القدس المحتلة - صفا

حذر مجلس الإفتاء الأعلى من تداعيات الاقتحامات والاعتداءات التي تنفذها عصابات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك بحماية من سلطات الاحتلال الإسرائيلي.

وقال المجلس، إن المسجد الأقصى يمر حاليًا بواقع مؤلم وخطير، ليس لأن الاحتلال استطاع الوصول إلى مرحلة متقدمة في سيطرته عليه، بل لأن سلطات الاحتلال باتت تنفذ خطوات متلاحقة إيذانًا لتنفيذ بناء هيكلهم المزعوم.

ونبه إلى أن مسؤولين لدى سلطات الاحتلال يشاركون في هذه الاقتحامات التي لن تغير من الوضع القانوني والديني والتاريخي القائم في الأقصى، لكن استمرار السكوت عنها سيأتي بكوارث جمة وصعبة.

جاء ذلك خلال عقد جلسته (220)، برئاسة المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، رئيس مجلس الإفتاء الشيخ محمد حسين.

ودعا المجلس الطامعين والباحثين عن تاريخ مزور لهم إلى أن يصحوا من كوابيسهم، فالمسجد الأقصى وقف إسلامي للمسلمين في العالم أجمع، وسوف يدافعون عنه بما أوتوا من قوة.

وعلى صعيد الاعتداء على رموز الدين الإسلامي ومقدساته، دعا إلى اتخاذ إجراءات جدية تجاه من يتسترون بحرية التعبير عندما يحرقون المصحف الشريف.

وأكد أن هذه الجريمة المقيتة والبغيضة لا يمكن السكوت عنها، لأنها العنصرية بعينها، الأمر الذي يؤجج مشاعر الكراهية والعنف بين الناس، ويدفع إلى حرب دينية يتعذر إخمادها.

وفي سياق التضييق على الفلسطينيين، قال المجلس إن ما تقوم به سلطات الاحتلال من هدم للمنازل، ومصادرة للبيوت والأراضي، واقتلاع للأشجار، والسيطرة على الموارد الطبيعية الفلسطينية واستغلالها، ونهب للمياه، ما هو إلا تطهير عرقي وعنصري بغيض.

وحذر من الهجمة الاستيطانية ضد الأراضي الفلسطينية، مؤكدًا ضرورة التصدي للسرطان الاستيطاني بأشكاله كافة.

من جانب آخر، أكد مجلس الإفتاء الفتوى الصادرة عنه، بخصوص تحريم المشاركة أو الترشح لانتخابات بلدية الاحتلال المحتلة.

وعلل ذلك بمخالفة هذه المشاركة الصريحة والواضحة للشرع والإجماع الوطني الرافض لها، كون البلدية الذراع الأولى لسلطات الاحتلال في تنفيذ المشاريع الاستيطانية والتهويدية في المدينة، وتضييق سبل العيش والسكن على المواطنين، وفرض الضرائب الباهظة عليهم.

وأكد أن مدينة القدس محتلة، وهي عربية إسلامية، وهذا ما أكدته القوانين الدولية التي تعد القدس وسائر الأراضي الفلسطينية محتلة.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: الأقصى سلطات الاحتلال

إقرأ أيضاً:

محافظة القدس: 9820 مستوطناً اقتحموا الأقصى خلال موسم الأعياد اليهودية

القدس المحتلة - صفا

أكدت محافظة القدس أن المسجد الأقصى المبارك شهد خلال موسم الأعياد اليهودية الأخيرة تصعيدًا غير مسبوق في وتيرة الاقتحامات، إذ بلغ عدد المقتحمين خلال الأعياد الأربعة -  رأس السنة العبرية، ويوم الغفران، وعيد العُرش، وبهجة التوراة - نحو 9820 مستوطناً اقتحموا باحات المسجد تحت حماية مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وأوضحت المحافظة في بيان صحفي صدر الثلاثاء، أن هذه الدورة من الأعياد شكّلت منعطفًا خطيرًا في مسار الانتهاكات الإسرائيلية ضد المسجد الأقصى، بعدما حوّلت الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة هذه المناسبات إلى غطاء سياسي وديني لمشروع تهويدي يستهدف قلب المدينة المقدسة، في محاولة لفرض وقائع جديدة وتقويض الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد.

