ارتفاع أسعار الدراي فود يدفع القطط الأليفة إلى الشوارع.. من ينقذها؟
تاريخ النشر: 26th, January 2025 GMT
في مشهد بات يتكرر في العديد من الأحياء، أصبحت القطط الأليفة المهجورة تجوب الشوارع بحثًا عن الطعام والمأوى، بعد أن تخلى عنها أصحابها بسبب الارتفاع الكبير في أسعار الطعام الجاف "الدراي فود"، و هذه الظاهرة أثارت جدلًا واسعًا بين محبي الحيوانات، وسط دعوات لإيجاد حلول تحمي هذه الكائنات من مصير التشرد.
ارتفاع الأسعار:
شهدت أسعار الدراي فود قفزات متتالية خلال الأشهر الماضية، مما جعل توفير الطعام للحيوانات الأليفة عبئًا ماليًا على كثير من الأسر، وبحسب بعض أصحاب متاجر الحيوانات، فإن أسعار بعض العلامات التجارية ارتفعت بنسبة تجاوزت 50%، مما دفع البعض إلى البحث عن بدائل أرخص، بينما لجأ آخرون إلى التخلي عن حيواناتهم نهائيًا.
شهادات من أصحاب القطط:
وقالت منى عبد الحميد، إحدى محبي القطط: "كنت أربي قطتين في المنزل وأعتمد على الدراي فود في تغذيتهما، لكن مع الارتفاع الجنوني للأسعار، أصبحت غير قادرة على تحمل التكاليف، واضطررت لإعطائهما لشخص آخر، وهو قرار صعب جدًا بالنسبة لي" .
أما أحمد خالد، أشار إلى أن بعض ملاك القطط لجأوا إلى إطعامها طعامًا منزليًا كبديل، لكنه يؤكد أن "ليست كل القطط تتقبل الطعام المطبوخ، خاصة إذا كانت معتادة على الدراي فود منذ الصغر."
مبادرات إنقاذ ودعوات للحل:
في ظل هذه الأزمة، بدأت بعض الجمعيات المهتمة برعاية الحيوانات في إطلاق مبادرات لإنقاذ القطط المشردة، من خلال توفير مأوى مؤقت أو تقديم الطعام في أماكن مخصصة، و دعت مجموعات حقوق الحيوان إلى توفير بدائل غذائية بأسعار معقولة، وإطلاق حملات توعية حول كيفية رعاية الحيوانات بميزانية محدودة.
الحل ليس في التخلي عنها:
وأكد الخبراء البيطريون أن التخلي عن القطط وإطلاقها في الشارع يعرضها لمخاطر متعددة، مثل الجوع والمرض وحوادث الطرق، ويقترح البعض حلولًا مثل تحضير وجبات منزلية متوازنة تحتوي على البروتين والخضروات، أو شراء الدراي فود بكميات أكبر عند العروض والتخفيضات لتقليل التكاليف.
ظاهرة تحتاج إلى وعي مجتمعي:
تبقى هذه الأزمة انعكاسًا للوضع الاقتصادي العام، لكنها تسلط الضوء أيضًا على أهمية الوعي المجتمعي بمسؤولية تربية الحيوانات الأليفة، فامتلاك حيوان أليف ليس مجرد رفاهية، بل التزام طويل الأمد يتطلب تفكيرًا مسبقًا في القدرة على تحمل تكاليفه، حتى لا ينتهي به المطاف وحيدًا في الشارع، و يبحث عن لقمة العيش في زوايا المدن المزدحمة.
طبيب بيطري يحذر:
في هذا السياق، حذر الأطباء البيطريون من خطورة هذه الظاهرة على صحة القطط وحياة البيئة الحضرية، مشددين على ضرورة البحث عن حلول مستدامة لإنقاذ هذه الحيوانات من التشرد والجوع.
التخلي عن القطط ليس الحل:
ومن جانبه، قال الدكتور محمود عادل، طبيب بيطري مختص في رعاية الحيوانات الأليفة، إن العيادات البيطرية باتت تستقبل يوميًا استفسارات من أصحاب القطط حول إمكانية التخلي عنها أو إيجاد بدائل غذائية بسبب ارتفاع الأسعار، ويقول:"لاحظنا في الفترة الأخيرة زيادة كبيرة في أعداد القطط التي يتم تركها في الشوارع، وهذا مؤشر خطير يعكس مدى تأثر تربية الحيوانات الأليفة بالأوضاع الاقتصادية."
كيف يؤثر التخلي عن القطط على البيئة؟
وأشار الدكتور محمود إلى أن القطط المنزلية التي تُترك في الشارع تواجه صعوبات كبيرة في التأقلم، نظرًا لاعتمادها السابق على أصحابها في الحصول على الطعام والرعاية الصحية. ويضيف: "القطط التي لم تعتد على الحياة في الشارع قد تعاني من سوء التغذية، أو تصبح عرضة للأمراض والحوادث، كما أن زيادة عدد القطط في المناطق السكنية يمكن أن يؤدي إلى مشكلات بيئية مثل انتشار الحشرات والأمراض."
هل توجد بدائل غذائية أقل تكلفة؟
يؤكد الدكتور محمود أن هناك حلولًا يمكن أن تساعد مربي القطط على التكيف مع ارتفاع الأسعار دون اللجوء إلى التخلي عن حيواناتهم، و"يمكن تقديم الطعام المنزلي الصحي مثل الدجاج المسلوق مع الأرز أو الخضروات، مع تجنب الأطعمة الضارة مثل البصل والثوم، و يمكن البحث عن بدائل للدراي فود بأسعار معقولة أو استغلال العروض والتخفيضات."
