ماذا يريد الاحتلال من الاغتيالات الممنهجة لقادة حماس في غزة؟
تاريخ النشر: 24th, March 2025 GMT
غزة– قبل انقضاء 24 ساعة على اغتيالها عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) صلاح البردويل، بقصف خيمته التي كان ينزح فيها بمنطقة المواصي غربي مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة، اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي زميله في المكتب السياسي القيادي إسماعيل برهوم.
واستهدفت طائرة حربية إسرائيلية، الليلة الماضية، برهوم بينما كان يتلقى العلاج في "مجمع ناصر الطبي" بالمدينة.
وأسفرت عملية اغتيال برهوم عن استشهاده على الفور، برفقة قريبه الفتى إبراهيم برهوم. وكان أيضا يتلقى العلاج من جروح سابقة، علاوة على إصابة 8 آخرين من الجرحى والمرضى المنوّمين في قسم الجراحة بالمستشفى، الذي دمرته الغارة وخرج عن الخدمة كليا.
ومنذ عودتها العنيفة للحرب على قطاع غزة، ارتكبت قوات الاحتلال سلسلة من عمليات الاغتيال استهدفت أركان العمل الحكومي والإداري والأمني، وقادة سياسيين في حركة حماس.
حلقة في سلسلة اغتيالات
ولد إسماعيل برهوم، ويكنى بأبي محمد، في مدينة رفح بستينيات القرن الماضي، وعرف عنه تدينه منذ نعومة أظفاره، ويعتبر من الرعيل الأول لحركة حماس منذ تأسيسها إبان الانتفاضة الأولى عام 1987.
إعلانتدرج برهوم في أوساط حركة حماس حتى انتخب في مارس/آذار 2021 عضوا في مكتبها السياسي داخل القطاع.
وتقول أوساط محلية إن برهوم سليل عائلة كبيرة في مدينة رفح توجد في شطري المدينة الفلسطيني والمصري، قدّمت على مدار سنوات طويلة الكثير من الشهداء والجرحى والأسرى، وعرف عنه أنه من رواد العمل الخيري ورجال الإصلاح المجتمعي بالمدينة.
ونعت حركة حماس برهوم، وقالت إنه "كان من رموز العمل الإسلامي والدعوي وأحد أعمدة الحركة في قطاع غزة، ومثالًا في الثبات والعطاء والتجرد، أمضى حياته في خدمة شعبه ودينه وقضيته، وكان وفيّا لفلسطين ومقدساتها، صادق الانتماء، حاضرا في ميادين الدعوة والعمل المجتمعي والإنساني".
واعتبرت حماس في بيان أن "استهداف القائد برهوم وهو يتلقى العلاج داخل أحد أقسام المستشفى، جريمة جديدة تضاف إلى سجل الاحتلال الإرهابي الحافل باستباحة المقدسات والأرواح والمرافق الصحية، وتؤكد من جديد استخفافه بكل الأعراف والمواثيق الدولية، ومضيّه في سياسة القتل الممنهج بحق شعبنا وقياداته".
وقال مدير عام مجمع ناصر الطبي الدكتور عاطف الحوت للجزيرة نت، إن برهوم كان في "قسم الجراحة للرجال" بصفته جريحا يتلقى العلاج من جروح أصيب بها قبل بضعة أيام.
وأضاف "نعمل وفق ضوابط أخلاقية ومهنية وإنسانية، ونعالج كل من يصل المستشفى، سواء صديق أو عدو، ولا نسأل من يحتاج الخدمة الطبية عن ديانته أو هويته، أو الجهة التي ينتمي إليها".
وشدد الحوت على أن لا شيء يبرر جريمة استهداف مستشفى، وقتل جريح أو مريض يتلقى العلاج، علاوة على إصابة جرحى ومرضى وعاملين بالمستشفى، وتدمير قسم الجراحة وإخراجه عن الخدمة كليا، واصفا هذا الاستهداف بأنه "جريمة يندى لها الجبين وتخالف كل القوانين والمواثيق والأعراف الدولية والإنسانية".
إعلانوهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض بها مجمع ناصر الطبي للاستهداف الإسرائيلي المباشر، وكانت قوات الاحتلال قصفت "مبنى التحرير" الخاص بالأطفال والولادة، وأدى ذلك إلى استشهاد طفلة، وتبعه حصار المجمع واقتحامه وتدميره إبان الاجتياح الواسع لمدينة خان يونس في ديسمبر/كانون الأول 2023 واستمر 4 أشهر.
وهذا المجمع يضم 3 مستشفيات تخصصية، وهو الأكبر في القطاع بعد مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، وأحد 3 مستشفيات لا تزال تعمل في جنوب القطاع، فيما أخرج الاحتلال 25 مستشفى عن الخدمة منذ اندلاع الحرب عقب عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
الأخلاق والأديان والقوانين حفظت حقّ العلاج للجريح والأسير -وإن كان مقاتلاً-، إلا إسرائيل، تعتبر نفسها بلطجياً أزعراً فوق كل هذا، وتقصف المستشفيات وتجتاحها بلا حرمات، بتبرير وبلا تبرير، وكان آخرها اغتيال الشهيد إسماعيل برهوم وهو على سرير العمليات في مستشفى ناصر، خلال علاجه من… pic.twitter.com/TOlxkDJAY2
— Saeed Ziad | سعيد زياد (@saeedziad) March 23, 2025
"بهدف الفوضى"يضع مدير عام مكتب الإعلام الحكومي الدكتور إسماعيل الثوابتة عمليات اغتيال أركان العمل الحكومي والإداري والأمني، والقيادات السياسية كذلك، في سياق مساعي الاحتلال لتغييبهم عن إدارة الشأن العام، وإضعاف المنظومة الحاكمة، بهدف شل المؤسسات المدنية والخدمية، وإرباك منظومة الحكم.
وقال الثوابتة للجزيرة نت إن الاحتلال يريد خلق فراغ إداري وأمني، عبر هذه الاغتيالات وتعطيل المؤسسات الحكومية وإضعاف قدرتها على تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين، مما قد يؤدي إلى فوضى إدارية وأمنية.
وبرأي الثوابتة، فإن الهدف الكبير للاحتلال هو زعزعة الاستقرار وإضعاف قدرة الأجهزة الأمنية على ضبط الجبهة الداخلية، وإثارة الفوضى وإرباك المجتمع من خلال استهداف المسؤولين، حيث يسعى الاحتلال إلى إفقاد المواطنين الثقة بالمؤسسات الحكومية وإحداث اضطرابات تؤدي إلى زعزعة استقرار الجبهة الداخلية.
إعلانبيد أن الثوابتة يشدد على قدرة منظومة الحكم في القطاع على إفشال مساعي الاحتلال وأهدافه، وسد الفراغ والمحافظة على الاستقرار الإداري والأمني، من خلال تفعيل منظومة القيادة البديلة وإسناد مهام القادة الشهداء لمسؤولين آخرين لشَغل الأماكن القيادية وضمان استمرارية العمل الحكومي بسلاسة، وضمان استمرارية تقديم الخدمة للمواطنين.
مخططات اليوم التاليويعتقد رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني صلاح عبد العاطي، أن دولة الاحتلال تهدف من وراء "عمليات القتل خارج إطار القانون" واغتيال أركان العمل الحكومي والإداري والقيادات السياسية إلى إحداث فراغ وفوضى.
ويقول إن هذه العمليات تصب "في إطار اليوم التالي الذي ترغب به إسرائيل"، عبر جعل قطاع غزة منطقة غير صالحة للحياة، وطاردة للسكان، من خلال تدمير سبل ومقومات الحياة كافة، وهذا يتطلب أيضا إحداث فوضى عبر اغتيال قيادات العمل الحكومي والتنظيمي والسياسي وإسقاط الحكومة التي تديرها حركة حماس، وتدمير قدرتها الإدارية والأمنية على ضبط الأوضاع داخل القطاع.
ولمواجهة مخطط الفوضى والتهجير، يرى عبد العاطي ضرورة العمل سريعا على تشكيل لجنة إسناد مجتمعية في إطار توافق وطني لضبط الأوضاع في القطاع وتعزيز السلم الأهلي وسبل دعم صمود الغزيين على أرضهم، وقطع الطريق على مخططات الاحتلال، والتي يعمل عليها من خلال الاغتيالات وبالتزامن مع تشكيل هيئة لإدارة تهجير الغزّيين.
أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس الذين استشهدوا بعد طوفان الأقصى.
حماس اكثر الحركات الإسلامية التي تقدمت شهداء من قادتها عبر التاريخ الحديث pic.twitter.com/wcUWMv1tFi
— الرادع المغربي ???????????????????? (@Rd_fas1) March 23, 2025
للضغط على حماسوبرأي مدير "مركز مسارات للدراسات السياسية" هاني المصري، فإن تصفية القيادات السياسية والعسكرية لحماس يأتي في سياق استهداف المفاصل الرئيسية المسؤولة عن إدارة الشأن العام، وتصميم اسرائيل على تحقيق أهدافها بالقضاء على الحركة في قطاع غزة.
إعلانويقول المصري للجزيرة نت إنه "لا يمكن لأي تنظيم أن لا يتأثر بهذه الضربات، لكن في الوقت نفسه، لا يمكن لإسرائيل القضاء على حركة مثل حماس".
غير أن المحلل المعروف يعتقد أن الاغتيالات الأخيرة جاءت بعد استغلال إسرائيل فترة التهدئة بعد اتفاق وقف إطلاق النار في يناير/كانون الثاني الماضي، "كنافذة لجمع معلومات استخباراتية"، لا سيّما بعد ظهور قيادات من الحركة علنا في القطاع، "وربما التراخي في تحركاتها والحفاظ على أمنها"، مما أدى الى تسهيل الوصول إلى عدد منهم.
وفي سياق الضغط العسكري الذي تشنّه إسرائيل بدعم أميركي على قطاع غزة، والذي تركز مؤخرا على استهداف قيادات سياسية وحكومية، تحت عنوان "مطالبة حماس بالاستسلام"، قال المصري إن وجود حماس ضرورة ومصلحة وطنية كوجود كل فصائل العمل الوطني طالما استمر الاحتلال، "وعلى الفلسطينيين جميعا رفض مطلب استسلام حماس".
لكنه دعا الحركة إلى دراسة الواقع ومراجعة التجربة، والعمل من أجل تشكيل حكومة وفاق وطني تتولى المهام والمسؤولية في قطاع غزة "كضرورة لحماية الشعب والمقاومة معا".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات العمل الحکومی إسماعیل برهوم یتلقى العلاج قسم الجراحة فی القطاع حرکة حماس قطاع غزة من خلال
إقرأ أيضاً:
ماذا قالت الفصائل الفلسطينية بمناسبة ذكرى النكبة 77؟
أصدرت فصائل فلسطينية، اليوم الخميس، 15 مايو 2025، بيانات صحفية، بمناسبة الذكرى الـ 77 للنكبة الفلسطينية.
وفيما يلي نص البيانات كما وصلت وكالة سوا:
حركة الجهاد الإسلامي
بيان صادر عن حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بمناسبة ذكرى النكبة :
▪تحلّ الذكرى السابعة والسبعون لنكبة شعبنا الفلسطيني في ظل استعار العدوان الصهيوني الإجرامي بحق شعبنا، بدعم غربي وأمريكي سافر، وصل ذروته في حرب الإبادة المفتوحة بحق أبناء شعبنا في قطاع غزة ، حيث يستهدف مجرمو الحرب في الكيان جميع مناحي الحياة، ولا سيما الأطفال والنساء والمسنين، ويطاردون الصحفيين والأطقم الطبية والمدنية، ويقصفون المستشفيات والمراكز الطبية على من فيها من المرضى والأطقم الطبية، في ظل سياسة تجويع متعمد لما يزيد على مليوني نسمة، وقصف الخيم فوق رؤوس النازحين وحرقهم أحياء أمام أعين العالم.