وبدأت الاقتحامات مع ما يسمى رأس السنة العبرية بين 22 و24 أيلول/سبتمبر الماضي، إذ اقتحم 1317 مستوطناً باحات الأقصى على مدار ثلاثة أيام متتالية، ونفذوا جولات استفزازية وأدوا طقوس تلمودية علنية في المنطقة الشرقية، شملت الغناء والنفخ في البوق (الشوفار)، وارتداء ما يسمى "لباس التوبة" الأبيض، وهو زي توراتي يرمز إلى طبقة الكهنة، في محاولة لفرض مظهر ديني توراتي داخل المسجد، وسط تشديدات عسكرية ومنع المصلين من الدخول، فيما أطلقت منظمة "بيدينو" الاستيطانية المتطرفة دعوات لاقتحامات جماعية لتحقيق رقم قياسي جديد في أعداد المقتحمين.

وفي يوم الغفران الذي صادف 1 و2 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، تصاعدت الانتهاكات لتأخذ طابعًا سياسيًا ودينيًا أكثر خطورة، إذ اقتحم 547 مستعمرًا باحات الأقصى عشية العيد، وتبعهم 468 آخرون في اليوم التالي، وأدى المستوطنون طقوس "كفّارة الدجاج" في محيط المسجد، بينما فرضت سلطات الاحتلال حصارًا مشددًا على المدينة وأغلقت شوارعها ونصبت الحواجز الحديدية والإسمنتية عند مداخل الأحياء والبلدات المقدسية، ما تسبب في شلل شبه كامل في الحركة، وأجبر أصحاب المحلات التجارية على إغلاقها قسريا.

أما عيد العُرش اليهودي، الذي امتد من 6 حتى 13 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، فقد شهد ذروة الاقتحامات والانتهاكات، إذ وثّقت المحافظة اقتحام 7119 مستعمرًا للمسجد الأقصى، في زيادة لافتة على الأعوام السابقة، ورصدت أداء طقوس تلمودية علنية داخل باحات المسجد، من بينها تقديم القرابين النباتية، وأداء صلوات الكهنة، والقراءة من التوراة، والرقص والغناء الجماعي قرب المصلى القبلي.

وشارك في هذه الاقتحامات عدد من المسؤولين الإسرائيليين، من بينهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزير التراث عميحاي إلياهو، وعضو الكنيست إسحاق كرويزر، الذين أطلقوا تصريحات عدوانية تزعم السيادة اليهودية على المسجد الأقصى، في تجاوز صارخ لكل الأعراف والقرارات الدولية.

وفي صباح اليوم الثلاثاء، ومع ما يسمى "عيد بهجة التوراة"، اقتحم المتطرف بن غفير المسجد الأقصى للمرة الثانية خلال أسبوع، برفقة 369 مستوطناً، وأدّوا طقوسًا تلمودية علنية داخل الباحات، وسط حماية مكثفة من شرطة الاحتلال التي منعت المصلين من الدخول.

وأشارت المحافظة إلى أن سلطات الاحتلال أبعدت عشرات المقدسيين عن المسجد الأقصى قبيل موسم الأعياد، بينهم مرابطون وناشطون، في خطوة تهدف إلى تفريغ المسجد أمام المستوطنين، فيما لا تزال أوامر الإبعاد سارية المفعول بحق معظمهم، وبعضها جرى تجديده لفترات تمتد لأسابيع وشهور.

وأكدت محافظة القدس أن ما يجري في المسجد الأقصى يشكل تصعيدًا خطيرًا وممنهجًا يهدف إلى فرض التقسيم الزماني والمكاني للمسجد وتغيير طابعه الإسلامي الخالص، ضمن سياسة تهويدية تستهدف المدينة وسكانها الأصليين، محذّرة من أن استمرار هذا النهج العدواني ينذر بانفجار شامل يهدد استقرار المنطقة بأكملها.

واختتم البيان بالتأكيد على أن القدس ستبقى عربية الهوية وعاصمة أبدية لدولة فلسطين رغم كل محاولات التهويد والإقصاء، داعيًا الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الدولية إلى التحرك الفوري لوقف الانتهاكات وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المحتلة.

مقالات مشابهة

  • مستوطنون يقتحمون الأقصى ويؤدون طقوسًا تلمودية
  • محافظة القدس: 9820 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى خلال موسم الأعياد اليهودية
  • محافظة القدس: 9820 مستوطناً اقتحموا الأقصى خلال موسم الأعياد اليهودية
  • 9820 مستوطنا اقتحموا "الأقصى" خلال موسم الأعياد اليهودية الأخيرة
  • بن غفير يقتحم المسجد الأقصى للمرة الثانية خلال أسبوع
  • عشرات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى
  • مستوطنون يقتحمون الأقصى بحماية الاحتلال
  • مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى لتنفيذ جولات استفزازية
  • 733 مستوطنًا يقتحمون الأقصى بسابع أيام "عيد العرش"
  • مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في اليوم السابع من "عيد العرش"