تتصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين بعد قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، برفع الرسوم الجمركية المفروضة على السلع الصينية لتصل إلى 125 بالمئة، في خطوة وصفها بأنها رد على ما اعتبره ردًا متهورًا من بكين في سياق التصعيد التجاري المستمر بين البلدين.

وأتي ذلك رغم تحذير منظمة التجارة العالمية من التداعيات المحتملة لهذه الإجراءات، مشيرة إلى أن التبادل التجاري بين الولايات المتحدة والصين قد ينخفض بنسبة تصل إلى 80 بالمئة إذا استمر هذا التصعيد، وهو ما ينذر بمزيد من التوتر في الاقتصاد العالمي.



وفي خطوة مضادة، لم تكتفِ الصين بفرض عقوبات على الولايات المتحدة فقط، بل اتخذت قرارا تصعيدا بحظر تصدير مجموعة من المعادن الأرضية النادرة، وهي التي تعد ضرورية للعديد من الصناعات الأمريكية عالية التقنية.


والمفارقة أن هذا الوضع كان جانبا هاما ضمن قصة خيالية ضمن لعبة "كول أوف ديوتي بلاك أوبس 2 - Call of Duty: Black Ops 2" الصادرة عام 2012، أي حتى قبل ظهور ترامب على الساحة السياسية.



"سفر بالزمن؟"تتميز اللعبة بطابعين مختلفين من حيث القصة، حيث تقدم اللاعبين بتجربة حديثة في المستقبل وأخرى في الماضي، مما يجعلها واحدة من أكثر الألعاب تنوعًا في السلسلة في ذلك الحين عند إصدارها.

والجزء الأول من القصة يدور في فترة الثمانينات، ويُركّز على الشخصيات الرئيسية مثل مستشار الأمن الوطني الأمريكي "فيكتور ريزنو" (كل الشخصيات خيالية) وضابط العمليات الخاصة "أليكس ماسون"، إذ يتعامل اللاعبون مع توترات الحرب الباردة.

View this post on Instagram A post shared by Keep6ixsolid (@keep6ixsolid)
والجزء الثاني من القصة ينتقل إلى المستقبل، وبالتحديد عام 2025، حيث يستمر اللاعبون في متابعة قصة "ديفيد مايسون" ابن شخصية أليكس، والذي يصبح شخصية أساسية، وتدور القصة حول التحديات العسكرية والتكنولوجيا الحديثة في هذا المستقبل القريب.

وتدور أحداث اللعبة في عام 2025، حيث تندلع حرب بين الولايات المتحدة والصين بسبب صراع تجاري، وتبدأ شرارة النزاع بحظر الصين تصدير المعادن النادرة إلى الولايات المتحدة، وهو ما يحدث حاليا على أرض الواقع.

وقصة اللعبة تبدأ مع أحداث الحرب الباردة في الثمانينات، حيث كان "أليكس مايسون" ورفيقه "فرانك وودز" يشاركون في العمليات ضد القائد الشيوعي "راؤول مينينديز"، الذي كان يخطط للإطاحة بالنظام العالمي، بعد أحداث معينة، يظهر الأخير على الساحة كعدو رئيسي.

في عام 2025، يتحول "مينينديز" إلى تهديد أكبر، حيث يستخدم تقنيات متقدمة من الأنظمة الإلكترونية والمركبات الذكية، مما يشكل تهديدًا خطيرًا للبنية التحتية العالمية، تتمثل المشكلة في قيامه بتأجيج الصراع بين الولايات المتحدة والصين عبر الهجمات الإلكترونية على الأنظمة العسكرية في كلتا الدولتين.

View this post on Instagram A post shared by Doug Sharpe (@dougiesharpe)
وفي هذا الإصدار من هذه السلسة الترفيهية الشهيرة، تلعب الصين دورًا مهمًا في الصراع المستقبلي "الخيالي" لعام 2025، حيث تصبح واحدة من القوى العالمية الرئيسية في مواجهة الولايات المتحدة. 
والقصة تسلط الضوء على توترات جيوسياسية وتكنولوجية متعلقة بالحرب التجارية، خاصة فيما يخص الموارد الإلكترونية والتكنولوجيا العسكرية والعناصر الأرضية.


وتسرد القصة أنه بحلول عام 2025، يشهد العالم تصاعدًا في المنافسة بين الولايات المتحدة والصين، حيث تشتد الحرب التجارية حول العناصر النادرة المستخدمة في صناعة الإلكترونيات المتقدمة، مثل المعالجات المتطورة وأجهزة التحكم في الطائرات بدون طيار والأسلحة الذكية.

