سيناتور أمريكية: الأوكرانيون أنقذوا أرواح الأمريكيين في حرب العراق
تاريخ النشر: 3rd, April 2025 GMT
أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- استذكرت السيناتور الجمهورية الأمريكية جوني إرنست، الخميس، فترة عملها كقائدة سرية في الكويت، قائلةً إن أرواح القوات الأمريكية أُنقذت بفضل الأوكرانيين الذين انتشروا إلى جانب الولايات المتحدة، مؤكدةً أن الأوكرانيين "كانوا إلى جانبنا".
خدمت إرنست في الحرس الوطني، وأوضحت أنه عندما أُرسلت إلى الكويت كقائدة سرية نقل، كانت القوات الأوكرانية تتمركز في النصف الآخر من المعسكر الذي كانت تتمركز فيه هي وقواتها.
وقالت إرنست، خلال جلسة استماع في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، للجنرال كريس كافولي قائد القيادة الأمريكية الأوروبية: "عندما شاركتُ في عملية تحرير العراق (2003) كقائد سرية نقل، تمركزنا في قاعدةً بالكويت. وسَيَّرنا قوافل عبر الكويت وجنوب العراق. في هذا المعسكر الفرعي في الكويت".
وأضافت: "كان نصفه من الأمريكيين، فهل يمكنك تخيُّل من النصف الآخر من ذلك المعسكر؟ ليس عليك معرفة هذا. النصف الآخر من المعسكر كان من الجنود الأوكرانيين. لماذا كان الأوكرانيون هناك؟ لم يكونوا جزءًا من الناتو، صحيح؟ هل يمكنك تخمين سبب وجودهم هناك؟"
وأجاب كافولي: "ربما لأننا طلبنا منهم التواجد هناك، وقد استجابوا بشكل إيجابي نظرًا لموقعنا القيادي في العالم".
وردت إرنست: "بالتأكيد. وأنا أشارك هذه القصة لأن الكثير من الناس لا يدركون أن الأوكرانيين كانوا إلى جانبنا عندما كنا بحاجة إليهم... الرجال الأوكرانيون الذين كانوا هناك، جنودهم، كانوا مهندسي تطهير الطرق. كنتُ قائدة سرية نقل. أنا ممتنة للغاية لوقوف الأوكرانيين إلى جانبنا. لا أستطيع تخيّل عدد الأرواح الأمريكية التي تم إنقاذها بفضل هؤلاء الجنود الأوكرانيين".
تأتي تعليقات إرنست في الوقت الذي تراجعت فيه إدارة ترامب عن دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا مقارنة بعهد جو بايدن، في حربها ضد روسيا، ووسط تصاعد التوترات بين الرئيس دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وأضاف إرنست: "أردتُ فقط التأكيد على أننا لا نعمل في فراغ، أينما كنا. بلدنا أكثر أمانًا لأننا نُظهر قيادتنا، ونمتلك القدرة على جمع العديد من الدول معًا".
أمريكاأوكرانياروسيانشر الخميس، 03 ابريل / نيسان 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
إقرأ أيضاً:
مناجم الذهب في حجة.. قبور مفتوحة تبتلع أرواح الأبرياء (تقرير)
في أعالي جبال حجة الوعرة شمال غرب اليمن، يخوض عشرات الشبان يومياً مغامرة محفوفة بالموت في مناجم الذهب التقليدية، حالمين بحفنة من المعدن النفيس تنتشلهم من بؤس الحياة، لكن هذه المناجم قد تتحول إلى قبور مفتوحة تبتلع أحلامهم وأرواحهم معاً في أي لحظة.
وفي مشهد يجسد هذا الواقع المرير، لقي ستة أشخاص حتفهم، الإثنين، إثر انهيار منجم ذهب بدائي في جبل المنجم بقرية بني ريبان، التابعة لمديرية كُشر في محافظة حجة، لتتحوّل الحفرة التي حفروها إلى قبر جماعي يكشف الوجه القاتم لتعدين الذهب العشوائي في تلك الجبال المنسية.
وقالت شرطة محافظة حجة في بيان رسمي إن المنجم الذي انهار كان يُدار بطريقة عشوائية، وأدى إلى وفاة كل من: محمد علي حسين ريبان، فاروق راجي صالح ريبان، محمد هادي سرحان ريبان، أحمد علي حسين ريبان، نصر الله يحيى صالح ريبان، ورمزي علي صالح ريبان فيما أصيب
علي صيفان مجمل ريبان بجروح بالغة.
وأكدت الشرطة أن الضحايا سبق وأن تم احتجازهم قبل أيام على خلفية ممارستهم التنقيب غير القانوني، وأُفرج عنهم بعد توقيع تعهد خطي بعدم تكرار ذلك، إلا أنهم عادوا للعمل سرًا وفقاً للبيان.
انشقت الأرض وابتلعتهم
يقول أحد شهود العيان ويدعى أحمد ريبان، وهو من سكان المنطقة في حديثه لـ"الموقع بوست": "كأن الأرض انشقت وابتلعتهم، كنا نسمع صوت الحفر صباحًا، وفجأة سمعنا دوي انهيار قوي. هرعنا إلى الموقع، لكن الغبار كان كثيفًا والصرخات مكتومة واستغرق إخراج جثث الضحايا عدة ساعات".
ويضيف متحسرًا: "هذه ليست الحادثة الأولى ولن تكون الأخيرة ما لم يتم إيقاف هذا العبث بأقصى سرعة. الناس هنا تعيش على الأمل، يظنون أنهم سيجدون الذهب ويودعون الفقر، لكنهم ينتهون تحت التراب".
