البوابة نيوز:
2025-08-02@20:56:31 GMT

عبقرية أعظم إنسان فى التاريخ...!"1"

تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

عندما أجريت حوارًا، منذ عِدَّةِ أعوام،  مع أهم رمز من رموز الثقافة العربية،وهو الأستاذ رجاء النقاش، حدثني عن ذكرى هامة لا ينساها أبدا،  حيث ذهب مع الاستاذ" سعد الدين وهبه"   لزياره المفكر الكبير  "عباس محمود العقاد" بمنزله، ثم كتب بعد هذه  الزيارة  مقالًا بعنوان "نصف ساعه في بيت العقاد" ذكر فيها انطباعاته بإِبْهَار شديد .

...

وقال لى فى هذا الحوار انه من المفيد أن أقول لك أن الأستاذ "العقاد" جامعة وإنه  أكثر من استفاد  من كتبه وفكره...وأضاف أن كتب الأستاذ" العقاد" جامعة كاملة لكل  من يريد أن يقرأ فهو للحق كاتب عظيم ملم بثقافات العالم وبكل الاتجاهات المختلفة  ومن ناحية أخرى لديه قدرة فائقة على الهضم والاستنتاج والعرض...

وقال لو قرأ اي انسان ما كتبه  الاستاذ "العقاد" لحصل على ثقافة  عالية جدًا...لأن علمه غزير وثقافته واسعة...

بعد هذا الحوار كان على ان أَعُود مُجَدَّدًا لقراءة الكثير من مؤلفات المفكر الكبير عباس محمود العقاد وخاصة ما كتبه عن العبقريات الإسلامية...

وأحب أن  أبدا معك فى إلقاء الضوء على كتابه الرائع والهام وهو "عبقرية محمد"  وفيه تجلى بابداع  فى اظهار عظمة سيد الخلق أجمعين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وقد كتب فى مسـتـهـلّه عن اليوم الذي سمع فيه أول اقتراح له بتأليفه:

 

قال:‫ كنت أقيم  في ضاحية العباسية البحرية على مقربة من الساحة التي كانت معدة للاحتفال بالمولد النبوي في كل عام...

‫ ولنا مجموعة من الأصدقاء المشتغلين بالأدب يشتركون في قراءة كتبه العربية والافرنجية...

‫ وفي يوم من أيام المولد   كان الكاتب الانجليزي العظيم "توماس كارليل" هو محور الحديث كله، لأنه كما يعلم الكثيرون بين قراء العربية صاحب كتاب" الأبطال" الذي عقد فيه فصلا عن النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وجعله نموذج البطولة النبوية بين أبطال العالم الذين اختارهم للوصف والتدليل... وإنا لنتذاكر آراءه ومواضع ثنائه على النبي، اذ بدرت من أحد الحاضرين الغرباء عن المجموعة كلمة نابية غضبنا لها واستنكرناها لما فيها من سوء الأدب وسوء الذوق وسوء الطوية وكان الفتى الذي بدرت منه الكلمة متحذلقا يتظاهر بالمعرفة ويحسب أن التطاول على الأنبياء من لوازم الاطلاع على الفلسفة والعلوم الحديثة.. فكان مما قاله شيء عن النبي والزواج، وشيء عن البطولة، فحواه: أن بطولة محمد أنما بطولة سيف ودماء...! 

‫ قلت: «ويحك!.. ما سوغ أحد السيف كما سوغته أنت بهذه القولة النابية!».

‫ وقال صديقنا  المازني

(أى يقصد  "إبراهيم عبد القادر المازني الكاتب والشاعر والناقد ) «بل السيف أكرم من هذا، وانما سوغ صاحبنا شيئا آخر يستحقه.. وأشار إلى قدمه!».

 

‫ وارتفعت لهجة النقاش هنيهة، ثم هدأت بخروج الفتی صاحب الكلمة، واعتذاره قبل خروجه بتفسير كلامه على معنی مقبول، أو خيل اليه أنه مقبول...

‫ وتساءلنا: ما بالنا نقنع بتمجيد "كارليل" للنبي، وهو كاتب غربي لا يفهمه كما نفهمه، ولا يعرف الاسلام كما نعرفه. ثم سألني بعض الاخوان:

 «ما بالك أنت يا فلان لا تضع لقراء العربية كتابا عن محمد على النمط الحديث؟».

