نشر موقع "ذا هيل" تقريرًا يتناول فيه طريقة تعامل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مع القضايا الدولية، مثل حرب أوكرانيا، من خلال مفهومه الخاص بـ "الصفقات"، مشيرًا إلى أن ترامب يفتقر إلى التعاطف والفهم المعقد للوضع، ما يجعله مستعدًا للتخلي عن بعض القيم الأساسية لتحقيق صفقات سريعة.

وأوضح الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، أن أنصار الرئيس ترامب يزعمون في كثير من الأحيان أن قوته تكمن في براعته التجارية، التي اكتسبها خارج الساحة السياسية التي فقدت مصداقيتها.

ويقدمونه كصانع صفقات جريء وذو حدس قوي، قادر على النظر إلى ما وراء الحكمة التقليدية وإيجاد حلول عملية للمشكلات المستعصية.

واستند الموقع في ذلك إلى اتفاقات إبراهيم لسنة 2020، حيث وافقت البحرين والإمارات على إقامة علاقات دبلوماسية طبيعية مع إسرائيل، وكان ذلك تحت رعاية ترامب، وربما كان التاجر الكبير قد بدأ مرحلة جديدة وإيجابية في المنطقة.

وأفاد الموقع بأن صورة صانع صفقات هذه مبينة على أسس مشكوك فيها. والواقع أن مفهوم الرئيس نفسه لـ"الصفقة" يمكن أن يكون غامضًا، كما تكتشف أوكرانيا، والتي تدفع ثمنًا باهظًا لذلك. فقد يكون ترامب مهووسًا بالتوصل إلى اتفاق لدرجة أنه قد يتجاهل أي اعتبارات فردية. والجانب الآخر من انغماسه في ذاته هو الافتقار إلى التعاطف، وهي صفة حيوية للمفاوض الفعال.

وذكر الموقع أن سمعة ترامب تستند إلى دليل أعماله/ مذكراته الصادر سنة 1987، "فن الصفقة"، وهو كتاب حقق مبيعات ضخمة وساهم في جعله اسمًا معروفًا. ولكن "فن الصفقة"، سواء بطبيعته أو ما يمثله، يقدم صورة مغرية لكنها مضللة.



وحمل الكتاب اسم ترامب ونُسب إلى "دونالد ج. ترامب مع توني شوارتز". وكان شوارتز، الصحفي في مجلة نيويورك، قد تم تعيينه لكتابة الكتاب بشكل غير رسمي في سنة 1985، وهو عرض كان مغريًا للغاية لدرجة أنه لا يمكن رفضه. وفي سنة 2019، قال إنه أكبر ندم في حياته وأشار إلى أن حقوق الملكية بأنها "مال ملوث بالدم".

ويزعم شوارتز أن ترامب لم يُساهم تقريبًا بأي شيء ذو قيمة في النص، مضيفًا أن الكتاب يجب أن يُعاد تصنيفه على أنه "خيال".

وبحسب الصحيفة؛ فإذا فشلت أي صفقة، فإن ترامب سريعًا ما يتنصل منها. وقد هاجم ترامب سقوط كابول في آب/ أغسطس 2021 ووصفه بأنه "أكثر اللحظات إحراجًا في تاريخ الولايات المتحدة"، محملاً إدارة بايدن مسؤولية ذلك بسبب ضعفها. والحقيقة هي أن بذور الانسحاب المهين من أفغانستان، الذي أسفر عن مقتل 13 جنديًا أمريكيًا، كانت قد زرعها ترامب ومستشاروه في شباط/ فبراير 2020.

وأضاف الموقع أن الصفقة التي أبرمتها إدارة ترامب مع طالبان في الدوحة كانت ثنائية، دون مشاركة الحكومة الأفغانية. ونصت على انسحاب القوات الأمريكية بحلول أيار/ مايو 2021 ورفع العقوبات عن طالبان. باختصار، قدمت الصفقة مخرجًا لترامب من الحملة العسكرية في أفغانستان التي استمرت 20 سنة، متجاهلًا الحقائق على الأرض وأملًا في الأفضل.

وفي مفاوضاته بشأن أوكرانيا، يستبعد ترامب الحكومة في كييف لأنه يرى فلاديمير بوتين كبوابة أسهل لتحقيق ما يريد. ولم تتميز المفاوضات الأولية بين الولايات المتحدة وروسيا بحكم متقلب، حيث تم التنازل عن أوراق المساومة دون مقابل.

وقبل أن تبدأ المفاوضات بشكل جدي، استبعد وزير الدفاع بيت هيغسميث فعليًا انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو، وألمح ترامب بشكل قوي إلى أن روسيا لن تتخلى عن الأراضي التي تسيطر عليها حاليًا في أوكرانيا، كما وضع المسؤولون الأمريكيون لأنفسهم مهلة صعبة بشكل غير ضروري، حيث أعربوا عن أملهم في التوصل إلى تسوية بحلول عيد الفصح.



وأشار الموقع إلى أن هذه تمثل بعض أهداف بوتين من الحرب، لكن ترامب تنازل عنها لأنها بدت غير مهمة له أو للولايات المتحدة. كما أنه مدفوع بكراهية شديدة للرئيس الأوكراني زيلينسكي، الذي وصفه بـ "الدكتاتور" رغم عدم وجود دليل على ذلك. واتهم ترامب أوكرانيا بالتسبب في الحرب قائلاً: "كان يمكن تسويتها بسهولة. ولم يكن يجب أن تبدأوها أبدًا. كان يمكنكم إبرام صفقة."

