البشر استخدموا تكنولوجيا معقدة للتحكم بالنار قبل 10 آلاف سنة
تاريخ النشر: 19th, April 2025 GMT
كانت النار ضرورية على مر التاريخ، وبشكل خاص في الفترات الجليدية التي عاشها البشر أكثر من مرة طوال تاريخهم، إذ استخدمت للتدفئة والطهي والإضاءة وصنع الأدوات.
ورغم أهميتها الشديدة في تلك الفترات الباردة، فلم يُعثر إلا على عدد قليل من المواقد المحفوظة جيدا من أبرد فترات العصر الجليدي، وقد أثارت هذه الندرة حيرة العلماء.
لكن دراسة جديدة -نشرت في دورية "جورنال أوف جيوأركيولوجي"- وجدت 3 مواقد من العصر الجليدي، وجدت في موقع سمي "كورمان 9″، على ضفاف نهر دنيستر في أوكرانيا، واستخدمت في العصر الحجري القديم الأعلى، أي ما بين 45 ألفا و10 آلاف عام.
وحسب الدراسة، فقد وصلت درجات حرارة هذه المواقد إلى أكثر من 600 درجة مئوية، مما يشير إلى تطور في أساليب التحكم في النار.
وأظهرت تحاليل الفحم في المنطقة المحيطة بها أن خشب التنوب (من الأشجار الدائمة الخضرة من الفصيلة الصنوبرية) كان الوقود الرئيسي المستخدم في تلك المواقد.
وتشير الأدلة إلى احتمال استخدام العظام والدهون كوقود أيضًا، حيث أُحرقت بعض عظام الحيوانات عند درجات حرارة تزيد على 650 درجة مئوية، ولكن ليس من الواضح إذا ما كانت العظام قد استُخدمت عمدًا كوقود أم أُحرقت عن طريق الخطأ.
وللتوصل إلى تلك النتائج، أجرى الباحثون فحصا دقيقا لشرائح رقيقة من التربة تحت المجهر لتحديد خصائصها المجهرية، وتساعد هذه التقنية على اكتشاف بقايا دقيقة، مثل الرماد والفحم وشظايا العظام المحروقة، مما يكشف تفاصيل حول استخدام النار قديمًا.
إعلانويدرس علم الطبقات الدقيقة الطبقات الرقيقة من رواسب التربة لفهم تسلسل الأحداث في الموقع، فبتحليل هذه الطبقات، يمكن للباحثين تحديد عدد مرات إشعال الحرائق وكيفية استخدام الموقع مع مرور الوقت.
وإلى جانب ذلك، لجأ الباحثون إلى تقنيات التحليل اللوني، التي تقيّم تغيرات لون التربة الناتجة عن التعرض للحرارة. على سبيل المثال، يمكن للحرارة العالية أن تُحوّل التربة إلى اللون الأحمر أو الرمادي. وبقياس هذه التغيرات اللونية، يُقدّر العلماء درجات الحرارة التي وصلت إليها النيران القديمة.
وأوضح الباحثون أن المواقد الثلاثة كانت مفتوحة ومسطحة التصميم، وكان أحدها أكبر وأسمك، مما يشير إلى الوصول درجات حرارة مرتفعة، ويشير ذلك إلى أن مواقد مختلفة ربما استخدمت لأغراض أو مواسم مختلفة.
ويشير التصميم إلى فهم متطور لإدارة الحرائق. وفي المجمل، تُظهر النتائج أن الحاجة أم الاختراع، حيث يبدو أن البشر قد تطوروا في تكنولوجيا إشعال النار خلال المناخات القاسية، حيث يكن استخدام النار من أجل البقاء فحسب، بل كان أيضًا للأنشطة الاجتماعية والثقافية، ومن ثم كانت هناك حاجة للسيطرة على النار وتطوير معرفة وتكنولوجيا مناسبة لذلك.
وتشير الأدلة التي جمعها الباحثون إلى أن الموقع كان يُستخدم خلال مواسم مختلفة، ويُرجّح أن الصيادين وجامعي الثمار كانوا يعودون إلى الموقع نفسه سنويًا، وقد ظهر ذلك في إعادة استخدام المواقد، مما يُظهر الإشغال المخطط والمتكرر.
