مفتي الجمهورية: لا نهتم بالحملات المغرضة.. ونركز على التحول الرقمي
تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT
قال الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم: إن تنزيل الأحكام الشرعية وتطبيقها على واقع الناس، أمر دقيق، لا بد معه من إدراك الواقع، والإحاطة به، من خلال منظومة كاملة من العلوم، وتحرِّي الواقع الاجتماعي والفكري، ومعرفة عالم الأشياء والأشخاص والأحداث والأفكار، وعلاقات تلك العوالم بعضها بالبعض، فمن كان معزولًا عن الواقع، أو لا يتابعه، أو يتابعه بصورة سطحية؛ فإن فهمه للشرع الشريف سيكون في المقابل منقوصًا ومشوَّهًا.
جاء ذلك خلال لقائه الأسبوعي في برنامج نظرة مع الإعلامي حمدي رزق على فضائية صدى البلد، مضيفًا أن البناء العلمي للأمة يتم ويكتمل بالاستفادة من خبراتها السابقة، بما يناسب حاضرنا وليس بهدم المرحلة المباركة من عمر الحركة المذهبية، التي استطاعت أن تحتوي الجميع، وأن تصبغهم بصبغتها الوسطية الرافعة للحرج عن الأمة، الآخذة بيدها نحو كل ما هو يسير وسهل بفضل مسيرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم التي نُقلت لنا عن طريق الصحابة ثم التابعين في انسياب تام وتعاون ملموس.
وشدد مفتي الجمهورية على ضرورة مراعاة الوسطية في النقل من التراث الفقهي والإفتائي عند التعامل مع الواقع والمستجدات؛ فيجب أن تتم دون غلو أو تفريط، مضيفًا أنه من العوار أن نستصحب ما كان لما هو كائن الآن وبعقل ليس فاهمًا، وكذلك من الخطأ رفض ما قعَّده المفتون والفقهاء وما تركوه لنا من ثروة فقهية بصورة كلية بدعوى تغيُّر الزمان والمكان، فمن دعا للاستغناء عن هذا التراث الإفتائي جملةً وتفصيلًا فقد ضاع وضيَّع غيره وضل الطريق، فلا بد من الاستفادة من هذا التراث ولكن بعقل منفتح، مشيرًا إلى أنه عند تدريب الطلاب الجديد في مجال الإفتاء ندربهم على قراءة وفهم الفتاوى القديمة من أجل تعلم المنهجية العلمية فقط برغم تغير معتمد وأحكام أغلب الفتاوى القديمة بسبب سياقاتها وأحوالها المختلفة.
وردًّا على سؤال حول مدى انزعاجه من الهجوم على شخصه وعلى دار الإفتاء المصرية جراء محاربة الأفكار المتطرفة والفتاوى الشاذة قال: لا نأبه لأية حملات مغرضة ولا نلتفت إلا إلى الإنسانية، ونفتخر بوقوفنا في صف الوطن وخدمة الدين والإنسانية؛ فدائمًا الأعمال الجادة والهادفة يتم استهدافها.
واستعرض المفتي جانبًا من أولويات الدار في الفترة المقبلة ومنها تعزيز التطور الملحوظ في التحول الرقمي داخل دار الإفتاء المصرية، بما يعين على إيصال رسالتها إلى كل مكان من خلال تطبيقات ووسائل إلكترونية متعددة تسهل البحث ومتابعة ما يتعلق بالشأن الإفتائي، كالتوسع في الخدمات الإفتائية على السوشيال ميديا، وكذلك إتاحة إمكانية الحجز المسبَّق للمواعيد لطالبي الفتوى الشفوية من خلال بوابة الدار الإلكترونية، مؤكدًا أن هذه الخدمة تأتي مواكبةً للتقدم التكنولوجي وللتسهيل على السادة المستفتين الراغبين في زيارة دار الإفتاء المصرية للحصول على الأجوبة الوافية لأسئلتهم، كما تهدُف دار الإفتاء المصرية من هذه الخدمة إلى راحة المستفتين وتقليل أوقات الانتظار والحد من أوقات تكدس السادة الزوار، ومساعدة المستفتي القادم من أماكن بعيدة على الحصول على طلبه من أول زيارة، وكذلك تتيح هذه الخدمة لطالبي الفتوى اختيار الموعد الملائم لهم ولظروفهم الخاصة وتمكنهم من تغيير الموعد أو إلغائه.
كما استعرض تفاصيل أحدث النظم التي تطبقها الدار والتي تمكنه شخصيًّا من متابعة وتقييم منظومة الرد على الفتاوى مشيدًا بالدور الذي يقوم به أمناء الفتوى ومشيرًا إلى أنه يقوم بالتوقيع شخصيًّا على بعض الفتاوى كالتي ترسل للجهات والمؤسسات الرسمية.
