وضع حجر أساس مشروع "مرسى" لتزويد السّفن بالغاز في ميناء صحار
تاريخ النشر: 3rd, May 2025 GMT
◄ العوفي: المشروع نقلة نوعية في دعم التحول نحو الطاقة النظيفة
صحار- الرؤية
احتفل في ولاية صحار، بوضع حجر الأساس لمشروع "مرسى" لتزويد السّفن بوقود الغاز الطبيعي المُسال، كأكبر مشروع استثمار مشترك بين أوكيو للاستكشاف والإنتاج وشركة توتال انرجيز، بتكلفة تبلغ مليارًا و600 مليون دولار أمريكي. ويبلغ إسهام توتال إنيرجيز 80% من تكلفة المشروع فيما يبلغ إسهام أوكيو للاستكشاف والإنتاج 20% من الاستثمار المشترك.
رعى حفل وضع حجر الأساس معالي المهندس سالم بن ناصر العوفي وزير الطاقة والمعادن، بحضور عدد من المسؤولين من شركة توتال انيرجيز الفرنسية العالمية والمستثمرين ورجالات الأعمال.
وقال معالي المهندس سالم بن ناصر العوفي: "تؤكد وزارة الطاقة والمعادن التزامها المستمر بدعم مشاريع الشق السفلي لقطاع الطاقة، باعتبارها ركيزة أساسية لتحقيق التكامل الاقتصادي بين قطاعات الصناعة، والتجارة، والموانئ، والخدمات اللوجستية، ويأتي مشروع مرسى للغاز الطبيعي المسال، ثمرة التعاون الاستراتيجي بين شركة أوكيو للاستكشاف والإنتاج وشركة توتال إنرجيز، ليجسد هذا التوجه عبر تطوير بنية تحتية متقدمة لإمداد السفن بالغاز الطبيعي المسال كوقود نظيف بديل".
وأضاف أن هذا المشروع يمثل نقلة نوعية في دعم التحول نحو الطاقة منخفضة الانبعاثات، ويسهم في ترسيخ مكانة سلطنة عُمان كمركز إقليمي موثوق لتزويد السفن بالوقود النظيف، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية عُمان 2040 في مجالات الاستدامة والابتكار الصناعي، كما يعكس المشروع التزامنا بتقديم حلول مسؤولة في قطاع الشحن البحري العالمي، والمساهمة الفاعلة في خفض البصمة الكربونية لهذا القطاع الحيوي.
وتابع العوفي قائلا: "نثمن هذه الشراكة النوعية، ونؤكد أن استثمارات الشق السفلي للطاقة تشكل رافدًا مهمًا للنمو الاقتصادي، وتفتح آفاقًا واسعة لتوليد فرص عمل نوعية ومستدامة، ونقل المعرفة، وتطوير الكفاءات الوطنية، بما يعزز جاهزية السلطنة لتلبية الطلب المتزايد على مصادر الطاقة المستدامة."
من جانبه قال باتريك بويانيه رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة توتال إنرجيز: "خورين برؤية مشروع مرسى للغاز الطبيعي المسال يتحقق، بالتعاون مع شركائنا في شركة أوكيو للاستكشاف والانتاج، وبدعم راسخ من حكومة سلطنة عمان، ويؤكد هذا المشروع الرائد القدرة على إنتاج الغاز الطبيعي المسال بمستويات منخفضة للغاية من الكربون، بما يعزز دوره كوقود للمرحلة الانتقالية على المدى الطويل. من خلال التصاميم الفنية، ونهدف إلى وضع معايير جديدة لمنشآت الغاز الطبيعي المسال منخفضة الانبعاثات حول العالم، كما أننا نقدم حلًا فعالًا لدعم تحول قطاع الشحن نحو الطاقة النظيفة، عبر توفير وقود بحري منخفض الانبعاثات في موقع استراتيجي عند مدخل الخليج."
وذكر المهندس أحمد بن سعيد الأزكوي الرئيس التنفيذي لشركة أوكيو للاستكشاف والانتاج: "نلتزم في أوكيو للاستكشاف والإنتاج بدفع عجلة الابتكار والاستدامة في قطاع الطاقة في سلطنة عمان، ويمثل مشروع مرسى للغاز الطبيعي المسال خطوة أساسية في هذا المجال حيث يعتمد المشروع على أحدث التقنيات، وسنعمل من خلال شراكتنا الإستراتيجية مع توتال إنرجيز على ضمان توفير طاقة أنظف وأكثر كفاءة، وسيلعب المشروع كونه أول مركز لتزويد السفن بالغاز الطبيعي المسال في الشرق الأوسط دورًا رئيسيًا في تقليل الانبعاثات في قطاع الشحن، إضافة إلى تعزيز مكانة سلطنة عمان كمُساهم رئيسي في قطاع الطاقة العالمي، نحن فخورون بأن نكون جزءا من رحلة التحول هذه التي تضع معايير جديدة لحلول الطاقة منخفضة الكربون."
ويتكون المشروع من الشقين العلوي والسفلي؛ حيث يتمثل الشق العلوي في إنتاج 150 مليون قدم مكعب يوميًّا من الغاز من منطقة الامتياز رقم 10، ومن ثم نقل هذا الغاز عبر أوكيو لشبكات الغاز إلى ميناء صحار. أما الشق السفلي فيتمثل في بناء مصنع للغاز الطبيعي المسال بسعة مليون طن سنويًّا، ويتكون من محطة لتوليد الطاقة المتجدّدة من خلال بناء محطة للطاقة الشمسية بقدرة 300 ميجاوات لتوفير احتياجات الطاقة السنوية لمصنع الغاز الطبيعي المُسال.