▪كما يواصلون ارتكاب المزيد من جرائم الحرب في الضفة المحتلة، حيث يعمدون إلى تدمير ممنهج لكل مناحي الحياة، فيتمّ تفجير أحياء بأكملها في مخيمات شمال الضفة، وتخريب متعمد للبنى التحتية، وينفذون عمليات إعدام ميداني في الطرقات، وسط مداهمات للمراكز الطبية والمستشفيات واعتقال المصابين وترويع المرضى وتصفية المقاومين، وانتهاك المقدسات الإسلامية والمسيحية، وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك، بمخططات تلمودية تستهدف تفجيره لبناء الهيكل المزعوم وفرض السيطرة الصهيونية على المقدسات كافة.
▪كما يواصل مطاردة اللاجئين خارج فلسطين، بارتكاب الاغتيالات واستهداف المخيمات تارة، وتارة أخرى بالتحريض على إنهاء وشطب قضية اللاجئين بأساليب شتى، ومنها استهداف وكالة الأونروا .
▪ورغم ذلك كله، يواصل شعبنا العظيم صموده البطولي الذي لفت أنظار أحرار العالم، وأظهر تمسكاً عظيماً بإيمانه ومبادئه وأرضه، فلم يتوان عن المواجهة والمقاومة والصمود، ولا يزال يسجل أروع صور البطولة منذ ما يقرب من عشرين شهراً متواصلة، وما تزال قوى المقاومة في غزة والضفة تواجه آلة القتل الوحشية للعدو وداعميه، وتلحق به الخسائر والإصابات، وتتمسك بصلابة بشروطها لوقف العدوان بكل كبرياء وعنفوان.
▪إننا بهذه المناسبة، وإذ ندين الصمت العربي والدولي، وعجز كل المؤسسات الدولية والعربية، عن وقف هذا العدوان الأشد انحطاطا والأكثر إجراماً في التاريخ المعاصر، فإننا نؤكد أن شعبنا سيخرج من هذه المواجهة أكثر قوة وثباتاً وعنفواناً.
▪فالعالم كله يشهد أنه رغم المجازر الوحشية غير المسبوقة التي ارتكبها الاحتلال وقادته، ورغم كل وسائل القتل التي استخدمها، إلا أنه فشل في تحقيق أي هدف من أهداف عدوانه الآثم، وأن شعبنا الفلسطيني وقواه المقاومة لا يزال يتمسك بمطالبه كاملة، وهو قادر على فرضها وتحقيقها.
▪إننا على يقين إيماني وواقعي، بأنّ الكيان المجرم سيدفع ثمن جرائمه فشلاً وهزيمة وتفككاً وانهياراً، وأنّ سياسات حكومة مجرمي الحرب في الكيان قد دقت مسماراً جديداً في نعش المشروع الصهيوني برمته، رغم العنتريات التي تبديها عبر وسائل الإعلام والتي تكذبها الوقائع.
▪وإننا بهذه المناسبة، نوجه التحية الخالصة إلى كل الذين ساندوا شعبنا في مواجهة هذا العدوان، وفي مقدمتهم أهلنا الشرفاء الأوفياء والشجعان في اليمن، والأخوة المجاهدين في حزب الله، والأخوة في الجمهورية الإسلامية في إيران، وكل القوى والفعاليات التي ساندت شعبنا بأية وسيلة من الوسائل.
▪وإننا على يقين بأنّ تحرير أرضنا كلها، من نهرها إلى بحرها، بات أقرب من أي وقت مضى..
حركة حمـــاس:
حركة حماس - بيان صحفي
في الذكرى الـ 77 للنكبة: لا نكبة ولا تهجير جديد لشعبنا، وتلاحم شعبنا مع مقاومته أفشل كل مخططات العدو، وهو السبيل لدحر الاحتلال وتحقيق التحرير والعودة
تأتي الذكرى السَّابعة والسَّبعون للنكبة الأليمة هذا العام، في وقتٍ تصعّد فيه حكومة الاحتلال الفاشية عدوانها الوحشي وحرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا في قطاع غزَّة وفي الضفة الغربية و القدس المحتلة، منذ ما يقارب عامين، ارتكبت خلالها أفظع المجازر المروّعة وجرائم القتل والتجويع ضد أكثر من مليوني إنسان في غزَّة، لكنَّ ذلك كلّه لم يفلح في كسر إرادة شعبنا وقوَّة وبسالة مقاومتنا؛ فالصمود الأسطوري لأهلنا وثباتهم على أرضهم وتلاحمهم مع المقاومة أحبط وأفشل كل مخططات العدو، ممّا يشكّل رسالة واضحة للاحتلال وداعميه، ولكل المراهنين على تثبيت أقدام الغزَّاة على أرضنا وتصفية قضيتنا العادلة.
