تفاصيل أول دراسة اكتوارية للتأمين على حياة العاملين بالإسعاف
تاريخ النشر: 25th, April 2025 GMT
اختتم الدكتور عمرو رشيد، رئيس مجلس إدارة هيئة الإسعاف المصرية، جولته التفقدية لمحافظة الإسكندرية، والتي تأتي في إطار تفقد استعدادات هيئة الإسعاف المصرية لاستقبال موسم الصيف، حيث تُعد محافظة الإسكندرية أحد أهم المقاصد السياحية الداخلية التي يفد إليها المصطافون من كافة أرجاء الجمهورية.
استهل الدكتور عمرو رشيد الزيارة باجتماع موسع مع سيادة الفريق أحمد خالد حسن سعيد، محافظ الإسكندرية، بديوان عام المحافظة، حيث وجه الدكتور عمرو رشيد الشكر للمحافظ على دعمه للمنظومة الإسعافية بالمحافظة، والذي أثمر عن زيادة التغطية الإسعافية بالمحافظة، بشكل ساهم في رفع معدلات الاستجابة للاستغاثات الإسعافية الخاصة بالحوادث والحالات المرضية الطارئة، التي جاء في مقدمتها افتتاح أول تمركز إسعاف داخل ميناء الإسكندرية لخدمة رواد الميناء، والذي يُعد أحد أهم الشرايين الاقتصادية للمحافظة.
كما تطرق الجانبان في سياق الاجتماع إلى المشروع الطموح الذي تتبناه هيئة الإسعاف المصرية لتطوير مبنى الهيئة بكوم الدكة، والذي يُعد أحد أقدم المنشآت الإسعافية في العالم، وفق تصنيف وزارة السياحة والآثار المصرية، ويضم مركبات إسعافية ووثائق تاريخية وجداريات تعود للحقبة الأولى لنشأة الإسعاف المصري في عام 1902.
وقد أعرب الفريق أحمد خالد حسن سعيد عن تقديره ودعمه لهذا المشروع، وعن أهمية ذلك المبنى بما يضمه من مقتنيات بصفته دليلاً على أن مصر بشكل عام، والإسكندرية بشكل خاص، كانت صاحبة الريادة في مجال العمل الإسعافي المنظم، حيث وجّه سيادته بتوفير مقر بديل لائق لنقل العاملين بمبنى كوم الدكة الحالي، للبدء في أعمال تطوير ورفع كفاءة المبنى مع الحفاظ على طابعه التراثي وقيمته التاريخية.
الإسعاف : تدشين مركز صيانة متكامل بالإسكندريةكما ناقش الجانبان مقترح هيئة الإسعاف لتدشين مركز صيانة متكامل بالإسكندرية لخدمة وصيانة المركبات الإسعافية والأجهزة الطبية التي تضمها، ودور تلك الخطوة في توفير صيانة عاجلة وفورية تسهم في زيادة القدرة التشغيلية لأسطول الهيئة بالمحافظة. وقد أثنى الفريق أحمد خالد حسن سعيد على ذلك المقترح وأكد استعداد المحافظة لدعمه.
وفي ختام اللقاء، أكد الدكتور عمرو رشيد أن الإيجابية البناءة التي لمسها من المحافظ في تذليل كافة المعوقات التي واجهت المنظومة الإسعافية، ساهمت في رفع جودة الخدمات المقدمة للمواطن السكندري، وعن تطلعه لمدّ أواصر ذلك التعاون خلال الفترة القادمة.
و أوضح الدكتور عمرو رشيد أنه يجري حالياً العمل على أول دراسة اكتوارية للتأمين على حياة العاملين بهيئة الإسعاف المصرية، مع الوضع في الاعتبار امتداد ذلك التأمين ليشمل الصرف في حالات الوفاة الطبيعية، وكذلك صرف قيمة التأمين في حال بلوغ الموظف سن التقاعد، كما أكد أنه يدعم كافة المقترحات التي تكفل توفير بيئة عمل صحية للعاملين.
