تقرير: علاء الدين الشلالي:

تعتبر الجراحة التجميلية من التخصصات الطبية الحديثة في الوطن العربي، وقد مرت بمراحل تطور عديدة وفي اليمن قطع القائمون على هذا النوع من الطب اشواطاً كبيرة حتى أصبحت اليمن من أبرز البلدان التي تجري فيها – عمليات جراحية تجميلية ناجحة وبأسعار مناسبة لليمنيين وغير اليمنيين، في صنعاء يعمل الدكتور محمد الشرجبي طوال أيام الأسبوع على اجراء عمليات التجميل لمن تعرضوا لحروق منذ اندلاع الحرب في اليمن، كما يعمل على اجراء عمليات زراعة الشعر وعمليات تجميلية أخرى لمن يطلبها من اليمنيين والعرب، وعلى الرغم من تلقيه عروضاً مغرية للعمل في كبريات المشافي والمراكز الطبية في دول عربية وغربية، إلا أنه فضل البقاء في اليمن لخدمة أهله وناسه كما يقول.



عمل الشرجبي قبل عودته الى اليمن في مستشفيات روسيا الدولة التي حصل على جنسيتها ، وفي دولة بيلاروسيا، وعمل كذلك في جامعات ومراكز عالمية وعربية مرموقة.

يرى الدكتور الشرجبي أن وعي اليمنيين، تغير تجاه عمليات التجميل فقد أصبح معظمهم يتقبلونها فيما يرى البعض أن التجميل موضة، خاصة لمن يطالبون بعمليات التجميل التحسيني، وقد شهدت اليمن في الآونة الأخيرة اقبال كبير على عمليات التجميل لأشخاص أُصيبوا بحروق أو تشوهات خُلقية وبدلاً من السفر لخارج اليمن مثلما كان يحدث في السابق، أصبح اليمنيون يتلقون الجراحات التجميلية داخل بلادهم، يقول الدكتور الشرجبي« بعد العام 2000م بدأت طفرة في عالم طب الجراحة التجميلية في العالم، ونحن في اليمن سايرنا هذه الطفرة، وأنا بدوري أؤكد لكم أنه لا يوجد فرق بين الإمكانيات والكوادر الموجودة في اليمن وما هو موجود في البلدان العربية».. يضيف القول «اليوم أصبح موجود لدينا تجميل الأنف والصدر وتكبير الصدر بالسيلكون وزراعة الشعر، وفقاً لما هو جديد عالمياً، ربما في بعض الدول العربية يستقدمون بعض الأجهزة الحديثة فقط.».

– الكل يرغب في التجميل

يعمل الدكتور محمد الشرحبي وهو استشاري أول في جراحة التجميل، على اجراء عمليات ترميم وتحسين التشوهات والحروق والعيوب الخُلقية، إضافةً إلى زراعة شعر الرأس والذقن والحواجب، وتصغير الجبهة، وتجميل الأنف، وشد ترهلات البطن، وحقن الدهون، وإصلاح تشوهات الأعضاء التناسلية وإجراء حقن البوتكس والفيلر والبلازما، وشفط الدهون..

لا يتردد على طلب عمليات التجميل أغنياء ووجهاء القوم وميسوري الحال في اليمن فقط، بل إن الفقراء ايضاَ لهم الرغبة في اجراء تلك العمليات وهو الحلم الذي بالفعل أصبحوا قادرين على تحقيقه، وفي هذا الصدد يلفت الدكتور الشرجبي أن الكثير من المواطنين كانوا يأتون اليه وخاصة من الفقراء لطلب اجراء عمليات التجميل ويتم استيعابهم إما عبر مخيمات طبية أو عبر منحهم تخفيضات كبيرة، يتذكر الدكتور الشرجبي حينما جاء اليه شاب عشريني يعاني من الشفة الارنبية ،وحينما سأله الدكتور محمد عن اسمه فرد عليه الشاب بأن اسمه هو على الاشرم،إذ كان يعتبر ذلك الشاب أن اسمه هو الاشرم، وفي حقيقة الأمر أنه كان يعاني من مشكلة تنمر المجتمع اليمني تجاه بعض من يعانون من تشوهات خُلقيه. وهذا ما أعتبره الشرجبي من المواقف المؤلمة التي مرت عليه خلال مشواره المهني.

ذلك الموقف دفع الدكتور محمد لتكثيف أنشطته في مساعدة الفقراء وذوي الدخل المحدود ممن يحتاجون لإجراء عمليات تجميليه، وبالفعل أقام 17مخيما طبياً داخل اليمن من صعدة إلى سقطرى؛ تحت شعار « الله جميل يحب الجمال».

– تأثير الحرب

زادت الحرب من أعداد المصابين بالتشوهات والحروق الناتجة عن المتفجرات والقصف الصاروخي، والألغام والحروق الناتجة عن انفجار أسطوانات الغاز، كما أن الحرب زادت من أعداد المصابين بتشوهات الأجِنة نتيجة استخدام بعض الأسلحة، كما أدى سوء التغذية ونقص الحديد الى حدوث تشوهات خُلقية عند بعض اليمنيين، وهذه الإشكالية أوحد تحديات لدى الدكتور الشرجبي وغيره من أطباء الجراحة التجميلية، إذ أنهم لا يتلقوا أي دعم مادي من أي منظمات مهتمة بالصحة والتطبيب سواءً محلية أم عالمية، ولا حتى من الجمعيات الخيرية، يشير الدكتور الشرجبي إلى أن منظمة أطباء بلا حدود كانت تأخذ بعض المصابين بحروق للعلاج في الأردن، لكن ذات المنظمة الدولية في ذات الوقت لا تقوم بدعم مراكز جراحة التجميل في اليمن، ويقول الشرجبي بحُرقة «هل تصدقون أنه لا يوجد في كل المحافظات اليمنية إلا مركز واحد لعلاج الحروق، وعشرون سريراً فقط»، وهنا يتساءل الشرجبي : لماذا لا يوجد صندوق لتجميل الحروق والتشوهات، أُسوةً بصناديق دعم ذوي الإعاقة والتراث والشباب والرياضة وغيرها من الصناديق..