إنَّنا في حركة حماس وفي ذكرى النَّكبة السَّابعة والسَّبعين، نترحّم على أرواح شهداء شعبنا الذين ارتقوا خلال سنوات الاحتلال الممتدّة، وأرواح القادة الشُّهداء، وقوافل شهداء شعبنا في معركة طوفان الأقصى في غزَّة والضفة والقدس وفي أمَّتنا الإسلامية، الذين امتزجت دماؤهم وتعانقت أرواحهم في هذه المعركة الخالدة، وأضحت مسيرتهم وجهادهم واستشهادهم منارةً لكلّ الأحرار حول العالم، ووقوداً لشعبنا في معركته المستمرة ضدّ العدو.
ونؤكّد ما يلي:
أولاً: لا شرعية ولا سيادة للاحتلال على أي جزء من أرضنا المحتلة، وسيمضي شعبنا مدافعاً عنهما بالمقاومة الشاملة، حتى تحرير كل فلسطين وإقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس.
ثانياً: إنَّ التداعي لتوحيد الصف الوطني والتوافق على استراتيجية نضالية موحّدة تجمع الكل الفلسطيني، لهو واجب الوقت، في ظل التحديات التي تعصف بقضيتنا الوطنية، واستثماراً لحالة الالتفاف الشعبي حول مشروع المقاومة، والتأييد العالمي لقضيتنا العادلة، الّذي ظهر جليّاً في معركة طوفان الأقصى.
ثالثاً: إنَّ الاحتلال الصهيوني المستمر منذ 77 عاماً، وعدوانه وجرائم الإبادة الجماعية التي يتعرّض لها أهلنا في قطاع غزَّة منذ ما يقارب عامين، يفضح الانحياز الأمريكي والغربي، ويشكّل وصمة عار لن تمحى على كل الصامتين والمتقاعسين عن تجريمها ووقفها.
رابعاً: القدس والمسجد الأقصى المبارك هما عنوان الصراع مع العدو، ولا شرعية ولا سيادة له على شبرٍ منهما؛ فالمسجد الأقصى المبارك كان وسيبقى إسلامياً خالصاً، وسيظلّ شعبنا متمسكاً بمدينة القدس عاصمة أبدية لفلسطين، ولن يسمح بطمس معالمهما وتغيير حقائق التاريخ والواقع.
خامساً: استمرار معاناة ملايين اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات، داخل فلسطين وفي الشتات، يتحمّل مسؤوليته المباشرة الاحتلال الصهيوني، وإنَّ حقّهم المشروع في العودة إلى ديارهم التي هجّروا منها لا يمكن التنازل عنه أو التفريط فيه، وهنا نؤكّد رفضنا لاستهداف وكالة الأونروا وتغييب دورها، وندعو الأمم المتحدة ومؤسساتها إلى تحمّل مسؤولياتهم القانونية والإنسانية في دعم حقوق اللاجئين وإغاثتهم وتوفير الحياة الكريمة لهم، حتّى تحقيق عودتهم.
سادساً: سنبقى الأوفياء لأسرانا الأحرار حتى تحريرهم، ونحذّر الاحتلال من تصعيد جرائمه ضدّهم، ونحمّله المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى والمعتقلين في سجونه منذ السابع من أكتوبر العام الماضي، وندعو الأمم المتحدة وكل المؤسسات الحقوقية والإنسانية إلى التدخّل الجاد لتجريم ووقف الجرائم المُمنهجة ضدَّهم.
سابعاً: نؤمن أنَّ وحدة وأمن واستقرار دولنا العربية والإسلامية هي العمق الاستراتيجي لقضيتنا، وعامل مهم في تعزيز التضامن معها، ونؤكد أنَّ تطبيع بعض الدول علاقاتها مع العدو الصهيوني سيضعف قوّتها ويخترق أمنها القومي، ويهدّد مصالح شعوبها، وهنا ندعوها إلى مراجعة هذا المسار الخاطئ، وعدم السماح بدمج هذا الكيان الإرهابي في جسم أمَّتنا.
