يمانيون:
2025-06-18@18:33:23 GMT

رمضان فرصةٌ وإضاعتُها غُصَّة

تاريخ النشر: 3rd, March 2025 GMT

رمضان فرصةٌ وإضاعتُها غُصَّة

محمد الضوراني

رمضان شهر الخير والبركة، شهر صلاح النفوس وطهارتها وتزكيتها من الخبائث بكل أنواعها، والتي يعمل عليها الشيطان الرجيم لإفساد نفوس الناس وإضلالهم وضرب زكاء نفوسهم فالشيطان يركز على النفوس، لذلك فَــإنَّ الله –عز وجل- رحيم بعباده يريد أن يصلح حال البشرية ويمنحهم الفرصة تلو الفرصة لصلاح حالهم لما فيه الخير لهم في دنياهم وآخرتهم، ومن الفرص الثمينة والتي لا تعوض شهر رمضان المبارك.

قال الله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ) شهر رمضان هو الرحمة الإلهية لبني البشر لما فيه من فضل ولما فيه من ثمرة كبيرة لتغذية النفوس بالهدى والنور الإلهي الذي يعالج هذه النفوس التي سقطت في حبال الشيطان وانحرفت عن سبيل الله، الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- قال عن شهر رمضان هو شهر: (أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار) وعن أمير المؤمنين (ع) في خطبة النبي (ص) في فضل شهر رمضان، فقال (ع): فقمتُ فقلتُ: يا رسول الله ما أفضل الأعمال في هذا الشهر؟.. فقال (ص): يا أبا الحسن!.. أفضل الأعمال في هذا الشهر: الورع عن محارم الله عز وجل.

إن هذا الشهر الكريم فرصة عظيمة لا بُـدَّ أن نستغلها جميعًا بالأعمال الصالحة بالذكر والابتعاد عن ما حرم الله ومراجعة الأخطاء والزلات والبحث عن ما يصلح هذه النفس الأمارة بالسوء وتطهيرها، فكم من أحداث سقط فيها الكثير نتيجة لابتعادهم عن الله، وكم من نفوس لم تعد تتقبل الحق والنصيحة وأصبح الكثير في حالة كبر وغرور ونسوا الله عز وجل، وبالتالي زادت المعاناة وتراكمت الأخطاء وابتعد الكثير عن الحق والعدل والتقوى والإخلاص، نحن والحمد لله نمتلك قيادة قرآنية فيها الصلاح، فيها الرحمة، فيها العزة والكرامة، دائمًا ما تربط الناس بالله عز وجل، وتحرص كُـلّ الحرص على تزكية النفوس وفق الهدى والنور الإلهي وتذكر الجميع بخطورة التفريط والتقصير والتهاون في أوامر الله، في هذا الشهر يحرص السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي -حفظه الله ورعاه- على أن يستغل الجميع هذا الشهر في برنامج تربوي إيمَـاني في كُـلّ ليلة من ليالي هذا الشهر المبارك ليعالج النفوس ويصلحها، وهي فرصة للجميع لتطهير نفوسهم من التراكمات التي أثرت عليها؛ فالكثير لم يعد يتقبل الحق والصلاح فتحول بذلك لعبد للشيطان وعبد لرغبات والأهواء الشيطانية المقيتة فلم يعد يتقبل الهدى والصلاح ويتهرب منه ويتساهل فيه ويتعامل معه بكل برودة، وهذه هي الخطورة الكبيرة على الإنسان إذَا لم يعِ دوره في هذه الحياة.

