رجّحت مصادر متطابقة لـ(السوداني)، موافقة الحكومة السودانية على وقف إطلاق نار مشروط بانسحاب قوات الدعم السريع بشكل كامل من ولايات الخرطوم وكردفان ومحيط الفاشر، لكن وزير الخارجية السفير علي يوسف نفى في حديثه لـ(السوداني)، موافقة الحكومة على وقف إطلاق نار مقابل سحب قوات الدعم السريع، وأضاف: “هذه المعلومات غير صحيحة”، وأوضح أنّ ما حدث هو “تنفيذ اتفاق جدة بالقوة بطرد قوات الدعم السريع من الخرطوم ومناطق أخرى”.



ويحقق الجيش السوداني تقدماً في محاور عدة، حيث تمكن من استرداد أجزاء واسعة من العاصمة الخرطوم وكامل ولاية الجزيرة وفك حصار مدينة الأبيض ـ شمال كردفان، فضلاً عن استرداد كامل ولاية سنار والنيل الأبيض، مكبداً المليشيا خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.

ولم تستبعد ذات المصادر، أن تكون الأمم المتحدة هي من تقف خلف موافقة الحكومة السودانية، والترتيب لعملية سياسية “حوار سوداني ـ سوداني”، يقوده المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة رمطان لعمامرة.

وقال وزير الخارجية السوداني، إنهم لم يتلقوا “أي مبادرة سواء من المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة رمطان لعمامرة أو من منظمة الإيغاد”، ونوه إلى أن السودان لم ينهِ تعليق نشاطه حتى الآن بها “إيغاد”.

وفي وقتٍ سابقٍ، قطع كل من رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وقائد مليشيا الدعم السريع حميدتي، بعدم وجود أي مفاوضات لإنهاء الحرب بينهم.

وقدم السفير الحارث إدريس، مندوب السودان لدى الأمم المتحدة، رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش بتاريخ 10 مارس الماضي، جاء فيها: “صاحب السعادة، أتشرف بأن أحيل إلى معاليكم مرفقاً الوثيقة المعنونة خارطة الطريق الحكومية، والتي تتضمن بإيجاز رؤية حكومة السودان بشأن تحقيق السلام والاستقرار في البلاد في ظل التطورات الراهنة. تعكس هذه الخارطة التزام السودان بالتعاون مع الأمم المتحدة لتحقيق الأمن والاستقرار، وتتضمن خطوات عملية تهدف إلى وقف النزاع، وإعادة النازحين، واستئناف الحياة العامة، وترتيبات المرحلة الانتقالية لما بعد الحرب. وفي هذا السياق، نأمل أن تُحظى هذه الوثيقة باهتمامكم وتلقي الدعم اللازم من الأمم المتحدة ومجلس الأمن. وإذ أحيل لكم هذه الوثيقة، فإنني أؤكد استعداد السودان للعمل مع الأمم المتحدة لدعم تنفيذ هذه الخُطة وتحقيق السلام والاستقرار في البلاد”.

وجاء في خارطة الطريق الحكومية: “في ظل التطورات السريعة التي تشهدها الأحداث في السودان، يود السودان أن يقدم شكره وتقديره للجهود الكبيرة التي تبذلها الأمم المتحدة لدعم السلام والاستقرار في البلاد، إننا في السودان نرحب بجهود الأمم المتحدة في دعم عملية السلام وتعزيز الاستقرار والأمن بالبلاد، كما نثمن دورها في توفير المساعدات الإنسانية للسودانيين المتأثرين بالحرب التي فرضتها مليشيا آل دقلو الإرهابية على الشعب السوداني، ونؤكد على أهمية التعاون بين السودان والأمم المتحدة لتحقيق السلام والاستقرار في البلاد، ونؤيد الجهود التي تهدف إلى تعزيز هذا التعاون، كما نأمل أن تستمر الأمم المتحدة في دعمها لمسيرة السلام والاستقرار والتحول المدني الديمقراطي، وأن نعمل معاً لتحقيق هذا الهدف النبيل”.

وتتبنى حكومة السودان خارطة الطريق، بحيث يمكن أن يكون هنالك وقفٌ لإطلاق النار، ولكن يجب أن يتخلله الانسحاب الكامل من ولاية الخرطوم وكردفان ومحيط الفاشر والتجمع في ولايات دارفور التي يمكن أن تقبل بوجود المليشيا في مدة أقصاها 10 أيام.

وشددت الحكومة على بداية عودة النازحين ودخول المساعدات الإنسانية على ألّا تزيد مدة تنفيذ هذا الأمر عن ثلاثة أشهر.

وأكدت على ضرورة استعادة الحياة ودولاب العمل في مؤسسات الدولة المختلفة مع صيانة البنى التحتية الضرورية مثل المياه والكهرباء والطرق والصحة والتعليم، على ألّا تزيد مدة تنفيذ هذا الأمر عن ستة أشهر.