ثامناً: نحيّي المشاركة المشرّفة لكل قوى أمتنا في لبنان واليمن والعراق في إسناد شعبنا ومقاومتنا، ونثمّن كلّ المواقف الرَّسمية والشعبية الرافضة للعدوان الصهيوني على قطاع غزّة، والحراك العالمي المتضامن مع شعبنا وقضيتنا العادلة، وندعو كل الجماهير والفعاليات التضامنية والمؤيّدة للحق الفلسطيني إلى مواصلة وتعزيز هذا التضامن والتأييد بكل الوسائل، في كل عواصم ومدن وساحات العالم، والضغط على الدول والحكومات الداعمة للاحتلال، حتّى يتوقف العدوان الصهيوني على قطاع غزَّة.
الرَّحمة للشهداء، والشفاء العاجل للجرحى والمرضى، والحريّة القريبة لأسرانا ومعتقلينا في سجون العدو، والنَّصر المبين لشعبنا، بإذن الله وقوّته، وإنَّه لجهادٌ، نصرٌ أو استشهاد.
حركة فتــــح:
قالت حركة التحرير الوطنيّ الفلسطينيّ (فتح) إنّ شعبنا الفلسطينيّ لن يُغادر أرضه وسيظلّ متجذرا فيها، وسيجابه مخططات الضم والتهجير بالبقاء والتجذير حتّى انتزاعه لحريّته واستقلاله، وتجسيد دولته المستقلّة كاملة السّيادة وعاصمتها القدس الشريف.
وأضافت (فتح) في بيان صادر عن مفوضيّة الإعلام والثقافة والتعبئة الفكريّة، اليوم الخميس، لمناسبة الذكرى الـ(77) للنكبة الفلسطينيّة أنّ ما تعرّض له الشعب الفلسطينيّ -ولا يزال- من جرائم تطهير عرقيّ نفّذتها منظومة الاحتلال الاستعماريّة من خلال ميلشياتها الإرهابيّة دليلٌ على تطبيق مقولات المشروع الصهيونيّ الإحلاليّ (أرضٌ بلا شعب لشعب بلا أرض) في تعارضٍ سافر مع الحقائق التاريخيّة التي تدحض هذه المقولات، وتكشف زيفها وتضليل الآلة الدعائيّة لمنظومة الاحتلال.
وأكّدت، أنّ هذه الذكرى تتزامنُ وما يتعرّض له شعبنا في قطاع غزّة والضّفة الغربيّة، بما في ذلك؛ العاصمة القدس من حرب إبادة إسرائيليّة ممنهجة منذ السّابع من تشرين الأوّل/ أكتوبر 2023 تمثّلت باقتراف منظومة الاحتلال للمجازر الجماعيّة، وتدمير الأحياء السكنيّة ودور العبادة ومراكز الإيواء والبنى التحتيّة، وإجبار الأهالي على النزوح من أماكن سكناهم، ومنع إدخال المساعدات الإنسانيّة ضمن سياسة التجويع والحرمان؛ ما نجم عنه استشهاد وإصابة الآلاف المؤلّفة من المدنيين في مسعى من منظومة الاحتلال لفرض مخطط التهجير والترحيل، مردفةً أنّ التهجير بكافّة مسمّياته يعدُّ تهجيرًا يتنافى مع القانون الدولي والمواثيق الدولية والمعاهدات ذات الصّلة، داعيةً المجتمع الدولي إلى الوقف الفوريّ لحرب الإبادة، وإلزام منظومة الاحتلال بالانصياع لقرارات محكمة العدل الدولية، ومحاسبة قادة ومسؤولي الاحتلال على ما يرتكبونه من جرائم حرب بحقّ الشعب الفلسطينيّ.
