علماء يعثرون على شبكة ري متطورة تكشف أسرار حضارة بلاد الرافدين
تاريخ النشر: 11th, March 2025 GMT
العراق – وجدت دراسة جديدة أن سكان بلاد الرافدين القدماء أنشأوا شبكة ضخمة ومتطورة من القنوات لري محاصيلهم منذ أكثر من 3000 عام.
وعثر العلماء على آلاف القنوات القديمة التي يصل طول بعضها إلى 9 كيلومترات، محفورة في المناظر الطبيعية بالقرب من البصرة في العراق، والتي كانت تعرف في ذلك الوقت بمنطقة إريدو في بلاد الرافدين (بلاد ما بين النهرين).
وقد استوطن سكان بلاد الرافدين هذه المنطقة على طول نهر الفرات الواسع من الألفية السادسة قبل الميلاد (8 آلاف إلى 7 آلاف عام مضت) حتى أوائل الألفية الأولى قبل الميلاد (3 آلاف إلى ألفي عام مضت).
ووفقا لبيان صادر عن جامعة دورهام في المملكة المتحدة، إحدى الجامعات المشاركة في البحث، فإن هذه القنوات تقدم للعلماء والباحثين رؤى نادرة حول الممارسات الزراعية القديمة لسكان بلاد الرافدين.
وقالت جامعة دورهام في البيان: “هذا الاكتشاف المذهل لا يعزز فقط فهمنا لأنظمة الري القديمة، ولكنه يسلط الضوء أيضا على براعة وتكيف المزارعين الأوائل”.
وتعد بلاد الرافدين من أولى المراكز الحضارية في العالم، وهي منطقة تاريخية شملت أجزاء من العراق وسوريا وتركيا وإيران والكويت الحديثة، وتقع بين نهري دجلة والفرات.
وعلى طول نهر الفرات كانت تقع بابل القديمة، التي كانت في قلب حضارة بلاد الرافدين حوالي 2000 قبل الميلاد إلى 540 قبل الميلاد، وكذلك مدينة إريدو الأقدم، التي تأسست في العراق حوالي 5400 قبل الميلاد. وقد تم حفر القنوات المكتشفة حديثا على جوانب نهر الفرات لتزويد المزارع في منطقة إريدو بالمياه. ولكن تغير مسار النهر أدى إلى جفاف المنطقة وترك خنادق القنوات خلفه، وفقا للدراسة.
وكتب مؤلفو الدراسة: “أدى تغير في المسار القديم لنهر الفرات إلى جفاف هذه المنطقة وتركها غير مأهولة بعد أوائل الألفية الأولى قبل الميلاد وحتى الآن. وقد سمح ذلك للمناظر الطبيعية الأثرية في هذه المنطقة بالبقاء سليمة، ما مكننا من تحديد ورسم خريطة شبكة واسعة ومكثفة ومتطورة من قنوات الري التي تعود إلى ما قبل أوائل الألفية الأولى قبل الميلاد”.
واستخدم الباحثون صور الأقمار الصناعية والخرائط الجوية ولقطات الطائرات دون طيار وتقنيات أخرى لتتبع هذه القنوات.
وفي المجموع، وجدوا أكثر من 200 قناة رئيسية وثانوية وأكثر من 4000 قناة أصغر متصلة بالقنوات الرئيسية. كما حددوا أكثر من 700 مزرعة كانت تحتوي على قنوات صغيرة حول محيطها، وفقا للدراسة.
وأشار مؤلفو الدراسة إلى أنه على الرغم من أن الشبكة واسعة النطاق، إلا أنه من المحتمل أن القنوات لم تكن قيد الاستخدام في نفس الوقت.
وكتب مؤلفو الدراسة: “تمثل هذه الشبكة المعاد بناؤها من قنوات الري الأنشطة الزراعية المجمعة لجميع فترات الاستيطان في المنطقة، ومن غير المرجح أن جميع القنوات كانت تعمل في وقت واحد خلال فترة الاستيطان بأكملها (أي من الألفية السادسة حتى أوائل الألفية الأولى قبل الميلاد)”.
نشرت نتائج هذه الدراسة في مجلة Antiquity.
المصدر: لايف ساينس
Previous ثورة تكنولوجية جديدة.. شركة صينية تخطط للإنتاج الضخم للسيارات الطائرة والروبوتات البشرية Related Posts ثورة تكنولوجية جديدة.. شركة صينية تخطط للإنتاج الضخم للسيارات الطائرة والروبوتات البشرية علوم وتكنولوجيا 11 مارس، 2025 عمليات ناجحة لطائرات الإنذار المبكر الروسية المحدثة في كورسك علوم وتكنولوجيا 11 مارس، 2025 أحدث المقالات علماء يعثرون على شبكة ري متطورة تكشف أسرار حضارة بلاد الرافدين ثورة تكنولوجية جديدة.. شركة صينية تخطط للإنتاج الضخم للسيارات الطائرة والروبوتات البشرية هل إيران متورطة فعلا في أحداث الساحل السوري؟ عمليات ناجحة لطائرات الإنذار المبكر الروسية المحدثة في كورسك دراسة تظهر فوائد الجبن المذهلة لتعزيز صحة الأمعاءليبية يومية شاملة
جميع الحقوق محفوظة 2022© الرئيسية محلي فيديو المرصد عربي الشرق الأوسط المغرب العربي الخليج العربي دولي رياضة محليات عربي دولي إقتصاد عربي دولي صحة متابعات محلية صحتك بالدنيا العالم منوعات منوعات ليبية الفن وأهله علوم وتكنولوجيا Type to search or hit ESC to close See all resultsالمصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: بلاد الرافدین
إقرأ أيضاً:
نتطلع لعلاقات متطورة تجسد الروابط التاريخية والأخوية بين القاهرة ودمشق
أكد وزير الإعلام السورى حمزة مصطفى متانة العلاقات السورية المصرية واصفا مصر بأنها شريك استراتيجى.