في القصة، تقوم الصين بحظر تصدير العناصر الأرضية النادرة إلى أمريكا، مما يؤثر بشكل كبير على صناعات التكنولوجيا المتقدمة والأسلحة الذكية، مما يزيد من التوترات بين البلدين.

وتتصاعد الأحداث عندما تبدأ هجمات إلكترونية متطورة على البنية التحتية الأمريكية، حيث يُشتبه في أن الصين متورطة بشكل غير مباشر فيها.

وبحسب القصة فإن الزعيم الشيوعي، الذي يقود منظمة "Cordis Die"، وهي حركة شعبية عالمية مناهضة للغرب، يعمل على استغلال وافتعال التوترات السياسية والاقتصادية لإشعال حرب عالمية.

View this post on Instagram A post shared by Daily Mail (@dailymail)

ويستخدم "مينينديز" الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة كأداة لإثارة الصراع بين البلدين، مما يؤدي إلى هجوم إلكتروني واسع النطاق على شبكة الدفاع الأمريكية، واختراق الأنظمة العسكرية والطائرات بدون طيار، مما يُحدث فوضى عسكرية عالمية.

ورغم التوترات مع الولايات المتحدة، تتعرض الصين لهجمات مماثلة من منظمة "Cordis Die"، مما يدفعها إلى إعادة التفكير في موقفها والتعاون مع القوى الأخرى لمواجهة التهديد المشترك.

اختيارات متعددة
ومع تصاعد الصراع، تدرك كل من الولايات المتحدة والصين أن منظمة "Cordis Die" باتت تشكل تهديدًا مشتركًا، وتحصل بكين على فرصة للعمل جنبًا إلى جنب مع واشنطن لمواجهة الهجمات الإلكترونية والتهديدات العسكرية التي تسببها الجماعة.

وتعتمد النهاية على قرارات اللاعب، حيث يمكن أن يتطور التعاون بين القوتين إلى تحالف استراتيجي أو استمرار التوترات.

وتختلف النهاية وفقًا للقرارات التي يتخذها اللاعب خلال الأحداث، في نهاية اللعبة، قد يتواجه مايسون الابن مع مينينديز في معركة حاسمة، وتؤثر الاختيارات في النتائج النهائية لعالم اللعبة.


وقدمت اللعبة نقلة ثورة في تجربة المستخدم من خلال تدخل اللاعب في اختيار النهاية التي يفضلها أو يراها مناسبة لمستقبل العالم، إلا أن الواقع مختلف وسط تحذيرات واسعة من عواقب التوترات الاقتصادية والسياسية التي تتصاعد حاليا بين الصين والولايات المتحدة.

تعكس اللعبة الصراعات الحقيقية في العالم الحديث والتنافس التكنولوجي بين الصين والولايات المتحدة في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والحرب السيبرانية.

وتطرقت قصة اللعبة لدور الحرب الإلكترونية في النزاعات الحديثة، حيث يصبح الإنترنت ساحة معركة رئيسية، إضافة إلى الاعتماد على الموارد النادرة وتأثيرها على الأمن القومي والاقتصاد العالمي.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية الحرب التجارية الولايات المتحدة ترامب الصينية الولايات المتحدة الصين ترامب الحرب التجارية كول اوف ديوتي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بین الصین والولایات المتحدة بین الولایات المتحدة والصین الحرب التجاریة عام 2025

إقرأ أيضاً:

أسعار النفط تتراجع متأثرةً بتجدد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين

نشرت وزارة البترول والثروة المعدنية، اليوم الثلاثاء 13 أكتوبر 2025، تقريرها اليومي حول الأسعار العالمية للبترول، والذي أشار إلى تراجع أسعار النفط متأثرةً بتجدد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

شُعبة الحراسة تبحث مقترحات قانون العمل الجديد وتؤكد دعمها لتطوير القطاع ارتفاع النفط مع تهدئة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين "أوبك" ترفع تقديرات نمو الطلب العالمي على النفط لعام 2025 وتُثبّت توقعات 2026

 

وأوضح التقرير أن الأسعار انخفضت بعد تهديدات الرئيس الأمريكي بإلغاء اجتماع مرتقب مع نظيره الصيني وفرض رسوم جديدة، ما أدى إلى حالة من القلق في الأسواق العالمية.