وبيّنت (فتح)، أنّ شعبنا لن يتنازل عن حقّه بالعودة والتعويض استنادا إلى القرار الدولي رقم (194) الصادر عام 1948، موضحةً أنّ مساعي منظومة الاحتلال لتصفية حقّ العودة؛ عبر سياسة الهدم الاقتلاعي للمخيّمات في شمال الضّفة الغربيّة (جنين- طولكرم- نور الشمس)، وتصنيف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وعرقلة عملها؛ لمنعها من تقديم الخدمات الأساسيّة والرعاية للاجئين في المخيّمات لن يكون مآلها إلّا تشبّث اللاجئين الفلسطينيين بحقوقهم، وبالحفاظ على المخيّمات باعتبارها شاهدًا حيًّا على نكبة الشعب الفلسطينيّ.
وأوضحت، أنّه بالتوازي مع ما يتعرّض له شعبنا من حرب إبادة شعواء؛ فإنّ منظومة الاحتلال تواصل انتهاكاتها السافرة والمريعة بحقّ أسرانا وأسيراتنا في معتقلات الاحتلال؛ من خلال الاعتقال الإداريّ والقمع والتنكيل والعزل ومنع الزيارات العائليّة الإنسانيّة والحرمان من أبسط الاحتياجات الإنسانيّة، يضاف إلى ذلك سياسة الإعدام الطبيّ للأسرى المرضى، بمحاذاة سياسة الإخفاء القسريّ لأسرى قطاع غزّة، مُطالبةً المجتمع الدولي والمنظّمات الحقوقيّة بإلزام منظومة الاحتلال بالإذعان لاتفاقيّة (جنيف) الرابعة والاتفاقات والمعاهدات ذات العلاقة.
وأفادت (فتح)، بأن سياسة التوسُّع الاستيطانيّ في الضّفة الغربيّة بخلاف أنّها غير شرعيّة وتنتهك القانون الدولي؛ فإنّها لن تبدّد أو تغيّر الحقائق والوقائع، موردةً أنّ التمدد الاستيطانيّ في الأراضي الفلسطينيّة، والذي يحظى بتمويل مركزيّ من حكومة الاحتلال، مستندًا إلى سلسلة من التشريعات العنصريّة التي يواصل برلمان الاحتلال إقرارها بشكل متسارع لن يكون مآله إلّا التفكّك أمام صمود شعبنا الذي يُعيد بناء ما هدمه الاحتلال من بيوت ومنازل ومنشآت، ويمارس حقّه بالمقاومة لمحاولات اجتثاثه من أرضه في كافّة الساحات والميادين.
وأردفت، أنّ حرب الإبادة الإسرائيليّة لا تستثني العاصمة القدس التي تتعرّض لحملات طمس هويّتها العربيّة والفلسطينيّة؛ عبر سياسات التهويد والأسرلة، والاعتداء على المقدّسات الإسلاميّة والمسيحيّة، واقتحام المسجد الأقصى المبارك بقيادة وزراء من حكومة الاحتلال، وتقييد وصول المصلين والتنكيل بهم، بالتزامن مع الهدم المتواصل لمنازل المواطنين ومنشآتهم بذريعة عدم الحصول على التراخيص، وإثقال كاهل التجّار بالضرائب في محاولةٍ لاقتلاع الوجود العربيّ والفلسطينيّ، مشيرةً إلى شعبنا بكافّة مكوّناته سيحافظ على هويّته ومقدّساته الإسلاميّة والمسيحيّة، ولن يخضع لمساعي "الأسرلة"، ولن يقبل إلّا بالقدس عاصمةً لدولته الفلسطينيّة، مؤكّدة اعتزازها بصمود شعبنا في القدس وتضحياته الجسام.
ودعت (فتح) إلى الاصطفاف الوطنيّ خلف منظّمة التحرير الفلسطينيّة وقيادتها الشرعيّة وبرنامجها السياسيّ باعتبارها الممثّل الشرعيّ والوحيد لشعبنا الفلسطينيّ، والتصدي لمحاولات خلق البدائل عنها، والعبث بالقرار الوطنيّ المستقل، واختراق المشروع الوطنيّ الفلسطينيّ، مؤكّدةً أنّ (م.ت.ف) هي منجزٌ وطنيٌّ لشعبنا الفلسطينيّ، وحصيلة تضحياته ونضاله الوطنيّ، محذّرةً من أنّ أيَّ مساس بوحدة شعبنا السياسيّة والكيانيّة والجغرافيّة يعدّ تماهيا مع مشاريع الاحتلال التصفويّة.
