صديق لعدوين.. نفط وذهب وأموال الروس تتدفق على الإمارات
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
فتحت الإمارات ذراعيها لكل ما هو روسي منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير/ شباط 2022، ما سمح بتدفق نفط وذهب وأموال الروس إلى الدولة الخليجية، على الرغم من الغربية على موسكو، بحسب بينوا فوكون وروري جونز في تقرير بصحيفة "ذا وول ستريت جورنال" الأمريكية (The Wall Street Journal).
وتبرر روسيا حربها في جارتها أوكرانيا بأن خطط الأخيرة للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بقيادة الولايات المتحدة، تهدد الأمن القومي الروسي، ورد الغرب بفرض عقوبات على موسكو، لاسيما على صادرات النفط والغاز الحيوية.
وأردف فوكون وجونز، في التقرير الذي ترجمه "الخليج الجديد"، أنه بعد عام ونصف من الصراع في أوكرانيا، تعد الإمارات واحدة من دول قليلة استفادت من الفرص الاقتصادية مع روسيا.
وأضافا أن "لدفء العلاقات بين أبوظبي وموسكو أزعج الشريك الأمني الأقرب للإمارات، وهو الولايات المتحدة، لكن الأموال الروسية أصبحت مهمة للغاية للاقتصاد الإماراتي بحيث يتعذر رفضها".
و"البنوك هنا (الإمارات) تصطاد المواهب من موسكو لإدارة تدفق الأموال الروسية، وينقل تجار دبي النفط والذهب الروسي أكثر من أي وقت مضى، فيما يغذي المشترون الروس طفرة العقارات في المدينة، ويتعاملون غالبا نقدا (بعيدا عن البنوك)"، بحسب فوكون وجونز.
وأفادا بأن "عشرات الآلاف من الروس انتقلوا إلى الإمارات في العام الماضي، مما جعل المجتمع الناطق بالروسية واحدا من أكثر المجتمعات وضوحا في بلد يبلغ عدد سكانه حوالي تسعة ملايين نسمة".
اقرأ أيضاً
الشراكة الأمريكية على المحك.. لماذا توطد الإمارات علاقاتها مع روسيا والصين؟
مكاسب إماراتية
و"أدى الحظر الغربي على النفط الروسي إلى إعادة توجيه أكبر لصادرات موسكو إلى الإمارات، التي تشتريها بأسعار مخفضة وتقوم إما بإعادة بيعها أو تكريرها في منتجات تُباع بأسعار السوق، وهي تجارة لا تتعارض بشكل عام مع العقوبات الغربية"، كما تابع فوكون وجونز.
وأردفا أن "ذلك أدى إلى تحويل مركز ثقل صناعة تجارة النفط إلى دبي من موطنها السابق في جنيف"، وقد ضاعفت الإمارات واردات النفط الخام الروسي ثلاث مرات في 2022 إلى مستوى قياسي بلغ 60 مليون برميل".
كما تتدفق العملات الأجنبية إلى الإمارات، وبعد الغزو الروسي، زادت بنسبة 20٪ شهريا منذ مايو/ أيار 2022 مقارنة بالعام السابق، وفقا لشركة "كالبيتال إيكونوميكس" (Capital Economics) ومقرها لندن.
و"الآن، تندمج الثروة الروسية في الإمارات، وأصبحت أكثر ديمومة مما كانت عليه في الأشهر الأولى بعد بدء الحرب، عندما ظهرت اليخوت والطائرات الخاصة بمواطنين روس في الدولة الخليجية بحثا عن ملجأ من العقوبات"، بحسب فوكون وجونز.
وزادا بأنه "لطالما كانت دبي مركزا للذهب، وهي تتداول الآن في الذهب الروسي بكميات أكبر، إذ استوردت الإمارات ما قيمته 4 مليارات دولار من الذهب الروسي بين 24 فبراير/ شباط 2022 و3 مارس/ آذار الماضي، ارتفاعا من 61 مليون دولار خلال 2021 ، وفقا لبيانات جمارك جمعتها الولايات المتحدة، وكانت شركة طيران الإمارات المملوكة لحكومة دبي، أحد الشاحنين المنتظمين للذهب من روسيا العام الماضي".
اقرأ أيضاً
لماذا دعمت روسيا الإمارات في مسألة الجزر الثلاث وأغضبت إيران.. 3 أسباب
صديق لعدوين
فوكون وجونز قالا إن "رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان يحاول أن يظل صديقا لكل من أوكرانيا وروسيا منذ غزو موسكو، وقد حذرت واشنطن الإماراتيين من مساعدة موسكو في التهرب من العقوبات، لكنها ترى أيضا فائدة في وجود حليف له رؤية واضحة في التعاملات الروسية".