إن شهر رمضان محطة إيمانية نتزود منها وفيها ما يحمينا ويصلح أحوالنا ويعالج نفوسنا ويعدل مسارنا لنستغل هذا الشهر ونحرص على التزود بالاستقامة ونصلح علاقتنا بالله ليصلح الله أحوالنا ويقدر لنا الخير في دنيانا وآخرتنا، عندما نجد الأعداء لهذه الأُمَّــة يتمسكون بباطلهم ويحرصون عليه، ونحن كأمة إسلامية لدينا فرص ومحطات إيمانية تقوينا في واقع الصراع بيننا وبينهم لا بُـدَّ أن نستغلها في تقوية واقعنا وفي تربية نفوسنا لنكون أقوياء في نفوسنا، أقوياء في مواجهة الأحداث بثبات، أقوياء في إقامة الحق والعدل والتمسك به، أقوياء في عدم الضعف والهوان والاستسلام، أقوياء في كُـلّ مناحي الحياة، شهر رمضان فرصة وإضاعةُ الفرصةِ غُصّةٌ.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: شهر رمضان هذا الشهر أقویاء فی عز وجل

إقرأ أيضاً:

من الجزيرة إلى كرب التوم هل دخل الجنجويد مدينة أو قرية واستمرت فيها الحياة طبيعية؟

من الجزيرة إلى كرب التوم
هل دخل الجنجويد مدينة أو قرية واستمرت فيها الحياة طبيعية؟
أبوعاقلة محمد أماسا
* بعض الناشطين السياسيين مازالوا ينظرون إلى الحرب الدائرة في السودان على أنها حرب بين طرفين.. وبحسب (قولبتهم) فإن الطرف الأول هو الإسلاميون.. والطرف الثاني هو الدعم السريع.. هكذا وكأنها إحدى حركات التحرير الوطنية، مثلها واللواء الأبيض.. وذهبوا أبعد من ذلك بتصنيف من يساندون القوات المسلحة برغم عددهم الساحق على أساس أنهم كيزان!

* أحب أذكر هؤلاء أن الدعم السريع لم يدخل مدينة أو قرية وترك فيها أثراً للحياة.. من الخرطوم التي تركوها أطلالاً متعفنة بالجثث، وحتى (كرب التوم) القرية التي تقع في عمق الصحراء بالقرب من المثلث وقد لا يكون فيها من يهتم بشؤون الحكم ولا الأحزاب وقد دخلوها وقبل أن تصلنا منها الأخبار ونراهن أنهم قد عاثوا فيها فساداً وانتزعوا اللقمة من أفواه الأطفال والجياع!
* وقبلها لم يدخلوا قرية أو مدينة في الجزيرة وسنار وغيرهما وخرجوا منها والأسواق في مكانها تضج بالحياة ومصالح الناس، والأذان يرفع من منارات المساجد، والنساء والأطفال والمسنين آمنون في بيوتهم، ولم يكتفوا بالقتال الشريف مع الجيش بل استهدفوا المواطنين في حياتهم العامة والخاصة وفعلوا معهم كل ما يستدعي الكراهية من سلوك لا يقبله لا الدين ولا الأخلاق ولا الإنسانية، وفي حربهم مع الجيش على أساس أنه جيش كيزان طاردوا حتى من تقاعدوا عن الخدمة منذ أكثر من عقد كامل من الزمان.. لا ليس معاشيي الجيش فقط بل استهدفوا واعتقلوا وقتلوا وعذبوا رجال البوليس العاديين فضلاً عن مؤسسات الدولة ومنشآت المصالح المدنية العامة من مدارس ومستشفيات وجففوها تماماً!

* مايزال هؤلاء السياسيون يقيّمون هذه الأحداث بنصف عقل من زاوية كراهيتهم للكيزان، وقادة مجتمعات الحواضن يتحدثون عن (قضية).. ولا أعرف عن أي قضية يتحدثون وقد انكشف كل شيء وشاهد الناس بأعينهم ما كان ينقل لهم من أحداث دارفور على استحياء، فهم يتحدثون عن متفرعات في (قضيتهم) حتى بعد أن عرفوا أن أبناءهم قد أوصلوا رسالة أخرى مختلفة إلى إنسان الوسط والمناطق التي دخلوها وأقاموا فيها.. فقد أوصلوا رسالة فحوها (أننا قوم نكره الناس، ونعشق القتل والاستعباد والسرقة والنهب والإغتصاب).. هذه هي الرسالة التي وصلت وليس غيرها!