وطالب السودان بتوفير الضمانات اللازمة والتعهدات بإنفاذ الخطوات السابقة بضمان ورقابة جهة يتم الاتفاق عليها مع الأمم المتحدة.

وأكدت خارطة الطريق، بأنه بعد إكمال الأشهر التسعة أعلاه، يمكن الدخول في نقاش وتفاوض مع الجهة الراعية حول الآتي:

1.مستقبل المليشيا المتمردة.

2.تشكيل حكومة من المستقلين تشرف على فترة انتقالية تتم فيها إدارة الدولة بعد الحرب.

3.إدارة حوار سوداني – سوداني شامل داخل السودان ترعاه الأمم المتحدة ولا يستثني أحداً، يقرر خلاله السودانيون مستقبل بلادهم.  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الأمم المتحدة الدعم السریع خارطة الطریق

إقرأ أيضاً:

قلق دولي على الوضع في السودان.. تراجع القتال في محاور «كردفان»

البلاد (الخرطوم)
تشهد ولايات كردفان السودانية تحولاً لافتاً في المشهد الميداني، مع تراجع نسبي لحدة القتال في عدد من المحاور، يقابله تصاعد في حالة عدم اليقين بشأن السيطرة الميدانية، وسط حضور أممي متنامٍ وتحذيرات من كارثة إنسانية غير مسبوقة.
وشن الجيش السوداني غارات بطائرات مسيّرة على تجمعات لقوات الدعم السريع في منطقة المزروب بشمال كردفان، في وقت سُجّل فيه انخفاض واضح في وتيرة الاشتباكات بمحوري أم سيالة وبارا، بينما يسود هدوء حذر في مدينة بابنوسة، حيث يبقى الجيش في حالة استعداد لصدّ أي محاولة تقدم.
ورغم تراجع القتال، لا تزال خطوط المواجهة محمّلة بالتوتر، خصوصاً في بارا التي تحولت إلى محور رئيسي للخلاف بين الطرفين.، فقد أعلنت قوات موالية للجيش دخولها إلى جبرة الشيخ وأم سيالة، ثم وصولها إلى داخل بارا، قبل أن تسارع قوات الدعم السريع إلى نفي ذلك، وتنشر صوراً تقول إنها تُظهر تدمير معدات عسكرية للجيش، مؤكدة مقتل مئات الجنود في اشتباكات وقعت بأم سيالة. وعلى الجانب الآخر، بثّ عناصر من الجيش صوراً لهم داخل سوق بارا، بما يشير إلى استمرار المعركة على مستوى السرديات العسكرية.
المشهد السوداني المشحون دفع الأمم المتحدة إلى تكثيف حضورها، حيث زار وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية توم فليتشر مناطق في دارفور وشمال كردفان، واصفاً دارفور بأنها “مركز المعاناة الإنسانية في العالم” و”مسرح جريمة محتملة”، في تحذير يعكس حجم الكارثة.
وأكد فليتشر أن الأمم المتحدة أحرزت تقدماً في إرسال فرق ميدانية إلى مدينة الفاشر، لافتاً إلى غياب أي تقديرات موثوقة بشأن عدد القتلى، رغم الحديث عن مئات الآلاف العالقين في طويلة، وصعوبة خروج السكان من الفاشر نتيجة تصاعد العمليات العسكرية.
وتستمر الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في حصد الأرواح وإشعال مزيد من الفوضى، إذ أدت حتى الآن إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 12 مليون شخص، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.

مقالات مشابهة

  • خبير عسكري: الجيش السوداني يعاني وغير قادر على مواجهة الدعم السريع
  • الدعم السريع ترحب بوساطة ترامب لإنهاء الحرب في السودان وتتعهد بالتعاطي بإيجابية مع الطرح
  • الجيش السوداني ينفذ ضربة بالمثلث الحدودي والدعم السريع ترحب بجهود ترامب
  • قوات الدعم السريع ترحب بإعلان ترامب بشأن إنهاء الحرب في السودان
  • قوات الدعم السريع تعلن الاستجابة لمبادرات وقف الحرب
  • السودان.. «الدعم السريع» تعلن استجابتها الكاملة لمبادرات وقف الحرب
  • رئيس الوزراء السوداني: مستعدون لانخراط جاد مع الرياض وواشنطن لإحلال السلام
  • انفجار جبهة الأبيض.. الجيش السوداني يكتسح غرب المدينة .. والدعم السريع يفر نحو دارفور
  • عاجل: المبعوث الأممي من سلطنة عُمان يطالب بإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن
  • قلق دولي على الوضع في السودان.. تراجع القتال في محاور «كردفان»