عندما تسمع الأذان في سوق دمشق.. قصة لم تُروَ من قبل
تاريخ النشر: 21st, March 2025 GMT
واستعرضت حلقة 2025/3/20 من برنامج "في رحاب الشام"، التاريخ العريق لمدينة دمشق التاريخية، وسلطت الضوء على العلاقة الفريدة بين المساجد والأسواق والخانات التجارية في المدينة العريقة.
وبدأت الحلقة بوصف دمشق بأنها "مدينة الألف مئذنة والألف مسجد والألف محراب"، حيث تمتزج الروحانية بالحياة اليومية في نسيج المدينة.
وبينت الحلقة أن انتشار المساجد في دمشق بدأ منذ اللحظة الأولى لدخول الإسلام إليها، لتصبح المساجد حاضرة في كل حي وحارة وسوق، وأبرزت الارتباط القوي بين الأسواق والمساجد في دمشق.
وتطرقت بالتفصيل إلى خان الحرير، أحد أقدم الخانات التاريخية في دمشق، والذي بناه درويش باشا قبل حوالي 500 عام كوقف للإنفاق على جامع الدرويشية.
وكان الخان بمثابة فندق للتجار، إذ كان الطابق الأرضي مخصصا للإسطبلات والطابق العلوي للغرف.
وتطرقت الحلقة أيضا إلى طريق الحرير التاريخي الذي كان يمر بدمشق، وكيف تحول استخدام الخان عبر العصور ليصبح مركزا تجاريا يضم محلات لبيع مستلزمات الخياطة بالجملة.
التكامل بين التجارة والعبادة
وشملت الجولة جامع الدرويشية الذي بناه درويش باشا، والذي لم يكن مجرد مسجد بل مجمعا علميا ودينيا يضم مكتبة وسبيل ماء ومدرسة لطلاب العلم، إضافة إلى جامع عبد الله باشا العظم المعروف بزخارفه البديعة والمقرنصات والحجر الأبلق.
إعلانوسلطت الحلقة الضوء على التكية السليمانية، التي شيدها السلطان سليمان القانوني على ضفة بردى لتكون دارا للعلم والعبادة والضيافة وملاذا للمحتاجين، إذ تتميز بمآذنها النحيلة التي تشبه أقلام الرصاص.
وخُتمت الحلقة بزيارة خان أسعد باشا العظم، الذي وُصف بأنه "أجمل خانات الشام" وأحد أفخم "الفنادق" في عصره.
وكان هذا الخان يجمع بين الوظيفة التجارية والسكنية، ويعد بمثابة "بورصة" تجارية تشبه بورصة نيويورك في عصرنا الحالي.
وأكدت الحلقة في ختامها على أن دمشق تمثل نموذجا فريدا للتكامل المعماري والاجتماعي، حيث "المسجد ليس مجرد مكان للصلاة، والسوق ليس مجرد دكاكين بيع وشراء"، بل هي منظومة مترابطة تعكس البنية الاجتماعية المتماسكة التي ميزت الحياة الدمشقية عبر القرون.
الصادق البديري21/3/2025المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
«إسلامية دبي» تُطلق «تحدي مؤذن الفريج»
دبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةأطلقت دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، «تحدي مؤذن الفريج»، الذي يأتي ثمرةً للمبادرة المجتمعية الناجحة «مؤذن الفريج»، استمراراً لجهود الدائرة في ترسيخ القيم الدينية بين الناشئة، وتعزيز الارتباط بالمساجد والشعائر الإسلامية في الأحياء السكنية.
ويهدف التحدي إلى استقطاب الأطفال واليافعين وإتاحة فرصة أوسع أمامهم للمشاركة في تجربة مؤذن الفريج، من خلال اكتشاف الأصوات العذبة والحناجر المميزة وتأهيلها لرفع الأذان في مساجد الفرجان خلال شهر رمضان المبارك، بما يعزّز حضور القيم الإيمانية في نفوسهم، ويُنمّي لديهم الفهم الصحيح لمعاني الأذان وأحكامه الشرعية، حيث يبدأ التسجيل في شهر ديسمبر وينتهي في منتصف يناير 2026.
وقال أحمد درويش المهيري، مدير عام دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي: إن إطلاق تحدي مؤذن الفريج ينسجم مع توجهات قيادتنا الرشيدة في بناء مجتمع واعٍ ومتجذّر في قيمه، ويترجم رؤيتها التي تؤكد أن الاستثمار الحقيقي يبدأ من الإنسان، خصوصاً حين يتعلق الأمر بالهوية الدينية والوطنية للناشئة.
وأكد المهيري أن الدائرة تقدم وتصنع بيئة تربوية تعيد ربط الجيل الجديد بروح المسجد، وتُعزز فيهم حضور القيم التي تشكّل أساس مجتمع الإمارات، مضيفاً أن صوت الطفل وهو يرفع الأذان في مسجد الفريج تجربة ورسالة مستقبليّة، تُجسّد استدامة الهوية الدينية، مشيراً إلى التزام الدائرة بتطوير مبادرات نوعية تستشرف المستقبل، وتهيئ جيلاً ملهماً قادراً على حمل شعائر دينه بثقة. ويأتي تحدي مؤذن الفريج استجابةً للتفاعل المجتمعي الكبير مع المبادرة في إصداريها الأول والثاني، وفرصة إضافية للأطفال لخوض تجربة الأذان والتمرس عليه بالشكل الصحيح، تمهيداً لرفع الأذان في مساجد الفرجان خلال شهر رمضان المبارك، مضيفاً أن الجائزة الحقيقية هي وقوفهم في المساجد واعتزازهم بإحياء هذه الشعيرة، بما يعزّز فيهم روح الانتماء والهوية الوطنية المستمدة من قيم الدين والارتباط بالمساجد، ويجسّد حرص الدائرة على تلبية احتياجات المجتمع وغرس القيم الدينية في نفوس الناشئة.