كانت النار ضرورية على مر التاريخ، وبشكل خاص في الفترات الجليدية التي عاشها البشر أكثر من مرة طوال تاريخهم، إذ استخدمت للتدفئة والطهي والإضاءة وصنع الأدوات.

ورغم أهميتها الشديدة في تلك الفترات الباردة، فلم يُعثر إلا على عدد قليل من المواقد المحفوظة جيدا من أبرد فترات العصر الجليدي، وقد أثارت هذه الندرة حيرة العلماء.

موقع سمي "كورمان 9″، على ضفاف نهر دنيستر في أوكرانيا (فيليب نايجست) مواقد نهر دنيستر

لكن دراسة جديدة -نشرت في دورية "جورنال أوف جيوأركيولوجي"- وجدت 3 مواقد من العصر الجليدي، وجدت في موقع سمي "كورمان 9″، على ضفاف نهر دنيستر في أوكرانيا، واستخدمت في العصر الحجري القديم الأعلى، أي ما بين 45 ألفا و10 آلاف عام.

وحسب الدراسة، فقد وصلت درجات حرارة هذه المواقد إلى أكثر من 600 درجة مئوية، مما يشير إلى تطور في أساليب التحكم في النار.

وأظهرت تحاليل الفحم في المنطقة المحيطة بها أن خشب التنوب (من الأشجار الدائمة الخضرة من الفصيلة الصنوبرية) كان الوقود الرئيسي المستخدم في تلك المواقد.

وتشير الأدلة إلى احتمال استخدام العظام والدهون كوقود أيضًا، حيث أُحرقت بعض عظام الحيوانات عند درجات حرارة تزيد على 650 درجة مئوية، ولكن ليس من الواضح إذا ما كانت العظام قد استُخدمت عمدًا كوقود أم أُحرقت عن طريق الخطأ.

الباحثون أجروا فحصا دقيقا لشرائح رقيقة من التربة تحت المجهر لتحديد خصائصها المجهرية (فيليب نايجست) تحليل دقيق

وللتوصل إلى تلك النتائج، أجرى الباحثون فحصا دقيقا لشرائح رقيقة من التربة تحت المجهر لتحديد خصائصها المجهرية، وتساعد هذه التقنية على اكتشاف بقايا دقيقة، مثل الرماد والفحم وشظايا العظام المحروقة، مما يكشف تفاصيل حول استخدام النار قديمًا.

إعلان

ويدرس علم الطبقات الدقيقة الطبقات الرقيقة من رواسب التربة لفهم تسلسل الأحداث في الموقع، فبتحليل هذه الطبقات، يمكن للباحثين تحديد عدد مرات إشعال الحرائق وكيفية استخدام الموقع مع مرور الوقت.

وإلى جانب ذلك، لجأ الباحثون إلى تقنيات التحليل اللوني، التي تقيّم تغيرات لون التربة الناتجة عن التعرض للحرارة. على سبيل المثال، يمكن للحرارة العالية أن تُحوّل التربة إلى اللون الأحمر أو الرمادي. وبقياس هذه التغيرات اللونية، يُقدّر العلماء درجات الحرارة التي وصلت إليها النيران القديمة.

أحد الأفران التي وجدها الباحثون في الموقع الأثري (فيليب نايجست) تكنولوجيا متطورة نسبيا

وأوضح الباحثون أن المواقد الثلاثة كانت مفتوحة ومسطحة التصميم، وكان أحدها أكبر وأسمك، مما يشير إلى الوصول درجات حرارة مرتفعة، ويشير ذلك إلى أن مواقد مختلفة ربما استخدمت لأغراض أو مواسم مختلفة.

ويشير التصميم إلى فهم متطور لإدارة الحرائق. وفي المجمل، تُظهر النتائج أن الحاجة أم الاختراع، حيث يبدو أن البشر قد تطوروا في تكنولوجيا إشعال النار خلال المناخات القاسية، حيث يكن استخدام النار من أجل البقاء فحسب، بل كان أيضًا للأنشطة الاجتماعية والثقافية، ومن ثم كانت هناك حاجة للسيطرة على النار وتطوير معرفة وتكنولوجيا مناسبة لذلك.

وتشير الأدلة التي جمعها الباحثون إلى أن الموقع كان يُستخدم خلال مواسم مختلفة، ويُرجّح أن الصيادين وجامعي الثمار كانوا يعودون إلى الموقع نفسه سنويًا، وقد ظهر ذلك في إعادة استخدام المواقد، مما يُظهر الإشغال المخطط والمتكرر.

وتسد هذه الدراسة الثغرات في فهم استخدام النار خلال الذروة الجليدية الأخيرة، وفي هذا السياق، فإنها تتحدى الافتراضات التي ترى أن استخدام النار كان محدودا في تلك الفترات الباردة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات استخدام النار

إقرأ أيضاً:

أحمد السقا : اتضربت بالنار في عيني ولا أفكر في الزواج.. فيديو

خاص

كشف الفنان المصري، أحمد السقا، عن أسوء إصابة تعرض لها مشيرا إلى أنه لا يفكر في الزواج مرة أخرى.

وقال السقا إنه لم يندم على أي قرار اتخذه في حياته الشخصية، أو أفلام قدمها خلال مسيرته الفنية، مشيرا إلى أنه أعزب ولا يفكر في الزواج حاليا بعد انفصاله عن زوجته الاعلامية مها الصغير.

وتابع خلال تصريحاته ببرنامج «تفاعلكم» بقناة العربية: «معنديش حاجة أندم عليها… وبتمنى الستر والصحة وحسن الختام وحُب الناس إن شاء الله».

ولفت إلى أنه تعرض للإصابة بسبب طلق ناري بالعين، وذلك خلال تصويره فيلم «الجزيرة» الجزء الأولى، حيث استمر في العلاج لأكثر من عام و8 شهور.

وأوضح :” أسوأ واحدة كانت إصابتي في عيني لما اتضربت بالنار في عيني وكنت بصور الجزيرة 1 في الأقصر، وكان فضل من ربنا إن عيني ترجع مكانها، وقعدت سنة و8 شهور مش بشوف منها، والحمد لله عُمر الشقي بقي».

وتابع : «عندي في الرأس فيه واحدة، ورجلي فيها كتير، والنص اليمين بتاع الوش، والمعدة فاضل فيها كليتين وكبد وقلب، والحمد لله قدر الله وماشاء فعل».

يذكر أن فيلم «الجزيرة 1» عرض عام 2007 وهو من تأليف وإخراج شريف عرفة.

مقالات مشابهة

  • العدوان الإسرائيلي على إيران.. واللعب بالنار
  • أحمد السقا : اتضربت بالنار في عيني ولا أفكر في الزواج.. فيديو
  • الأمم المتحدة تتبنى قرارًا لوقف إطلاق النار في غزة.. حماس ترحب
  • الأمن البيئي يحذر: غرامة 3 آلاف لإشعال النار على أراضي الغطاء النباتي
  • لماذا لا تصاب الخفافيش بالسرطان؟
  • عكس ما كنا نظن.. الزبدة قد تحمي من السكري وأمراض القلب!
  • حادثة غريبة.. بائع فراولة يطلق النار ويصيب مدربا أثناء مباراة
  • إلغاء امتحانات الثانوية العامة لهؤلاء الطلاب.. و10 آلاف جنيه غرامة عقوبة استخدام الموبايل
  • ترامب: المتظاهرون في لوس أنجلوس استخدموا الأسلحة الخطرة واعتدوا على الجنود
  • اجتماع طارئ بولاية وهران على خلفية حادث انزلاق التربة بعين الترك