كشفت شبكة سي إن إن الإخبارية الأمريكية، عن نقطة التحول التي دعت الرئيس دونالد ترامب، لإعلان نيته بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، متذرعا بكم الدمار والهدم الموجود في القطاع الذي تعرض لعدوان إسرائيلي غاشم على مدار أكثر من 15 شهرا.

وأوضحت شبكة "سي إن إن"، في تقرير لها نشرته يوم الأربعاء أن زيارة المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، إلى قطاع غزة وتعليقاته على الزيارة كانت بمثابة نقطة تحول في نظرة ترامب إلى مستقبل القطاع.

وقالت الشبكة الإخبارية إن رؤية ترامب، حيال غزة نوقشت بعد زيارة ويتكوف الذي أطلع الرئيس الأمريكي على الحالة المأساوية للقطاع، وحذر من أن المنطقة أصبحت غير صالحة للسكن بسبب الدمار الهائل، ما أثار اهتمام ترامب بقوة.

وأشارت إلى أن أوصاف ويتكوف كان لها بالغ الأثر على الرئيس ترامب، الذي أصبح منشغلا بالمسألة وخلال محادثات مع مساعدين، انتقد ما وصفه بفراغ الخطط البديلة المقدمة.

وقال مسؤول في البيت الأبيض لـ"سي إن إن" إن أوصاف ويتكوف لرحلته كانت "نقطة تحول" للرئيس.

ونقلت "سي إن إن" عن مصادرها أن خطة ترامب لا تقتصر فقط على السيطرة على غزة بل تشمل أيضا ضمان استمرار اتفاقات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، مع التركيز على إيجاد حلول دائمة على المدى الطويل، وذلك بينما يبدي ترامب تفاؤلا بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق مع الأردن ومصر لاستقبال اللاجئين الفلسطينيين، رغم أن هذه الدول قد عبرت سابقًا عن رفضها لاستقبال لاجئين جدد.

ولا يعد اهتمام ترامب بالموقع الاستراتيجي لقطاع غزة مفاجئا فقد أشار الرئيس مرارا إلى القيمة الاقتصادية للمنطقة باعتبارها ساحلا ذا إمكانيات تطوير كبيرة. 

وكان صهره جاريد كوشنر قد أشار إلى ذات النقطة في وقت سابق، واصفا شاطئ غزة بأنه "موقع ذو قيمة كبيرة".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ترامب عدوان إسرائيلي تهجير الفلسطينيين تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة ستيف ويتكوف خطة اليوم التالي الاستيلاء على غزة المزيد سی إن إن

إقرأ أيضاً:

ترامب ونتنياهو شريكان في حرب الإبادة.. نقطة وارجع إلى السطر

استعملت الإدارة الأمريكية الفيتو ضد مشروع قرار كان سيصدر عن مجلس الأمن، يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة، ويدعو إسرائيل إلى السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى المهددين بالموت جوعا وعطشا. لقد وافق الجميع على نص المشروع بما في ذلك بريطانيا، بحكم الوضع المأساوي القائم في غزة المحاصرة، ومع ذلك اعتبرت هذه الإدارة أن البيان منحاز بحجة أنه لم يحمّل مسؤولية الحرب إلى حركة حماس، ولم يطالبها بالاستسلام والتخلي عن سلاحها، ومغادرة غزة.. إنه العمى بعينه.

فعلت إدارة ترامب بذلك بوعي وإصرار، غير عابئة بالعالم الغربي الذي تقوده بلاده، والذي بدأ يعدل نظرته لما يجري في غزة والقدس والضفة، بعدما أوغلت حكومة أقصى اليمين الإسرائيلية في دماء الأطفال والنساء والشيوخ والأطباء والصحافيين وكل من هب ودب. لم يهتم ترامب بالظروف المحرجة التي يمر بها زملاؤه من الزعماء الغربيين الذين لم يعد معظمهم بإمكانهم تجاهل أصوات الملايين من ناخبيهم المطالبين بإنهاء هذه المجزرة، بعد أن أصبحت فلسطين الخبر الأول في العالم، وهو ما جعل معظم وسائل الإعلام الغربية تتحرر نسبيا من بعض الضغوط، وبذلك انطلقت الألسن لتنقل فظاعة ما يحصل من تصفيات ودمار.

ولم يتم الاكتفاء بالتأكيد على الأبعاد الإنسانية للمشهد، وإنما تصاعد الهجوم على الحكومة الإسرائيلية حتى اتهمها البعض بكونها تتبع خطوات أدولف هتلر في خطة القضاء على اليهود، حيث بدأ بالاستحواذ على ممتلكاتهم لدفعهم نحو الهجرة من ألمانيا، ثم تبلورت خطة تهجيرهم نحو مدغشقر، قبل أن ينقض عليهم ويخضعهم للمحرقة الشهيرة. هذا الكلام قيل في وسائل إعلام فرنسية، بل إن مجموعات من اليهود من مختلف الجنسيات نظموا صفوفهم، وألف مثقفوهم كتبا جريئة، وشاركوا في مظاهرات احتجاجية ضخمة من أجل التنديد بحرب الإبادة الجارية. ومنهم من شكك في السردية التي قامت عليها الدولة الإسرائيلية، ونسفوا الادعاءات الصهيونية.

