تختلف تقيمات النساء لكمية دورتهن الشهرية، بعضهن يشكين من غزارة الدورة دون أن يكون ذلك حقيقيا، وبعضهن قد لا يلتفتن إلى ذلك إلا بعد أن يشخص عندهن فقر الدم الناشئ عن غزارة الدورة.
ولذا، فإن هناك بعض المؤشرات التى تساعدنا في التأكد من ذلك، منها: الحاجة إلى استبدال الفوط الصحية كل ساعة أو ساعتين، و الحاجة إلى وسيلتين من وسائل منع دم الحيض من تلويث محيط الجسم كاستخدام فوطتين صحيتين معا، أو استخدام فوط صحية و سدادة في وقت واحد.
بعض الدورات تكون غزيرة دون سبب مثل الدورات الأولى بعد إنقضاء النفاس، أو الدورات الأخيرة قبل الوصول إلى سن انقطاع الطمث، و أكثر النساء لا يوجد لديهن سبب عضوي لذلك. و لكن هناك أسباب يجب البحث عنها عند التأكد من غزارة الدورة الشهرية، منها أسباب عامةٌ كبعض أمراض الدم التي تمنع تخثر الدم، أو تعاطى أدوية تزيد سيولة الدم. أما الاسباب الموضعية، فتشمل الأورام الليفية، و مرض بطانة الرحم الهاجرة، أو وجود الداء الإلتهابى الحوضى، و السببان الأخيران عادة ما يترافق معهما آلام شديدة خلال الدورة، وخلال العلاقة الزوجية. و أقل الاسباب، هى وجود مرض خبيث في الرحم، و لذا فإن ابتداء هذا العرض بعد سن الخامسة و الأربعين، يستدعي أخذ عينة من باطن الرحم، بالإضافة إلى عمل صورة بالموجات الصوتية في كل الأحوال.
في أغلب الحالات لا يوجد. سبب يستدعي علاجا خاصا، و يمكن البدء بالعلاجات العمومية.
خط العلاج الأول استعمال مضادات الالتهابات اللاسترويدية ( NSAD )، و هي أدوية شائعة التداول لأسباب كثيرة، فهي شديدة الفاعلية في تخفيف الألم، وتخفيض الحرارة، و كذلك تقلِّل كمية الدم المفقودة خلال الدورة الشهرية، وميزاتها استعمالها خلال أيام الدورة الشهرية فقط، كما أنها لا تقلِّل من الخصوبة لمن يخططن للحمل. و لكن يجب التأكد قبل استعمالها، بأن المريضة لا يوجد لديها مشكلة في وظائف الكلى، و خاصة إذا كانت من مرضى ارتفاع ضغط الدم، كما يجب أن تتعاطاها المريضة بعد الوجبة الغذائية، لتفادى حدوث حموضة، أو تقرح في المعدة. (يتبع)
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: الدورة الشهریة
إقرأ أيضاً:
الحسين.. منهج الكرامة
بقلم : سمير السعد ..
في زمنٍ يتهاوى فيه الكثير أمام إغراءات السلطة ومغريات النفوذ، يبقى الحسين بن علي عليه السلام، منارةً مضيئة في تاريخ الإنسانية، ومثالاً خالداً للكرامة والعزة. لم تكن مواقفه يوماً دعاية انتخابية أو شعاراً مؤقتاً، بل كانت عقيدةً راسخة ومنهجاً ممتداً، إذ لم تكن هناك انتخابات ولا مفوضيات، بل كانت بيعةٌ تُفرض، ومع ذلك نطق الحسين بكلمته الخالدة _ ” مثلي لا يبايع مثلك”، لتكون صرخةً في وجه الظلم عبر العصور.
الحسين لم يكن قائداً لطائفة أو جماعة بعينها، بل قائداً للإنسانية كلها، وحاملاً لراية العدالة والحق. في كربلاء، لم يُقدّم نفسه كزعيم سياسي يبحث عن حكم، بل كإنسان يرفض الانكسار أمام الباطل، ويؤمن أن الدم الطاهر أسمى من أن يُراق من أجل مصلحة دنيوية. مواقفه لم تكن ردود أفعال آنية، بل امتداد لبيت النبوة، ولرسالة محمد صلى الله عليه وآله التي تدعو إلى الحرية والعدالة وصون الكرامة.
لقد جسّد أرقى معاني التضحية حين قدّم كل ما يملك، من الأهل إلى الروح، في سبيل مبدأ. ورسالته كانت وستبقى مفتوحة لكل قلب حر، ولكل ضمير حي، بلا حدود مذهبية أو عرقية أو قومية. فهو الحسين الذي يلهم الثائرين، ويوقظ المستضعفين، ويفضح الطغاة مهما طال الزمن.
الحسين ليس ذكرى تُستحضر في موسم، ولا رمزاً يُختزل في شعائر، بل هو مدرسة للعدل والشجاعة والرحمة. علّمنا أن الكرامة لا تُشترى، وأن الحق أغلى من الحياة، وأن مواجهة الظلم فريضة إنسانية قبل أن تكون دينية. الحسين هو نداء الحق لكل الأزمنة _ قف بوجه الباطل، حتى لو كنت وحيداً. ومن كربلاء انطلقت رسالة عالمية _ أن الإنسان يولد حراً، وأن الدم النبيل حين يسيل دفاعاً عن العدل، فإنه يروي شجرة الحرية إلى الأبد.