الواقع أن ترامب يحب بوتن ويكره زيلينسكي. ولم يكن له أي مصلحة في أسباب حرب أوكرانيا، وهو يقدس "الصفقة"؛ ونتيجة لهذا، فمن غير المفهوم بالنسبة له أن تقاوم أوكرانيا روسيا لمدة ثلاث سنوات ملطخة بالدماء. إن احتمال خروج بوتن من الحرب بعدوانه مكافأ أمر لا مفر منه ببساطة في النظام البيئي العقلي لترامب من الأقوياء والفائزين والخاسرين.

وقال الموقع إن ترامب يحب بوتين ويكره زيلينسكي، ولم يكن له مصلحة في أسباب حرب أوكرانيا. فهو يقدس "الصفقة"، لذا يصعب عليه فهم مقاومة أوكرانيا لروسيا. بالنسبة له، من المحتمل أن يخرج بوتين من الحرب منتصرًا على عدوانه، وهو أمر متوقع في رؤيته للعالم الذي يفضل الأقوياء والفائزين.

واعتبر الموقع أن انتهاء الحرب بالشروط التي وافقت عليها الولايات المتحدة بالفعل سيكون نجاحًا باهرًا في السياسة الخارجية لبوتن.

وبين الموقع أن ضابط سابق في جهاز الاستخبارات السوفيتي يتفوق بشكل مريح على مطور عقاري متهور لعب دورًا كاريكاتيريًا لنفسه في برنامج "ذا أپنتيس". ولا يولي ترامب أي قيمة لأوكرانيا سوى ما يمكنه استخراجه منها. ببساطة، هو يريد أن تنتهي الحرب مهما كان الثمن.

واختتم الموقع تقريره بالإشارة إلى أن أوكرانيا قد تدفع هذا الثمن في البداية، ولكن ستكون هناك عواقب طويلة الأمد جراء إظهار أن العدوان العسكري ينجح. وربما يجب أن نسمّي ذلك "الصفقة الجديدة" لترامب.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية ترامب الصفقات بوتين الحرب بوتين اوكرانيا الحرب ترامب الصفقات صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الموقع أن ترامب مع إلى أن

إقرأ أيضاً:

الخارجية البريطانية تلتقي روبيو في واشنطن لبحث السلام في أوكرانيا وغزة

صراحة نيوز- أعلنت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر أنها ستلتقي بنظيرها الأميركي ماركو روبيو في واشنطن، الاثنين، ضمن جهود دبلوماسية مكثفة لإنهاء الحرب في أوكرانيا. وتعد هذه الزيارة الأولى لكوبر إلى العاصمة الأميركية منذ توليها المنصب في أيلول، بالتزامن مع استضافة رئيس الوزراء كير ستارمر في لندن لرؤساء أوكرانيا وفرنسا وألمانيا.

وتأتي اجتماعات الاثنين بعد أيام من المحادثات الأسبوع الماضي بين مسؤولين أوكرانيين وأميركيين في ميامي لمناقشة مقترح أميركي لإنهاء الحرب الأوكرانية، الأكثر دموية في أوروبا منذ ثمانية عقود. وأكد بيان للخارجية البريطانية أن المملكة المتحدة والولايات المتحدة ستؤكدان التزامهما بالتوصل إلى اتفاق سلام في أوكرانيا، مع دعم بريطانيا للجهود المستمرة التي يبذلها الرئيس ترامب لضمان سلام عادل ودائم.

وأشار البيان إلى أن المحادثات عبر الأطلسي ستتناول أيضا الوضع في غزة، بما في ذلك جهود الولايات المتحدة للحفاظ على وقف إطلاق النار والتقدم في خطة الرئيس ترامب للسلام. وقد دخل اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة حيز التنفيذ في تشرين الأول الماضي بعد عامين من الحرب الإسرائيلية على القطاع منذ 7 تشرين الأول 2023، رغم مقتل أكثر من 350 فلسطينياً وثلاثة جنود إسرائيليين. وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه يتوقع الانتقال قريباً إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، مع لقاء مرتقب مع الرئيس ترامب هذا الشهر.

وأوضحت وزارة الخارجية البريطانية أن كوبر ستناقش أيضا النزاع في السودان وضرورة الضغط على الأطراف المتحاربة للموافقة على هدنة إنسانية وضمان وصول المساعدات. وفي سياق منفصل، أعلنت كوبر أن لندن ستستضيف قمة دولية كبرى في الصيف المقبل لمعالجة “تدفقات الأموال القذرة” في النظام المالي العالمي، وذلك يومي 23 و24 حزيران في لانكستر هاوس، بمشاركة حكومات ومنظمات المجتمع المدني والمصارف الكبرى لتعزيز الجهود العالمية لمنع وتعطيل هذه الأموال واستعادتها.

مقالات مشابهة

  • استجابة لترامب.. زيلينسكي مستعد لتنظيم انتخابات في أوكرانيا
  • ترامب ينتقد زيلينسكي: الوقت حان لإجراء انتخابات في أوكرانيا
  • دونالد ترامب: بايدن يتحمل أزمة الاقتصاد وحرب أوكرانيا
  • ترامب يدعو إلى إجراء انتخابات في أوكرانيا
  • ترامب: أوكرانيا فقدت أراضيها وحان وقت الانتخابات رغم الحرب
  • فشل خطة السلام الأمريكية فى أوكرانيا
  • كان على بوتين أن يقبل صفقة ترامب قبل أن يهزمه انهيار الاقتصاد الروسي
  • لماذا يظل السلام في أوكرانيا أملا بعيد المنال؟
  • الخارجية البريطانية تلتقي روبيو في واشنطن لبحث السلام في أوكرانيا وغزة
  • نجل الرئيس الأمريكي: ترامب قد ينسحب من دعم أوكرانيا