 

‫ قلت: «أفعل.. وأرجو أن يتم ذلك في وقت قريب»...

 

‫ ولكنه لم يتم في وقت قريب...بل تم بعد ثلاثين سنة! وشاءت المصادفة العجيبة أن تتم فصوله في مثل الأيام التي سمعت فيها الاقتراح لأول مرة...

 

فكتبت السطر الأخير فيه يوم مولد النبي على حسب الشهور الهجرية، واتفقت هذه المصادفة على غير تدبير مني ولا من أحد، لأني لم أدبر لنفسي أوقات الفراغ التي هيأت لي أتمام فصوله وتقسيم العمل فيه يوما بعد يوم...

 

وأكد المفكر العملاق عباس محمود العقاد  أن «عبقرية محمد» عنوان يؤدي معناه في حدوده المقصودة ولا يتعداها، فليس الكتاب سيرة نبوية جديدة تضاف إلى السير العربية والافرنجية التي حفلت بها «المكتبة المحمدية» حتى الآن... وليس الكتاب شرحًا للاسلام أو لبعض أحكامه أو دفاعًا  عنه أو مجادلة لخصومه... فهذه أغراض مستوفاة في مواطن شتى يكتب فيها من هم ذووها ولهم دراية بها وقدرة عليها...‫ أنما الكتاب تقدير «لعبقرية محمد» بالمقدار الذي يدين به كل انسان ولا يدين به المسلم وکفی، وبالحق الذي يبث له الحب في قلب كل انسان، وليس في قلب كل مسلم وکفی...

 

‫ فمحمد هنا عظیم.. لأنه قدوة المقتدين في المناقب التي يتمناها المخلصون لجميع الناس... عظيم لأنه على خلق عظيم...

 

كما انه أشار الى سبب كتابة مؤلفه بقوله:

 

‫ وحسبنا من «عبقرية محمد» أن نقيم البرهان على أن محمدًا  عظيم في كل ميزان: عظيم في ميزان الدين، وعظيم في ميزان العلم، وعظيم في ميزان الشعور، وعظيم عند من يختلفون في العقائد ولا يسعهم أن يختلفوا في الطبائع الآدمية

لقد  كتب إشادة بحق فى مقدمة كتابه لسيد الخلق أجمعين بقوله:

 

‫ إن عمل محمد لكاف جد الكفاية لتخويله المكان الأسنى من التعظيم والاعجاب والثناء..

 

‫ انه نقل قومه من الايمان بالأصنام إلى الايمان بالله، ولم تكن أصناما كأصنام يونان يحسب للمعجب بها ذوق الجمال أن فاته أن يحسب له هدي الضمير، ولكنها أصنام شائهات كتعاويذ السحر التي تفسد الأذواق وتفسد العقول، فنقلهم محمد من عبادة هذه الدمامة إلى عبادة الحق الأعلى...

 

 عبادة خالق الكون الذي لا خالق سواه، ونقل العالم كله من ركود إلى حركة ومن فوضى إلى نظام، ومن مهانة حيوانية إلى كرامة انسانية، ولم ينقله هذه

 النقلة قبله ولا بعده أحد من أصحاب الدعوات.

 

‫ إن عمله هذا لكاف لتخويله المكان الأسنی بين صفوة الأخيار الخالدين، فما من أحد يضن على صاحب هذا العمل بالتوقير ثم يجود بالتوقير على اسم انسان...

 

‫الأسبوع القادم بإذن الله نسعد بقراءة كتاب "عبقرية محمد "للمفكر العملاق عباس محمود العقاد 

 

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: عباس العقاد رجاء النقاش عباس محمود العقاد عبقریة محمد عظیم فی

إقرأ أيضاً:

الإيجابية السامة وفن التخلي

في عالمٍ يُلح علينا بشعارات التحفيز، والابتسامات المصطنعة، والعبارات اللامعة مثل “كن إيجابيًا مهما حدث”، “تخلى عما يؤذيك” ننسى أن الإيجابية الحقيقية لا تعني إنكار المشاعر الإنسانية، بل الاعتراف بها والمرور عبرها بصدق.