وأشاد الوزير السورى فى تصريحات خاصة لـ«الوفد» بالدور المصرى قائلا: «نقدر دور مصر الكبير فى فضائنا العربى، ونتطلع لعلاقات متطورة تجسد الروابط التاريخية والأخوية بين البلدين والشعبين».
وأشار الوزير إلى أن الاتصالات السياسية بين البلدين بدأت منذ مرحلة التحرير، وأن الفترة المقبلة ستشهد تعزيزاً واستمراراً للتعاون فى مجالات مختلفة.
وأضاف: «مصر لها وجود وحضور دائم فى علاقاتها مع سوريا، وتُعد من أهم النقاط الاستراتيجية فى الاستراتيجية الإعلامية العربية».
وكشف وزير الإعلام السورى عن خطة طموحة لإعادة بناء الإعلام السورى، قائلاً: «نحن نعيد بناء تجربتنا الإعلامية بعد أن كنا خارج الزمن الإعلامى فى عهد النظام البائد. والآن نسعى لتأسيس إعلام يواكب أحدث التطورات، بما فى ذلك استخدام الذكاء الاصطناعى».
وأوضح أن 50% من الشعب السورى دون 25 عاماً لديهم وصول دائم للإنترنت ويستخدمون هذه الأدوات. لذلك يجب أن تكون مقارباتنا الإعلامية كعالم عربى مختلفة ومتطورة.
أوضح الوزير حمزة مصطفى أن الموقف السورى واضح وثابت إزاء التصعيد الإسرائيلى، لافتا أن إسرائيل تقوم يوميا باحتلال أراضٍ جديدة بعد وقال: «نحن لن نتخذ أى إجراء قد يفسر على أنه تطبيع أو تفاوض مباشر تحت هذه الظروف».
وتابع: «نسعى للوصول إلى إجماع عربى وإقليمى يجبر إسرائيل على الانسحاب، والوصول إلى اتفاق أمنى حقيقى»، مشيرا أن التضامن مع فلسطين ودعم قضيتها وتسليط الضوء عليها إعلامياً هو واجب إنسانى، وهو مجال يمكننا من خلاله التعاون بطريقة أو بأخرى.
وأكد الوزير حمزة مصطفى: «أن سوريا ستظل دائماً أرضاً عربية واحدة موحدة، كما كانت عبر تاريخها».
وحول التوغلات العسكرية الإسرائيلية فى أراضى بلاده وصفها بأنها «مستفز»، قائلا: «إن إسرائيل تحاول عبر التوغلات العسكرية استفزاز الدولة السورية»، إن منطق الغرور والقوة لدى إسرائيل يعمى بصرها، وأشار إلى أن التعاون المشترك بين الدول العربية أصبح «ضرورة وجودية» لمواجهة هذه التحولات، مؤكدًا حرص سوريا على العمل مع وزراء الإعلام العرب على تعزيز مبدأ الشفافية، وتطوير أدوات العمل الإعلامى.
حدد الوزير السورى أهم محاور الرؤية الإعلامية المشتركة قائلاً: «تحدثنا حول تطوير المحتوى الإعلامى ليكون محتوىً تنافسياً، قائماً على الموضوعية والمهنية، بالإضافة إلى التعاون فى مجالات إعلامية مختلفة، والتصدى لخطاب الكراهية».
وعن مشاركة سوريا ورئاستها مجلس وزراء الإعلام فى دورتها الحالية، قال أن هذه الخطوة تمثل عودة سوريا إلى بين أشقائها، واستعدادها للمساهمة الفاعلة فى صناعة مستقبل إعلامى عربى مشترك.
وكان الوزير السورى قد شارك مؤخرا فى أعمال الدورة الخامسة والخمسين لمجلس وزراء الإعلام العرب فى مقر الأمانة العامة للجامعة العربية بالقاهرة.
وقال المصطفى خلال كلمته فى المجلس: «أتيتكم من دمشق التى نفضت عنها غبار السنوات، حاملاً تحية من شعب استعاد صوته وقراره، ليعلن عودة سوريا إلى مقعدها الطبيعى بين أشقائها، ويشرفنى أن أفتتح أعمال هذه الدورة وأتسلم رئاستها باسم الجمهورية العربية السورية».
وتطرق الوزير إلى التحديات التى يفرضها عصر الإعلام الرقمى والذكاء الاصطناعى، مؤكداً أنّ هذه التحولات رغم ما تحمله من فرص للنهوض والتنمية، تضع المجتمعات أمام تحديات الهوية الرقمية والانقسامات الناجمة عن المحتوى المضلل والمتطرف، ما يستدعى موقفاً عربياً موحداً لمواجهتها.
وفى تأكيد على عودة سوريا بقوة إلى دورها الإقليمى والحضن العربى، اختتم المجلس أعماله بإجماع الوزراء العرب على اختيار العاصمة السورية «دمشق» لتكون عاصمة للإعلام العربى لعام 2028، فى خطوة رمزية وسياسية بالغة الدلالة، تضع سوريا مجدداً فى بؤرة المشهد الإعلامى والإقليمى.