ويمثل مشروع (مرسى) قيمة مضافة لمحافظة شمال الباطنة ويعكس المكانة الاستراتيجية التي يتمتع بها ميناء صحار باعتباره محورًا رئيسًا في منظومة الطاقة واللوجستيات في سلطنة عُمان، ويُعد خطوة رائدة في دعم جهود التحول إلى الطاقة النظيفة بما يتماشى مع أهداف رؤية "عُمان 2040".
ومن المتوقع أن يسهم في تنشيط الحركة الاقتصادية واستقطاب الاستثمارات، وتوفير فرص عمل نوعية لأبناء المجتمع المحلي، بما سيحدثه من أثر الإيجابي على المستويين الاقتصادي والاجتماعي في محافظة شمال الباطنة وسلطنة عُمان بشكل عام".
وسيُحقق مشروع الغاز الطبيعي المُسال (مرسى) إنجازين لأول مرة على مستوى المنطقة، حيث تتمتع منشأة مرسى للغاز الطبيعي المسال بتصميم كهربائي بالكامل، وترتبط بمحطة طاقة شمسية كهروضوئية بقدرة 300 ميغاواط، والتي ستوفر استهلاك المنشأة من الطاقة السنوية. وبذلك، سيصبح مشروع مرسى للغاز الطبيعي المسال واحدا من أقل مصانع الغاز الطبيعي المسال عالميًا من حيث كثافة انبعاثات الكربون محققاً أقل من 3 كغم من ثاني أكسيد الكربون المكافئ لكل برميل نفط مكافئ وهو ما يشكل خفضا بنسبة 90% عن متوسط كثافة الكربون في مصانع الغاز الطبيعي المسال عالميًا والبالغ قدره 35 كغم لكل برميل نفط مكافئ.
وسيعمل مشروع الغاز الطبيعي المُسال (مرسى) على تأسيس مركز تزويد السفن بوقود الغاز الطبيعي المُسال الأول من نوعه في الشرق الأوسط؛ ليعرض بذلك وقودًا بحريًّا بديلًا متاحًا وبأسعار تنافسية للإسهام في خفض البصمة الكربونية لقطاع الشحن البحري، ويسهم الغاز الطبيعي المُسال مقارنة بالوقود البحري التقليدي.
ويعزّز تنفيذ مشروع مرسى كاستثمار استراتيجي مكانة سلطنة عُمان باعتبارها مركزًا إقليميًّا لتزويد السفن بالوقود النظيف، ويعكس شراكة نوعية بين أوكيو للاستكشاف والإنتاج وتوتال إنيرجيز التي تمثل نموذجًا ناجحًا للتعاون الدولي في تطوير مشروعات الطاقة النظيفة، وسيسهم المشروع في دعم سياسات التنويع الاقتصادي وجذب الاستثمارات الأجنبية وزيادة القيمة المحلية المضافة، تماشيًا مع مستهدفات رؤية "عُمان 2040".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
جنوب أفريقيا تعرض شراء غاز أميركي مقابل إعفاءات جمركية
في إطار زيارته الأخيرة للبيت الأبيض، قدّم الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا عرضًا لنظيره الأميركي دونالد ترامب، يقضي بشراء كميات كبيرة من الغاز الطبيعي الأميركي مقابل حصول بلاده على إعفاءات جمركية على مجموعة من المنتجات الرئيسية.
وأعلنت حكومة جنوب أفريقيا هذا الأسبوع، نيتها استيراد بين 75 و100 مليون متر مكعب سنويًا من الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة، التي تُعد أكبر مصدر عالمي لهذا النوع من الطاقة.
وتُقدّر القيمة المالية لهذه الصفقة بنحو 12 مليار دولار على مدى عقد من الزمن، أي ما يعادل نحو مليار دولار سنويًا.
وفي المقابل، تطالب جنوب أفريقيا بالحصول على إعفاءات جمركية على وارداتها من الولايات المتحدة، تشمل حصة سنوية قدرها 40 ألف سيارة، و385 ألف طن من الفولاذ، و132 ألف طن من الألمنيوم.
وجاء هذا العرض ضمن تحالف تجاري إستراتيجي قُدم في لقاء الرئيس رامافوزا والرئيس ترامب في 21 مايو/أيار الحالي.
علاوة على ذلك، أكدت جنوب أفريقيا رغبتها في التعاون مع أميركا لتطوير تقنيات جديدة مثل التكسير الهيدروليكي بهدف زيادة إنتاج الغاز الطبيعي محليًا.
إعلانوتعكس هذه الرغبة طموح جنوب أفريقيا في تعزيز أمنها الطاقي والاعتماد أكثر على مصادر الطاقة الحديثة.
تشير هذه المبادرة إلى تحرك نشط من جانب جنوب أفريقيا لتعزيز علاقاتها التجارية بالولايات المتحدة، واستغلال فرص الطاقة والتكنولوجيا لتعزيز اقتصادها الوطني وسط تحديات عالمية متزايدة في سوق الطاقة.