ووجّهت (فتح)، التحيّة المملؤة بالفخر والاعتزاز إلى أرواح شهداء شعبنا وجرحاه وأسراه وأسيراته، معاهدةً إياهم على مواصلة النضال الوطنيّ والمقاومة حتّى انتزاع حقوق شعبنا الوطنيّة وحريّته واستقلاله.
كما وجّهت، التحيّة إلى جماهير شعبنا في الوطن والشّتات والداخل المحتل الذين لم يتونوا عن تقديم التضحيات الجسام دفاعًا عن حقوقهم وأرضهم وتاريخهم وهويّتهم ووحدتهم.
لجان المقاومة في فلسطين:
تصريح صحفي صادر عن لجان المقاومة في فلسطين :
في الذكرى السنوية ال 77 للنكبة.
77 عاما على إغتصاب العدو الصهيوني أرضنا التاريخية وعلى نكبة وتهجير شعبنا ولا يزال شعبنا ثابتا على أرضه متمسكاً بحقوقه مدافعا عن هويته ومقدساته مسطرا أروع نماذج البطولة والتضحية والصبر والجهاد والفداء .
77 عاما ستظل شاهدا على صمود شعبنا العظيم وبسالة وقوة وبأس مقاومتنا وإلتفاف شعبنا حول مشروع المقاومة الشاملة سبيلاً لتحرير الأرض والمقدسات رغم النفاق والتخاذل الدولي .
رغم ألم النزوح والتهجير والقتل والتشريد والقصف اليومي وحرب التجويع والتعطيش والإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي يمارسها العدو الصهيوني بدعم من رأس الشر والإرهاب الأمريكي ودول الغرب الظالم في ظل تواطؤ وصمت وخذلان دولي ستتحطم كل أحلام وأوهام الكيان الصهيوني وقادته المجرمين وسينتصر شعبنا في غزة وكل ربوع فلسطين .
النكبة الفلسطينية المتواصلة منذ 77 عاما بفعل آلة الإجرام والارهاب والقتل الصهيونية وحرب الابادة الجماعية التي يشنها الكيان الصهيوني منذ أكثر من 19 شهرا في قطاع غزة تشكل وصمة عار على جبين كل الصامتين والمتخاذلين في فضحها وتجريمها والعمل على وقفها .
دعم وإنحياز الإدارات الأمريكية المتعاقبة للعدوان والإجرام الصهيوني المتواصل في قطاع غزة والضفة والقدس وسياسة إزدواجية المعايير التي تمارسها القوى الغربية والتطبيع والتخاذل والصمت العربي والإسلامي يجعلهم جميعا شركاء في المسؤولية عنا يتعرض له شعبنا من إبادة ومذابح وقتل ومخططات ومؤامرات خبيثة تستهدف وجوده وقضيته العادلة.
معركة طوفان الأقصى إمتداد طبيعي لمقاومة شعبنا وحقه المشروع في الدفاع عن أرضه ومقدساته ومحطة مفصلية وهامة على طريق التحرير وإستعادة الحقوق المغتصبة.
نتوجه بالتحية والفخر والإعتزاز لأهلنا الصابرين المرابطين الصامدين في قطاع غزة وجنين وطولكرم وسلفيت و نابلس وقلقيلية و رام الله وكافة مدن ومخيمات وقرى فلسطين وهم يواصلون كتابة مجد فلسطين والأمة وصناعة ملحمة أسطورية في الثبات رغم التضحيات الجسام.
نتوجه بالتحية لأرواح الشهداء من القادة والجند في فلسطين ولبنان واليمن والعراق وإيران وإلى كل من وقف بجانبنا من ابناء أمتنا العربية والإسلامية الذين قدموا أرواحهم ودماؤهم فداء لفلسطين والقدس وكتبوا بدمائهم الزكية تلاحم وترابط وتكاتف المقاومة في كل ساحات المواجهة والإشتباك والإسناد والدعم لشعبنا ومقاومته .
لجان المقاومة في فلسطين .
الخميس 17 من ذي القعدة لعام 1446 هجرية الموافق 15 مايو / آيار 2025م
جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025