مخاطر كبيرة
تنطوي عمليات التنقيب البدائي عن الذهب في محافظة حجة على مخاطر كبيرة، بما في ذلك الانهيارات وارتفاع معدلات الوفاة، وتلوث البيئة، وتضرر صحة العاملين بسبب استخدام الزئبق في تصفية المعدن الأصفر.
ومنذ اندلاع الحرب وتدهور الأوضاع الاقتصادية في اليمن، اندفع عشرات الشبان العاطلين عن العمل نحو مناطق التعدين التقليدي، في مديريتي كشر وأفلح الشام حاملين أدواتهم البسيطة "مجارف، فؤوس، ومعاول" أملاً في الحصول على جرامات قليلة من الذهب.
"نخرج كل صباح لا نعلم إن كنا سنعود" يقول حسن علي، شاب في منتصف العشرينات من عمره، يعمل في أحد مناجم الذهب العشوائية في مديرية أفلح الشام بمحافظة حجة: "كم من رفيق دفنّاه هنا؟ هذه الحفر تبتلعنا مثل القبور.
وفي حديث لـ"الموقع بوست" يضيف حسن: "نعمل بالساعات داخل حُفر ضيقة لا يوجد فيها تهوية وبدون أدوات سلامة وكل مرة ننزل إلى الحفرة نقول قد لا نعود لكن ما باليد حيلة فالفقر أقسى من الخوف."
وقال سليمان، وهو أحد العاملين في مجال التنقيب التقليدي في مديرية كشر المجاورة، إن "الخطر لا يقتصر على الانهيارات، فنحن نواجه لسعات العقارب والثعابين، ونتنقل في مناطق معزولة لا يصلها أحد إن حدث مكروه".
سموم قاتلة
لا يتوقف الخطر عند الانهيارات الصخرية فالمواد الكيميائية المستخدمة في استخراج الذهب، مثل الزئبق تُستخدم دون رقابة وقد تتسرب إلى المياه الجوفية وتدمر البيئة وتترك آثارًا صحية مميتة على الإنسان.
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يشكّل التعرض للزئبق خطراً على الجهاز العصبي والجهاز الهضمي وجهاز المناعة لدى الإنسان، وقد يؤدي في بعض الحالات إلى الوفاة.
ناشط محلي رفض ذكر اسمه لأسباب أمنية يقول: "الناس هنا يعملون في ظروف خطيرة، يستنشقون الغبار السام ويتعاملون مع مواد كيميائية قاتلة مثل الزئبق دون وعي كافي. الأطفال يلهون قرب أماكن التعدين، والنساء يجلبن الماء من آبار ملوثة.
ويضيف لـ"الموقع بوست": "المنطقة كلها صارت ملوثة، مياه الآبار تغيّر طعمها، والناس تشتكي من أمراض جلدية وتنفسية. الزئبق يباع في البقالات أمام أنظار الجميع ويتم استخدامه بشكل عشوائي والدولة تلتزم الصمت."
وطالب ناشطون الجهات الرسمية في محافظة حجة بفرض رقابة صارمة على نشاط التعدين وتأمين معدات سلامة وأدوات إنقاذ بالإضافة إلى توفير بدائل اقتصادية للباحثين عن الذهب.
حُمّى الذهب
تشهد مديريتا كُشَر وأفلح الشام بمحافظة حجة، انتشاراً واسعاً لمناجم الذهب العشوائية التي يحفرها السكان بأنفسهم دون ترخيص، مستخدمين أدوات بدائية بسيطة، دون أي معدات للسلامة أو إشراف فني.
وتقدر عدد المواقع غير القانونية النشطة في هذه المديريتين بالعشرات معظمها يتم اكتشافه عبر وسائل تقليدية ثم يتوافد إليها الأهالي، في تكرار لنمط خطير من "حمى الذهب" التي تنتشر في ظروف غياب الدولة وتفشي الفقر والبطالة.
ويعتمد العاملون في قطاع التعدين الأهلي بمحافظة حجة على أدوات يدوية قديمة في ظل انعدام الوعي وتفشي الجهل لدى غالبية العاملين الذين هجروا أراضيهم الزراعية في سبيل الجري وراء إغراءات المعدن النفيس.
ثروة مهدورة
تحتضن مديرية أفلح الشام بمحافظة حجة أكبر منجم للذهب في اليمن، وهو منجم "الحارقة" الذي تم إنشاؤه من قبل شركة "كانتكس" الكندية، عام 1996م بعد اكتشافها ما يزيد على 96 مليون جرام من الذهب.
ويرتبط جبل الحارقة بمديرية أفلح الشام، والذي يتواجد به أكبر منجم للذهب في اليمن، بسلسلة جبلية تمتد إلى مديرية كشر المجاورة، والتي تحتوي جبالها على كميات كبيرة من الذهب والمعادن النفيسة.
وتُقدّر هيئة المساحة الجيولوجية احتياطي الذهب في منجم الحارقة بمديرية أفلح الشام، بـ30 مليون طن، بمحتوى يتراوح بين 1- 1.65 جرام ذهب في كل طن من الصخور التي تحتوي على الذهب.
ورغم الأهمية الاقتصادية لهذا المنجم، لم يتم استثماره من قبل الدولة أو شركات مرخصة، ما فتح الباب واسعاً أمام الأهالي لمحاولة استغلاله بطرق بدائية، وأدى لاحقاً إلى توسع نشاط التعدين العشوائي ليشمل مناطق واسعة مثل كُشَر، العبيسة، وأرياف أخرى مجاورة.