لم يهتم الرئيس الأمريكي بكل ذلك، معتبرا الأولوية بالنسبة إليه هي عدم إزعاج نتنياهو وحلفائه، وعدم المساس بإسرائيل وسياساتها التوسعية. ليس هذا اتهاما مجانيا، لأن ترامب لم يكتف بدور المساند، بل أصبح شريكا في الإبادة الجماعية ومحرضا عليها. فهو الذي أعطى السياسة التوسعية للحكومة الإسرائيلية نفسا جديد عندما خرج بفكرة القضاء على الشعب الفلسطيني من خلال تزوير التاريخ وتهجير سكان غزة، واعتبار القدس صهيونية، وتسليم الضفة إلى اليهود حيث أطلق عليها الكونغرس الأمريكي التسمية العبرية "يهودا والسامرة"، وهو ما التزم به المسؤولون الصهاينة وأصبحوا يرددونه في لقاءاتهم الرسمية، مثلما فعل مؤخرا مستشار ترامب لشؤون الشرق الأوسط بولس مسعد.

بناء عليه، يعتبر ترامب ليس محايدا سياسيا وعسكريا ودينيا، ولا يمكن الوثوق في أن يكون وسيطا نزيها، فهو يلتقي مع يهود إسرائيل الأكثر تطرفا حول خطة ابتلاع فلسطين وتهويدها بالكامل. لهذا السبب لم يراع مشاعر حكام دول الخليج التي زارها مؤخرا، وأغدقت عليه المليارات، وأحسنت وفادته بكرم نادر، وطلبت منه أن يكون عادلا، وأن يتخلى عن فكرة تحويل غزة إلى مشروع سياحي، وأن يقنع حليفه نتنياهو بضرورة وقف الحرب. وبدل أن يفعل ذلك أو جزءا منه، صرح وزير خارجيته ماركو روبيو بما يدل على أن الإدارة الأمريكية لا ترى ولا تسمع، إذ قام بتمجيد إسرائيل، واعتبارها أشبه بالحمل الوديع المجروح، وطالب الدول المحيطة بهذا الكيان بالتخلي عن الكراهية وتجنب الاعتداء على هذا "الشعب اليهودي المسالم"! بمعنى آخر، جعل الظالم مظلوما، وحوّل الضحية إلى وحش كاسر، في حين كان بإمكان البيت الأبيض الاستماع إلى ما قاله رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق إيهود أولمرت؛ حول السياسة العبثية والشريرة التي تعتمدها حكومة تل أبيب في إدارة حرب الإبادة.

وحتى نصل إلى أعلى درجات استحمار الآخرين، طالبت ممثلة أمريكا داخل مجلس الأمن بدعم ما سمي بـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، هذه الشركة الأمريكية التي استولت على المليارات، وطوعها الجيش الإسرائيلي لتحقيق أهدافه الإجرامية، والتي نصبت فخا رهيبا لإذلال الغزاويين وقتل العشرات منهم، وهي الشركة التي رفضت الأمم المتحدة الاعتراف بها والتعامل معها. فالسيدة السفيرة قالتها بوضوح "لن ندعم أي إجراء لا يدين حماس ولا يدعوها إلى نزع سلاحها ومغادرة غزة"!! غرور ما بعده غرور.. هذا يعني أنه حتى لو استجابت المقاومة لكل الشروط التعجيزية التي وضعها ويتكوف سابقا وحاليا لن يترتب عنها تغيير في الموقف الأمريكي؛ ليس فقط تجاه حماس بل تجاه مستقبل فلسطين والفلسطينيين. الخدعة مفضوحة والخطة واضحة، لقد صدق الشهيد أبو إياد حين قال: "مين الحمار اللي بوقف الانتفاضة ويرمى سلاحه من يده وبروح يفاوض إلا اللي بدو يخدم أعداءه؟". فالتاريخ يؤكد ذلك، والأيام القادمة لا تزال حبلى بالمفاجئات.

مقالات مشابهة

  • كيف علّق الأفارقة على قرار حظر السفر الذي فرضه الرئيس ترامب؟
  • محبوبة شبكة: توجيهات الرئيس السيسي بشأن الإيجار القديم تحقق العدالة الاجتماعية
  • ترامب ونتنياهو شريكان في حرب الإبادة.. نقطة وارجع إلى السطر
  • نيويورك تايمز: لماذا أدرج ترامب 7 دول أفريقية في قائمة حظر السفر؟
  • بالفيديو .. من الشخص الذي أشعل فتيل الخلاف بين ترامب وماسك؟
  • الرئيس عون في عيد قوى الأمن: صمام الأمان الذي يحفظ للبنان استقراره
  • غارديان: إنه مثل البلدوغ.. من الرجل الذي وقف وراء شبكة العنكبوت الأوكرانية؟
  • مدرب مارسيليا يرغب في الاحتفاظ ببن ناصر
  • اليوم الحادي عشر من ذي الحجة.. لماذا نهى الرسول عن صيام يوم القر؟
  • ترامب: على الفدرالي خفض أسعار الفائدة نقطة مئوية