وتسد هذه الدراسة الثغرات في فهم استخدام النار خلال الذروة الجليدية الأخيرة، وفي هذا السياق، فإنها تتحدى الافتراضات التي ترى أن استخدام النار كان محدودا في تلك الفترات الباردة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات استخدام النار
إقرأ أيضاً:
هجائن بشرية حيوانية!!
وافقت اليابان على إجراء تجارب على الهجائن البشرية- الحيوانية «human-animal hybrids»، بحيث يمكن أن تكتمل ولادتها.
وحسب التوضيح؛ أن ذلك لإحداث ثورة في الطب التجديدي باستخدام تقنية الخلايا الجذعية المتقدمة لتنمية أعضاء بشرية لعمليات الزرع؛ وذلك لقلة التبرع بالأعضاء البشرية، وكثرة الطلب عليها.
وقد قامت اليابان في مارس 2019 بتعديل اللوائح المتعلقة لتسمح بهذه التجارب بحقن الخلايا الجذعية البشرية في أجنة حيوانية معدلة وراثيًّا.
وتسمح القواعد المعدّلة بإنشاء (كيميرا) بخلايا دماغية بشرية، ثم نقل الكائن الناتج إلى رحم؛ حيث يمكنه النمو حتى اكتمال نموه بشكل تام.
المعلوم إلى الآن من بعض التجارب لدى العلماء أن إدخال خلايا جذعية عصبية بشرية أثناء نمو أجنة الحيوانات يغيّر دماغ الحيوانات كما لوحظ على الفئران؛ فقد أصبحت أكثر ذكاء، وفي تجربة على أحد عشر قرد ريسوس أظهرت النتائج أن أدمغة هذه القرود الهجينة أظهرت بعض السمات المشابهة لأدمغة البشر في نموها -على سبيل المثال- ذاكرة قصيرة المدى أفضل، ووقت أطول للنمو، تمامًا كما هو الحال في البشر.
اليابان من جانبها تقول: إنها حددت المدة، وهذه المدة غير كافية لنشوء التفكير والوعي الذاتي لدى الجنين كالوعي البشري!! ويرد المعارضون بأنه كيف عرفت متى يبدأ الوعي الذاتي بالظهور؛ فما تزال هناك أمور غامضة وغير معلومة بخصوص الوعي البشري ونموه وتشكله، فالخطر الرئيسي هو تخليق حيوانات ذات وظائف دماغية بشرية، والعواقب الافتراضية التي قد تحدثها هذه الميزة على سلوك الحيوان.
ويكمل المعارضون أن اللائحة اليابانية تُتيح ولادة كائن ذي مهارات معرفية مُحسّنة أقرب إلى البشر في نهاية المطاف، ويجب أن نكون مُستعدين لسيناريو يُسمح فيه بولادة كائن هجين، بدماغ بشري جزئي، وفي نهاية المطاف ببعض السمات الفسيولوجية التي لا تختلف كثيرًا عن البشر، كما سيحدث إذا كان مُستقبل الخلايا البشرية قردا أو شمبانزيا أو خنزيرا.
يقود أحد العلماء اليابانيين المتحمسين الأمر، ويرى أن أفضل حيوان لزراعة الخلايا الجذعية البشرية هو الخنزير؛ لوجود شبه في حجم الأعضاء بين الإنسان والخنزير.
يبدو أن الأساطير اليونانية والرومانية القديمة تكاد تتحقق بوجود كائن ذي رأس بشري وجسد حيوان؛ فقد كان أغلب هذه الكائنات آلهة معروفة.
ترى إذا أصبحنا يوما ما على ولادة آلاف الخنازير الهجينة المخلقة تملك تفكيرا قريبا من تفكير البشر، وتتمتع بوعي بشري متدنٍّ، وتمتلك بعض الشبه الفسيولوجي بالبشر؛ فماذا ستكون النتيجة؟ قضية أخلاقية كبرى لا شك! كنت أقرأ في طفولتي كثيرا عن الخيال العلمي، ومن ضمن ما أتذكره من قراءاتي تخليق كائنات ذات وعي وتفكير بشري متدنٍّ تبرمج، وتوجه، وتستخدم في الحروب البشرية بشكل فعال.