ويشير الدكتور الشرجبي أن أكثر فئات المجتمع التي تزوره وتطالب بعمل جراحات تجميلية هم أيضاً من الذين يتعاملون مع الكاميرا مثل الإعلاميين والممثلين والفنانين والمشاهير والسياسيين.. ويفتخر الشرجبي أنه يقدم “كرت ضمان” بصلاحية الشعر الجديد خاصةً للرأس لمن يطلبون منه زراعة الشعر.

– جراحات غير مقبولة

يرى الدكتور الشرجبي أن بعض الجراحات التجميلية غير مقبولة كعمليات تغيير الجنس ،و إزالة الثدي، وتغيير بصمات الايدي، فيما أن بعض العمليات تعتبر حساسة ويتم عملها بسرية تامة احتراماً لخصوصيات الناس كعمليات اصلاح التشوهات الخلقية في العضو الذكري والأعضاء التناسلية كتوسيع المهبل.

يقول الشرجبي «بعض الأشخاص يتعمد إحراق بصمات أصابعه بسبب أنه تم ترحيله من أي دولة خليجية ويريد أن يعود إليها، فيطلب مني تغيير بصمته حتى يعود للدولة التي رحَّلته، ونحن بدورنا نرفض مثل هكذا أمور مشبوهة»..

يتذكر الدكتور الشرجبي كيف ان بداياته المهنية كانت صعبة بسبب ان طب الجراحة التجميلية يُعد تخصص مجمَّع من كل التخصصات، وكان التحدي الأكبر بالنسبة له هو كيف يعمل على إقناع المجتمع اليمني بأهمية هذا الطب، وكيف يمكنه تجاوز الفتاوى الدينية التي تحرّمه، فأخذ الشرجبي على عاتقة مسؤولية توعية الناس في وسائل الإعلام وفي لقاءاته بأهمية الجراحة التجميلية.

يطمح الدكتور محمد بإنشاء مركز تجميل متكامل في اليمن، ولكنه في نفس الوقت يؤكد أنمثل هكذا مشاريع مهمة بحاجة إلى دعم أكبر.

المصدر: شمسان بوست

كلمات دلالية: الجراحة التجمیلیة عملیات التجمیل الدکتور محمد اجراء عملیات فی الیمن

إقرأ أيضاً:

العدو الاسرائيلي يواصل عمليات القصف ونسف المنازل في قطاع غزة

الثورة نت/وكالات واصل جيش العدو الإسرائيلي خروقاته لوقف إطلاق النار في يومه الـ58، وذلك بقصف ونسف منازل الفلسطينيين في مختلف مناطق قطاع غزة . وأفادت مصادر محلية فلسطينية بتوسيع جيش العدو سيطرته شرق مدينة خان يونس عبر ازاحة الخط الأصفر باتجاه الغرب، في حين تقدمت الدبابات بغطاء جوي، ووضع جنود العدو مكعبات صفراء على مدخل بني سهيلا ما يعني أن القرى الأربعة أصبحت تحت سيطرة العدو ، طبقا لوكالة قدس برس. كما وضعت قوات العدو مكعبات صفراء في منطقة الشيخ ناصر . وأغارت طائرات العدو الصهيوني ثلاث مرات على مدينة رفح جنوب القطاع. واستهدفت غارة جوية شرقي مخيم “المغازي” وسط قطاع غزة، فيما تقدمت الدبابات تجاه ساحة الخلفاء وسط مخيم جباليا. وأفادت مصادر طبية فلسطينية باستشهاد سبعة مواطنين فلسطينيين بنيران جيش العدو خلال الـ24 ساعة الماضية. ودخل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي، بعد حرب إبادة جماعية صهيونية استمرت عامين متواصلين، غير أن جيش العدو الإسرائيلي يمارس خروقات يومية للاتفاق، وما يزال يمنع دخول غالبية المساعدات الإنسانية إلى القطاع. وبدعم أمريكي وأوروبي، ارتكب جيش العدو الإسرائيلي على مدى عامين متواصلين منذ السابع من أكتوبر 2023، جرائم إبادة جماعية وحصار وتجويع في قطاع غزة أسفرت عن استشهاد 70,354 مدنياً فلسطينياً، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 171,030 آخرين، حتى اليوم، في حصيلة غير نهائية، حيث لا يزال الآلاف من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

مقالات مشابهة

  • الدكتور رياض ياسين عضوا في لجنة اختيار المدن الاردنية
  • استمرار عمليات البحث عن جثمان آخر محتجز في حي الزيتون بغزة
  • كيت وينسلت تعلن قلقها من تصاعد هوس التجميل وأدوية التخسيس في هوليوود
  • في العدد الجديد من مجلة سلاف الثقافية:الدكتور المقالح.. وجه اليمن الثقافي
  • بالفيديو : تسريب جديد لبشار الأسد في جولته يسخر عن بوتين: كله عمليات تجميل
  • تعيين الدكتور رياض محمد الشياب أميناً عاماً لوزارة الصحة
  • جلالة الملك في دارة الدكتور بركات عوجان
  • عاجل | الدكتور عوجان يولم لجلالة الملك
  • العدو الاسرائيلي يواصل عمليات القصف ونسف المنازل في قطاع غزة
  • زيلينسكي: أوكرانيا وأمريكا ناقشتا القضايا الرئيسية التي قد تضمن إنهاء الحرب