع استعراض جهود اللجنة العمانية لحقوق الإنسان والتحديات التي تواجهها والتوصيات المناسبة لتعزيز كل ما من شأنه مكافحة الاتجار بالبشر.

الاستبيانات

وأشار إلى قيام اللجنة بدور فاعل في المساهمة بالعديد من الاستبيانات والتقارير الدولية، وذلك من أجل تعزيز وحماية حقوق الإنسان على الصعيدين الوطني والدولي، منها استبيان دور المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان في النزاعات المسلحة بهدف إعداد دليل عملي للمؤسسات في دول آسيا والمحيط الهادي، وحقوق الإنسان وتغير المناخ لتوضيح آثار تغير المناخ في سلطنة عُمان والإجراءات المتخذة للتصدي لها، كما ساهمت في الاستبيان الوارد من الخبير المستقل المعني بتعزيز نظام ديمقراطي وعادل؛ لمناقشة التحديات والحلول لتعزيز الديمقراطية، وساهمت في التعليق العام بحقوق الأطفال في الوصول إلى العدالة لتقديم توصيات لتحسين وصول الأطفال إلى سبل الانتصاف الفعالة. بالإضافة إلى ذلك، أعدت اللجنة التقرير الموازي للجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان، بالتشاور مع مؤسسات المجتمع المدني ذات العلاقة، مثل جمعية المرأة العمانية، وجمعية الصحفيين، والاتحاد العام لعمال سلطنة عُمان، وغيرها.

الفعاليات والأنشطة

وأضاف الدكتور البلوشي أن اللجنة نظّمت بالتعاون مع اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بدولة قطر، والشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، ومفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، والأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، منتدى إقليميًّا حول دور المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان في التخطيط ومتابعة تنفيذ الرؤى الوطنية في المجالات المتعلقة بحقوق الإنسان، وبمشاركة أكثر من 170 مشاركًا يمثلون أكثر من 50 مؤسسة، من بينها مؤسسات حكومية ومنظمات دولية وإقليمية وممثلو المجتمع المدني، ونظمت اللجنة احتفالًا بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان تحت شعار "ركيزة الوطن: خطوات مستدامة لحماية وتعزيز حقوق كبار السن"؛ حيث ركز الاحتفال على تقدير دور كبار السن وإسهاماتهم في بناء المجتمع، كما نظمت اللجنة سلسلة من المحاضرات والندوات التوعوية استهدفت مختلف الفئات المجتمعية، من طلاب المدارس والجامعات إلى الموظفين في المؤسسات الحكومية والخاصة، والمؤسسات العسكرية والأمنية، وتناولت هذه المحاضرات مواضيع متنوعة مثل حقوق الطفل، وحقوق المرأة، وحقوق العمال، وحرية التعبير، وآليات تقديم الشكاوى، وغيرها من القضايا الحقوقية المهمة؛ وذلك مساهمةً من اللجنة في تعزيز وترسيخ ثقافة احترام الحقوق والواجبات في المجتمع.

مقالات مشابهة

  • محافظ الفيوم يعلّق العمل الميداني لعمال النظافة خلال ذروة الموجة الحارة
  • 1006 موضوعات وبلاغات تلقتها العمانية لحقوق الإنسان خلال العام الماضي
  • شئون القدس: الاحتلال الإسرائيلي يستهدف الصحفيين ويمارس القتل لطمس الرواية الفلسطينية
  • العودة إلى زمن (المصابيح الزرق) لحنّا مينه.. علامة مبكرة من روائع الرواية العربية الحديثة
  • الأمم المتحدة تستعد لتشكيل لجنة حوار سياسي جديدة في ليبيا
  • طلبة «موهبة» يمثلون المملكة في أولمبياد المواصفات الدولي 2025 بكوريا الجنوبية
  • تحذيرات صحية من المشي في الهواء الطلق خلال النهار أثناء الرطوبة العالية.. فيديو
  • أمطار متوسطة على المنطقة الشرقية والمدينة المنورة ومحافظة الجموم
  • ملتقى العمل.. منصة حوار
  • عاجل: أمطار غزيرة وسيول.. "الأرصاد" يحذر من طقس مكة والمدينة