وتابعا: "قال مسؤولون ومستشارون (أمريكيون) سرا إنهم لن يمنعوا تجارة النفط الروسية التي تمر عبر الإمارات، طالما أن الإماراتيين يحترمون سقف السعر الذي فرضته مجموعة الدول السبع الغنية والذي يحد من الإيرادات التي يتلقاها الكرملين، وقد حظرت أوروبا واردات الذهب الروسي، لكنها لا تنطبق على الإمارات طالما أنها لا تبيع إلى دول تخضع لعقوبات".
"لكن الولايات المتحدة حذرت الإمارات، بحسب مسؤولين ومستشارين أمريكيين، من أي تسهيلات لتسليح روسيا أو أي خرق صريح لبرنامج العقوبات، وفي يونيو/ حزيران الماضي، فرضت عقوبات على مؤسسة تجارية إماراتية صغيرة كانت تشتري المعادن من جماعة المرتزقة الروسية فاجنر في جمهورية إفريقيا الوسطى، بالإضافة إلى شركة طيران روسية، مقرها إمارة الشارقة، كانت تنقل مرتزقة فاجنر ومعداتها في أفريقيا".
وقال مسؤول إماراتي للصحيفة إن بلاده "لديها عملية قوية للتعامل مع الأشخاص والشركات الخاضعة للعقوبات، وهي على اتصال وثيق مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حول تداعيات الصراع في أوكرانيا على الاقتصاد العالمي"، مشددا على أن "البنوك تراقب الامتثال للعقوبات المفروضة على روسيا لمنع انتهاكات القانون الدولي".
اقرأ أيضاً
كارنيجي: العلاقات المزدهرة بين الإمارات وروسيا بدأت تترنح بسبب العقوبات الغربية
المصدر | بينوا فوكون وروري جونز/ ذا وول ستريت جورنال- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الإمارات روسيا أوكرانيا نفط ذهب أموال عقوبات الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الأوروبي يستبق جلسات إسطنبول بعقوبات على روسيا
استبق الاتحاد الأوروبي، اليوم الأربعاء، الجلسات المقررة في مدينة إسطنبول التركية، بشأن محادثات السلام الروسية الأوكرانية، ووافق على حزمة عقوبات جديدة ضد روسيا.
ووافق سفراء الدول الأعضاء السبعة والعشرون في الاتحاد الأوروبي، على حزمة العقوبات السابعة عشرة على روسيا، والتي تستهدف أسطول "الشبح" الذي تستخدمه موسكو للالتفاف على العقوبات القائمة، والتي تهدف إلى الحد من صادرات النفط الروسية.
وبحسب ما نقلته "رويترز" عن مصادر دبلوماسية، فإن هذه العقوبات الجديدة مختلفة عن العقوبات "الضخمة" المقرر فرضها بحال رفض موسكو التفاوض، وقبول وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما وافقت عليه أوكرانيا.
وتستعد مدينة إسطنبول لاستضافة محادثات السلام الروسية الأوكرانية مجددا يوم الخميس المقبل، وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: "ننتظر وقفًا شاملًا ودائمًا لإطلاق النار، لتوفير الأساس اللازم للدبلوماسية. لا جدوى من إطالة أمد المجازر".
وتابع زيلينسكي: "سأنتظر بوتين في تركيا يوم الخميس. شخصيًا، آمل ألا يبحث الروس هذه المرة عن أعذار".
من جانبه، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه سيكون في منطقة الشرق الأوسط حين انعقاد المحادثات بين موسكو وكييف في إسطنبول، قائلا: "لا تستهينوا بالاجتماع الذي سيُعقد الخميس في تركيا، فالرئيس أردوغان سيكون مضيفاً رائعاً".
وكشف ترامب في تصريحات صحفية، أنه كان قد فكّر سابقا في حضور الاجتماع المرتقب بين موسكو وكييف، إلا أن جدول أعماله "مزدحم"، وإنه قد يتوجه إلى مدينة إسطنبول التركية، حال اعتقد بأن حضوره سيكون مفيدا بالنسبة للمحادثات المرتقبة.
وأشار إلى أهمية الاجتماع المرتقب في إسطنبول بين موسكو وكييف، قائلا: "لا تستهينوا بالاجتماع الذي سيُعقد، فهو مهم جدا ومن الممكن صدور مخرجات جيدة منه".
وذكّر الرئيس الأمريكي أن روسيا وأوكرانيا لم تتمكنا من إجراء محادثات "لأن أحدهما أيد وقف إطلاق النار والآخر رفض"، مضيفا: "علينا أن نوقف هذا الوضع الآن. فقط اذهبوا إلى الاجتماع. الآن تم تحديد موعد الاجتماع، اذهبوا إليه".
وردا على سؤال حول ما إذا كانت روسيا ستتعرض لعقوبات في حال عدم مشاركة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الاجتماع، أجاب ترامب: "لدي شعور بأنهم سيتوصلون إلى اتفاق".