وقد حرص الدكتور عمرو رشيد خلال جولته على لقاء عدد من الفرق والأطقم الإسعافية والإشرافية بمحافظة الإسكندرية، حيث استمع إلى مقترحاتهم ورؤيتهم لتطوير بيئة العمل، وهو الأمر الذي قابله الدكتور عمرو رشيد بترحيب شديد، حيث أكد أن كافة تلك المقترحات تم صياغتها في صورة دراسة مستفيضة لتطوير هيكل الأجور للعاملين بالمنظومة، وقد شهد العام الماضي إقرار أول زيادة استثنائية للأجور للأطقم الإسعافية. وأكد الدكتور عمرو رشيد أن ملف الأجور هو ملف قائم، وتم طرح مقترح جديد أمام الجهات المعنية، وهناك توافق حول عدد من البنود التي وردت بذلك المقترح.
كما تضمنت زيارة الدكتور عمرو رشيد تفقد عدد من نقاط وتمركزات الإسعاف بالمحافظة، حيث شهدت الجولة تفقد مبنى إسعاف الورديان الجديد، ووجه بسرعة استلام المبنى وتجهيزه بالأثاث اللازم لإعاشة الأطقم الإسعافية.
رافق الدكتور عمرو رشيد في جولته كلٌّ من: المهندس محمد عبد العليم الدش، مدير عام الإدارة الهندسية، والدكتور شريف مدحت، مدير عام إدارة التخطيط الاستراتيجي، والدكتور محمد سعدية، مدير عام إقليم الإسكندرية، والدكتورة داليا عادل، مدير فرع هيئة الإسعاف بمحافظة الإسكندرية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: هيئة الإسعاف المصرية هيئة الإسعاف الإسعاف محافظة الإسكندرية وزارة الصحة هیئة الإسعاف المصریة الدکتور عمرو رشید
إقرأ أيضاً:
فاتن حمامة.. سيدة الشاشة التي صنعت مجد السينما المصرية وقلوب الجماهير لا تزال تنبض باسمها
في كل عام ومع حلول 27 مايو، تتجدد ذكرى ميلاد الفنانة القديرة فاتن حمامة، التي لم تكن مجرد نجمة لامعة في سماء الفن، بل كانت حالة فريدة من النقاء الفني والوعي الاجتماعي والذكاء الإنساني، لم تُعرف فقط بجمال ملامحها، بل بعُمق أدوارها وحرصها على تقديم فن نظيف وهادف يعبّر عن واقع المجتمع المصري ويُلامس قضاياه الحساسة ورغم مرور سنوات على رحيلها، لا تزال فاتن حمامة حاضرة في قلوب الملايين وأذهانهم، رمزًا للأنوثة الراقية والموهبة النادرة والالتزام القيمي.
النشأة.. بداية موهبة مبكرة
ولدت فاتن حمامة في 27 مايو 1931 في مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، وسط أسرة تنتمي للطبقة المتوسطة، حيث كان والدها يعمل موظفًا في وزارة التعليم.
منذ طفولتها، بدت عليها ملامح النجومية؛ فقد شاركت في مسابقة لجمال الأطفال وفازت بها، مما لفت أنظار المخرج الكبير محمد كريم، الذي قدمها لأول مرة في فيلم "يوم سعيد" عام 1940 إلى جانب الموسيقار محمد عبد الوهاب، وكانت لم تتجاوز التاسعة من عمرها. ومن هنا بدأت رحلة الصعود، التي ستجعل من هذه الطفلة واحدة من أعظم الفنانات في تاريخ السينما العربية.
مسيرة فنية امتدت لعقود.. رقي وأداء بلا حدود
طوال أكثر من 60 عامًا، أبدعت فاتن حمامة في تقديم شخصيات متنوعة عكست تطور المرأة المصرية وتحولاتها، وتعاونت خلالها مع كبار المخرجين مثل يوسف شاهين وصلاح أبو سيف وكمال الشيخ. جسّدت المرأة القوية، المظلومة، المكافحة، العاشقة، والمتمردة، فتركت بصمة لا تُنسى في كل دور قدمته.