* فليعلم نظار القبائل من لدن مادبو وبرمة وأحفاد دبكة وغيرهم أنهم باعوا أنفسهم وقبائلهم رخيصة لمجموعات من الجهلة الذين غرتهم أموال السحت بقيادة حميدتي وشقيقه، وبدلاً أن يجيشوا أبناءهم في سبيل نشر الفضيلة ويتخيروا منهم من يعكس الوجه الحسن ابتعثوا إلينا من صعاليكهم ممن يكشفوا عورات تلك القبيلة.. فالناس يحرصون على انتقاء السفراء لعكس (الوجه الحسن) وكل ما هو مشرف.. لا لأن يقابلوا العالم بنزع السراويل وعرض الدبر.. وقد فعل أبناؤكم هذا وبات منظرهم أمام كل الدنيا مخيباً.. للدين والعقيدة والأخلاق والفضائل.. هذه حقيقة يجب أن يعلمها كل من احتضن فكرة الدعم السريع ودعمها وارتبط بها!

* هذه الحرب التي دمرت قدرات الوطن الكبير تداخلت فيها أسباب وتفاصيل جعلت التمييز فيها أمراً يحتاج لبعض من التركيز والحصافة وسلامة النفس من الأغراض.. فقد دمروا حياة المواطنين لأن قيادته تلوح بشعارات سخيفة بينما الجنود وبعض القيادات الوسيطة والكبيرة يستبيحون الحرمات جهاراً ونهاراً… لذلك فإن هذه الحرب سيواصل فيها أصحاب الغبائن ممن نهبت أموالهم وانتهكت أعراضهم وأزهقت أرواح أهاليهم وظلموا وشردوا من بيوتهم وما يزالون، وقد جاء في القرآن من النصوص الواضحة (أُذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير).. صدق الله العظيم.

* لقد ذهبت الحرب بمسبباتها وأهدافها إلى أبعد وأوسع من نطاق الكيزان والقحاتة وبقية المكونات السياسية التي لا تتعدى 5‎%‎ من جملة الشعب، وإذا أردنا إيقافها فعلينا إحقاق الحق ومعالجة كثير من دمامل النفس والاعتراف بأن الشعب السوداني ليس الكيزان وقحت وتقدم فقط.. بل هنالك أغلبية ساحقة هي من تضررت الآن وهي من ساندت ودعمت القوات المسلحة لأنها تدافع عنها!

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • عاجل.. حسين الشحات يوجه رسالة مؤثرة بعد فرصة إنتر ميامي: «اجبروا الخواطر وراعوا المشاعر»
  • من الجزيرة إلى كرب التوم هل دخل الجنجويد مدينة أو قرية واستمرت فيها الحياة طبيعية؟
  • صلاة الضحى.. اعرف وقتها وعدد ركعاتها والسور التى تقرأ فيها
  • رمضان عبد المعز: الإسلام يرعى مصالح الناس وحسن الظن بالله عبادة
  • إعلام إيراني: تفعيل الدفاعات الجوية في طهران وسماع صوت انفجارات فيها
  • رمضان عبد المعز: هذه أعظم عبادة تحقق لك النصر والسكينة في الدنيا
  • مبيعات التجزئة في الصين تتجاوز التوقعات رغم التوترات التجارية
  • فتاوى تشغل الأذهان| هل استبدال الصلاة على النبي عند الكتابة بـص حرام ؟.. شروط بيع الذهب بالتقسيط عبر البنوك.. حالات ترث فيها المرأة أكثر من الرجل
  • لو هتشتري شقة.. طريقة التسجيل بالشهر العقاري 2025
  • فضل شهر المحرم.. فرصة لزيادة العبادات والطاعات