ولكن! ماهي الإيجابية؟

الإيجابية، ببساطة، هي الميل لرؤية الجانب المُضيء من الأشياء، والسعي للسلام النفسي، والنظر للأزمات من زاوية النمو والتعلم. وهي بلا شك سلوك ناضج ومفيد في الحياة.

ولكن… متى تنقلب هذه الإيجابية ضد الإنسان بدلًا من أن تكون لصالحه؟

ومتى تصبح الإيجابية “سامة”؟

تُصبح الإيجابية سامة حين تتحوّل إلى قناع يُخفي الألم الحقيقي، ووسيلة للهروب من المشاعر الصعبة، أو عندما تُستخدم لإسكات الآخرين وتقزيم معاناتهم.

حين يُقال لشخص يتألم: “تجاوز الأمر، على الأقل أنت أفضل من غيرك”، حين يُقال لمن فقد عزيزًا: “كل شيء يحدث لسبب” حين يُقال للمقهور: “كن ممتنًا، فهناك من هو أسوأ حالًا منك”

هنا لا تُمارَس الإيجابية كتعاطف، بل كأداة للإنكار، والتقليل، والعزل.

فالإيجابية السامة تُفقد الإنسان جزءًا من إنسانيته.

وتجعلنا نرفض الاستماع الحقيقي، ونبتعد عن الأحزان، ونخشى أن نتلامس مع الألم.

وبإسمها تحوّلنا إلى كائنات أنانية، تهتم فقط بالمُتعة اللحظية، وترفض العلاقات العميقة، وتُقصي من يعاني، وتضع مُلصق “السلبي” على كل متألم.

وراء كثير من الدعاوى لقطع العلاقات، والانعزال عن “الطاقة السلبية”، تجد أشخاصًا جُرحوا بعمق، ولم يجدوا من يحتويهم، فقرروا ألا يعودوا بشرًا يشعرون، بل “مدربي طاقة”، أو “مرشدي سعادة”، أو “ناجين روحيًا”، يوزعون نصائح مُفرغة من الرحمة.

لكن الحقيقة هي: كل من يطلق وصف “سلبي” على المتألمين، فقط لأنهم يعبرون عن مشاعرهم، هو إنسان فقد شيئًا من إنسانيته، ويريد أن ينتقم من الضعف الذي كان فيه يومًا، بدل أن يضمده.

وفي هذا السياق، نستحضر قول لوري ديشين: “لست مضطرًا لأن تكون إيجابيًا طوال الوقت، فلا بأس تمامًا بأن تشعر بأنك حزين، أو غاضب، أو مُنزعج، أو مُحبط، أو خائف أو قلق، إمتلاكك للمشاعر لا يجعلك “شخص سلبي”، بل يجعلك إنسانًا”

همسة
دعونا نُعيد تعريف القوة.

فالقوة ليست في دفن الألم تحت قناع “كل شيء على ما يرام”، بل في مواجهته.

القوة ليست في إنكار مشاعر الآخرين والتراقص على آلامهم وتسميتها سلبية، بل في الجلوس معهم، والإنصات، والمشاركة.

فالإيجابية الحقيقية ليست أداة فصل عن العالم، بل وسيلة للتواصل معه بصدق.

مقالات مشابهة

  • علياء مناديل عبقرية النصب من الشحاتة للحجاب للرقص لـ قبضة الأمن
  • الإيجابية السامة وفن التخلي
  • محمد بن راشد: فخور بفريق عمل قطارات الاتحاد الذي يقوده ذياب بن محمد بن زايد
  • دعاء اليوم 8 صفر للرزق وقضاء الديون.. يارب بحق من حقه عظيم
  • أصل الأنواع.. إنسان أحمد عبد اللطيف!
  • أحمد نبوي: الصحة والفراغ من أعظم النعم.. والإجازة ليست مساحة للكسل
  • أحمد نبوي: الصحة والفراغ من أعظم النعم.. والإجازة ليست مساحة للكسل والتساهل
  • الدكتور محمد عبد اللاه: الهجمات الإعلامية التي تتعرض لها مصر بسبب موقفها من القضية الفلسطينية مؤامرة
  • خبير أمني: الحملات التي تستهدف تشويه مصر في ملف غزة مخطط متكامل
  • أجر عظيم عند الله.. خالد الجندي يوجه رسالة للأزواج بشأن حرارة الجو