ورغم هذا التراجع، أظهرت البيانات ارتفاع واردات الصين من النفط، في حين أبقت منظمة أوبك على توقعاتها بزيادة الطلب العالمي خلال العامين الحالي والمقبل، مؤكدة أن العجز في الإمدادات سيكون محدودًا مع استمرار تحالف أوبك+ في زيادة الإنتاج.

وبحسب التقرير، فقد سجل خام برنت القياسي 63.31 دولارًا للبرميل، بينما بلغ خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 59.46 دولارًا للبرميل، وسجل خام أوبك 65.33 دولارًا للبرميل.

كشفت مصادر تجارية وبيانات شحن أن واردات الهند من النفط الروسي في الفترة بين أبريل وسبتمبر انخفضت بنسبة 8.4% على أساس سنوي، بسبب تقلص الخصومات وشح الإمدادات، مع سعي شركات التكرير لزيادة استيراد النفط من الشرق الأوسط والولايات المتحدة.

تمارس واشنطن، التي رفعت الرسوم الجمركية على السلع الهندية إلى المثلين، ضغوطًا على الدولة الواقعة في جنوب آسيا لتقليل استيرادها للنفط الروسي. وقال المستشار التجاري للبيت الأبيض بيتر نافارو إن مشتريات الهند من النفط الخام الروسي تموّل حرب موسكو في أوكرانيا.

وأظهرت بيانات الشحن التي قدمتها مصادر تجارية أن شركة تكرير في الهند شحنت 1.75 مليون برميل يوميًا من النفط الروسي في النصف الأول من السنة المالية الحالية التي بدأت في الأول من أبريل.

وكشفت البيانات أن حجم الشحنات لـسبتمبر استقر عند 1.6 مليون برميل يوميًا مقارنة بشهر أغسطس، وبانخفاض نسبته 14.2% عن الشهر نفسه من العام الماضي.

زادت شركتا تكرير من القطاع الخاص من الاستيراد في سبتمبر، بينما انخفضت مشتريات شركات التكرير الحكومية.

وقال المفاوضون التجاريون الأميركيون إن الحد من مشتريات النفط الروسي أمر بالغ الأهمية لخفض معدل الرسوم الجمركية على الواردات من الهند وإبرام اتفاق تجاري معها.

وفي الوقت نفسه، ارتفعت واردات الهند من النفط الخام الأميركي في الفترة من أبريل إلى سبتمبر بنسبة 6.8% على أساس سنوي، لتصل إلى حوالي 213 ألف برميل يوميًا.

وقال مصدر حكومي الأسبوع الماضي إن ارتفاع مشتريات الهند من منتجات الطاقة الأميركية مرتبط بنتائج المفاوضات التجارية بين البلدين.

وأظهرت البيانات أن الهند شحنت في المجمل حوالي 4.88 مليون برميل يوميًا من النفط في سبتمبر، بانخفاض نسبته 1% عن أغسطس، لكن بزيادة تقارب 3.5% عن الشهر نفسه قبل عام.

وخلال الفترة من أبريل إلى سبتمبر، انخفضت حصة روسيا في إجمالي واردات الهند إلى حوالي 36% من 40%، بينما ارتفعت حصة الولايات المتحدة قليلًا.

وأظهرت البيانات أن حصة نفط الشرق الأوسط من إجمالي الواردات ارتفعت إلى 45% من 42% في الأشهر الستة حتى سبتمبر 2025، مما رفع حصة الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) إلى 49% من 45%

مقالات مشابهة

  • تأجيل مفاجئ لإطلاق لعبة Kingmakers يثير الجدل بين عشاق الألعاب
  • تراجع النفط مع توقعات بفائض المعروض والتوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين
  • الدولار يواجه ضغوطا بسبب أسعار الفائدة والتوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين
  • أسعار النفط تتراجع متأثرةً بتجدد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين
  • الصين تبدأ المواجهة الجمركية مع الولايات المتحدة
  • ارتفاع النفط مع تهدئة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين
  • قادة مصر والولايات المتحدة وقطر وتركيا يوقعون وثيقة بشأن الاتفاق بين إسرائيل وحماس
  • الصين والولايات المتحدة وسباق الهيمنة على قطاع الذكاء الاصطناعي
  • استقرار الدولار مع تركيز الأسواق على التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين
  • الصين تطالب الولايات المتحدة بالكف عن التهديد بالرسوم الجمركية