من بين أبرز أفلامها: "دعاء الكروان" (1959)، "أريد حلًا" (1975)، "الحرام" (1965)، "نهر الحب" (1960)، "الخيط الرفيع" (1971)، "أفواه وأرانب" (1977)، "إمبراطورية ميم" (1972)، "بين الأطلال"، "لا أنام"، و"الطريق المسدود".
كما أثرت الشاشة الصغيرة بمسلسلات ناجحة أبرزها "ضمير أبلة حكمت" و"وجه القمر"، الذي كان آخر ظهور فني لها في عام 2000.
فاتن حمامة والسينما النظيفة
لم تكن فاتن حمامة مجرد ممثلة تؤدي أدوارًا مكتوبة، بل كانت تمتلك رؤية وضميرًا فنيًا حيًا. كانت من أوائل الفنانات اللاتي رفضن المشاهد الجريئة أو الأدوار التي تُهين صورة المرأة أو تهدم القيم. بل كانت دائمًا تحرص على أن تقدم رسالة اجتماعية أو إنسانية من خلال كل عمل، لذلك لُقّبت بـ "صاحبة المدرسة النظيفة في السينما المصرية".
زيجاتها.. حبّان في حياتها وثالث كان السكينة
مرت فاتن حمامة بثلاث زيجات شكلت فصولًا مختلفة من حياتها:
عز الدين ذو الفقار: المخرج الذي تزوجته عام 1947 وأنجبت منه ابنتها "نادية"، وكان له دور كبير في بداياتها الفنية.
عمر الشريف: نجم السينما العالمي الذي وقعت في حبه أثناء تصوير "صراع في الوادي"، وتزوجا عام 1955، وأنجبا ابنها طارق، لكن انتهت علاقتهما بالطلاق بسبب حياة عمر الشريف العالمية.
الدكتور محمد عبد الوهاب: وهو طبيب مصري تزوجته عام 1975، وعاشت معه حياة مستقرة بعيدة عن الأضواء حتى وفاتها.
تكريمات وجوائز.. اعتراف عالمي ومحلينالت فاتن حمامة عشرات الجوائز والتكريمات تقديرًا لموهبتها وحرصها على تقديم فن راقٍ، منها:
جائزة أفضل ممثلة من مهرجان طهران الدولي، جائزة أفضل ممثلة من مهرجان جاكرتا، جائزة "نجمة القرن" من منظمة الكتاب والنقاد المصريين، دكتوراه فخرية من الجامعة الأمريكية ببيروت عام 2013، وسام الفنون والآداب من فرنسا.
الرحيل في صمت.. لكن صوتها لا يزال حيًا
في 17 يناير 2015، غابت فاتن حمامة عن عالمنا إثر أزمة صحية عن عمر ناهز 83 عامًا. رحلت في هدوء كما عاشت، لكن ظلت سيرتها تتردد في كل بيت، وكل لقاء عن الفن الأصيل.
خرجت جنازتها من مسجد الحصري بمدينة السادس من أكتوبر وسط حضور فني وجماهيري كبير، مودعين واحدة من أنبل من عرفتهم الشاشة العربية.
إرث لا يُنسى.. مدرسة في الفن والخلق
بموهبتها وثقافتها واحترافها، أرست فاتن حمامة قواعد فنية وأخلاقية لا تزال تُدرَّس حتى اليوم. لم تكن مجرد فنانة، بل كانت صوت المرأة الواعية، والضمير الحي للفن. وفي كل ذكرى لميلادها، يعود جمهورها ليتأمل أعمالها، ويتذكر قيمة فنية وإنسانية قلّ أن تتكرر.
رحلت فاتن حمامة، لكن أعمالها لا تزال تنطق بالحياة، واسمها محفور في الذاكرة العربية كأعظم من أنجبتهم الشاشة المصرية.