وأكد المفتي على استمرار الدار في الاهتمام بملف الأسرة وقايةً بتقديم المزيد من دورات الإرشاد الزواجي، وعلاجًا بحماية الأسرة من التفكك والضياع بتوضيح الحكم الشرعي المنضبط الذي يحافظ على الأسرة إيمانًا من الدار بأهمية الأسرة المستقرة؛ لأن ترابط المجتمع أساسه ترابط الأسرة، فإن لم تكن الأسرة مترابطة أصيب المجتمع بخلل شديد.
واختتم فضيلة مفتي الجمهورية حواره بالإشارة إلى خطة الدار الماضية إلى التوسع في إنشاء فروع جديدة بالمحافظات؛ تسهيلًا على المواطنين بالمحافظات المختلفة من أجل الفتاوى التي تتطلب حضورًا أمام أمين الفتوى.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مفتى الجمهورية شوقي علام دار الإفتاء دار الإفتاء المصریة مفتی الجمهوریة
إقرأ أيضاً:
"عِلم" تفتتح مكتبًا في مسقط لتعزيز التحول الرقمي في عُمان
الرؤية- ريم الحامدية
أعلنت شركة "عِلم" المتخصصة في الحلول الرقمية المبتكرة، افتتاح مكتبها الجديد في مسقط، ما يمثّل حضورًا مباشرًا لها في السوق العُماني وتأكيدًا على التزامها بدعم الجهود الوطنية في التحول الرقمي، وتوسيع نطاق الشراكات التقنية مع الجهات الحكومية والخاصة في سلطنة عمان.
رعى حفل افتتاح المكتب الجديد في العاصمة مسقط، معالي المهندس سعيد بن حمود المعولي وزير النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، بحضور سعادة إبراهيم بن سعد بن بيشان سفير خادم الحرمين الشريفين لدى سلطنة عُمان، إلى جانب عدد من ممثلي المؤسسات الحكومية والشركات التقنية من سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية.
وتسعى "عِلم" من خلال هذا التوسع إلى تقديم حلول رقمية ذكية ومتخصصة، تُسهم في تحقيق مستهدفات رؤية "عُمان 2040"، من خلال تطوير نماذج تقنية مبتكرة تخدم مختلف القطاعات الحيوية في السلطنة. ويعكس هذا التوسع ثقة الشركة في البيئة الجاذبة التي تتميز بها سلطنة عُمان، بما في ذلك البنية التنظيمية الحديثة، والتوجهات الحكومية الداعمة للابتكار والاستثمار في الاقتصاد الرقمي.
وفي هذا السياق، قال ماجد بن سعد العريفي المتحدث الرسمي ونائب الرئيس التنفيذي لقطاع التسويق في شركة "عِلم": "يمثل افتتاح مكتب عِلم في سلطنة عُمان خطوة استراتيجية تُجسد إيماننا العميق بقدرات هذا السوق وإمكاناته الرقمية، وسنحرص من خلال وجودنا على بناء شراكات نوعية، وتقديم حلول تقنية مخصصة تسهم في رفع كفاءة الأداء الحكومي، وتعزيز الاقتصاد الرقمي المستدام بما يحقق أثرًا ملموسًا يخدم المواطن والمستثمر والجهات الشريكة على حد سواء".
وأسهمت الشراكات الناجحة التي عقدتها "عِلم" مع عدد من الجهات العُمانية، من أبرزها جهاز الاستثمار العُماني ووزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات ومجموعة "إذكاء"، ما يعكس مستوى الثقة المتبادلة بين الشركة وشركائها في السلطنة.
ويُتوقع أن يكون للمكتب دور محوري في دعم مساعي سلطنة عمان نحو بناء بنية أساسية رقمية متقدمة، وتطوير حلول محلية ذات قيمة مضافة، وتعزيز فرص التوظيف ونقل المعرفة، بما يعزز جهود سلطنة عمان في بناء مستقبل تنموي رقمي قائم على الابتكار والتكامل المؤسسي.
يشار إلى أن شركة "عِلم" السعودية، التي تأسست عام 1986، تُعد من كبرى شركات التحول الرقمي في المنطقة، حيث تقدم خدمات إلكترونية متقدمة تدعم التحول الرقمي في مختلف المجتمعات. وتعتمد الشركة على سجل خبرات ثري يشمل تنفيذ أكثر من 500 مشروع، وتطوير أكثر من 64 منتجًا يخدم 15 قطاعًا، مدعومًا بـ45 نموذجًا من نماذج الذكاء الاصطناعي و29 براءة اختراع، وتبلغ إيرادات "عِلم" السنوية نحو 1.7 مليار دولار.