علي جمعة: المثقف يمتلك معلومات متفرقة لكنه لا يمتلك النسق العلمي والمنهجية
تاريخ النشر: 21st, March 2025 GMT
أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي مصر الأسبق، أن مفهوم العبادة في الإسلام لا يستقيم إلا بالعلم، مشيرًا إلى أن ديننا هو دين العلم، ولا يمكن أن نفصل بين العلم والعبادة، لأن العلم هو الذي يرشد الإنسان إلى الطريق الصحيح لعبادة الله حق العبادة.
. 3 أمور فعلها النبي لإدراك ليلة القدر
وأوضح خلال بودكاست "مع نور الدين"، اليوم الخميس، أن الأمة الإسلامية عبر تاريخها الطويل أنتجت ثلاث طبقات رئيسية: طبقة العُبَّاد، وطبقة العلماء، وطبقة الدعاة، مشيرًا إلى أن لكل طبقة دورها ومكانتها، فالعلماء يتفرغون للعلم والتدقيق في المسائل العلمية، والدعاة – الذين كانوا يُعرفون قديمًا بالوعاظ – يتواصلون مع عامة الناس ويبسطون لهم المفاهيم الدينية، بينما العُبَّاد ينشغلون بالذكر والعبادة.
وأضاف جمعة أن الفرق بين العالم والمثقف واضح، فالمثقف يمتلك معلومات متفرقة، لكنه لا يمتلك النسق العلمي والمنهجية التي تجعل منه عالمًا، بينما العالم هو من يدرس بطريقة منظمة، يجلس إلى شيخ أو أستاذ، ويتعلم وفق منهجية محددة، ويمر بمراحل تعليمية طويلة تشمل الدراسة، الامتحان، البحث، والتدرج الأكاديمي حتى يصل إلى درجة التخصص العميق في العلم.
وأشار جمعة إلى أن العلم لا يُنال إلا بستة أشياء كما قال الإمام الشافعي: "ذكاءٌ وحرصٌ واجتهادٌ وبلغةٌ وإرشادُ أستاذٍ وطولُ زمانِ"، موضحًا أن هذه العناصر هي التي تصنع العالم الحقيقي، على عكس المعلومات العامة التي قد تُنسى مع مرور الوقت.
وشبَّه الفرق بين العلم والمعلومات بالسبحة وحباتها؛ فالعلم هو المسبحة المنظمة التي تربطها خيوط متينة، بينما المعلومات المتفرقة مثل الحبات غير المنظمة، التي إن لم تجد خيطًا يربطها، تظل مجرد أجزاء متناثرة لا فائدة منها.
وشدد على أن الإسلام يحثنا على تحصيل العلم بشكل منهجي، لأنه أساس نهضة الأمم وقوة الشعوب، وهو الذي يجعل الإنسان قادرًا على عبادة الله حق العبادة بفهم ووعي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المثقف العلم والعبادة المزيد
إقرأ أيضاً:
الشيخ خالد الجندي: مساعدة الناس عبادة.. والدنيا ثمَن للآخرة
أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن مفهوم العبادة في الإسلام لا يقتصر على الصلاة والذكر فقط، بل يشمل كل عمل ينفع الناس ويقرب العبد إلى الله تعالى، مستشهدا بحديث قدسي رواه الإمام الترمذي عن النبي ﷺ أن الله عز وجل قال: "يا ابن آدم، تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنًى وأسدد فقرك، وإلا تفعل ملأت يديك شغلًا ولم أسدد فقرك".
وأوضح الجندي، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، أن التفرغ للعبادة لا يعني ترك العمل أو الانعزال عن المجتمع، بل يعني إخلاص النية لله في كل ما يفعله الإنسان من أعمال، قائلاً: "العبادة تشمل الزراعة، والصناعة، والإنفاق على الأسرة، والسعي في قضاء حوائج الناس، وبناء الأوطان، وكف الأذى، واحترام الآخرين، وعدم الخوض في أعراض الناس... كل ذلك عبادة".
وأشار إلى أن كثيرًا من الناس يختزلون مفهوم العبادة في مجرد الذكر أو التسبيح داخل المساجد، وهو فهم قاصر، لأن "العبادة هي كل ما يتقرب به العبد إلى الله على وجه القرب والثبوت"، بحسب تعبيره.
واعتبر الجندي أن الله سبحانه وتعالى قد جعل الدنيا وسيلة للآخرة، قائلًا: "الله خلق الدنيا لتكون ثمَنًا للآخرة، وكل ما في الحياة من مواقف ومخلوقات يمكن أن تكون سببًا لدخول الجنة أو النار".
واستدل على ذلك بأحاديث النبي ﷺ حول دخول امرأة الجنة بسبب سقي كلب، ودخول أخرى النار بسبب هرة حبستها. كما حذّر من الاستهانة بالكلمة، مبينًا أن الإنسان قد يدخل الجنة أو النار بسبب كلمة واحدة، كما في الحديث الشريف: "إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالًا يرفعه الله بها درجات، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالًا يهوي بها في جهنم".
وأكد على أن الإنسان مسؤول عن اختياراته في كل تفاصيل حياته، بدءًا من بيته وأسرته وحتى علاقاته بجيرانه وضيوفه، داعيًا الناس إلى إدراك عِظَم الأمانة التي يحملونها، والفرص اليومية التي يمكن أن تكون أبوابًا إلى الجنة.