دعوات لتدخل جمعيات الرفق بالحيوان:
مع تزايد الظاهرة، يدعو الطبيب البيطري الجمعيات المهتمة بحقوق الحيوانات إلى تعزيز حملات التوعية، وتقديم الدعم للأسر التي تواجه صعوبة في رعاية حيواناتها، ويقترح إنشاء مراكز إيواء مؤقتة للقطط المهجورة، وتفعيل برامج تبنٍّ لتوفير منازل جديدة لها.
وعي مجتمعي لحماية الحيوانات:
يختتم الدكتور محمود حديثه بالتأكيد على أهمية الوعي المجتمعي في التعامل مع هذه الأزمة: "امتلاك حيوان أليف مسؤولية يجب أخذها بجدية، و إذا واجه الشخص صعوبة في توفير الطعام، يمكنه البحث عن بدائل أو التواصل مع الجمعيات قبل اتخاذ قرار التخلي عن القطط، وهذه الكائنات تعتمد علينا، وعلينا أن نكون مسؤولين تجاهها."
تبقى قضية انتشار القطط الأليفة في الشوارع انعكاسًا للأوضاع الاقتصادية، لكنها أيضًا دعوة لإيجاد حلول رحيمة ومستدامة تحمي هذه الحيوانات من مصير التشرد، وتساعد في خلق بيئة أكثر توازنًا وإنسانية للجميع.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الدجاج المسلوق القطط طبيب بيطري القطط الأليفة الدکتور محمود فی الشارع البحث عن
إقرأ أيضاً:
ارتفاع أسعار النفط مع احتمالية تمديد تعليق الرسوم الجمركية وتوترات أوبك+
صراحة نيوز- ارتفعت أسعار النفط يوم الاثنين، عقب توصل الولايات المتحدة إلى اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي، وسط تقارير عن احتمال تمديد تعليق الرسوم الجمركية مع الصين، مما ساهم في تهدئة المخاوف من تأثير الرسوم المرتفعة على النشاط الاقتصادي والطلب على الوقود.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 22 سنتًا، أو ما يعادل 0.32%، لتصل إلى 68.66 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 00:35 بتوقيت غرينتش. كما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنفس الزيادة، بنسبة 0.34%، مسجلًا 65.38 دولارًا للبرميل.
وأوضح توني سيكامور، المحلل لدى “آي جي ماركتس”، أن الاتفاق التجاري المبدئي بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إلى جانب احتمال تمديد فترة تعليق الرسوم الجمركية بين واشنطن وبكين، يدعم الأسواق المالية وأسعار النفط.
يذكر أن الاتفاق التجاري الإطاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، الذي تم الأحد، ينص على فرض رسوم جمركية بنسبة 15% على معظم سلع الاتحاد الأوروبي، وهو نصف النسبة التي كانت واشنطن هددت بفرضها. وأسهم هذا الاتفاق في تفادي حرب تجارية أوسع بين حليفين يمثلان نحو ثلث التجارة العالمية، وهو ما كان سيؤثر سلبًا على الطلب على الوقود.
في سياق متصل، من المقرر أن يلتقي كبار المفاوضين من الولايات المتحدة والصين في ستوكهولم يوم الاثنين، بهدف تمديد الهدنة التي حالت دون فرض رسوم جمركية مرتفعة، وذلك قبيل الموعد النهائي المحدد في 12 أغسطس.
وكانت أسعار النفط قد استقرت يوم الجمعة الماضي عند أدنى مستوياتها خلال ثلاثة أسابيع، وسط تصاعد المخاوف بشأن التجارة العالمية وتوقعات بزيادة الإمدادات من فنزويلا.
وكشفت مصادر في شركة النفط الوطنية الفنزويلية عن استعداد الشركة لاستئناف عملياتها في مشاريعها المشتركة بشروط مشابهة للتراخيص التي صدرت خلال عهد الرئيس بايدن، بمجرد إعادة تفعيل التصاريح التي تسمح لشركائها بالعمل وتصدير النفط في إطار اتفاقات مبادلة.
رغم الارتفاع الطفيف في الأسعار، بقي احتمال تخفيف قيود الإنتاج من قبل تحالف أوبك+ عاملًا يحد من المكاسب. ومن المقرر أن تعقد لجنة المراقبة التابعة لتحالف أوبك+ اجتماعها يوم الاثنين الساعة 12:00 بتوقيت غرينتش.
وأفاد أربعة من مندوبين التحالف الأسبوع الماضي بأنه من غير المرجح أن توصي اللجنة بإجراء تغييرات على الخطط الحالية التي تقضي بزيادة الإنتاج بمقدار 548 ألف برميل يوميًا خلال أغسطس، بينما أشار مصدر آخر إلى أن القرار النهائي لم يُحسم بعد.
ويحرص تحالف أوبك+ على استعادة حصته في السوق، في ظل ارتفاع الطلب الموسمي خلال الصيف الذي يسهم في استيعاب الكميات الإضافية من الخام.
وأشار محللو “جي بي مورجان” إلى أن الطلب العالمي على النفط ارتفع بمقدار 600 ألف برميل يوميًا في يوليو مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، في حين زادت مخزونات النفط العالمية بمعدل 1.6 مليون برميل يوميًا.